الهزيمة الذاتية..

أمل الورثان

قرأت قصصاً من التاريخ، وتأملت تلك الفتوحات، ولمست تلك العزة، عزة المسلمين بالإسلام، عزة في دينهم لأنهم اتبعوا قوله تعالى: ]إن تنصروا الله ينصركم[، فعلموا أن النصر من الله ]وما النصر إلا من عند الله[، وعلموا أن الدين هو الإسلام ]إن الدين عند الله الإسلام[، فاعتزوا بالإسلام وبدين الله.
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه غضب عندما رأى نصرانياً يلبس لباس المسلمين، وهذا الإمام أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ يغض بصره عندما يرى نصرانياً أمامه، ولا يرى غير المسلمين. ولكننا إذا تأملنا حاضرنا اليوم، نرى أنواعاً من المحاكاة، والتقليد للغرب من قبل كثير من المسلمين أوهت عزائمنا ونكّست رؤوسنا! أهذه عزتنا وإسلامنا، صنوف من الانقياد نراه في المسلمين والمسلمات، من قصات شعر أصبحت تطلق بلا حياء بأسماء تلك البلدان اليهودية، وعباءات ذات أزياء عالمية، واستبدلت تلك العيون الدعجاء بعيون زرقاء وخضراء وغيرها، ناهيك عن ألوان الشعر التي حولته إلى لوحة سريالية، وكلماتنا العربية استبدلت بكلمات غريبة.
أهذه عزتنا؟! أم هو مصداق قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "يوشك أن تداعى عليكم الأمم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، قيل: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثيرون لكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن، قالوا وما الوهن قال: "حب الدنيا"..؟ أم نريد أن ينطبق علينا حديث رسولنا الكريم، "من تشبه بقوم فهو منهم"..؟ ألا يكون ذلك ابتلاء لنا في هذا الزمان.. ]ليعلم الله من يخافه بالغيب[؟ ألم يبتلي الله أصحاب السبت، بأن تأتيهم الحيتان يوم السبت وهو محرم عليهم الصيد في ذلك اليوم؟ ألم يبتلي الله المحرمين بصيد وهو محرم عليهم بأن تناله أيديهم ورماحهم؟ ألا يكون ذل ابتلاء في زماننا ]ليعلم الله من ينصره ورسوله بالغيب[؟

ألم يقل في محكم آياته: ]ليبلوكم أيُّكم أحسن عملاً[؟
ألم يقل: ]فأي الفريقين أحق بالأمن[؟
فمن رضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ نبياً ورسولاً أخذته العزة بالإسلام .