قصة لطم أبي جهل لفاطمة رضي الله عنها مكذوبة.
الحديث
السؤال : السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.هل يصح هذا الحدي :"لطم أبو جهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشكت إلى أبيها ، فقال : ائتي أبا سفيان ، فأتته فأخبرته فأخذ بيدها وقام معها حتى وقف على أبي جهل ، وقال لها : الطميه كما لطمك ، ففعلت فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته فرفع يديه ، وقال : اللهم لا تنسها لأبي سفيان ، قال ابن عباس : ما شككت أن كان إسلامه إلا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم".
ـــــــــــــــ ــــــــــــ
الحمد لله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الحديث رواه الرافعي في(التدوين) من طريق :" الحسن بن الفضل ، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان البغدادي ، ثنا الأصمعي ، ثنا مالك بن مغول ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ، قال : لطم أبو جهل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فشكت إلى أبيها ، فقال : ائتي أبا سفيان ، فأتته فأخبرته فأخذ بيدها وقام معها حتى وقف على أبي جهل ، وقال لها : الطميه كما لطمك ، ففعلت فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبرته فرفع يديه ، وقال : اللهم لا تنسها لأبي سفيان ، قال ابن عباس : ما شككت أن كان إسلامه إلا لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم".
قلت : هذا إسناد باطل بمره:
- الحسن بن الفضل الزعفراني،متهم بالكذب،قال الذهبي:"تهم ومزقوا حديثه".وقال أبو الحسين بن المنادى:"أكثر الناس عنه ثم انكشف فتركوه وخرقوا حديثه". وقد رد بعضهم هذا،قال المعلمي:""قد روى عن البوصرائي جماعة من الأكابر كابن صاعد والصفار، وكلام ابن المنادي غير مفسر؛ وقد كانوا ربما يغضبون على المحدث ويخرقون حديثه لغير موجب".(التنكيل).
- محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، قال الدقطني:"متروك".و مرة :"كذاب".
وقال ابن عدي:"هو ممن يتهم بوضع الحديث، يروي عن الثقات بواطيل".
وقال ابن حبان وذكر له مناكير:"سألت ابن خزيمة مرارا عن هذه الأحاديث، ثمّ قرأت عليه، فلمّا قلت: حدثكم محمد بْن عبد الرحمن بْن غزوان، أدخل إصبعيه في أذنيه في أول شيء، ثم قال: نعم، وأنا خائف أنه كذاب".قال الذهبي:"دث بوقاحة عن مالك وشريك وضمام بن إسماعيل ببلايا".
ورواه البلاذري في (أنساب الأشراف) من طريق:" المدائني عن محمد بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير".
وهذا إسناد ساقط :
- محمد بن الحجاج اللخمي وضاع.قال ابن عدي:"هو وضع حديث الهريسة".وقال الدارقطني:"كذاب". وقال ابن معين:"كذاب خبيث".
- عبد الملك بن عمير لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا يخلو البلاذري صاحب الكتاب نفسه من كلام،قال ياقوت الحموي:"كان عالما فاضلا شاعرا راوية نسابة متقنا ، وكان مع ذلك كثير الهجاء بذيء اللسان آخذا لأعراض الناس".(معجم الأدباء).
وفي كل الرواية مكذوبة.
والله الموفق.
http://www.kacemkhailat.com/2017/06/blog-post_29.html