نظرة موجزة في مفهوم القلب والدماغ والعقل:
القلب والدماغ كلاهما مادة، فالأول في الصدر، والثاني في الرأس، أما العقل فهو مناط التكليف حصرًا؛ إذ لو كان الدماغ أو القلب هما مناط التكليف، لكان الإنسان مكلَّفًا من ساعة ولادته؛ لمصاحبتهما له من المهد إلى اللحد، وفي الحديث الصحيح التكليف مرفوع "... عَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَعْقِلَ". أبو داود: 4399.
والعقل ليس مادةً محسوسةً، وإنما هو قوة عاقلة مقيِّدة ضابطة؛ أخذًا من المدلول اللغوي لكلمة: عَقَل.
ومن مهام العقل التوفيق الصحيح بين تأثيرات القلب العاطفية، وتأثيرات الدماغ الفكرية على الإنسان؛ لينتج عن ذلك عملٌ سويٌّ، سواءٌ أكان العمل قلبيًّا خفيًّا، أم بدنيًّا ظاهرًا.
وبالموازنة العقلية الطبيعية يظهر أن الرجال عمومًا أشدُّ استجابةً للتأثيرات الدماغية، أما النساء عمومًا فعلى خلافهم؛ فهنَّ أكثر استجابةً للتأثيرات القلبية، ومن هذا الجانب سمَّى النبي –صلى الله عليه وسلم– النساء: "ناقِصَاتُ عَقْلٍ". البخاري: 304، ولم يقل: ناقصات دماغ!. وهذا من فضل الله على المرأة؛ لأنها بذلك كانت أحنَّ على الأولاد من الرجل، وأصبرَ منه على تربيتهم!.
لكن العقل قد يجنح أو يطيش تحت تأثير النفس أو الشيطان أو التقليد الأعمى، فلا يتمكَّن من إعطاء القلب والدماغ حقَّهما؛ فيحكم على خلاف ما يقتضيه واقع الحال، فتراه يقدِّم حلاًّ عاطفيًّا انفعاليًّا لأمرٍ يقتضي مزيدًا من التأمُّل والتفكر، أو العكس!.
وحتى يصلُح حال العقل البشري جاءت الرسالات السماوية كي يستنير بنورها، ويتقيد بأحكامها في توجيه السلوك، وإعمار القلوب!.
والله تعالى أعلم.
أخوكم: كمال الدين جمعة بكرو.