ضغوط العمل عند الأمهات قد تؤثّر في أطفالهنّ


ترجمة : مي أحمد الحمراني – بتصرف –

بواسطة: ريتا جنكيز

وفقا لبحث جديد نشر في علم الأحياء النفسيّ فإنّ تدنّي الرضا الوظيفيّ عند الأمهات العاملات يزيد من مستويات الإجهاد لدى أطفالهنّ ، ولكن بالسماح لهنّ بقضاء المزيد من الوقت في رعاية أطفالهنّ يمكن أن يساعد في الحدّ من هذه الآثار.

لقد وجد هرمون الضغط " الكورتيزول " بنسب عالية في أطفال أمهات وجدن أنّ وظائفهنّ تكون مرهقة عاطفيّاً أو ليست مجزية على الحدّ المُرضي، وذلك مقارنة مع أطفال أمهات أفدن بأنهنّ يجدن الرضا في وظائفهنّ ، وقد أجريت هذه الدراسة على أكثر من خمسين دار رعاية للأطفال .

لقد كانت مستويات " الكورتيزول " في المساء أكثر بمقدار الضعف في الأطفال الذين كانت أمهاتهم أقلّ رضا وظيفيّ . وترى الدراسة أنّ وضع هؤلاء الأطفال في دور حضانة سيساهم بشكل فعّال في تخفيض ضغوطهم .

كما وجد الباحثون أيضاً أنّ الأطفال الذين ينتمون لأسر تعبّر عن نفسها بشكل واضح جداً أو أسر متحفّظة جداً أنّ نسب "الكورتيزول" لديهم هي أعلى من المتوسّط .

و يقول التقرير أنّ هناك حاجة إلى مزيد من الدعم للأمهات العاملات لمساعدتهنّ على تحسين مستوى الرضا الوظيفيّ لديهنّ، وزيادة الخيارات المتاحة لرعاية الأطفال بأسعار معقولة .

المزيد من الوقت في رعاية الأطفال :

لقد تعاون الأطباء التالية أسماؤهم في إعداد الدراسة : الدكتورة "جولي تيرنر كوب" محاضرة في جامعة "باث" وطبيبة نفسية في مجال الصحّة ، الدكتورة "كريستينا كريسا نوثوبولو" من جامعة "كنت" والدكتور "ديفيد جيسوب" طبيب في المناعة العصبيّة من جامعة "بريستول" ، تعاونوا لقياس مستوى " الكورتيزول " وقاموا بأخذ عيّنات من اللعاب في وقت الصباح وفي المساء، وذلك من ستّ وخمسين طفل تتراوح أعمارهم بين 3-4 سنوات . لقد قاموا بإجراء الدراسة على أماكن عمل أمهاتهم ونمط حياتهم في المنزل على مدى ستة أشهر .

تقول الدكتورة "تيرنر كوب" : " قضاء المزيد من الوقت في رعاية الأطفال يشكّل فرقاً واضحاً في مستوى الضغوط لدى الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من تدنّي الرضا الوظيفيّ " ، كما تقول أيضاً : " يمكن أن نساعد في حماية الأطفال من الآثار المترتّبة على كون وظائف أمهاتهم ذات جودة منخفضة ومتعبة عاطفيّاً . وإنّ تأمين الدعم الجيّد في أماكن العمل للأمّهات اللاتي لديهنّ أطفال صغار لهو أمر مهمّ جداً في دعم كلاّ من الأمّ وطفلها " .

أما الدكتور "جيسوب" فيقول : " تحسين الرضا الوظيفيّ للأمّهات العاملات يعني أنّهن أقلّ تعرّضاً للضغوط " وبتوفير دور رعاية أطفال بأسعار معقولة لن يحسّن من جودة نمط الحياة لدى الأمهات وحسب ، بل بعمل ذلك سيحسّن من صحّة أطفالهنّ على المدى الطويل "
التكيّف الصحيّ مع الضغوط :

"الكورتيزول "هو هرمون منشّط ينظّم ضغط الدم ووظائف القلب والمناعة ، ويتحكّم أيضاً في حاجة الجسم للبروتين، والكربوهيدرات، والدهون .

إنّ زيادة إفراز "الكورتيزول " يأتي كردّة فعل للضغوط، سواء كانت بدنيّة " كالمرض ، والصدمات، و الجراحات أو الارتفاع الكبير في درجة الحرارة " أو نفسيّة . إنّه ظاهرة طبيعيّة مهمّة لا يمكن أن نمارس حياتنا اليوميّة من دونها .

وعندما تبقى هذه النسب مرتفعة، أو تتعطّل على نحو ما خلال فترة طويلة من الزمن ، سيكون لها عواقب وخيمة على الصحّة بشكل عامّ . يقول المؤلّفون : " إنّه لمن المهمّ زيادة التكيّف الصحيّ مع الضغوط في الأطفال ، ودور رعاية الأطفال الجيّدة هي أحد الطرق لفعل ذلك " .