السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزاء من جنس العمل
خطرت لي فكرة فيما يجري على كثير من العالم من المصائب الشديدة والبلايا العظيمة التي تتناهى إلى نهاية الصعوبة‏.‏
فقلت ‏:‏ سبحان الله‏!‏ إن الله أكرم الأكرمين والكرم يوجب المسامحة‏.‏
فما وجه هذه المعاقبة‏.‏
فتفكرت فرأيت كثيراً من الناس في وجودهم كالعدم لا يتصفحون أدلة الوحدانية ولا ينظرون في أوامر الله تعالى ونواهيه بل يجرون - على عاداتهم - كالبهائم‏.‏
فإن وافق الشرع مرادهم وإلا فمعولهم على أغراضهم‏.‏ وإن سهلت عليهم الصلاة فعلوها وإن لم تسهل تركوها‏.‏
وفيهم من يبارز بالذنوب العظيمة مع نوع معرفة المناهي‏.‏
وربما قويت معرفة عالم منهم وتفاقمت ذنوبه‏.‏ فعلمت أن العقوبات وإن عظمت دون إجرامهم‏.‏
فإذا وقعت عقوبة لتمحص ذنباً صاح مستغيثهم‏ :‏ ترى هذا بأي ذنب‏.‏
وينسى ما قد كان مما تتزلزل الأرض لبعضه‏.
وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه‏.‏
فمتى رأيت معاقباً فاعلم أنه لذنوب‏.
كتاب صيد الخاطر- الامام ابن الجوزي رحمه الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسين نصار
04.06.08