حتّى لا يتناثر اللؤلؤ



أزهار الغامدي





"صديقتي خانتني "

" صديقتي تخلّت عنّي "

" صديقتي لم تعد تحبّني "

وغيرها من تلك الكلمات المشابهة لها .. والتي تتقاذفها الفتيات في فترة أو مرحلة عمريّة يكون القلب متعطّشاً للحبّ والاهتمام أكثر من أيّ وقت آخر ..

تتقاذفها الفتيات بحيرة وألم .. بعدما لعبت بهنّ الهموم والأحزان

تتفاجأ أنّ ذلك الحبّ والتعلّق الشديد يتحوّل إلى ابتعاد وكره شديد

وتلك الصداقة الوديّة تتحوّل إلى عداوة والعياذ بالله من ذلك ..

الصور والمناديل المعطّرة والرسائل وسائل لإشباع العواطف......

إنّ العاطفة تضمّ تحت طيّاتها الكثير من الكلمات والمعاني مثل المودة والرحمة والحنان والحب وغير ذلك, فكلمة عاطفة لو نزعنا منها عصا الطاء لأصبحت عاصفة فالحبّ عاطفة عاصفة تعصف على القلب لتستحوذه ولكن حديثي عن الحبّ المحرّم الذي استوطن على القلوب والمجتمعات، إنّه حبّ الإعجاب . إنّ الإعجاب عاصفة عصفت ودمّرت جوهرة المجتمع دمّرته بشكل مخيف..

وهنا..لم أطرح هذا الموضوع إلا لأنّه يتعلق بأغلى ثروة تمثّل نصف المجتمع؛ وهي أيضا تربي النصف الآخر، فهي المجتمع بأكمله.

أريد أن أبيّن أنّ طرح قضية الإعجاب على أنّها قضية تربويّة ربّما يعدّ قصوراً في الطرح؛ بل الواجب مع ذلك أن تطرح القضية على أنّها قضيّة عقديّة لأنّ بعض الفتيات وقعت في شيء من ذلك نتيجة وقوعها في داء الإعجاب، ابتداء من الكلمات التي تكتبها الفتاة لمن أعجبت بها، إلى غير ذلك والعياذ بالله ..

# هل الأمرخطير؟ #
نعم، تكمن خطورة الإعجاب بفوات كثير من واجبات الفتاة ووقتها بالتفكير، والشرود،وانحراف شيء من الفطرة، وتوجيه الطاقات والعاطفةتوجيهاً غير سليم،كما أنّ المراحل المتقدمّة منهتعطي نتائج سيئة كالشذوذ، وقد وجدت حالات كثيرة مسجّلة، ومجالس تأديب مدرسيّة فلم يعد الأمر قاصراً على سنّالمراهقة، بل تعدّاه لطالبات الجامعة.. لكن ما الذي يدفع فتاة لتحب فتاة مثلها؟؟


أعتقد أنّ هناك أموراً تؤدّي إلىهذه الحالةمنها:

1- ضعف شخصية الفتاة، سواء ضعفظاهر أو نقص داخلي لايظهر على شخصيّتها.

2-عدم احتواء الوالدين عاطفيّاً لابنتهم، فيوجدالفراغ العاطفيّ القاتل.
3-وجودخلافات أسريّة تكسّر عند الفتيات حدود الأدب مع نفسها، فتطلب الألفة من دون قصدعند الغريب.


4-الفراغ الذي يقضي علىالشخصيّة.

5-عدم إسماعهاكلمات الحبّ في منزلها.

6- التعبير أمامهاصراحة بمميّزاتها الشكليّة؛ كقول الأم أو الأب أنتِ جميلة، أو دمّك خفيف، أومدح ملابسها الجديدة ونحوه ممّا يشبع عاطفتها ولو كان تكلّفاً.

7- التخذيل من قبلالإخوة والأخوات.

8- قد يكون للشباب جانب آخر فيهذه القضيّة.. وربما هو أقلّ... لكن .. لابدّ من التفادي.. داخل الأسرة.. قبلأن نبدأ رحلة البحث عن علاج.. والتي تكمن فيتجنّب الأسباب السابقة ومحاولة العمل بعكسها..

أما سبل تفادي هذه الظاهرة فأقترح أموراً منها:
1. تنمية الإيمان وتقوية أسبابه بالتذكير بالله - عز وجل- ونعمه على عبده، والاستعداد للموت وذكر الجنة والنار ونحوها من أسباب زيادة الإيمان.


2. تفعيل دور المعلّمة وحثّها على العمل الدعوي في أوساط الطالبات، والحرص على تربيتهنّ وتوجيههنّ.
3. التحذير من الحبّ الشيطانيّ أو الإعجاب، وتعرية مظاهره، ومتابعة من وقعت في شراكه وعلاجها بالأسلوب المناسب.
4. بناء الشخصيّة المسلمة والارتقاء باهتمامات فتياتنا ليُعنين بمعالي الأمور، ويترفعن عن سفاسفها
{إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها}، فتدرك الفتاة هدفها في الحياة، وغايتها التي خلقت من أجلها، كما تدفع للاهتمام بقضايا أمّتها، وتستشعر دورها في بناء الأمّة.


5- تطهير مجتمعاتنا وبيوتنا من المنكرات، وبخاصّة القنوات الفضائية الهابطة، والمجلات الساقطة، والأغاني الماجنة، ونحوها من المنكرات التي تدعو إلى الرذيلة، مع بذل الجهد لإيجاد البديل الصالح.
6- الحثّ على التزام اللباس الساتر، المنضبط بالضوابط الشرعيّة والآداب المرعيّة في اللباس، مع الدعوة لغضّ البصر عمّا يثير الفتنة ويسعّر الشهوة.

أما الحكم في الإعجاب :

فلما كان الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإنّ الإعجاب الذي هو تعلّق الفتاة بفتاة مثلها تعلّقاًً يؤدّي إلى العشق وتبادل الرسائل الغراميّة والنظرات الآثمة، واللمسات التي تثير الشهوة، وينتهي بها إلى الانحراف السلوكيّ والشذوذ الجنسيّ، فهذا النوع من الإعجاب محرّم ويجب سدّ كلّ ذريعة تؤدّي إليه.