أرجوزة تنبيه ذوي القَدْرِ على أحوال طلاب العلم بعد الكِبَر
مِن إفادات الشيخ بَدْر
فائدة في نظم أحوال طلاب العلم بعد كِبَرهم، وتقدُّمهم في السِّنِّ، من إفادات الشيخ العلامة بدر العماش المدني حفظه الله ونفع بعلمه.
نص نصيحة الشيخ سلَّمه الله:
"‏طلاب العلم بعد تقدُّم السِّنِّ ثلاثة:
1- الانقطاع عن العلم، وهذا كثير جدًّا.
2- التوقُّف عند مستوى معيَّن، والمحافظة عليه، وهذا غريب!
3- الاستزادة من العلم، وهذا صعب وقليل.
ولا يثبت الشخص إلا بمشروع علمي، من تدريس أو تأليف، وإلا فمصيرُه: الذبول والأُفُول.
قال محمد آل رحاب: وقد نظمتها، فقلتُ:

أفادنا البدرُ ونِعم الفائدهْ *** مُناصحًا ومُوقِظًا للأفئده
أحوالُ طُلَّابِ العُلُومِ عندما *** تَكْبُرُ سِنُّهم ثلاثٌ اعْلما[1]
الانقطاعُ عن سبيلِ العلمِ *** وهْو كثيرٌ واقِعٌ في القومِ
وبعضُهم على الذي قد حصَّلا *** مِن مُسْتَوًى في العِلْمِ واقفٌ، فَلَا
يحرصُ بَعْدَه على الزياده *** وفي سُواهُ فهْو ذو زهاده
لكنْ مع الحِفْظِ لِمَا قد حَصَّلَهْ *** وهْو غريبٌ قَلَّ أنْ يثبُتَ لهْ
وغيرُهم دَوْمًا في الازديادِ *** مِن طلبِ العلم بلا تَردادِ[2]
لكنهم يا صاحبيْ قليلُ[3] *** فالأمْرُ صَعْبٌ والسُّرَى طويلُ[4]
وخيرُ ما يدعو إلى الثباتِ *** والحفظِ من عوارضِ الشَّتاتِ
أنْ يبدأَ المرءُ بمشروعٍ لهُ *** تَعلُّقٌ بالعلمِ كيْ يَشْغَلَهُ
كأن يُدرِّسَ الذي قد أتْقَنا *** أو يبدأَ التأليفَ فيما أحْسَنا
ومَنْ لذاك يا أُخيَّ أهملا *** حتمًا تراه ذابلًا وآفلا
نعوذ بالله من الخِذلانِ *** والحَوْر بعد الكَور والحِرمان
وأن يكون علمُنا وبالًا *** وسعيُنا هباءً اوْ[5] ضلالٍا
نسألكَ اللهم علمًا نافعًا *** نسألُكَ الصلاحَ والتواضُعَا
ثبِّتْ قلوبنا على الإيمانِ *** واختمْ لنا خاتمةَ الإحسانِ
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــ
[1] قوله: "اعلما": (الأصل: اعلمنْ، بنون التوكيد الخفيفة، قُلِبت ألفًا عند الوقف؛ كقوله تعالى: ﴿ لَنَسْفَعًا ﴾ [العلق: 15].


[2] بفتح التاء، وتنظر أرجوزتي: ((قلائد اللآل في نظم ما جاء على تَفعال))، منشورة على الألوكة.


[3] قوله: "لكنهم يا صاحبي قليل"، وقلت أيضًا: لكنهم بين الورى قليل، ولله دَرُّ القائل:


لقد كانوا إذا عُدُّوا قليلًا *** فقد صاروا أقل من القليلِ


[4] قوله: "السُّرى": هو المسير ليلًا، وفي المثل السائر الشهير: "وعند الصباح يحمد القوم السُّرى"،


ولله دَرُّ جار الله حين قال:


أأبيتُ سهرانَ الدُّجى وتبيتُه *** نومًا وتبغي بعد ذاكَ لحاقي؟!


[5] بالنقل للوزن.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/129705/#ixzz5SgtWb8CA