دورنا تجاه قضايانا

مريم الفوزان



عن أي شيء من قضايا أمتي نتكلم؟ وماذا نترك؟ أنتحدث عن قضايا داخلية كانحدار المستوى الأخلاقي لدى الشباب، والبطالة، والمخدرات وغيرها. أم عن قضايا عالمية، من دول بأكملها تئن تحت وطأة الظلم.. فعجباً لأمر أمتي.. في كل مؤتمر لها أوراق، وفي كل قمة لها قضايا، وفي كل بقعة أهلها يُحاربون، وفي كل مكان من جسدها لها جرح نازف.
بين الفينة والأخرى تطالعنا الأخبار ببلد مسلم يُحارب، ويُشرد أهله، وتنتهك حقوقه باسم الإرهاب ومكافحته تارة، وباسم أسلحة الدمار الشامل أخرى، وباسم السلام ثالثة.. وغيرها من المصطلحات التي يُزيّن بها الغرب الكافر قصده وحقده.
تُرى ونحن أمام هذه الفواجع، أيكون موقفنا سلبياً مع قضايا أمتنا؟ أنقف عاجزين ليس لنا حيلة إلا البكاء وإلقاء اللوم على بعضنا البعض؟ أنقف متجاهلين ما يجري لأمتنا وما يحاك ضدنا؟
والحقيقة.. أن الجرح عميق، وأن الأمة تعاني.. ولا يعني تجاهل بعض المسلمين لقضايا أمتهم عدم أهميتها، بل هذا يعكس اهتمامات المسلمين المتدنية.. اليوم.. والله المستعان.
لا أدري.. أنشكو حال المسلمين هناك في العراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها؟! أم نشكو حالنا وغفلتنا؟!
ولئن كانت العراق آخر ما أفزعنا من البلدان المفجوعة، فالغد القريب مُنذر بسقوط أخرى، ما لم نستيقظ من سباتنا واتكالنا على غيرنا من الأمم الكافرة في حل قضايانا، وننفض عنا غبار الكسل والضعف، ونتقلّد سيوف العزيمة والإصرار، والدعاء بالنصر، وبذل الأموال والأنفس في سبيل ذلك.
إن طريق الأمة إلى العزة والكرامة مفتوح، فالله الذي جعلها أمة وسطاً، قادر أن يبدلها عزة بهذا الذل، ورفعة بهذه الضعة، لكن بشرط هو: أن تعود إلى ربها وإلى تحكيم شرعه.