تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: القدر الكافي في الإيمان بصفات الله تعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي القدر الكافي في الإيمان بصفات الله تعالى

    السؤال
    هل العلم بصفات الله ضروري، كما ذكر العلماء، مثل قولهم: بعض صفاته فعلية، والبعض ذاتية، والبعض ذاتية فعلية. فإني لا أدري هل الحب والرضا صفتان ذاتيتان فعليتان، أو فعليتان فقط؟


    الإجابــة
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:


    فالضروري هو الإيمان المجمل بصفات الله تعالى، الثابتة في كتابه، أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.


    وأما التفصيلات والتقسيمات التي يذكرها أهل العلم؛ للإيضاح، أو للرد على أهل البدع، فالجهل بها لا يقدح في صحة الإيمان. وحسبك في بيان هذا القدر الإجمالي ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في أول العقيدة الواسطية.


    حيث قال: ومن الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيز، وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم؛ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل يؤمنون بأن الله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} [الشورى: 11].
    فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه. ولا يحرفون الكلم عن مواضعه. ولا يلحدون في أسماء الله، وآياته. ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه؛ لأنه سبحانه؛ لا سمي له، ولا كفو له، ولا ند له، ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى. فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره، وأصدق قيلا، وأحسن حديثا من خلقه. اهـ.
    ففي هذا القدر كفاية، ومن ذلك الإيمان بصفتي المحبة والرضا، كما يليق بالله تعالى.
    ومع ذلك نقول لمزيد العلم والمعرفة: إن هاتين الصفتين من الصفات الفعلية؛ وهي الصفات المتعلقة بمشيئة الله وقدرته، إن شاء فعلها، وإن شاء لم يفعلها، بخلاف الصفات الذاتِيَّة: وهي التي لم يزل ولا يزال الله متصفاً بها؛ كالعلم، والقدرة، والحياة، والوجه، واليدين ونحو ذلك.قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن قيل: أما كون الكلام والفعل يدخل في الصفات الاختيارية، فظاهر؛ فإنه يكون بمشيئة الرب وقدرته. وأما الإرادة والمحبة والرضا والغضب، ففيه نظر؛ فإن نفس الإرادة هي المشيئة، وهو سبحانه إذا خلق من يحبه كالخليل، فإنه يحبه ويحب المؤمنين ويحبونه، وكذلك إذا عمل الناس أعمالا يراها، وهذا لازم لا بد من ذلك، فكيف يدخل تحت الاختيار؟
    قيل: كل ما كان بعد عدمه، فإنما يكون بمشيئة الله وقدرته، وهو سبحانه ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن؛ فما شاء، وجب كونه، وهو تحت مشيئة الرب وقدرته، وما لم يشأه، امتنع كونه، مع قدرته عليه. اهـ.
    والله أعلم.
    إسلام ويب


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: القدر الكافي في الإيمان بصفات الله تعالى

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    القدر الكافي في الإيمان بصفات الله تعالى
    بارك الله فيك اخى الكريم أبو البراء محمد علاوة -- يقول الشيخ صالح ال الشيخ -فى شرح الأربعين النووية -فإذًا نقول: يمكن أن يسمى مسلمًا ولو تخلف عنه بعض أركان الإسلام، ولا يصح أن يسمى مؤمنًا إن تخلف عنه ركن من أركان الإيمان، إذا تقرر هذا فأركان الإيمان الستة هذه فيها قدر واجب لا يصح إسلام بدونه، قدر واجب على كل مكلف، من لم يأت به فليس بمؤمن، وهناك قدر زائد على هذا تبعا للعلم، أو تبعا لما يصله من الدليل.
    فما هو القدر المجزئ وهو الذي من لم يأت به صار كافرًا؟ فهذا هناك قدر مجزئ في الإيمان بالله، قدر مجزئ في الإيمان بالرسل، قدر مجزئ في الإيمان بالكتب، وقدر مجزئ في الإيمان باليوم الآخر والقدر... إلى آخره.
    أما الإيمان بالله فهو ثلاثة أقسام: إيمان بالله بأنه واحد في ربوبيته، وإيمان بالله بأنه واحد في ألوهيته، يعني: في استحقاقه العبادة، وإيمان بالله يعني: بأنه واحد في أسمائه وصفاته لا مثيل له -سبحانه وتعالى-
    القدر المجزئ من الأول أن يعتقد أن الله -جل جلاله- هو رب هذا الوجود، يعني: أنه هو إلى الخالق له، المدبر له، المتصرف فيه، خالق له، مدبر له، ومتصرف فيه كيف يشاء، هذه الربوبية، بالإلهية بأنه لا أحد يستحق العبادة، أو شيئا من أنواع العبادة، لا أحد يستحق شيئا من أنواع العبادة من الخلق؛ بل الذي يستحق هو الله -جل جلاله- وحده.
    والثالث:
    أسمائه وصفاته - أن يؤمن بأن الله -جل وعلا- له الأسماء الحسنى والصفات العلا دون تمثيل لها بصفات المخلوقين، ودون تعطيل له عن أسمائه وصفاته بالكلية، أو جحد لشيء من أسمائه وصفاته بعد وضوح الحجة فيها له، هذا القدر المجزئ من الإيمان بالله.
    الإيمان بالملائكة القدر المجزئ أن يؤمن بأن الله -جل وعلا- له خلق من خلقه اسمهم الملائكة، عباد يأتمرون بأمر الله -جل وعلا- مربوبون لا يستحقون شيئًا، وأن منهم من يأت بالوحي للأنبياء، هذا القدر هو الواجب.[
    شرح الأربعين النووية] -------سؤال موجه للشيخ صالح ال الشيخ--س1/ يقول: الإيمان بالأركان الستة منها ما لا يصح الإيمان إلا به، ومنها ما يجب على المؤمن أن يعتقده إذا بلغه بالدليل، فأرجو أن تبينوا دليل التفريق في ذلك؟
    ج/ السؤال ما هو واضح من كل جهة، لكن مقصود السائل أنّ أركان الإيمان هي الأركان الستّة المعروفة قال - عز وجل - {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُون َ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} [البقرة:285] ، وقال - عز وجل - {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَة ِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ } [البقرة:177] ، وقال - عز وجل - في ذلك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء:136] ، وقال - عز وجل - {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49] ، فأركان الإيمان الستّة دل الدليل على وجوب الإيمان بها وأنها أركان الإيمان، وهذه الأركان هي التي جاءت في حديث جبريل عليه السلام، قال: ما الإيمان؟ قال «الإيمان أنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُِلهِ وَاليَوْمِ الآخِر، وبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرَّهِ مِنَ الله تعالى» ، هذا الإيمان الواجب متوقّف على العلم، فهذا القَدْرْ المجمل في الإيمان بالله، بالملائكة، بالكتب، بالرسل، القَدْرْ المجمل هذا واجب على كل أحد؛ لأنّه لا يصحّ الإيمان إلا بقدْرٍ منه، وهذا القَدْرْ هو الذي يتوقف عليه الإيمان بهذه الأمور الستّة، ولذلك ذكرنا لك التقييدات، ما ضابط الإيمان بالملائكة الذي يصح به الإيمان؟ ضابط الإيمان بالكتب؟ يعني القَدْرْ المجزئ، ما القَدْرْ المجزئ في الإيمان باليوم الآخر؟ ما القَدْرْ المجزئ من الإيمان بالقدر؟ ذكرناه لكم بالتفصيل
    ما زاد على ذلك -على القَدْرْ المجزئ- فهو راجع إلى العلم فمن عَلِمَ شيئاً وَجَبَ عليه أن يؤمن به من عَلِمَ أن ثَمة ملك اسمه جبريل وجب عليه أن يؤمن بجبريل ...،فإذا ثمة قدر مجزئ من الإيمان هذا شرط في صحة الإيمان، أو هو شرط في صحة الإيمان بهذا الركن الخاص من الأركان الستة، ما بعد ذلك ما هو زائد على هذا القدر المجزئ فهو موقوف على العلم بالدليل، وهذه قاعدة الشريعة.[شرح الطحاوية]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: القدر الكافي في الإيمان بصفات الله تعالى

    قال الشيخ صالح العصيمي في شرحه لثلاثة الأصول .
    ورأس ما ينبغي تعلمه من أركان الإيمان السته هو معرفة القدْر الواجب المجزء من الإيمان بكل ركن مما هو واجب على كل عبدٍ ابتداءً لا يسعهُ جهلهُ ، وهذه المسألة مع جلالتها قلَّ من يُبينها واستقراء أدلة الشرع يفيد أن من الإيمان قدراً يجب تعلمه على كل أحدٍ ليصح الإيمان به وقل مثل هذا في الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الأخر والقدر، وسيأتي ذكرها بما يناسب المحل ، فالقدر الواجب المجزء من الإيمان بالله هو الإيمانُ بوجودهِ رباً مستحقاً للعبادة له الأسماء الحسنى والصفاتُ العُلى ، والقدر الواجب المُجزء من الإيمان بالملائكة هو الإيمان بأنهم عبادٌمن خلق الله وأن منهم من ينزل بالوحي على الأنبياء بأمر الله ، والقدر الواجب المُجزء من الإيمان بالكتب هو الإيمان بأن الله أنزل على من شاء من الرسلِ كُتباً هي كلامه ـ عز وجل ـ ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه وكلها منسوخةٌ بالقرآن ، والقدر الواجب المُجزء من الإيمان بالرسل هو الإيمان بأن الله أرسل إلى الناس رُسلاً منهم ليأمروهم بعبادة الله وأن خَاتمهم هو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ والقدر الواجب المُجزء من الإيمان باليوم الأخر هو الإيمان بالبعث في يومٍ عظيم هو يوم القيامة لمجازاة الخلق فمن أحسن فله الحُسنى وهي الجنة ومن أساءَ فله ما عمل وجزائه النار والقدر الواجب المُجزء من الإيمان بالقدر هو الإيمان بأن الله قدّر كل شيئ من خيرٍ وشر أزلاًولا يكون شيئٌ إلا بمشيئته وإختياره ، فهذه الجملة هي عمود الأقدار الواجبة المجزئة من الإيمان بكل ركنٍ من هذه الأركان ابتداءً وما زاد عنها فإنه قد يكون واجباً باعتبار علم العبدِ بالدليل ووصوله إليه أو يكون مستحباً غير واجبٍ .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: القدر الكافي في الإيمان بصفات الله تعالى

    جزاك الله خيرًا
    نقولات نافعة
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: القدر الكافي في الإيمان بصفات الله تعالى

    .............................. ........

    و يقول محمد خليفة التميمي في كتاب ( معتقد اهل السنة و الجماعة في توحيد الاسماء و الصفات )

    على أساس العلم الصحيح بالله وبأسمائه وصفاته يقوم الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص، وتنبني مطالب الرسالة جميعها، فهذا التوحيد هو أساس الهداية والإيمان وهو أصل الدين الذي يقوم عليه، ولذلك فإنه لا يتصور إيمان صحيح ممن لا يعرف ربه، فهذه المعرفة لازمة لانعقاد أصل الإيمان، وهي مهمة جدا للمؤمن لشدة حاجته إليها لسلامة قلبه وصلاح معتقده واستقامة عمله، فهذه المعرفة لأسماء الله وصفاته وأفعاله توجب للعبد التمييز بين الإيمان والكفر، والتوحيد والشرك والإقرار والتعطيل، وتنزيه الرب عما لا يليق به ووصفه بما هو أهله من الجلال والإكرام.

    وذلك يتم بتدبر كلام الله تعالى وما تعرف به سبحانه إلى عباده على ألسنة رسله من أسمائه وصفاته وأفعاله وما نزه نفسه عنه مما لا ينبغي له ولا يليق به سبحانه.

    والجدير ذكره أن معرفة الله نوعان:

    النوع الأول: المعرفة الإجمالية.

    وهي التي تلزم العبد المؤمن لينعقد بها أصل الإيمان، وهي تتحقق بالقدر الذي يميز العبد به بين ربه وبين سائر الآلهة الباطلة، ويتحقق بها الإيمان
    المجمل، وتجعله في سلامة من الكفر والشرك المخرجين من الإيمان، وتخرجه من حد الجهل بربه وما يجب له.

    وهذه المعرفة يتحصل عليها من قراءة سورة الإخلاص، وآية الكرسي وغيرها من الآيات ومعرفة معانيها.
    ولكن هذه المعرفة لا توجب قوة الإيمان والرسوخ فيه.

    النوع الثاني: المعرفة التفصيلية.

    وهذه تكون بمعرفة الأدلة التفصيلية الواردة في هذا الباب وتعلمها واعتقاد اتصاف الله بها ومعرفة معانيها والعمل بمقتضياتها وأحكامها.

    وهذه المعرفة هي التي يحصل بها زيادة الإيمان ورسوخه، فكلما ازداد العبد علمًا بالله زاد إيمانه وخشيته ومحبته لربه وتعلقه به، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} كما تجلب للعبد النور والبصيرة التي تحصنه من الشبهات المضللة والشهوات المحرمة.





  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: القدر الكافي في الإيمان بصفات الله تعالى

    جزاكم الله خيرا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: القدر الكافي في الإيمان بصفات الله تعالى

    .............................. ...

    يقول الدارمي في نقضه على المريسي

    وَلَنْ يَدْخُلَ الْإِيمَانُ قَلْبَ رَجُلٍ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَزَلْ إِلَهًا وَاحِدًا، بِجَمِيعِ أَسْمَائِهِ وَجَمِيعِ صِفَاتِهِ، لَمْ يَحْدُثْ لَهُ مِنْهَا شَيْءٌ كَمَا لَمْ تَزَلْ وَحْدَانِيَّتُه ُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى .



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •