*3 _ ثم الصلاة مع سلام قد أتم ***على الذي أعطي جوامع الكلم،4 _ محمد المبعوث رحمة الورى ***********وخير هاد لجميع من درى قوله :ثم : بضم المثلثة وتثقيل الميم مع فتحها حرف عطف يعطف به مابعده على ماقبله ، وهو يفيد الترتيب مع التراخي، فإن فتحت المثلثة فهو على معان عدة فيستخدم كاسم اشارة : هناك مثاله قوله تعالى : ثم أمين، أو ظرف مكان مجرور بـ من تقول : الطهارة للصلاة شرط لصحتها فمن ثم نهي عن الصلاة بدونها، أو كفعل متغير حسب الجملة : تقول : ثم الطعام أي أكله، و : ثم التراب : أي كنسه،وقوله : الصلاة : مبتدأ مرفوع : وهي في اللغة : الدعاء، والصلاة على الرسول عليه الصلاة والسلام من أمته تكون بمعنى الدعاء له، ومن الملائكة الإستغفار، ومن الله : الثناء عليه في الملأ الأعلى، وثنى رحمه الله بالصلاة على النبي بعد حمدالله وتمجيده وذلك لأن حق الله مقدم على كل الحقوق،وقوله : سلام : جاء بصيغة التنكير ليكون معناه أعم وأشمل ، فالنكرة أعم من المعرفة، ولذلك لم يحيي الله أنبياءه في القرآن الا بالتنكير، وكذلك تحيته لعباده يوم يلقونه : سلام، وهي تحية أهل الجنة ، ومعناها : السلامة والأمن من كل آفة ومكروه، والسلام بالتعريف اسم من اسماء الله عز وجل، وقوله : أتم : أي كمل، وقوله : على الذي : خبر المبتدأ،وقوله : أعطي : فعل ماض لم يسم فاعله، فالمعطي بكسر الطاء : هو الله، والمعطى : بفتح الطاء هو الرسول صلى الله عليه وسلم،وقوله : جوامع الكلم : أي الكلام الجامع، وهو من الكلام ماكان قليل المبنى غزير المعنى، وقد جاء مصرحا بذلك في السنة من قوله صلى الله عليه وسلم : أعطيت جوامع الكلم، وأمثلتها من السنة كثيرة منها : قل آمنت بالله ثم استقم،وقوله : محمد, بدل من : الذي أعطي، ومحمد اسم من اسمائه صلى الله عليه وسلم التي جاءت في الكتاب والسنة، وهو أشهرها، ومنها أحمد والعاقب والحاشر، وليس منها : طه،وقوله :المبعوث : اسم مفعول يعمل عمل الفعل،و : رحمة : منصوبة على الحال، والورى اسم مجرور بالاضافة، والمعنى : رحمة للورى قال تعالى: وما أرسلناك الا رحمة للعالمين، فمبعثه صلى الله عليه وسلم رحمة للعباد، لأنه يدلهم على ماينجيهم ويحذرهم مما يضرهم، والورى هم المكلفون من إنس وجن، مسلم وكافر فرحمته شاملة للكل على اختلاف في ذلك بحسب الأحوال، ويدخل في عموم رحمته للعالمين غير المكلفين أيضا من حيوان وشجر لعموم نفع هذا الدين ومايترتب على تطبيقه والدعوة إليه من مصالح ومنافع لعموم المخلوقات،وقوله : وخير هاد لجميع من درى ، الخيرية ثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم على جميع البشر بالكتاب والسنة، وماجاء من نهي عن التفضيل بين الأنبياء محمول على محامل تطلب في مظانها وليس هنا موضع بسطها، ومن الأدلة على ذلك : الشفاعة الكبرى، وقوله : أنا سيد ولد آدم، وقوله : هاد: الهداية على قسمين : 1 _ هداية إرشاد ودلالة : وهذه حاصلة للرسول صلى الله عليه وسلم وغيره، قال تعالى : وإنك لتهدي الى صراط مستقيم، 2 _ هداية توفيق : وهذه خاصة بالله عزوجل : قال تعالى : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء،وقوله : درى : أي علم وعرف، فهي أخص من الورى وأقل شمولا،