تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الإمساك عما شجر بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي الإمساك عما شجر بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    «ويمسكون عما شجر بين الصحابة؛ ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زِيدَ فيه ونُقِصَ، وغُيِّر عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون؛ إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون.
    وهُمْ مع ذلك لا يعتقدون أنَّ كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره؛ بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة؛ ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إنْ صَدَرَ؛ حتى إنه يُغفر لهم من السيئات ما لا يُغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم.
    وقد ثبت بقول رسول الله ﷺ: «إِنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ»، وأنَّ المُدَّ من أحدهم إذا تصدق به؛ كان أفضل من جبل أحد ذهبًا ممن بعدهم؛ ثم إذا كان قد صدر عن أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد ﷺ الذين هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كَفَّر به عنه؛ فإذا كان هذا في الذنوب المحققة؛ فكيف بالأمور التي كانوا فيها مجتهدين: إن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطأوا فلَهُم أجر واحد، والخطأ مغفور.
    ثم القَدْرُ الذي يُنْكَر مِن فِعْل بعضهم قليل نزر مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة، والنصرة، والعلم النافع، والعمل الصالح.
    ومَن نَظَرَ في سيرة القوم بعِلْم وبصيرة، وما مَنَّ الله به عليهم من الفضائل، عَلِمَ يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء؛ لا كان ولا يكون مثلهم؛ وأنهم هُمْ صفوة الصفوة من قرون هذه الأُمَّة، التي هي خير الأمم وأكرمها على الله»اهـ([1]).


    [1])) «العقيدة الواسطية» (ص120- 122).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الإمساك عما شجر بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم

    عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «لا تسبُّوا أصحاب محمد ﷺ؛ فإنَّ الله عز وجل أمرنا بالاستغفارلهم وهو يعلم أنهم سيقتتلون»([1]).

    [1])) رواه أحمد في «فضائل الصحابة» (18) و(1741)،والآجري في «الشريعة» (1979) و(1980)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنةوالجماعة» (2339) و(2353).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الإمساك عما شجر بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم

    وقال الحافظ الذهبي رحمه الله:
    «كما تقرَّر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة، وقتالهم - رضي الله عنهم أجمعين - وما زال يمرُّ بنا ذلك في الدواوين، والكتب، والأجزاء؛ ولكن أكثر ذلك منقطع، وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيُّه وإخفاؤه؛ بل إعدامه؛ لتصفو القلوب، وتتوفر على حُبِّ الصحابة، والترضِّي عنهم، وكتمان ذلك مُتَعيَّن عن العامة، وآحاد العلماء، وقد يُرَخَّص في مطالعة ذلك خُلوةً للعالم المنصف، العري من الهوى، بشرط أن يستغفر لهم، كما علمنا الله تعالى؛ حيث يقول: ﴿وَالَّذِيْنَ جَاؤُوَا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُوْلُوْنَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِيْنَ سَبَقُونَا بِالإِيْمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوْبِنَا غِلاَّ لِلذِيْنَ آمَنُوا﴾ [الحشر: 10].
    فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفِّرة لِمَا وقع منهم، وجهاد محَّاء، وعبادة ممحِّصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندَّعي فيهم العصمة، نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض، ونقطع بأن أبا بكر وعمر أفضل الأمة»اهـ([1]).


    [1])) «سير أعلام النبلاء» (10/ 92، 93).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي رد: الإمساك عما شجر بين الصحابة الكرام رضي الله عنهم

    وقال الإمام ابن بطة رحمه الله:
    «نكف عمَّا شجر بين أصحاب رسول الله ﷺ؛ فقد شهدوا المشاهد معه وسبقوا الناس بالفضل؛ فقد غفر الله لهم وأمرك بالاستغفار لهم، والتقرب إليه بمحبتهم، وفرَضَ ذلك على لسان نبيِّه، وهو يعلم ما سيكون منهم، وأنهم سيقتتلون؛ وإنما فُضِّلُوا على سائر الخلق؛ لأن الخطأ والعمد قد وُضِعَ عنهم، وكل ما شجر بينهم مغفور لهم ولا يُنظر في كتاب صفين والجمل، ووقعة الدار، وسائر المنازعات التي جرت بينهم، ولا تكتبه لنفسك ولا لغيرك، ولا تروه عن أحد، ولا تقرأه على غيرك، ولا تَسْمَعه ممن يرويه؛ فعلى ذلك اتفق سادات علماء هذه الأُمَّة من النهي عما وصفناه»اهـ([1]).

    [1])) «الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة» (ص265- 267).
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •