تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حقائق صادمة عن البخاري!!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    504

    افتراضي حقائق صادمة عن البخاري!!!

    الحمد لله العزيز القهار، الذي قصم كل متكبر جبار، وكل من طغى وعلى السنة جار.
    والصلاة والسلام على سيد الأبرار، وآل بيته الأطهار، وصحابته الغر الأخيار.

    أما بعد،
    فلا يخفى ما في هذا المقطع من مين، وقد قام به نكرة مجهول العين.
    ولكن قبل الكلام عن المقطع نتكلم عن نشر المقطع:
    فقد ذهبت إلى قناة صوت المغرب على اليوتيوب فوجدت أن من شاهد المقطع حتى اللحظة أقل من أربعة آلاف والربع! إي والله.
    فعجبت كيف هذا المقطع ينتشر ولم يشاهده إلا هذا العدد الضئيل، بل إن مقاطع الطبخ والطهي لتنال أضعاف هذا العدد بمرات.
    ثم لم يلبث عجبي أن زال، وتبدد الغيم في الحال ... فوجدت صفحة قناة الحرة على الفيس بوك، وقد شاهدها ما قارب 2 مليون شخص!!!
    وبمقارنة تاريخ نشر المقطع على اليوتيوب - وهو 30 يناير 2018 - وتاريخ نشر المقطع على صفحتهم - وهو 31 يناير 2018 -،
    فمن أين لمقطع مجهول - لم يشاهده عدد يذكر وقتها -: أن ينشر على صفحة قناة تلفزيونية على الفيس بعدها بأقل من 24 ساعة، بل لعلهم أيضا قد نشروه على قناتهم التلفزيونية أيضاً؟!
    وهذا مما يثير تساؤلات حول الهدف والغاية من نشر هذا المقطع، كما يبين مدى تأثير الإعلام وفاعليته في نشر الشبهات.

    وبرؤية أولية للمقطع
    فعنوان المقطع عنوان تشويقي - وقد انقرضت هذه العناوين وفقدت بريقها منذ أمد بعيد -،
    فهو من بابة " تعلم اليابانية بدون معلم في يوم واحد " أو " كيف تكون محققا في أسبوع " - وإن كانت الأولى أيسر من الثانية بكثير -.

    ثانيا: صاحب المقطع: نكرة مجهول العين. ولا يهم ذلك كثيرا، لأننا نناقش فكرة لا شخص، ومعلومات وحقائق لا أوهام وأكاذيب.

    هذا نهاية الكلام عن المقدمات قبل المقطع،
    إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة، ولا يكن همك أن تتحدث به.


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    504

    افتراضي

    أما المقطع نفسه فهو مقطع صغير الحجم والقدر، نشر كالعادة جهالات وضلالات، كما أنه لم يخل من أكاذيب.
    ويلفت النظر الإخراج الجيد للمقطع، الذي لا أظن أن فرد وحده يستطيع القيام به.

    يبدأ المقطع بذكر اسم البخاري ...
    وتظهر حوله علامات استفهام، وكأن البخاري هذا مجهول لا يعرف من هو ولا حياته التي أفردت بالترجمة!
    ثم يذكر لنا صاحب المقطع معلومات أولية عن الإمام البخاري كاسمه وتاريخ مولده ووفاته،
    وقد أخذها من ويكيبيديا، بل حتى الرمز الذي وضعته له وضعه في الفيديو!!!

    وليته أنصف ووضع اللقب الذي وصفته به الموسوعة الحرة ويكيبيديا، ألا وهو : أمير المؤمنين في الحديث.
    وليته ذكر من سيرته ما ذكرته عنه ويكيبيديا، والتي وثقت في ترجمة البخاري ما يربو على 160 نقل من عدة مراجع مختلفة.
    وعموما؛ فهذا أول التشهي في القص واللصق، وليس بآخره.

    1- ثم ذكر أول معلومة صادمة، وهو أنه ليس عربيا!
    ولا يدري هذا الفدم أنه " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى "، فلسنا من أنصار القومية لا العربية ولا الشعوبية.
    وما ضر سلمان أنه فارسي، ولا صهيب أنه رومي، ولا بلال أنه حبشي.
    بل أعلنها سلمان الفارسي مدوية:
    أبي الإسلام لا أبي لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم

    أما إن أراد أنه لا يحسن العربية كأهلها، فهي طامة كبرى؟!
    إذ أن الإسلام عم كل البلاد، وأصبحت الشعوب المؤمنة تسارع في تعلم لغة القرآن ليفقهوه ويتقنوه.
    وقد ذكرنا أن الصحابة الذين لم يكونوا عرب - كسلمان - اتقنوا العربية، فما بالك بمن أسلم جده قبله بأمد بعيد.
    وقد ذكر العلامة د. ناجي معروف في كتابه " عروبة العلماء المنسوبين إلى البلدان الأعجمية في خراسان " في الفصل العاشر من المجلد الثاني أن البيئة في خراسان كانت عربية، وذكر أدلة كثيرة في هذا الباب.

    *** ثم نأتي للتشكيك الصريح، الذي لم يتأخر عن بدأ المقطع إلا بعشرين ثانية فقط.
    أن بينه وبين الرسول 200 سنة، وهي مرحلة مات خلالها كل الصحابة ... حقا؟!
    ومن قال أنه شرط لكي تروي الحديث أن تسمعه من الصحابي مباشرة؟!
    وسيأتي الكلام على الرواية في حينه. لذا لم أعطها ترقيماً.

    2- ثم عاد - لافتقاده المنهجية وللتشتيت وإمعانا في التضليل - ليذكر أن البخاري عاش في منطقة أوزباكستان حاليا، ولم يذكر أنها بخارى قديما، وإليها ينسب البخاري.
    ثم يزيد في الكذب ويدعي أنها منطقة على الهامش أي بعيدة عن المراكز الدينية.
    ويزيد كذبا ومينا في أن رحلاته إلى بغداد ومكة ومصر كانت قصيرة،
    وحقيقة أنا لن أتعب نفسي بمراجعة كتب التاريخ والتراجم، فقد كفتني ويكيبيديا - التي ينقل عنها ما يشاء - في النقل والتوثيق،
    قال الخطيب البغدادي: «رحل في طلب العلم إلى سائر محدثي الأمصار، وكتب بخراسان، والجبال، ومدن العراق كلها، وبالحجاز والشام ومصر.»
    قال البخاري: «
    دخلت بغداد آخر ثمان مرات، كل ذلك أجالس أحمد بن حنبل. فقال لي في آخر ما ودعته: يا أبا عبد الله، تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان!»
    وقال: «
    لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم أهل الحجاز ومكة والمدينة والكوفة والبصرة وواسط وبغداد والشام ومصر لقيتهم كرات قرنا بعد قرن ثم قرنا بعد قرن أدركتهم وهم متوافرون أكثر من ست وأربعين سنة، أهل الشام ومصر والجزيرة مرتين، وبالبصرة أربع مرات في سنين ذوي عدد، وبالحجاز ستة أعوام، ولا أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد.»
    وبعد ذلك يدعي صاحب المقطع أن رحلات البخاري كانت قصيرة - رغم أن الكلام أمامه في الموسوعة الحرة -، فانظر إلى الكذب والتحريف!

    3- ثالثة الأثافي كذبه أن معظم أحاديثه تساعيات.
    يا رجل اتق الله، فلو أنك تحدثنا عن كتاب مفقود لما صدقناك:
    أ. إمام رحل لسماع الحديث وهو صغير،
    ب. بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم مائتي عام (كما ذكرتَ أنت في أول المقطع)
    فلو قلنا أن متوسط عمر الطبقة أو الجيل 40 سنة ، لكان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم خمسة وسائط.
    أما والكتاب موجود، وأسانيده فيه مبثوثة فسنجد:
    أن اعلى ما فيه 23 حديثا ثلاثيا،
    وأنزل ما فيه هو الحديث التساعي: وهو حديث واحد لا غير، وهو حديث " ويل للعرب من شر قد اقترب " .
    أما غالب الكتاب أحاديثه رباعية وخماسية وسداسية، وهو حول ما قدمناه من متوسط عمر الجيل.
    وهو - في المتوسط - نصف عدد رجال الإسناد الذين ذكرهم صاحب المقطع،
    وهذا يفيدك ما عند هذا الرجل من الكذب والتدليس والتلفيق.
    فليست العبرة بقلة عدد الرواة - أي علو الإسناد -، أو كثرتهم - أي نزول الإسناد -.
    بل العبرة بجودة الإسناد وصحته، كما قال ابن المبارك رضي الله عنه.

    ونكمل مع صاحب المقطع بعد الصلاة إن شاء الله.
    إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة، ولا يكن همك أن تتحدث به.


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    504

    افتراضي

    4- ثم تكلم عن شروط الحديث الصحيح واختزلها في:
    العدل ، والصدق (وهو نفس الشرط السابق) ، عدم التدليس (يريد اتصال السند).
    ولم ينص على شرط الضبط وهو من أهم المهمات عند المحدثين،
    ولم يتكلم عن اشتراط انتفاء الشذوذ والنكارة، ولا انتفاء العلة عن الحديث.

    وسواء كان غدم ذكره عن جهل بشروط الحديث الصحيح أو قصد،
    فكيف أن يتكلم في شروط المحدثين بل إمام المحدثين وأمير المؤمنين البخاري، وهو لا يعرف شروط الحديث الصحيح بشكل منضبط.
    أما هذا فقد نادى على نفسه بالجهل التام والتدليس القبيح.

    5- وهي أهم ما تمسك به صاحب الفيديو ومن تابعه، وهي مسألة تدوينه الصحيح في 16 عام من 600 ألف حديث،
    وأن ذلك يحتاج أكثر من مئتي عام.
    وهذا كلام كسابقه ينم عن فقر علمي شديد وجهل مدقع فريد.
    فإن هذا كلام من لا يعرف معنى الحديث، ثم فيه عدة مغالطات سأبينها إن شاء الله.
    أ. فإن المراد بالحديث هنا هو المرفوع والموقوف والمقطوع، أي ما انتهى إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم (وهو المرفوع)،
    أو انتهى إلى الصحابة (وهو الموقوف)، أو التابعين فمن دونهم (وهو المقطوع).
    ومعلوم أن البخاري ذكر في كتابه الصحيح ما اتصل إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم خاصة.

    ب. ثم الحديث عند المحدثين = سند + متن. فلو اختلف السند في راو واحد فهذا حديث جديد.
    فلو قلنا أن حديث ابن عمر أنه كان يكري مزارعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمداره عند البخاري عن نافع عن ابن عمر
    إلا أنه رواه في (3/123، رقم 2286) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر به.
    ورواه في (3/141، رقم 2343) قال: حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر به.
    فكما ترى فهذا الحديث مداره واحد (وهو نافع عن ابن عمر)، إلا أنه لما اختلف إسناد البخاري فيه جعله حديثين.

    ج. المغالطة الثالثة أنه أوهم من يشاهده أن البخاري نقد ال 600 ألف حديث التي يحفظها، فكان عنده الصحيح فقط هو 7600 حديث فقط، وسائرها لا تصح.
    وهذا خطأ ، فالبخاري لم يلتزم إخراج كل الصحيح الذي يرويه، بل أخرج أهم الأحاديث الصحيحة،
    ومسألة انتقاء بعض الصحيح معروفة، وقد نص مسلم - وهو خريج البخاري وتلميذه - على أنه ترك من الصحيح خشية الإطالة، وهو تابع في ذلك للبخاري.

    د. أما الحسبة التي حسبها فهي خاطئة من أساسها.
    وهذا أدل دليل على أنه يستخف بمشاهديه.
    لأنه يفترض افتراض (تخيلي) أن البخاري سيدرس إسناد 600 ألف حديث، وقدمنا أن ذلك يحوي الموقوف والمقطوع.
    ثم إن الممارس لهذا العلم يعلم أن الناقد لا يدرس كل حديث على حدة (لوحده) بمعزل عن أخيه،
    ففي المثال السابق سيحتاج البخاري (على زعم صاحب المقطع) إلى نصف ساعة لدراسة الإسنادين،
    وهذا شيء تخيلي، يستخدمه إما لجهله أو ليستخف فيه بعقلية المستمع.
    فإن الكمبيوتر (وهو جماد) يستطيع تخريج مائة حديث في الدقيقة الواحدة،
    فما بالك بمن لازم أئمة النقد كأحمد وابن المديني وغيرهم، بل شهد له شيوخه بالتفوق في النقد، وقد مدحه ابن المديني وهو إمام العلل.
    ولذلك تعمد المدلس عدم التعرض لذكر العلل في شروط الصحة، لأن من يعرف صنيع أئمة العلل يجد أنهم لسعة حفظهم يجيب عن الحديث ويبين اختلاف طرقه ورواياته في دقيقه. (راجع علل ابن أبي حاتم، فهو يسأل أباه عن الحديث فيجيبه لحظيا عن الحديث وطرقه ويرجح الأقوى)
    وأشبه ما يكون ذلك بالطبيب الماهر الحاذق، فترى الطبيب المبتدئ ربما جلس مع المريض الواحد نصف ساعة ليشخص المرض، أما الاستشاريون الماهرون فلا يحتاج أكثر من دقيقتين لتشخيص المرض وكتابة الوصفة الطبية، ولا أدل على ذلك من أنك تدخل عيادة الاستشاري الواحد فتجد 50 حالة في العيادة، وفي خلال ساعتين تجد الطبيب في منزله قد أنهى عمله بكل براعة.

    6- الطعن في شخص البخاري وعلمه، وأنه لم يكن موضع إجماع.
    وهذه صنعة من أصبح خاوي اليدين، عن النقد العلمي المتين.
    فإن البخاري ممن تواترت إمامته ومن بلغ هذه المرتبة لا يسأل عنه،
    فقد سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه؟ فقال: " مثل إسحاق يسأل عنه؟! إسحاق عندنا إمام من أئمة المسلمين ".
    وسئل يحيى بن معين عن أبي عبيد؟ فتبسم وقال: " مثلي يسأل عن أبي عبيد؟! أبو عبيد يسأل عن الناس ".
    وقد أصل الخطيب البغدادي هذه القاعدة قائلا: " ومن جرى مجراهم في نباهة الذكر، واستقامة الأمر، والاشتهار بالصدق والبصيرة والفهم، لا يسأل عن عدالتهم، وإنما يسأل عن عدالة من كان في عداد المجهولين، أو أشكل أمره على الطالبين ".
    ولما ذكر الحافظ العقيلي علي بن المديني في كتابه الضعفاء لكلام قيل فيه، علق الإمام الذهبي قائلا: " أفما لك عقل يا عقيلي، أتدرى فيمن تتكلم! وإنما تبعناك في ذكر هذا النمط لنذب عنهم ولنزيف ما قيل فيهم، كأنك لا تدرى أن كل واحد من هؤلاء أوثق منك بطبقات ".
    وعلى العموم ما ذكره ليس بجديد
    وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل: قدم محمد بن إسماعيل الري سنة خمسين ومائتين وسمع منه أبي وأبو زرعة، وتركا حديثه عندما كتب إليهما محمد بن يحيى أنه أظهر عندهم بنيسابور أن لفظه بالقرآن مخلوق.
    فعلق الإمام الذهبي في السير: إن تركا حديثه أو لم يتركاه، فالبخاري ثقة مأمون محتج به في العالم.
    وقال السبكي في الطبقات: إن موقف الذهلي من البخاري آت من حسده له.
    إذن فالموضوع أصله من داء النفوس والحسد، الذي قل أن يسلم منه الأقران المتعاصرون إلا أقل القليل.
    وليس له أي علاقة بالطعن في شخص البخاري ولا علمه ولا شيء.

    ونكمل آخر مقطع في التالي إن شاء الله.
    إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة، ولا يكن همك أن تتحدث به.


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    سلمت يمينك، جزاك الله خيرًا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    504

    افتراضي

    7- الطعن في صحيح البخاري،
    بعد أن فرغ (في زعمه) من الطعن في البخاري نفسه (وأنه ليس موضع إجماع أبداً)
    ذكر من طعن في الصحيح، أن منهم: الدارقطني وأبو علي الجياني والحافظ زين الدين وغيرهم.
    هكذا ذكر أنهم طعنوا في الصحيح مطلقا، وهذا كذب لا ريب فيه.
    فالفرق بين الطعن في كتاب ما وانتقاده، هو الفرق بين الهدم والبناء، فالطعن هدم والنقد بناء.
    أ. أما الحافظ الدارقطني فقد انتقد على البخاري ومسلم عدة أحاديث، وكان نقده منصبا على أسانيد هذه الأحاديث، مع تسليمه بصحة متونها.
    فكم حديثا انتقد؟ انتقد الدارقطني قرابة 100 حديث على البخاري (الذي خرج في صحيحه 7600 حديث)
    أي أن نسبة الخطأ التي ذكرها الدارقطني وانتقدها على البخاري لا تبلغ 1.5% من جملة الكتاب! فهل هذا يطعن في الصحيح!!
    وهذه النسبة السابقة على فرض التسليم بصجة كل الاعتراضات، فكيف وقد رد انتقادات الدارقطني جماعة من الحفاظ، كالحافظ ابن حجر وغيره.
    نعم يصفو للإمام الدارقطني انتقاده في بعض الأحاديث، فكان ماذا؟ ليس من شرط الثقة ألا يخطأ.

    ب. أبو علي الجياني، وقد ذكر انتقاده المذكور في كتابه العظيم " تقييد المهمل وتمييز المشكل من الأسماء والأنساب ممن ذكر في الصحيحين " .
    فالكتاب أصالة لخدمة تراجم الرواة وأسانيد الصحيحين، أتراه يطعن في صحيح البخاري ثم يخدمه هذه الخدمة الجليلة ويضيع أوقاته الثمينة في خدمة كتاب مطعون فيه؟!!
    والأوهام الواقعة فيه هي من باب التصحيف في الأسماء أو الخطأ في نسبة الراوي، وليس لها أي دخل بتصحيح المتون أو تضعيفها.
    فنجد أول وهم ذكره في البخاري أنه قال: حدثنا عمر بن خالد. فقال الجياني: والصواب عمرو بن خالد.

    ج. أما الحافظ زين الدين المذكور فلا أدري من هو،
    بل لعل من ذكره لا يدري من هو، إنما قرأ النص الذي أعدوه له فقط.

    8- والمسلك الأخير للطعن هو الطعن في أحاديث بعينها.
    مثل حديث قتل المرتد وحد الرجم والشاة التي أكلت بعض القرآن (كما زعم) وأن الرسول صلى الله عليه وسلم حاول الانتحار.
    يا الله؛ ما أسهل إلقاء الشبهات مرسلة، وما أصعب أن يتشربها المسلم دون نقد أو تمحيص أو حتى محاولة لردها.
    أ. أما حديث قتل المرتد وحد الرجم فقد أجمعت الأمة على صحتها، والعمل بها، ولم ينفرد بإخراجها البخاري بل أخرجها جماعة من الأئمة.
    فحديث " من بدل دينه فاقتلوه " أخرجه الطيالسى (ص 350، رقم 2689) ، وأحمد (1/282، رقم 2552) ، وابن أبى شيبة (5/563، رقم 28992) ، وأبو داود (4/126، رقم 4351) ، والترمذى (4/59، رقم 1458) وقال: صحيح حسن. وابن ماجه (2/848، رقم 2535) ، والنسائى (7/104، رقم 4059) ، وابن حبان (10/327، رقم 4475) ، والدارقطنى (3/113، رقم 108) ، والبيهقى (8/195، رقم 16597) .ب. وحديث الرجم مثله قد أخرجه جماعة من العلماء، بل ذكر عمر أنها كانت آية في كتاب الله ونسخ رسمها وبقي حكمها.
    ج. أما حديث الداجن فهذا من الكذب الصراح، فالحديث ليس في الصحيح أصلا!!!
    د. أما حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم حاول الانتحار، فأسوق الحديث كاملا واحكم بنفسك:
    قال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، ح وحدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر: قال الزهري: فأخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه ... فقالت له خديجة: أي ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال ورقة: ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعا، أكون حيا حين يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أومخرجي هم» فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي.
    وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه فيرجع. فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك. انتهى الحديث

    فقد أوضح إمام الصنعة وأمير المؤمنين عن المتصل من الحديث عما أرسله الزهري.
    فإن الجزء الأخير الذي ذكر فيه الزهري مما بلغه مرسلا، وأنه ليس من الحديث المتصل من رواية عروة عن عائشة.
    أي أن هذا الجزء ليس على شرط البخاري أصلا، وإنما ذكره البخاري لأنه هكذا حدثه شيوخه، وقد بين الإمام الزهري بمنتهى الأمانة المتصل من المرسل، ونقل ذلك الإمام البخاري.

    وصاحب المقطع أحد رجلين:
    الأول: أنه جاهل لا يدري، فالأصل أن يسأل العلماء عما جهل، وينادي على نفسه بالجهل، لا أن ينشر الشبهات والأكاذيب
    والثاني: أنه يدري ويعلم، ومع ذلك يدلس ويكذب؛ فهذا شيء آخر، ولا يقال لمثله إلا {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}.
    إذا أحدث الله لك علماً فأحدث له عبادة، ولا يكن همك أن تتحدث به.


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    480

    افتراضي

    جزاك الله خيرا وأعانك على كشف شبهات المدلسين والماكرين.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •