ثم لتسألن يومئذ عن النعيم

أمل الورثان

ذات يوم خرج رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال: ما أخرجكما من بيوتكما الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله. قال: والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما فقوما. فقاما معه، فأتى رجل من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحباً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: انطلق يستعذب لنا الماء.. إذ جاء الأنصاري فنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فقال: الحمدلله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً منا. فانطلق فجاء بعذق فيه بسر وتمر ثم جاء بشاة فذبحها فأكلوا حتى شبعوا، فلما شبعوا ورووا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: "والذي نفسي بيده لتسئلن عن هذا النعيم يوم القيامة" أخرجه مسلم.
يخبر الرسول الكريم صاحبيه أنهم مسئولون عن هذه النعمة التي جاءت بعد الجوع الشديد، وهم الصابرون المبشرون بالجنة.
فما أعجب هذه القصة!! وما أقوى أثرها في النفوس..
فكم شبعنا وروينا بل وتمتعنا بما نأكل من غير جوع فهل تفكرنا بهذه النعم؟ فكم نعمة أنعمها الله علينا؟
فهل قلنا "اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر"، صباحاً ومساءً، فمن قالها أدى شكر يومه، فيا أيها الإنسان أنا لا أريد أن أسطر الحرف فقط بل أريد أن أبيّن عظم تلك النعم وأريد أن تفهم وأفهم ونرعي سمعنا إلى قوله تعالى: ]كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى، وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى[. [81ـ82طه]
اللهم إنَّا أتيناك تائبين طائعين، فاهدنا إلى الصراط المستقيم.