أخرج البخاري (3676)، ومسلم (2393)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بَيْنَمَا أَنَا عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْهَا، جَاءَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ الخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ، فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرْيَهُ، فَنَزَعَ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ»، قَالَ وَهْبٌ: «العَطَنُ: مَبْرَكُ الإِبِلِ، يَقُولُ: حَتَّى رَوِيَتِ الإِبِلُ فَأَنَاخَتْ».
قال النووي رحمه الله في «شرح مسلم» (15/ 161):
«وأما قوله صلى الله عليه وسلم في أبي بكر رضي الله عنه: «وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ»؛ فليس فيه حَطٌّ من فضيلة أبي بكر، ولا إثبات فضيلة لعمر عليه؛ وإنما هو إخبار عن مدة ولايتهما وكثرة انتفاع الناس في ولاية عمر؛ لطولها، ولاتساع الإسلام وبلاده، والأموال وغيرها من الغنائم والفتوحات، ومَصَّر الأمصار، ودوَّن الدواوين؛ وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «وَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ»؛ فليس فيه تنقيص له، ولا إشارة إلى ذنب؛ وإنما هي كلمة كان المسلمون يدعمون بها كلامهم، ونعمت الدعامة»اهـ.