زهور السنةإنَّ الحَمْدَ لله، نَحْمَدُه، ونستعينُه، ونستغفرُهُ، ونعوذُ به مِن شُرُورِ أنفُسِنَا، وَمِنْ سيئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِه الله فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومن يُضْلِلْ، فَلا هَادِي لَهُ. وأَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبْدُه ورَسُولُه
ثم أما بعد فهذه مشاركات متجددة الهدف منها بيان أهمية العزو والتخريج والتحقيق مع اشتراطنا على أنفسنا ألا نأتي إلا بما صح منها وتقديم القرينة على ذلك بعزو كل حديث لمصدره من حيث التخريج ،والتحقيق إذا كان في غير الصحيحين
توطئةإن حفظ السنة من حفظ القرآن قال تعالى : "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ . "سورة الحجر / آية : 9 .
فالله عز وجل قد يسَّرَ لكتابه من الدواعي المُلزمة بحفظه ، وقدر له من الأسباب القاضية بحراسته ، مع إحاطته بعنايته وإرادته ما عصمه الله به من الضياع والفقد ، والزيادة والنقص ، والتحريف والتبديل .
أما السنة النبوية المطهرة
فهي محفوظة في جملتها بحفظ الله عز وجل ،لم يُضِعْ منها شيء ، ذلك لأن إرادة الله سبحانه وتعالى حفظ الذكر تقتضي أيضًا حفظ السنة ،لأنها مبينة له ، ففيها شرح مقاصده ، وتفصيل مجمله ، وتخصيص عمومه ، وتقييد مطلقه ،والدليل على منسوخه ،......قال تعالى"وَأَنزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" .سورة النحل / آية : 44
فضياع السنة إذن ـ بغير شك ـ ضياع لجملة من الدين ولقد حاول بعض المفسدين لأسباب مختلفة ،أن يدسوا في السنة ما ليس منها ،فحدَّثوا كذبًا على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، وتقوَّلوا عليه ما لم يقل ، فوضعوا ألوفًا من الأحاديث المكذوبة على لسانه صلى الله عليه وسلم ، ولكن شاء الله تبارك وتعالى أن يحفظَ لهذه الأمة دينها ، فقيض للسنة رجالاً أفذاذًا من خيرة المسلمين دينًا وأمانة وكفاءة ، فوضعوا أدق المناهج العلمية وأعظم القواعد النقدية التي يتميز بها الحديث الصحيح من غيره ، ثم عكف هؤلاء الأئمة الأفذاذ على جمع الحديث وطلب أسانيده ، وقاموا بتدوينه ، ونقد رجاله ، وتمحيص متونه ،
وأقاموا صرحًا شاهقًا من العلوم والمؤلفات الحديثية ،فألَّفوا في صحيحه ، وضعيفه ، وعلله ، ورجاله ، وطبقات رواته ، وسائر فنونه التي تُيَسِّر للباحث التمييز بين ما يصح نسبته إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما لا يصح نسبته إليه .والناظر بعين الإنصاف إلى هذه المؤلفات الكثيرة القيمة ـ في فنون الحديث وعلومه ـ يدرك أنه لم يتوفر لشيء من الكتب على وجه الأرض بعد كتاب الله عز وجل ،ما توفر للسنة النبوية من منهج دقيق ، وتطبيق واع ، وصدقٍ بالغ ، وإتقان كامل ، وحرص شديد على حفظها وصيانتها .
ولا يفوتني عندئذ أن أنبه على ضرورة أن يتحرى المسلمون في رواية الحديث والاستشهادبه ، أو استخدامه في الوعظ والتعليم ، وغير ذلك ،فلا يذكروا على لسان النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـإلا ما يستوثقون من قبوله وعدم رده ،ويتأكدون من توثيق أهل العلم لإسناده ومتنه.
.............................. ........
أصل المعلومة مقتبس من مقدمة جامع الأحاديث القدسية / ج : 1 / ص : 10 . إعداد عصام الدين الصبابطي/بتصرف
للمتابعة اكبسي هنا .