الحج

عبد الرحمن بن ناصر السعدي



عناصر الخطبة
1/فضل الحج وعظيم ثوابه 2/ وصف وفادة الحجاج إلى ملك الملوك 3/ جوانب من هذه الوفادة الكريمة

اهداف الخطبة
التشويق الى حج بيت الله


الحجاج والعمار وفد الله, إن سألوه أعطاهم, وإن دعوه أجابهم, وإن استغفروه غفر لهم.
يا لها من وفادة عظيمة على ملك الملوك, وأكرم الأكرمين، وعلى من عنده جميع مطالب السائلين.
قد غنم الوافدون تكميل إيمانهم, وتتميم إسلامهم، ومغفرة ذنوبهم, وستر عيوبهم, وحط آثامهم.
قد وُعدوا الثواب على المشقات, وما ينالهم من الصعوبات، ووعدوا إخلاف …




كيوم ولدته أمه

الوفادة على الكريم تختلف

المصطافون والحجاج






الحمد لله الذي رتب على حج بيته الحرام كل خير جزيل، وجعل قصده من أجلّ القُرُبات الموصلة إلى ظلّه الظليل، ويسّر أسبابه, وهوّن الوصول إليه والسبيل، وسهّله بلطفه وكرمه غاية التسهيل، وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الجليل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, أكمل الخلق في كل خُلُقٍ جميل، اللّهم صلّ وسلم على محمد, وعلى آله وأصحابه, والتابعين لهم في كل عمل نبيل.


أما بعد:

أيها الناس, اتقوا الله تعالى, واغتنموا الفرص إلى حج البيت العتيق, قال تعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحج:27]، وقال صلى الله عليه وسلم: " من حج هذا البيت, فلم يرفث ولم يفسق, خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
وقال صلى الله عليه وسلم: " والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، وقال صلى الله عليه وسلم:" تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب, كما ينفي الكير خبث الحديد, والذهب والفضة".


الحجاج والعمار وفد الله؛ إن سألوه أعطاهم, وإن دعوه أجابهم, وإن استغفروه غفر لهم.

يا لها من وفادة عظيمة على ملك الملوك, وأكرم الأكرمين، وعلى من عنده ثواب الدنيا والآخرة, وجميع مطالب السائلين، ليست وفادة على أحد من المخلوقين الفقراء المساكين، وإنما هي وفادة على بيته الذي جعله مثابة للناس, وهدى ورحمة للعالمين.

قد غنم الوافدون فيها منافع الدنيا والدين، غنموا تكميل إيمانهم, وتتميم إسلامهم، ومغفرة ذنوبهم, وستر عيوبهم, وحط آثامهم.

غنموا الفوز برضى ربهم, ونيل رحمته وثوابه، والسلامة من سخطه وعقوبته وعذابه.

قد وعدوا الثواب على المشقات, وما ينالهم من الصعوبات، ووعدوا إخلاف ما أنفقوا, ومضاعفته, ورفعة الدرجات.

ووعدوا بالغنى, ونفي الفقر, وغفران الذنوب, وصلاح الأحوال, وحصول كل مطلوب ومرغوب، والسلامة من كل سوء, ومكروه ومرهوب.

يا لها من وفادة تشتمل على تلك المواقف العظيمة، والمشاعر الفاضلة الكريمة، وفادة أهلها في مغنم عظيم في كل أحوالهم، وتنوع في طاعة المولى في جميع أعمالهم، إذا أنفقوا ضوعف أجرهم بغير حساب، أو نالهم نصب ومشقة, فذلك يهون في طاعة الملك الوهاب، أو تنقلوا في مناسكهم ومواقفهم, نالوا به الخير والثواب، فهم في كرم الكريم يتمنون, وفي خيره وبره المتواصل يرتعون.

إذا فرح الوافدون على الملوك بالعطايا الدنية الفانية، فقد اغتبط هؤلاء الأخيار بالعطايا الجزيلة الباقية.

وإذا سارع المترفون إلى المصيف, والنزهة في البلاد النائية, مع كثرة النفقات، تسابق هؤلاء الصفوة إلى المواقف الكريمة, التي وعد أهلها بالخيرات الكثيرة والبركات.

فهل يستوي من قدم أغراضه الدنيّة, واتبع هواه، مع من ترك محبوباته, وسارع لرضى مولاه؟
قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ الزمر: الآية9].