ماسنجريات


بدرية العسكر




لكل اختراع سلبيات وايجابيات, و مع دخول تكنولوجيا المعلومات أصبح الانترنت عالم يجمع بين المسلم والكافر, والمثقف والجاهل, والرجل والمرأة, عالم ملئ بالأمور الحلال والحرام, ومع دخول هذه التقنية أصبح الماسنجر وسيلة للتواصل و الحوار و تقريب البعيد, لكنه قد يكون سبب للطلاق أو دخول البيوت من دون إذن أصحابها و الضحك على عقول الفتيات.

فماذا عن تلك الفتاه البريئة هل هي مجهزة بسدود منيعة تحميها من الوقوع في مخاطر الماسنجر, وكيف لها أن تستفيد من هذه الخدمة وتجعلها خدمة مفيدة بدون أن تترك ضرر عليها, وهل ألتزمت بقواعد الحوار الواجبة عليها عند استخدام هذه التقنية؟

هناك العديد من الفتيات أدمن على الماسنجر, هذا الكائن الافتراضي الذي شغل بال الناس, فمنهن من تقضي طيلة يومها على الماسنجر وتكوين العلاقات التي يمكن أن تتحول إلى الواقع ويمكن لا, تتحدث مع أصدقاء وهميين و في الأخير تصل إلى مرحلة الإدمان, و سيئات الإدمان على الماسنجر بالطبع أخطر بكثير من ايجابياته:أضرار نفسية , وصحية , واجتماعية وغيرها.

نحن بداية نريد أن نتحدث عن أخلاقيات تعامل الفتاه مع الماسنجر, وكيفية التعامل الصحيح مع هذه التقنية.


أولاً: أعلمي إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر هو خلوة محققة بلا ريب فكلاهما مستتر عن أعين الناس لا يشغل قلبه غير صاحبه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما)
ثانياً: إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر يجعل النفس تسول لأحدهما أن يطيل الحديث مع صاحبه أو يجاريه بما يخرجهما عن حد الأدب والعصمة, ولن يردعهما رادع إلا أن يعصمهما الله تعالى.
ثالثاً:غالبا يكون اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر في أوقات الريبة كوقت السحر ومنتصف الليل وأوقات راحة الناس ونومهم, لكن الله سبحانه وتعالى يراهم.
رابعاً: إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر لا يمكن أن ينقطع أبدا حتى يحذف أحدهما بريد صاحبه، فيبقى أثر المحادثة الأولى بينهما حيث يرى أحدهما صاحبه أمام عينيه كل وقت وحين ، ولو أراد العودة للحديث معه لعاد دونما تردد.

خامساً: إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر يمكن الرجل أن يعرف الشيء الكثير عن المرأة فمن ذلك معرفة وقت دخولها للنت، وعدد ساعات مكوثها عليه، و ينبني على هذا معرفة وقت نومها واستيقاظها، ومعرفة حالتها المادية، بل ويمكن معرفة إن كانت طالبة أم لا بانقطاعها وقت الدراسة.
سادساً: إن اللقاء بين الرجل والمرأة على الماسنجر يمكن الرجل من أن ينتحل شخصية طالب العلم أو العالم, ويستدرج الفتاة عن طريق ذلك.
أن لقاءات الماسنجر باب خطير جدا إذا وقعت بين الجنسين، فسدا للذريعة لا بد من غلق هذا الباب وعدم فتحه مطلقا، إلا عند الحاجة الماسة جداً مع مراعاة أنها مقدرة بقدرها .
هل طالتني أضراره:
الأخت (شذى الأزهار) تقول "بالنسبة للماسنجر نقيمه على أساس صاحبه, ولله الحمد استفدت منه ولم يطلني الضرر ولن يطلني مادمت استخدمه باحترام وأدب, لم أضيف أي شاب لدي ولا يشرفني أن أضع نفسي بهـذا المستوى المنحط, ولله الحمد لم أتحاور بما يغضب ربي إن شاء الله"

وتقول الأخت (ملاك نجد) " الماسنجر وفر خدمة اتصال بجميع خواصها, وبالنسبة لي الماسنجر فادني كثير اجتماعيا وثقافياً".
الأخت (lara ) تقول " لقد راسلت شاباًّ في أحد المنتديات ولم أقصد التسلية، بل كنت أحتاج معرفة اسم كتاب كي أتعلم، ومع الأيام أشكو إليه مشاكلي وهو يساندني نفسيا ويدفعني للأمام، ولم نتجاوز الحدود، أهلي بعيدون عني، الشاب أعتبره مثل أخي، ومستحيل أن أتجاوز حدودي، فأنا - ولله الحمد - خلوقة والكل يشهد، سؤالي هل ما أفعله حرام؟"
وتمت الإجابة عليها في موقع الشبكة الإسلامية(islamweb ) والجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،فإن مواظبة الفتاة على الصلاة يغنيها عن مساعدة الناس، كما أرجو أن تقتربي من أهلك، ولا تجعلي بينك وبينهم حواجز وهمية، واعلمي أنهم أحرص الناس على مصالحك، وعليك أن تبحثي عن الصديقات الصالحات، ولا ننصحك بحكاية مشاكلك للآخرين، واعلمي أن لكل إنسان مشاكله، ولكن الناس يقضون حوائجهم بالكتمان، ويرفعون أكف الضراعة للواحد الديان.وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على أن فيك خير، كما يدل على أنك تشعرين بأن تواصلك مع ذلك الشاب لا يخلو من الخطورة، فإن الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس وإن أفتاك الناس وأفتوك. وإذا أردت أن يكون ما يحصل حلال فأرجو أن تحولوا هذه العلاقة إلى رسمية ومعلنة، حتى تبتعدوا عن الشبهات، وسمعة الفتاة غالية، وقلب المؤمنة ينبغي أن يكون عامرا بخشية الله ومراقبته، وإذا كانت العلاقة الآن ليس فيها مخالفات فمن الذي يضمن استمرارها على ذلك، والشيطان هو الثالث، كما أن الفتاة سريعة التأثر بالكلام، وقد تدفع سعادتها ثمناً للتهاون في مثل هذه الأمور ,وهذه وصيتي لك بتقوى الله، مع ضرورة أن تحاولي ترميم علاقتك مع أسرتك، وحاولي استيضاح ما يصعب عليك من المعلمات والزميلات، وأكثري من التوجه إلى رب الأرض والسماوات.
والأخت (النخيل ) تقول " أنا فتاة عمري 19 عاما، وأخي عمره 14 عاما، وأختي عمرها 16 عاما، وهم في سن المراهقة، وبيتنا ملتزم ومحافظ ونشأنا على ذلك، ونحن نستخدم الإنترنت، وتعرفون ما فيه من السلبيات والإيجابيات، وكثيراً ما أسمع عن مخاطر الإنترنت وأخاف أن يقع إخوتي في صيد المواقع الإباحية ومن باب حبي لهم وخوفي عليهم أصبحت أمنعهم من استخدام الإنترنت، وإذا أجبروني وأخبروا والدي فإنني أجلس معهم أو أراقبهم أو ربما أقفل على الكمبيوتر في غرفة وأصرفهم للنظر في أشياء أخرى مثل الدراسة ومشاهدة التلفاز والجلوس مع الأسرة، وقد أصبحت هذه الحالة عندي عقدة تحولت إلى غيرة وخوف عليهم.
علما أن أمي تثق في إخواني ولا تراقبهم، وأبي مشغول ولا يريد هذه الأشياء، وأنا الكبرى من البنين والبنات، ولذلك فإنني أحرص عليهم وأحبهم، فكيف أتصرف؟

وتمت الإجابة عليها في موقع الشبكة الإسلامية(islamweb ) والجواب:

{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} فأنت بحمد الله تتمسكين بكتاب الله عز وجل وتبذلين جهدك لتقرني العلم بالعمل {وَأَقَامُوا الصَّلاةَ} وتريدين بعد ذلك الإصلاح لنفسك والإصلاح لإخوتك ورعايتهم.
إنك تتعاملين مع إخوتك تعامل الأم الناصحة، تعامل الفتاة المؤمنة التي تحرص على أن تحافظ على أخيها وتحافظ على أختها.
وقد أحسنت إحسانًا عظيمًا بوضع ضوابط في التعامل مع شبكة المعلومات بالنسبة لأختك وأخيك، فهذا هو الأسلوب الحسن وهو أن يكون هنالك قدر من الضبط في هذا الأمر حتى لا يفتح الباب فيقع الشاب في البلاء ويدخل إلى المواضع الإباحية التي لا تفسد الدين فقط ولا الخلق فقط بل وتهدر المروءة.
وأما عن تعاملك مع أخيك وأختك فهذا تعامل حسن ولكن ينبغي أن يكون هناك قدر من التفهم للأسباب الداعية إلى ذلك، وبأسلوب رفيق حسن،فهذا الذي تقومين به هو خير ما فعلته، وينبغي أن يكون هناك أسلوب الإرشاد وأسلوب التوجيه.
فبهذا تصلين إلى أن تنوري أخاك وأختك من جهة وتصلين أيضًا إلى تقوية الجانب الإيماني لديهما، وهذه من الخطوات العظيمة التي ينبغي أن تحرصي على السعي فيها، وهي أن تحاولي زرع الرقيب عليهم من جهة أنفسهم، فما أسهل أن يخلو الإنسان ويرتكب ما يريد من هذه الأمور حتى ولو خارج البيت ولكن إذا زُرع في نفسه تقوى الله وزرع في نفسه مراقبته جل وعلا فإنه حينئذ يكون أبعد الناس عن الوقوع الحرام، ولذلك لما سئل بعض الصالحين سؤالاً حسنًا فقيل له: بمَ يستعان على غض البصر عن الحرام؟ فأجاب وأحسن فقال: (بعلمك أن نظر الله إليك أسرع من المنظور إليه)، بل هو مقام الإحسان الذي قال فيه صلوات الله وسلامه عليه: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك).
فبهذا المعنى يحصل المقصود بإذن الله عز وجل، وينبغي أيضًا أن يكون لك جلوس مع الوالدة الكريمة ومحادثة في هذا الشأن وبيان للمخاطر المترتبة على ذلك بأسلوب لطيف هينٍ يصل إلى قلبها ليحصل التفريق بين الرعاية الواجبة التي أمر الله تعالى بها من الحفظ والصيانة وبين الثقة، فهما أمران لا ينتفيان، ولذلك خرجا في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته)، ولذلك قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}.
و تقول الأستاذة ريم أبو عيد، الكاتبة والأديبة المصرية:
في تصوُّري: أن الإنترنت أصبح النافذة الرئيسة للإطلال على العالم، والفتياتُ في رأيي مثلهم في استخدام (النت) مثل الشباب، وربما تَكثُر أعداد الفتيات على الشبكة العنكبوتية؛ بسبب أنها قد تكون المتنفَّس الوحيد أمامَهُنَّ؛ للتواصل مع الآخرين، وللمشاركة بالرأي في المنتديات، وما شابه من مواقع تفاعليه".
ثم تُضيف أ. ريم أبو عيد:
كيف نُرشد الفتيات عند الولوج للنت؟ بقولها: "الوسطية مطلوبة في كل الأمور؛ حتى لا يختل ميزان حياة الإنسان، ففي رأيي: أنه يجب تخصيص عدد ساعات محددة في اليوم لاستخدام الإنترنت؛ حتى لا يؤثر الاستخدام المفرط لها على صحة الإنسان النفسية والعصبية؛ فكما أكدت الدراسات: أن الاستخدام المفرط للإنترنت يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للإنسان، كما أنه قد يؤثر على حياة الفرد الاجتماعية كذلك، ويجعله بمعزل عنها؛ إذا أفرط في استخدامها".

وتستطرد أ. أبو عيد، موضحة الإيجابيات والسلبيات للإنترنت، فتقول:
"كلمة الإدمان - في حد ذاتها، وفي كل الأمور - سلبية، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكون إيجابية، وإدمان الفتيات للنت: هو مؤشر على وجود خلل ما في المنظومة الاجتماعية، بمعنى: أننا يمكن أن نطلق عليه "صافرة إنذار"، بأن هناك مشكلة، لا بد من العمل على حلها سريعًا؛ فالفتيات في بعض المجتمعات لا يجدن مساحة كافية؛ للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، والعمل، والترفيه؛ لذا يلجأن إلى الإنترنت، كحل للهروب من واقع تَمَّ فَرْضه عليهن من المجتمع.
وتؤكد أ. أبو عيد: أن هناك أخطارًا على الفتيات؛ من جراء استخدام النت؛ فتقول: "إذا أسيء استخدامها فإن هناك - بالطبع - خطرًا كبيرًا، ولكنني لست مع الرأي الذي ينادي بمنع الفتيات من استخدام (النت) على الإطلاق؛ لأن المنع من استخدام تقنية ما ليس حلاًّ لإساءة استخدامها من البعض، ولكن يجب تعليم الفتيات كيفية استخدامها؛ بحيث يحققن أقصى إفادة ممكنة منها، دون أن يتعرضن لتلك الأخطار".


وتقول الأستاذة منيرة آل سليمان "إن كان هناك من إدمان على الماسنجر بالنسبة للفتاة فلأنه يعتبر نافذتها على العالم الخارجي ، وسهولة تواصلها مع الأخريات نظرا لقلة زياراتها وكثرة مكوثها في البيت. أما السلبيات وطغيانها على الايجابيات فهو حكم غير قابل للتعميم فحين يكون ايجابيا لدى فتاة ما يكاد يكون كارثيا لدى أخرى. وتضيف أن إضافة الفتاة لفتيات لا تعرفهن في الماسنجر وتمليكهن أسرارها هو بكل تأكيد سيكون ضارا ووبالا عليها فهي كمن تنشر غسيلها على حبال الجيران !! ثم ما أدراها أن من تحادثها فتاة ؟ قد تكون رجلا مريضا يحب الخداع" .

المراجع:
http://muntada.islamtoday.net/t6961-2.html
http://www.syriastar.com/vb/showthread.php?t=57409

http://www.slamalislam.com/vb/t2975.html
http://www.islamweb.net/ver2/istisharat/groups.php?part=445
http://www.alhandasa.net/forum/showthread.php?t=159514
http://www.alukah.net/articles/1/4182.aspx?cid=32
http://gcpa.edu.sa/vb/showthread.php?t=27745