تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هل الألف واللام في قول الله {الحمد لله} تفيد حصر الحمد على الله؟

  1. #1

    افتراضي هل الألف واللام في قول الله {الحمد لله} تفيد حصر الحمد على الله؟

    السلام عليكم؛

    الألف واللام في قوله تعالى (الحمد لله)، إذا كانت تفيد الإستغراق، فالمعنى يكون أن "كل المحامد هي لله".

    فهل نستفيد من هذا أنّ الحمدَ كله خاصٌّ بالله سبحانه وتعالى؟ أو بتعبير آخر، إذا حمِدَ الشخصُ غير الله في خصلةٍ من الخصال (ليس حمدًا مطلقا، وإنما في خصلة من الخصال)، فهل يكون قد صرف أمرًا يختص الله تعالى به إلى غيره؟ لأننا إذا قلنا أن (ال) في {الحمد لله} هي للإستغراق، ألا يدخل في ذلك كلُّ حمد؟ المطلق منه والنسبي؟

    إذا فسّرنا (الحمد) بالثناء الكامل، فعندها يصحّ أن نقول أنّ الحمد كله خاصٌّ بالله، وأن من صرفه لغير الله يكون مشركا. ويبدوا أنّ ابن عطية فسر الحمد على هذا النحو حين قال: (الْحَمْدُ معناه الثناء الكامل)، وسمعت العثيمين يقول: (الحمد هو وصف المحمود بالكمال الذاتي والوصفي والفعلي مع المحبة والتعظيم). فإذا فُسّر لفظ "الحمد" من أصله على أنه الثناء الكامل والمطلق على المحمود، فإنه كله يكون خاصّا بالله ولا يكون في ذلك إشكال..

    إلا أن أكثر ما رأيت من المفسرين، يفسّرون "الحمد" على أنه "الثناء على المحمود بجميل صفاته وأفعاله"، أو قريبا من ذلك؛ فإذا أخذنا هذا التفسير، فإن معنى الحمد يكون واسعا، ويدخل فيه الثناء الذي يكون بين الناس... ولا شك أنّ الثناء على الشخص بما فيه من الخصال الحميدة ليس مما لا يجوز صرفه لغير الله، وقد أثنى النبيُّ صلى الله عليه وسلم على بعض أصحابه كما في حديث (نِعْمَ الرَّجلُ عبدُ اللَّهِ لَو كانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ) وجاء في حديث الإسراء والمعراج أن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد السلام: (مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح)...

    فكيف يكون تفسير قول الله تعالى {الحمد لله}.

    أرجوا الإفادة، وبارك الله فيكم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,518

    افتراضي رد: هل الألف واللام في قول الله {الحمد لله} تفيد حصر الحمد على الله؟

    بارك الله فيكم اخى الفاضل
    تفضل التفسير







    تفسير قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}
    قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({الحمد للّه ربّ العالمين}
    قال أبو جعفرٍ: معنى {الحمد للّه} الشّكر خالصًا للّه جلّ ثناؤه دون سائر ما يعبد من دونه، ودون كلّ ما برأ من خلقه، بما أنعم على عباده من النّعم الّتي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره أحدٌ، في تصحيح الآلات لطاعته، وتمكين جوارح أجسام المكلّفين لأداء فرائضه، مع ما بسط لهم في دنياهم من الرّزق وغذّاهم به من نعيم العيش من غير استحقاقٍ منهم ذلك عليه، ومع ما نبّههم عليه ودعاهم إليه من الأسباب المؤدّية إلى دوام الخلود في دار المقام في النّعيم المقيم. فلربّنا الحمد على ذلك كلّه أوّلاً وآخرًا.
    وبما ذكرنا من تأويل قول ربّنا جلّ ذكره وتقدّست أسماؤه: {الحمد للّه} جاء الخبر عن ابن عبّاسٍ وغيره.
    - حدّثنا محمّد بن العلاء، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: «
    قال جبريل لمحمّدٍ: قل يا محمّد: الحمد للّه» قال ابن عبّاسٍ: «الحمد للّه: هو الشّكر للّه، والاستخذاء للّه، والإقرار بنعمته وهدايته وابتدائه»، وغير ذلك.
    - وحدّثني سعيد بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا بقيّة بن الوليد، قال: حدّثني عيسى بن إبراهيم، عن موسى بن أبي حبيبٍ، عن الحكم بن عميرٍ، وكانت له صحبةٌ قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «إذا قلت الحمد للّه ربّ العالمين، فقد شكرت اللّه فزادك».
    قال وقد قيل إنّ قول القائل: {الحمد للّه} ثناءٌ على اللّه بأسمائه وصفاته الحسنى، وقوله: الشّكر للّه ثناءٌ عليه بنعمه وأياديه.
    وقد روي عن كعب الأحبار أنّه قال: «الحمد للّه ثناءٌ اللّه ولم يبيّن في الرّواية عنه من أيّ معنيي الثّناء اللّذين ذكرنا ذلك».
    - حدّثنا يونس بن عبد الأعلى الصّدفيّ، قال: أنبأنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني عمر بن محمّدٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، قال: أخبرني السّلوليّ، عن كعبٍ قال: «من قال: الحمد للّه فذلك ثناءٌ على اللّه».
    - وحدّثني عليّ بن الحسن الخرّاز، قال: حدّثنا مسلم بن عبد الرّحمن الجرميّ، قال: حدّثنا محمّد بن مصعبٍ القرقسانيّ، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأسود بن سريعٍ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ليس شيءٌ أحبّ إليه الحمد من اللّه تعالى»، ولذلك أثنى على نفسه فقال: الحمد للّه.
    قال أبو جعفرٍ: ولا تمانع بين أهل المعرفة بلغات العرب من الحكم لقول القائل: الحمد للّه شكرًا بالصّحّة. فقد تبيّن إذ كان ذلك عند جميعهم صحيحًا، أنّ الحمد للّه قد ينطق به في موضع الشّكر، وأنّ الشّكر قد يوضع موضع الحمد، لأنّ ذلك لو لم يكن كذلك لما جاز أن يقال الحمد للّه شكرًا، فيخرج من قول القائل: الحمد للّه مصدر أشكر، لأنّ الشّكر لو لم يكن بمعنى الحمد، كان خطأً أن يصدر من الحمد غير معناه وغير لفظه.
    فإن قال لنا قائلٌ: وما وجه إدخال الألف واللاّم في الحمد؟ وهلاّ قيل: حمدًا للّه ربّ العالمين.
    قيل: إنّ لدخول الألف واللاّم في الحمد معنًى لا يؤدّيه قول القائل حمدًا لله، بإسقاط الألف واللاّم؛ وذلك أنّ دخولهما في الحمد منبئٌّ عن أنّ معناه: جميع المحامد والشّكر الكامل للّه. ولو أسقطتا منه لما دلّ إلاّ على أن حمد قائل ذلك للّه، دون المحامد كلّها. إذ كان معنى قول القائل: حمدًا للّه أو حمدٌ للّه: أحمد اللّه حمدًا، وليس التّأويل في قول القائل: {الحمد للّه ربّ العالمين} تاليًا سورةً أم القرآن أحمد اللّه، بل التّأويل في ذلك ما وصفنا قبل من أنّ جميع المحامد للّه بألوهيّته وإنعامه على خلقه، بما أنعم به عليهم من النّعم الّتي لا كفاء لها في الدّين والدّنيا والعاجل والآجل.
    ولذلك من المعنى، تتابعت قراءة القرّاء وعلماء الأمّة على رفع الحمد من: {الحمد للّه ربّ العالمين} دون نصبها، الّذي يؤدّي إلى الدّلالة على أنّ معنى تاليه كذلك: أحمد اللّه حمدًا. ولو قرأ قارئٌ ذلك بالنّصب، لكان عندي محيلاً معناه ومستحقًّا العقوبة على قراءته إيّاه كذلك إذا تعمّد قراءته كذلك وهو عالمٌ بخطئه وفساد تأويله.
    فإن قال لنا قائلٌ: وما معنى قوله: الحمد للّه؟ أحمد اللّه نفسه جلّ ثناؤه فأثنى عليها، ثمّ علّمناه لنقول ذلك كما قال ووصف به نفسه؟ فإن كان ذلك كذلك، فما وجه قوله تعالى ذكره إذًا: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وهو عزّ ذكره معبودٌ لا عابدٌ؟ أم ذلك من قيل جبريل أو محمّدٍ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ فقد بطل أن يكون ذلك للّه كلامًا.
    قيل: بل ذلك كلّه كلام اللّه جلّ ثناؤه؛ ولكنّه جلّ ذكره حمد نفسه وأثنى عليها بما هو له أهلٌ، ثمّ علّم ذلك عباده وفرض عليهم تلاوته، اختبارًا منه لهم وابتلاءً، فقال لهم: قولوا: الحمد للّه ربّ العالمين وقولوا: إيّاك نعبد وإيّاك نستعين؛ فقوله: {إيّاك نعبد} ممّا علّمهم جلّ ذكره أن يقولوه ويدينوا له بمعناه. وذلك موصولٌ بقوله {الحمد للّه ربّ العالمين} وكأنّه قال: قولوا هذا وهذا.
    فإن قال: وأين قوله: قولوا فيكون تأويل ذلك ما ادّعيت؟
    قيل: قد دللنا فيما مضى على أنّ العرب من شأنها إذا عرفت مكان الكلمة ولم تشكّ أنّ سامعها يعرف بما أظهرت من منطقها ما حذفت حذف ما كفى منه الظّاهر من منطقها، ولا سيّما إن كانت تلك الكلمة الّتي حذفت قولاً أو بتأويل قولٍ، كما قال الشّاعر:





    وأعلم أنّني سأكون رمسًا.......إذا سار النّواعج لا يسير.
    فقال السّائلون لمن حفرتم
    .......فقال المخبرون لهم وزير



    قال أبو جعفرٍ: يريد بذلك: فقال المخبرون لهم: الميّت وزيرٌ، فأسقط الميّت، إذ كان قد أتى من الكلام بما يدلّ على ذلك. وكذلك قول الآخر:







    ورأيت زوجك في الوغى.......متقلّدًا سيفًا ورمحا
    وقد علم أنّ الرّمح لا يتقلّد، وأنه إنّما أراد: وحاملاً رمحًا. ولكن لمّا كان معلومًا معناه اكتفى بما قد ظهر من كلامه عن إظهار ما حذف منه. وقد يقولون للمسافر إذا ودّعوه: مصاحبًا معافًى، يعنى بذالك: سر مصاحبًا معافًى. يحذفون سر واخرج؛ إذ كان معلومًا معناه وإن أسقط ذكره.
    فكذلك ما حذف من قول اللّه تعالى ذكره: {الحمد للّه ربّ العالمين} لمّا علم بقوله جلّ وعزّ: {إيّاك نعبد} ما أراد بقوله: {الحمد للّه ربّ العالمين} من معنى أمره عباده، أغنت دلالة ما ظهر عليه من القول عن إبداء ما حذف.
    وقد روّينا الخبر الّذي قدّمنا ذكره مبتدأً في تأويل قول اللّه: {الحمد للّه ربّ العالمين} عن ابن عبّاسٍ، وأنّه كان يقول: إنّ جبريل قال لمحمّدٍ: قل يا محمّد: {الحمد للّه ربّ العالمين} وبيّنا أنّ جبريل إنّما علّم محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم ما أمر بتعليمه إيّاه. وهذا الخبر ينبئ عن صحّة ما قلنا في تأويل ذلك.
    القول في تأويل قوله تعالى: {ربّ}
    قال أبو جعفرٍ: قد مضى البيان عن تأويل اسم اللّه الّذي هو اللّه في {بسم اللّه}، فلا حاجة بنا إلى تكراره في هذا الموضع.
    وأمّا تأويل قوله {ربّ}، فإنّ الرّبّ في كلام العرب منصرّفٌ على معانٍ: فالسّيّد المطاع فيهم يدعى ربًّا، ومن ذلك قول لبيد بن ربيعة:


    وأهلكن يومًا ربّ كندة وابنه.......وربّ معدٍّ بين خبتٍ وعرعر

    يعني بربّ كندة: سيّد كندة. ومنه قول نابغة بني ذبيان:

    تخبّ إلى النّعمان حتّى تناله.......فدًى لك من ربٍّ طريفي وتالدي

    والرّجل المصلح للشّيء يدعى ربًّا. ومنه قول الفرزدق بن غالبٍ:

    كانوا كسالئةٍ حمقاء إذ حقنت.......سلاءها في أديمٍ غير مربوب
    يعني بذلك: في أديمٍ غير مصلحٍ. ومن ذلك قيل: إنّ فلانًا يربّ صنيعته عند فلانٍ، إذا كان يحاول إصلاحها وإدامتها. ومن ذلك قول علقمة بن عبدة:

    فكنت امرأً أفضت إليك ربابتي.......وقبلك ربّتني فضعت ربوب
    يعني بقوله: (أفضت إليك) أي: وصلت إليك ربابتي، فصرت أنت الّذي تربّ أمري فتصلحه لمّا خرجت من ربابة غيرك من الملوك الّذين كانوا قبلك عليّ، فضيّعوا أمري وتركوا تفقّده. وهم الرّبوب واحدهم ربٌّ؛ والمالك للشّيء يدعى ربّه.
    وقد يتصرّف أيضًا معنى الرّبّ في وجوه غير ذلك، غير أنّها تعود إلى بعض هذه الوجوه الثّلاثة.
    فربّنا جلّ ثناؤه السّيّد الّذي لا شبه له، ولا مثل في مثل سؤدّده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الّذي له الخلق والأمر.
    وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله جلّ ثناؤه {ربّ العالمين} جاءت الرّواية عن ابن عبّاسٍ.
    - حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: «قال جبريل لمحمّدٍ: يا محمّد، قل {الحمد للّه ربّ العالمين}» قال ابن عبّاسٍ: «يقول: قل: الحمد للّه الّذي له الخلق كلّه، السّموات كلّهنّ ومن فيهنّ، والأرضون كلّهنّ ومن فيهنّ وما بينهنّ، ممّا يعلم وممّا لا يعلم. يقول: اعلم يا محمّد أنّ ربّك هذا لا يشبهه شيءٌ».
    القول في تأويل قوله تعالى: {العالمين}.
    قال أبو جعفرٍ: والعالمون جمع عالمٍ، والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، كالأنام والرّهط والجيش ونحو ذلك من الأسماء الّتي هي موضوعاتٌ على جماعٍ لا واحد له من لفظه.
    والعالم اسمٌ لأصناف الأمم، وكلّ صنفٍ منها عالمٌ، وأهل كلّ قرنٍ من كلّ صنفٍ منها عالم ذلك القرن وذلك الزّمان، فالإنس عالمٌ وكلّ أهل زمانٍ منهم عالم ذلك الزّمان. والجنّ عالمٌ، وكذلك سائر أجناس الخلق، كلّ جنسٍ منها عالم زمانه. ولذلك جمع فقيل: عالمون، وواحده جمعٌ لكون عالم كلّ زمانٍ من ذلك عالم ذلك الزّمان. ومن ذلك قول العجّاج:


    فخندفٌ هامة هذا العالم

    فجعلهم عالم زمانه.
    وهذا القول الّذي قلناه قول ابن عبّاسٍ وسعيد بن جبيرٍ، وهو معنى قول عامّة المفسّرين.
    - حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: «{الحمد للّه ربّ العالمين} الحمد للّه الّذي له الخلق كلّه، السّموات والأرضون ومن فيهنّ وما بينهنّ، ممّا يعلم ومثل لا يعلم».
    - وحدّثني محمّد بن سنانٍ القزّاز، قال حدّثنا أبو عاصمٍ، عن شبيبٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: «{ربّ العالمين}: الجنّ والإنس».
    - وحدّثني عليّ بن الحسن، قال: حدّثنا مسلم بن عبد الرّحمن، قال: حدّثنا محمد بن مصعبٌ، عن قيس بن الرّبيع، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه جلّ وعزّ: {ربّ العالمين} قال: «ربّ الجنّ والإنس».
    - وحدّثنا أحمد بن إسحاق بن عيسى الأهوازيّ، قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، قال: حدّثنا قيسٌ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، قوله: {ربّ العالمين} قال:
    «الجنّ والإنس».
    - وحدّثني أحمد بن عبد الرّحيم البرقيّ، قال: حدّثني ابن أبي مريم، عن ابن لهيعة، عن عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قوله: {ربّ العالمين} قال:
    «ابن آدم، والجنّ والإنس كلّ أمّةٍ منهم عالمٌ على حدته».
    - وحدّثني محمّد بن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهدٍ: {الحمد للّه ربّ العالمين} قال:
    «الإنس والجنّ».
    - حدّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازيّ، قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ عن سفيان، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ: بمثله.
    - وحدّثنا بشر بن معاذٍ العقديّ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة: {ربّ العالمين} قال:
    «كلّ صنفٍ: عالمٌ».
    - وحدّثني أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، عن أبي جعفرٍ، عن ربيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، في قوله: {ربّ العالمين} قال:
    «الإنس عالمٌ، والجنّ عالمٌ، وما سوى ذلك ثمانية عشر ألف عالمٍ، أو أربعة عشر ألف عالمٍ -وهو يشكّ- من الملائكة على الأرض، وللأرض أربع زوايا، في كلّ زاويةٍ ثلاثة آلاف عالمٍ وخمسمائة عالمٍ، خلقهم لعبادته» .
    - حدّثنا القاسم بن الحسن، قال: حدّثنا الحسين بن داود، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، في قوله: {ربّ العالمين} قال:
    «الجنّ والإنس»). [جامع البيان: 1/ 135-147]
    قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله عزّ وجلّ: {الحمد لله}
    الوجه الأول:
    - حدّثنا أبي، ثنا أبو معمرٍ المنقريّ ثنا عبد الوارث، ثنا عليّ بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران قال: قال ابن عبّاسٍ:
    «الحمد للّه كلمة الشّكر، وإذا قال العبد: الحمد للّه، قال: [شكرني عبدي]».
    - حدّثنا عليّ بن طاهرٍ، ثنا محمّد بن العلاء -يعني أبا كريبٍ- ثنا عثمان بن سعيدٍ -يعني الزّيّات- ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: «الحمد للّه هو الشّكر للّه، الاستجداء للّه، والإقرار له بنعمه وابتدائه وغير ذلك».
    الوجه الثّاني:
    - حدّثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهبٌ ثنا سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه عن السّلوليّ عن كعبٍ قال: «الحمد للّه ثناءٌ على اللّه»
    .
    الوجه الثّالث:
    - حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الرّحيم الفارسيّ، ثنا بزيعٌ أبو حازمٍ، عن يحيى بن عبد الرّحمن- يعني أبا بسطامٍ- عن الضّحّاك قال: «الحمد رداء الرّحمن».
    الوجه الرّابع:
    - حدّثنا أبي، ثنا أبو معمرٍ القطيعيّ ثنا حفصٌ عن حجّاجٍ، عن ابن أبي مليكة عن ابن عبّاسٍ، قال: قال عمر: «قد علمنا سبحان اللّه، ولا إله إلا اللّه، فما الحمد للّه؟» فقال عليٌّ: «كلمةٌ رضيها اللّه لنفسه». قال أبو محمّدٍ: كذا رواه أبو معمرٍ القطيعيّ، عن حفصٍ.
    - وحدّثنا به الأشجّ فقال: ثنا حفصٌ. وخالفه فيه، فقال فيه:
    قال عمر لعليٍّ رضي اللّه عنهما وأصحابه عنده: «لا إله إلا اللّه، والحمد للّه، واللّه أكبر، قد عرفناها، فما سبحان اللّه؟» فقال عليٌّ: «كلمةٌ أحبّها لنفسه، ورضيها لنفسه، وأحبّ أن تقال».
    منقول


    ارجو أن تكون الاجابة شافية وكافية لما يدور فى داخلك من اسئلة بوركتم




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3

    افتراضي رد: هل الألف واللام في قول الله {الحمد لله} تفيد حصر الحمد على الله؟

    بارك الله فيك أخي. إلا أنّ سؤالي كان مُحدّدا، ولم أجد جوابا لاستفساري فيما وضعتَه هنا .

    أرجوا الإجابة على هذه الأسئلة باختصار (ولْيُدلِي الإخوة بدلائهم في الأمر):

    1- هل "الحمد" يعني مطلق الثناء (فيدخل فيه كل ما هو ثناء)، أم يعني الثناء المطلق (فلا يدخل فيه إلا الثناء الكامل من كل وجه)؟

    2- إن كان "الحمد" يعني مطلق الثناء، فإذا قلنا أن "ال" في قوله تعالى {الحمد لله} هي للإستغراق، هل يكون معنى ذلك أن الحمد كلّه هو خاص بالله، وأنّ من صرف أيّ شيءٍ منه إلى غير الله، فإنه يكون قد صرف بعض خصائص الله إلى غير الله؟

    3- كيف يستقيم أن يقال أن مطلق الثناء هو خاصٌّ بالله وقد علمنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أثنى على بعض أصحابه، وما زال المسلمون يثني بعضهم على بعض بالخير؟

    وبارك الله فيكم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي رد: هل الألف واللام في قول الله {الحمد لله} تفيد حصر الحمد على الله؟

    بارك الله فيكم
    الحمد اذا فسر بالشكر على قول الطبري فلا اشكال , لأن الشكر جائز , بل مرغب فيه كما في الحديث (لا يشكر الله من لا يشكر الناس )
    فصاحب الفضل يستحق الشكر والثناء
    لكن بعض المفسرين كابن كثير اعترض على الطبري في تفسيره بالشكر , وقال ان الحمد أعم منه من جهة تعلقه بما يحمد عليه , وهو أخص منه من جهة تعلقه بما يحمد به
    فالله تعالى يحمد لأجل صفاته اللازمة والمتعدية وكذا أفعاله
    وأيضا على هذا المعنى فلا مانع من اطلاق الحمد على المخلوق , اما لصفاته الجميلة أو لأفعاله الحسنة
    فيقال (فلان يحمد على شجاعته ) كما يحمد على كرمه ,
    وفي الآية (و يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا )) فهذا فيه مذمة لمن نزلت فيهم الآية ,
    لذلك ثبت في الصحيح (أَنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ: اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقُلْ لَهُ: لَئِنْ كَانَ كُلُّ امْرِئٍ مِنَّا فَرِحَ بِمَا أُوتِيَ وَأَحَبَّ أَنْ يُحْمَدَ بِمَا لَمْ يَفْعَلْ معذبا لنعذبن أجمعون. فقال ابن عباس: ...))
    فبين ابن عباس المقصود ورفع الاشكال
    فالمرء بطبيعته يحب أن يحمد ويشكر
    وكذا في الحديث (البس جديدا وعش حميدا ...))
    والحميد هو المحمود , وكذا اسم (محمد) صيغة مبالغة , من المحمود أي كثير المحامد ومثله أيضا أحمد
    أما الحمد الذي يكون لله , فهو أكمله وأجمعه وليس له حد , واللام في (لله ) ليست للاختصاص وانما للاستحقاق فهو يستحق المحامد كلها المتناهية في الكمال
    وان حملت على الاختصاص فالمقصود عندئذ هو حمد خاص لا ينبغي الا لله عزوجل , لأن الفضل كله من عنده هو ابتدأه وهو المتفضل به وما من صفة يحمد عليها مخلوق الا كان الله هو مبتدؤها ورازقها
    والله أعلم

  5. افتراضي رد: هل الألف واللام في قول الله {الحمد لله} تفيد حصر الحمد على الله؟

    جزاكم الله خيرا و بارك بكم
    و الحمد لله على كل حال
    كلما ذكرت فضل الله عليك فقل
    الحمد لله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •