ـ الشاعر الجزائري الفحل محمد جربوعة
يرد على رئيس تونس
.
▪بعد أن صرح أن تونس دولة مدنية لا علاقة لها بالاسلام و لا بالقرآن.



———
(الشَّيْبُ والعيبُ) هذا قاله المثل*ُ
وقال أسلافُنا: ( بالعار يحتفلُ).

ألستَ تنظرُ في المرآةِ ؟ يا عجبا*
ألاترى الشيبَ في صدغيكَ يشتعلُ؟

وعاقلُ القومِ حين الشيب يأكلهُ*
ينسى الذي كان في الماضي، ويعتزل.ُ

ومَن بسنكَ حين العمر يخذلهُ *
يميل للهِ في ضعف ويبتهلُ.

وأنت بالرد للآياتِ - يا أسفي *
والطعنِ في ما قضاهُ اللهُ منشغلُ.

هذا - وربّكَ- في الأعمار أرذلُها *
(الشَّيْبُ والعيبُ)والإرجا ُ والخَطلُ.

فكيفَ قلتَ الذي قدقلتَ مجترئا*
جننتَ؟ أم أنتَ في ما قلتهُ ثمِلُ؟.

ألستَ تخجَلُ مما صرتَ؟ أم أبدا*
أمثال جنسكَ لا يأتيهمُ الخجلُ؟.

مَنْ أنت؟ ربٌّ؟ نبيٌّ مرسلٌ؟ ملَك*ٌ
يزيدُ في الدينِ ما يهوى ويختزلُ.

وأنت لو نسمةٌ هبّتْ بأمسيةٍ *
لأوقعتكَ كبوّ القشّ(١) يا رجلُ.

من عهدِ فرعون منذ الله أغرقهُ *
وأنتَ بين (دعاوي الشرّ) تنتقلُ.

قضيتَ في الدرب قرنا لم تصل فمتى*
قل لي بربّكَ يا مشؤوم قد تصلُ؟

سوء النهايةِ هذا والشقيُّ على*
خطّ النهايةُ تخطي رجلَهُ السبلُ.

أياتُ ربّكَ تبقى مثلما نزلتْ*
ورغمَ أنفكَ، نتلوها ونمتثلُ.

حتى إذا كنتَ لاترضى،وتكرهها*
تظلُّ في دمنا الشرقيّ تشتعلُ.

ورغمَ أنفِ رياحِ السوءِعاصفةً *
يبقى كماكانَ قبل الصرصرِ الجبلُ.

تبقى المواريثُ(حظِّ الأنثيينِ) ولا*
يبدّل اللهُ ما لم يرضهُ (هُبَلُ).

ماذاربحتَ وهذي الأرض في دمها*
اللهُ ، والدينُ، والقرآنُ، والرسلُ؟

وأنتَ لا شيء لا شيئينِ جعجعةٌ*
عنزٌ يظنّ بجهلٍ أنّه جَمَلُ.

ولستَ وحدكَ في التاريخ (أبقسةٌ)(٢)*
وكلّهم بعدما قالوه قد رحلوا.

يوما سترحل(قلْ لا)ثمّ في كفَنٍ*
إلى المهيمنِ ، يا هذا ستنتقلُ .

ويقرأ الناسُ في التأبين (ذائقةُ) *
وبالشريعة يبقى الحكم والعملُ.

———--------------------
هامش:
١- البوّ: جلد الحُوار أو العجل ، حين يموت ، يُحشى قشا أو تبنا ، ويقرّب من أمه خداعا لها ، لتدرّ الحليب..
٢- أبقسة : جمع بقس ، وهي الأحرف الأولى من اسم المعني بالأمر.....
منقول