قصيدةُ: رسالةٌ إلى ابنِ الأُصُول


عبد العليم محمود فرج حسن

قصيدةُ: [رسالةٌ إلى ابنِ الأُصُول] بمناسبة حفل تخرُّج الدفعة الخامسة والأربعين بكلّية أصول الدين والدعوة بأسيوط (1439هـ / 2018م)


يا ابنَ الأُصُول سَلامُ الله يا رَجُلًا *** عليه منذ بدا كم يُعقَدُ الأَمَلُ
قد اصطُفيتَ لأمرٍ إنْ غدوتَ لَهُ *** أَهلًا , غدوتَ فَخَارًا حيثُ تَرتَحِلُ
والعِلمُ يَفخَرُ أنْ أصبحتَ فارسَهُ *** ويَزدهي بكَ في الدنيا , ويَحتَفِلُ
يا شامخًا , وبكَ الأرجاءُ شامخةٌ *** يا شُعلةً , وبكَ الأمجادُ تَشتَعِلُ
البَدرُ فيكَ مُحَاقٌ إذ بدوتَ لَهُ *** والشّمسُ فيكَ وقد جاورتَها طَفَلُ
وكيف تَعجَبُ مِن حُسْنٍ عَواذِلُنا *** ونَحنُ مِن حُسْن خير الخَلقِ نَشتَمِلُ
أَلفَيتَنَا ولَنَا مِن وِردِهِـ نَهَلٌ *** والنّاسُ مِن وِردِنا تَسقِي , وتَنتَهِلُ
وجئتَنَا ولَنَا مِن رِيِّهِ عَلَلٌ *** ولَم يَزَل لِلورى مِن رِيِّنا عَلَلُ
إنْ راح يَهوَى الفتى غيداءَ مُوْرقةً *** وقلبُهُ مِن هَوى غَيدائهِ ثَمِلُ
يُمْسي ويُصْبحُ في شوقٍ يُقلّبُهُ *** كما تُقلِّبُ جَمرَ الأعيُن المُقَلُ
فنحنُ لمّا نَزَل في حُبِّ سيّدنا *** " محمّدٍ " نَطلُبُ القُربى , ونَبتهلُ
وما الهَوى في هَوى هندٍ ومُهْجتِها *** حيثُ الدَّلالُ , ووجهُ الحُسْنِ , والغَزَلُ
حيث الوِصالُ ووَجهُ البَدرِ مُكتَمِلٌ *** والحُبُّ بينهما بادٍ , ومُكتَمِلُ
لكنّهُ في وِصال العِلم حيثُ لهُ *** لَذَاذَةٌ ما لها نِدٌّ , ولا مَثَلُ
أَشْهَى مِن الماء للظّمآن مَحبَرةٌ *** تَسِيلُ مِن نَبْعِها الأقوالُ , والجُمَلُ
ومُنْيَةُ العُمْر أنْ تَحيَاهُـ مُخْتليًا *** مع الكِتَاب وسِترُ الليل مُنسَدِلُ
يا ابنَ الأُصُولِ رَعاكَ اللهُ مِن بَطَلٍ *** عند الشّدائد أنتَ الشَّهمُ , والبَطَلُ
تَحمِي حِمَى الدِّينِ، والإسلامُ يَقصِدُهُـ *** بالسُّوء قَومٌ، وأنتَ الحائطُ الجَبَلُ
إنْ حَرَّف الدِّينَ أو باعتهُ شِرذمَةٌ *** والزَّيفُ حُجَّتُهم , والمَكرُ , والحِيَلُ
فما لَهُم قِبَلٌ بالعِلم، وهْوَ لَهُ *** بِهِمْ - وقد أَشرَقَت أنوارُهُـ - قِبَلُ
فاطلُبْهُ مُجتَهِدًا، وارجُ النّجاةَ بِهِ *** وكُن على عَجَلٍ , إذْ يُحمَدُ العَجَلُ
واجْهَد على نَيلِهِ، والزَمْهُ مُصطَبِرًا *** وكُن على مَهَلٍ , إذْ يُحمَدُ المَهَلُ
ولا تَكُن مِثلَ مَن جاؤوا لهُ وغَدَوا *** مِثلَ السَّراب وما في كَفِّه بَلَلُ
وإنْ رَأَى البَعضُ هَديًا في ضَلالتِهِ *** فهَديُكَ المُصطَفى , والسَّادةُ الأُوَلُ
فاسلُكْ طريقَ رسولِ الله وامضِ بِهِ *** وكُلُّ ماضٍ مَضَى في دَربِهِ يَصِلُ
واثبُت على الحَقِّ، إنَّ الحَقَّ طُلْبَتُهُ *** لِلحَقِّ، والحَقُّ ما جاءتْ بهِ الرُّسُلُ
كَمْ ضاقت السُّبُلُ المَرجُوُّ نُصْرَتُها *** والحقُّ باقٍ وإنْ ضاقت بهِ السُّبُلُ

وإنْ يَكُن طال عَهْدٌ لستَ تَعهَدُهُـ *** فإنَّما الدَّهرُ في أيّامِهِ دُوَلُ
فاحفظ مَقامَكَ، واحذَر ما يُدَنِّسُهُ *** والعِلمُ يَحفَظُهُ الإخلاصُ , والعَمَلُ
يا ابنَ الأُصُولِ سَلَامُ الله ما رُفِعَتْ *** بكَ الرُّؤؤسُ، سَلَامُ اللهِ يا رَجُلُ