أمّّ تضرب أطفالها !
د. سلوى البهكلي
( سبق في الجزء الأول من المقال أن أكدنا على بعض النصائح الهامة في علاج وإصلاح سلوك الأم التي تكثر من ضرب أبنائها وعقابهم بالشدة واليوم نكمل معا تلك النصائح والتوجيهات .) 11- علينا أن نجلس مع الأم على انفراد ونتخير الوقت المناسب لنتناقش معها حول الأمر .. لنبين لها أن هناك العديد من الطرق التي يمكنها استخدامها لتأديب وتهذيب وتعويد الطفل على الانضباط غير الضرب , دعونا نسألها بصراحة لماذا تضرب أطفالها؟؟ .. وما هدفها من الضرب ؟ ستكون إجابتها بالتأكيد لتأديب الأطفال !!
عند ذلك نخبرها أن هدفها الذي تسعى إليه بالتأكيد هو هدف إيجابي ولكن الطريقة التي تستخدمها لتحقيق هذا الهدف طريقة سلبية.. والطرق السلبية لا تأتي إلا بنتائج سلبية . لأن الضرب لن يؤدب الأطفال بل سيكسبهم العقد والاضطرابات النفسية المختلفة، والعناد أو العدوانية، وقد تتزعزع لديهم الثقة بأنفسهم وتشعرهم بعدم الأمان، كما ستجعلهم يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية المطلوبة، وسيعانون من الحساسية المفرطة والتأثر من أدنى الأمور وتحجيمها ، وستنعدم لديهم القدرة على الدفاع عن أنفسهم.. وغير ذلك..
دعونا نسألها بصراحة لماذا تضرب أطفالها؟؟ .. وما هدفها من الضرب ؟
12 – نبين لها أن التربية والتهذيب لا تعني أن نجعل الطفل إما أن ينفذ ما نريد وإما أن نعاقبه!
ولكن التربية هي أن نعلمه ونوجهه ونبين له خطأه الذي وقع فيه وندله على أسباب هذا الخطأ وندله على السبيل الذي يمكنه من خلاله مواجهة أخطائه وتعويده على ضبط نفسه في المواقف المختلفة.. وكيف يجب أن يتصرف إذا تعرض له مرة أخرى .. ونطبق ذلك على جميع المواقف التي قد يتعرض لها الطفل بحكمة.
13- فإذا اشتكت من طباع أطفالها السيئة أو المستفزة لها علينا أن نذكرها أن طباعهم ما هي إلا سلوكيات وتصرفات اكتسبوها من البيئة المحيطة بهم.. وقد تكون هي السبب في اكتسابهم لها فأسلوب التربية الذي تتبعه معهم هو الذي يحدد في الغالب طباع الأطفال. لذا إن لم يكن يعجبها سلوكهم عليها أن تعيد النظر في طريقة تربيتها لأطفالها , ولتتمكن من الحصول على أفضل السلوكيات لدى أطفالها عليها أن تختار الأسلوب المناسب في التربية والمعاملة.. الأسلوب الذي يشبع احتياجات أطفالها المعنوية والجسدية والنفسية.. لكي تنشئ بينها ويبن أطفالها الألفة والانسجام الذي يعتبرا أول الطريق لإقامة علاقة ارتباط جيدة وفعالة بينها وبينهم. فالطفل المرتبط بأبويه يحرص عادة على طاعتهما وإسعادهما قدر الإمكان.