للزوجين: حياة سعيدة بلا تلفاز


العنود الزمام

كثيرا ما يتحدّث المختصّون عن خطر التلفاز والقنوات الفضائيّة على النشء ، لكنّ الكبار ليسوا بمعزل عن هذا ؛ فهو خطر على الحياة الزوجيّة.....فالف ائيّات تتسبّب في ارتفاع حالات الطلاق هذا ما قاله الشيخ سعود المعجب_رئيس محكمة الضمان والأنكحة في الرياض ، وأضاف مسوغاً هذا الحكم :الفضائيّات تدعو إلى تمرّد المرأة على زوجها فهي تظهر لها أنّ الزوج متسلّط وظالم سلب منها حقوقها وحياتها .
كذلك أنّ من أسباب الطلاق مقارنة الزوج لزوجته بنساء الفضائيّات اللاتي جمّلتهنّ كاميرات التصوير _حتى القبيحات أصبحن جميلات بفعل أنواع المكياج .
أضف إلى ذلك ما يحويه التلفاز من تزوير عاطفيّ من إبراز الزوجة في غاية الرقّة واللطف في معاملة زوجها التلفزيوني.
كذلك ما تعرضه القنوات من أفلام جنسيّة وإثارة رخيصة زهدت الأزواج بزوجاتهم وهذا ما حصل للشاب س.م إذ يقول :كنت سعيداً في حياتي الزوجيّة ...لكنّي أدمنت على مشاهدة قنوات الجنس ، وكنت قبل التفرّج على هذه القنوات _كنت أرى زوجتي في عيني أجمل نساء الدنيا ...
والآن بعد سنة من مشاهدة هذه القنوات أصبحت أرى زوجتي قبيحة ...ولم أعد أحبّها ...ولا أرى أنّها مثيرة ....وقد أهملتها بشكل كامل ، وصرت أسعى وراء الفنّانات القادمات من شرق أوروبا ممّا أدّى لطلاقي منها.
ويلعب التلفاز أيضاً دوره في الصمت بين الأزواج، فقد جاء في تقرير لمجلة (بوتين) الألمانيّة أنّ أحد أسباب الصمت بين الزوجين وعدم قدرتهما على إيجاد حوار مشترك بينهما ، وسبق لدراسات أخرى أجريت بإحدى الجامعات الإيطاليّة منذ نحو عامين الإشارة إلى أنّ وجود التلفاز في غرف النوم يؤدّي إلى تراجع العلاقة الحميمة بين الأزواج، وهو ما يؤثّر في درجة التقارب بينهما.
وقد أكّدت دراسة كوريّة أجريت أخيراً حول تأثير التلفاز في الحياة الاجتماعيّة والعاطفيّة بين الأزواج أنّ العيش من دون تلفاز يزيد من حرارة الحبّ بين الزوجين ،ولاحظ الباحثون أنّ الأشخاص الذين أطفئوا أجهزة التلفاز لمدّة ثلاثة أسابيع ...كانت حياتهم أغنى على الصعيد الاجتماعيّ.
وذكرت الدراسة أنّ الامتناع عن مشاهدة التلفاز يمنح كلّ طرف فرصة النظر للطرف الآخر بأسلوب مختلف ، أحد الأزواج المشاركين في الدراسة أكّد أنّه بعد أن اعتادت عيناه التحديق في التلفاز ...أصبح ينظر أكثر إلى زوجته ، ليعيد اكتشاف رقّتها وجمالها .
وهذا يؤكّد انتزاع القنوات القناعة من مشاهديها من أزواج وزوجات ؛ إذ يبكي أحد الأزواج عندما يشاهد القنوات ؛ لأنه يقارن المذيعات بزوجته .
وكما يتأثّر الأطفال بتقليد الأفلام الكرتونيّة فإنّ بعض الأزواج يتأثّر بتقليد المسلسلات ....فقد قام أحدهم بإقامة علاقة محرّمة مع أخرى تأثّرا بمسلسل أقام الممثل (الزوج) علاقة مع أخرى ، وصوّر المسلسل مدى السعادة التي وجدها الزوج في تلك العلاقة المحرّمة، ممّا أدّى الى انهيار زوجة الزوج المقلّد!!