تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: التقى به - التقى معه - التقاه

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    841

    افتراضي التقى به - التقى معه - التقاه

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يرى بعض الباحثين أن تعدية الفعل "التقى" بالباء خطأ، وأن الصواب تعديته بنفسه. فلا يقال ( التقيت به في الجامعة) بل (التقيته في الجامعة).
    لكن بعد البحث في الشاملة عثرت على ما يرد هذا الزعم، وأحتاج إلى رأي أهل التخصص.

    والذي عثرت عليه هو قول القلقشندي في صبح الأعشى (ففاض إلى السماء ما التقى بـالشفق من تلك المسالك)

    وقول الجاحظ في آخر رسائله:
    ( وتوكيد المبشر يحتاج من الأعلام إلى دون ما يحتاج إليه المبتدىء لأصل الملة، والمظهر لفرض الشريعة، الناقل للناس عن الضلال القديم، والعادة السيئة، والجهل الراسخ. فلذلك التقى بـشهرة أعلامه، وشرف آياته، وذكر شرائعه، من شهرة بيته وشرف حسبه، لأنه لا ذكر إلا وهو خامل عند ذكره، ولا شرف إلا وهو وضيع عند شرفه.)

    كما أنه ورد في كتاب العين ولسان العرب والتهذيب وتاج العروس نص عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول فيه :
    (وَقَالَ ابنُ عَبَّاس: "الخَضِر نَبِيَ من أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسرائِيلَ، وَهُوَ صاحبُ موسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام الَّذِي التَقَى مَعَه بمَجْمَع البَحْرَين"، وأَنكر نُبُوَّتَه جماعَةٌ من المُحَقِّقين، وَقَالُوا: الأَولَى أَنَّه رَجُلٌ صالِحٌ)

    فجعل التعدية هنا ب "مع".

    وهنا رابط صورة رسائل الجاحظ:

  2. #2

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    الحجة: في كلام ابن عباس رضي الله عنهما

    أما الاحتجاج بكلام الجاحظ والقلقشندي: فلا يصح، بل يستأنس بهما

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    841

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    بارك الله فيك أخي الفاضل على الرد والتفاعل، ولكن بالنسبة للجاحظ والقلقشندي فهما وإن كانا كما ذكرتَ، فهما أعظم وأجل من هؤلاء المعاصرين بما لا شك فيه. فإن كُنَّا ولابد آخذين برأي من أخلى كلامه من الدليل، فرأيهما وهما جبلان شامخان في الأدب والبلاغة أولى من رأي غيرهما من المعاصرين. وإذا كان وقوع الخطأ من أحدهما واردا غير مستبعد، فإن وقوعه منهما معا أبعد.
    هذه وجهة نظري فقط وأرجو مزيدا من التفاعل حتى تتضح هذه المسألة. وحبذا لو أدلى الإخوة بنقول تؤيد هذا القول أو ذاك من كلام العلماء المعتبرين.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    841

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    ومن جملة ما عثرت عليه في الشاملة أيضا: جاء في كتاب الأغاني لأبي الفرج، ط- دار إحياء التراث العربي - بيروت ج22 ص 305: (أخبرنا محمد بن يحيى ومحمد بن جعفر النحوي، قالا: حدثنا محمد بن حماد، قال: التقيت مع دمن جارية إسحاق بن إبراهيم الموصلي يوما، فقلت لها: أسمعيني شيئا أخذته من إسحاق، فقالت: واللّه ما أحد من جواريه أخذ منه صوتا قط) وجاء في معجم اللغة العربية المعاصرة للدكتور أحمد مختار عبد الحميد عمر: - (اتَّفق الأمرُ: وقع عَرَضًا وصُدْفة "اتَّفق أن التقيت به في الخارج") - (حَم [مفرد]: ج أَحْماء: أبو زوج المرأة ومن كان من قِبَله من الرِّجال كأخيه وعمّه، ويشيع استعماله الآن في أبي أحد الزوجين، وهو يعرب بالحركات إلاّ إذا أضيف فيعرب بالحروف (بالواو رفعا وبالألف نصبا وبالياء جرًّا) "هذا حموه- رأيت حماه- التقيت بـحميه".) وجاء في كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه ط- المكتبة التجارية الكبرى بتحقيق محمد سعيد العريان نصان مختلفان عن عبد الله بن الزبير: 1 - ( وقال عبد الله بن الزّبير: التقيت بـالأشتر النخعي يوم الجمل، فما ضربته ضربة حتى ضربني خمسا أو ستا، ثم أخذ برجلي فألقاني في الخندق، وقال: والله لولا قرابتك من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما اجتمع منك عضو إلى آخر.) ج1- ص 85 2 - ( ومن حديث أبي بكر بن أبي شيبة قال: قال عبد الله بن الزبير، التقيت مع الأشتر يوم الجمل، فما ضربته ضربة حتى ضربني خمسة أو ستة، ثم جر برجلي فألقاني في الخندق، وقال: والله لولا قربك من رسول الله صلّى الله عليه وسلم ما اجتمع فيك عضو إلى آخر.) ج5 - ص 70

  5. #5

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    شكر الله لكم

    من أنكر ذلك حجته:
    أن (التقى) يتعدى بالباء للمكان، فتقول: التقيته بالجامعة، أو التقى زيد وعمرو بالرياض، فالباء تدخل على المكان، كقول ذي الرمة:
    بوهبين تسنوها السواري وتلتقي ... بها الهوج شرقياتها وشمالها
    وجاء في سنن أبي داود (3/ 470): (حَتَّى نَلْتَقِيَ بِمَكَانِ الْمَنْصَفِ فَيَسْمَعُوا مِنْكَ).
    وجاء في المصنف لعبدالرزاق الصنعاني (5/ 348، رقم: 9727)، وتفسيره (2/ 111، رقم: 990)، وذكر عير قريش يوم بدر عَنْ عِكْرِمَةَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَنَا، هُوَ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، وَنَحْنُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، فَيَرْتَحِلُ فَيَنْزِلُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، وَنَنْزِلُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يَنْزِلُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، وَنَنْزِلُ بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ نَلْتَقِي بِمَاءِ كَذَا وَكَذَا، كَأَنَّا فَرَسَا رِهَانٍ...
    وجاء في الفتن لنعيم بن حماد (2/ 705، رقم: 1991) عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، وذكر خبرا وفيه: (فَيَلْتَقِي بِهَا الْجَمْعَانِ).

    فهذا أصل استخدامها، فلا يغير عما استخدمته العرب له.
    إلا إن وقفت على ما ينقض هذا من كلام العرب، فيستدرك عليه.
    وإلا جارينا ما بلغنا عن العرب، لا ما استخدمه من لا يحتج بكلامه، وإن كان من كبار العلماء؛ لاحتمال تأثر فصاحته.
    والله أعلم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    841

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    شكرا لك أخي على ما تفضلت به.
    ربما هناك من تطرق للتعدية بالباء للمكان كما ذكرتَ، ولكن الذي تحدثتُ عنه مسألة أخرى ستجدها على هذا الرابط ضمن معجم تقويم اللغة وتخليصها من الأخطاء الشائعة - هلا أمون ص 243، هنـــا
    وذكرها أيضا أسعد خليل داغر في تذكرة الكاتب ص 36.

    وأضيف نصا آخر وجدته في تاريخ الاسلام للذهبي ج6 ص181 هنــا يقول:
    ( وقال أبو زرعة: التقيت معه وحفظت منه أشياء.)

    فلا يُظن بمثل أبي زرعة (ت 264هـ) أن يخطئ في مسألة كهذه مع علو كعبه وجلالة قدره.

    كما ورد في كتاب الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوري ت 282 هـ وكان عالما نحويا ولغويا، أخذ علمه عن العلماء البصريين والكوفيين، وكان راوية للحديث ثقة فيما يرويه، قال:
    (فوجه كليب السفاح بن عمرو أمامه، وأمره إذا التقى بـالقوم، أن يوقدوا نارا، علامه جعلها بينه وبينه)
    "الأخبار الطوال" ج1 - ص 53 - دار إحياء الكتب العربي- بتحقيق: عبد المنعم عامر، ومراجعة: الدكتور جمال الدين الشيال.

    حجة المعارض أنه لم يجد شيئا مما فيه التعدية بالباء، لا أنه وجد نصا ينفي صحة ذلك وإلا لأورده، وليس في عدم عثورهم على شيء حجة، لأن القاعدة أن (من عَلِم حُجَّةٌ على من لم يَعلم)

  7. #7

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    الموقع الأول لم يفتح

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    841

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عبدالله بن محمد مشاهدة المشاركة
    الموقع الأول لم يفتح
    نعم حصل فيه عطب، جزاك الله خيرا على التنبيه أخي الفاضل. وقد عوضت الرابط برابط آخر للكتاب على أرشيف مقتصرا على الصفحة المعنية فقط.
    وهذا نص الكلام لمن تعذر عليه فتحها:

    يقال: التقيتُ به هذا الصباح في الجامعة.
    الصواب: التقيتُه هذا الصباح في الجامعة: لقيتُه. صادفتُه ورأيتُه. فالفعل التقى متعد بنفسه، وليس بالباء.

  9. #9

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    كُلُّ علمٍ لا يُؤخَذُ إلا مِن مَعدنِه، وإلا ضاعت الأصول، واختلطت الأوراق

    فكما أني لا أقبل تصحيح سيبويه لحديث، بل ولا أحتج بلغته، على علو كعبه في العربية
    بل آخذ ما وصل إليه من علم النحو، وأقبل روايته

    ولذا أنكر الأصمعي الراوية استخدام الأديب الأريب ابن المقفع: (الكل، البعض)، وإن ستخدمها الناس وسيبويه والأخفش، وحين جوزها ابن درستويه، أنكر عليه علماء عصره ذلك.

    وإن كان هؤلاء العلماء الأئمة رضي الله عنهم يحتج بهم في اللغة: فليس لكتب لحن العامة أي فائدة
    والله أعلم

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    841

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    نعم أخي أوافقك الرأي، لكل فن أهله، ولكل ميدان فرسانه، ولكن يبعد كثيرا أن يقع حافظ واسع الاطلاع في غلط مثل هذا، أليس قد مر بمسامعه آلاف المصطلحات والتعابير، فسعة حفظه وضبطه تقلل من احتمال وقوعه في الخطأ. ثم إن المهتم بالرواية ليس صاحب تخصص كعهدنا هذا، بل كان يلزمه أن يكون مُلِمًّا إلماما جيدا بشتى العلوم المتعلقة بالرواية وعلى رأسها أساسا العربية، لأنها مفتاح العلوم الاسلامية، وإلا فكيف يميز الخلل في الرواية دون التفطن لوجود لحن فيها مثلا. ولنترك أبا زرعة جانبا، فماذا عن نقل الدينوري وهو لغوي نحوي، أليس من أهل التخصص ؟
    نعم لن نتكل على قول عالم واحد ولكن تعدد النقول عن غير واحد ممن لهم عناية بالعربية يُشعِر بوجود أصل لذلك التعبير، وليس شرطا أن يستفيض كي تثبت صحته وإلا لطرحنا الكثير، كما ليس شرطا أن ينقل كل شيء عن جهابذة اللغة فقط حتى نقبله، فربما كان مثل هذا التعبير جائزا ومقبولا ولكنه قليل الاستعمال بالنسبة لغيره فلم يحتاجوا إلى بيان جوازه، بل إن عدم ذكرهم له ضمن اللحن - على شدة حرصهم على تقويم اللسان - هو في رأيي المتواضع أكبر دليل على صحته وجوازه.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    841

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    هذا ولي رأي أرجو أن يصححه أهل التخصص إن كان فيه خطأ، وهو أن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض كما لا يخفى عليكم، فتأتي الواو مثلا بمعنى الباء، كما ذكر ذلك الهروي النحوي في كتاب "الأزهية في علم الحروف" ص 232 لما قال:
    (( وتكون بمعنى الباء كقولك: "متى أنت وبلادُك"، والمعنى "متى عَهدُك بِـبلادِك". وكقولهم: "بِعتُ الشَّاءَ: شاةٌ ودِرهمٌ"، والمعنى "شاةٌ بـدرهمٍ"، إلاَّ أنَّكَ لَمَّا عَطفتَه على المرفوعِ ارتفعَ بالعطف عليه )) انتهى

    وقد ورد العطف بالواو في صحيح البخاري عند قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( التقى آدم وموسى ... ) فيجوز تبعا لما سبق أن نقول ( التقى آدم بـموسى ... )

  12. #12

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    ربما يجوز
    لكنه لما تعدى (التقى) بالباء لمعنى المكانية كما سمع عن العرب، فاشتغلت الباء لغرض ما، فنقلها من هذا الغرض الذي وضعته العرب لها يمنع من الحكم بالجواز إلا

    أن تنقل عنهم ما يبين أنهم استخدموا الباء للتعدية التي تريدها
    ومثل هذا الأسلوب دوّارٌ قديمًا وحديثا، فعدم الوقوف على الشواهد يقوي جانب المنع
    والله أعلم

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    841

    افتراضي رد: التقى به - التقى معه - التقاه

    لقد نقلت سابقا ما يكفي لإثبات تفشي ذلك الاستعمال بين الناس حتى استعمله كبار أهل البلاغة والأدب وغيرهم فضلا عن صغارهم وعوامهم، وهناك نقول أخرى تركتها لأنها للمتأخرين فقط كالدارقطني وغيره. والقصد أن صدور هذا الاستعمال عن الأعلام البارزين لن يسكت عنه المهتمون بتقويم اللسان قبلنا لو كان فيه خطأ، وهم أشد غيرة على لغة القرآن الكريم من هؤلاء المعاصرين بلا شك، فعدم ذكرهم لشيء بخصوص هذه المسألة هو أكبر دليل على الجواز، وإلا لانتشر وبلغ المانعين فاستدلوا به كحجة.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •