تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 68

الموضوع: شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات وما يعتري القلوب في ذلك : من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات "
    شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص27-29:

    قوله:
    "لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات" هذا هو السبب الرابع لأهمية تحقيق هذين الأصلين، فأكثر خوض الناس في مسائل الاعتقاد بالباطل، والخوض فيها بالحق يكون بالنظر الصحيح والنقل الصحيح والعقل الصريح، فالنظر مثلاً في أسماء الله وصفاته على ضوء قواعد ونظريات فلســفية وخيالات خــوض بالباطل، لكن الخوض فيها من خلال التدبر لآيات الله
    تعالى الشرعية، وهي آيات القرآن، أو التدبر لآيات الله الكونية، أو التدبر لسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وبالنظر في كلام السلف الصالح كل هذا من الخوض فيها بالحق، أما الخوض في القضايا الغيبية بمجرد الفكر من غير تعويل على الأسس الصحيحة، أو في ضوء آراء المتفلسفة والمتكلمين فهذا خوض بالباطل، وليس للإنسان أن يعول فيما يقوله في شأن الله وفي شأن اليوم الآخر على ما يتخيله، بل على ما جاء في الكتاب والسنة، فأكثر الناس خاض في هذا الميدان بالحق حيناً وبالباطل أحياناً كما يشهد به الواقع.








    قوله:
    "وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات" هذا هو السبب الخامس لتحقيق هذين الأصلين، والشبهة ما يشتبه فيها الحق بالباطل، وقد تكون الشبهة عقلية كالنظريات التي يُدَّعى أنها معقولات وهي خيالات وأوهام،أو أدلة نقلية لا يصح بها الاستدلال على ما استدل بها عليه، فلا يلزم من صحة الدليل صحة الاستدلال، لأن من الناس من يستدل بالشيء على ما لا يدل عليه، فيكون غالطاً في الاستدلال.

    فالشبهات ترد على القلوب أحياناً بوساوس الشيطان، فتورث شكوكاً في القضايا العقدية، والمسائل الخبرية، وأحياناً ترد هذه الشبهات على القلب بما يلقيه بعض الجاهلين، وبعض المضلين، من أقوال يتكلمون بها، فيقع هذا الكلام في القلب، فيثير قلقاً وشبهة تكدر صفو الإيمان،
    لكن الإيمان إذا كان قوياً فإنه يرد تلك الشبهة ويدفعها إما بتصور فسادها، أو يدفعها بمجرد أنها تعارض الحق، فالشبهة يدفعها المؤمن تــارة بمعـرفته وعلمه أنها باطـلة، وتارة يردّهــا بمجــرد علمه

    بأنها تعارض الحق، فمجرد معارضتها للحق دليل على بطلانها، كما إذا ورد حديث يعارض نصاً من نصوص القرآن ويناقضه، فإنك تعلم أن هذا غلط وليس بصحيح فإما أن يكون موضوعاً أو يكون وهماً، مثل الحديث الذي يدل على أن الله خلق الخلق في سبعة أيام فقد نص العلماء على أن هذا الحديث وهم لأنه يعارض صريح القرآن في أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام.

    فورود الشبهات على القلوب إذن يقتضي العناية بتحقيق هذين الأصلين، لأن العناية بهما مما تدفع به هذه الشبهات الواردة على القلوب،
    أما من فقد التحقيق العلمي، والتحقيق الإيماني فإنه يتعرض لتأثير الشبهات على قلبه، حتى يضل بها، وتوقعه في أنواع الضلالات، أما من عنده بصيرة في دينه، وعنده إيمان مشرق فإنه يدفع تلك الشبهات.

    فهذه خمسة أسباب لأهمية هذا الموضوع:
    والسبب الخامس أخص من الثالث، فعطفه على ما قبله من عطف الخاص على العام والله الموفق.
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك ص27-29:

    قوله:
    "لا سيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات" هذا هو السبب الرابع لأهمية تحقيق هذين الأصلين، فأكثر خوض الناس في مسائل الاعتقاد بالباطل، والخوض فيها بالحق يكون بالنظر الصحيح والنقل الصحيح والعقل الصريح، فالنظر مثلاً في أسماء الله وصفاته على ضوء قواعد ونظريات فلســفية وخيالات خــوض بالباطل، لكن الخوض فيها من خلال التدبر لآيات الله
    تعالى الشرعية، وهي آيات القرآن، أو التدبر لآيات الله الكونية، أو التدبر لسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وبالنظر في كلام السلف الصالح كل هذا من الخوض فيها بالحق، أما الخوض في القضايا الغيبية بمجرد الفكر من غير تعويل على الأسس الصحيحة، أو في ضوء آراء المتفلسفة والمتكلمين فهذا خوض بالباطل، وليس للإنسان أن يعول فيما يقوله في شأن الله وفي شأن اليوم الآخر على ما يتخيله، بل على ما جاء في الكتاب والسنة، فأكثر الناس خاض في هذا الميدان بالحق حيناً وبالباطل أحياناً كما يشهد به الواقع.








    قوله:
    "وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات" هذا هو السبب الخامس لتحقيق هذين الأصلين، والشبهة ما يشتبه فيها الحق بالباطل، وقد تكون الشبهة عقلية كالنظريات التي يُدَّعى أنها معقولات وهي خيالات وأوهام،أو أدلة نقلية لا يصح بها الاستدلال على ما استدل بها عليه، فلا يلزم من صحة الدليل صحة الاستدلال، لأن من الناس من يستدل بالشيء على ما لا يدل عليه، فيكون غالطاً في الاستدلال.

    فالشبهات ترد على القلوب أحياناً بوساوس الشيطان، فتورث شكوكاً في القضايا العقدية، والمسائل الخبرية، وأحياناً ترد هذه الشبهات على القلب بما يلقيه بعض الجاهلين، وبعض المضلين، من أقوال يتكلمون بها، فيقع هذا الكلام في القلب، فيثير قلقاً وشبهة تكدر صفو الإيمان،
    لكن الإيمان إذا كان قوياً فإنه يرد تلك الشبهة ويدفعها إما بتصور فسادها، أو يدفعها بمجرد أنها تعارض الحق، فالشبهة يدفعها المؤمن تــارة بمعـرفته وعلمه أنها باطـلة، وتارة يردّهــا بمجــرد علمه

    بأنها تعارض الحق، فمجرد معارضتها للحق دليل على بطلانها، كما إذا ورد حديث يعارض نصاً من نصوص القرآن ويناقضه، فإنك تعلم أن هذا غلط وليس بصحيح فإما أن يكون موضوعاً أو يكون وهماً، مثل الحديث الذي يدل على أن الله خلق الخلق في سبعة أيام فقد نص العلماء على أن هذا الحديث وهم لأنه يعارض صريح القرآن في أن الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام.

    فورود الشبهات على القلوب إذن يقتضي العناية بتحقيق هذين الأصلين، لأن العناية بهما مما تدفع به هذه الشبهات الواردة على القلوب،
    أما من فقد التحقيق العلمي، والتحقيق الإيماني فإنه يتعرض لتأثير الشبهات على قلبه، حتى يضل بها، وتوقعه في أنواع الضلالات، أما من عنده بصيرة في دينه، وعنده إيمان مشرق فإنه يدفع تلك الشبهات.

    فهذه خمسة أسباب لأهمية هذا الموضوع:
    والسبب الخامس أخص من الثالث، فعطفه على ما قبله من عطف الخاص على العام والله الموفق.

    جزاكم الله خيرا على إثراء الموضوع ....

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    رحم الله شيخ الإسلام. وجزاك خيرًا.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    للرفع
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي

    كنت قد كتبت سابقا
    * ان زمان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شبيه بزماننا من عدة نواحي :
    - الفتن
    - البدع
    - انتشار التصوف
    - الخوارج
    - الرافضة في عدة اماكن
    - التفرق والتشرذم
    - الاحزاب والتكتلات تحت مسميات وشعارات مختلفة
    - تحالف الغرب الصليبي على الاسلام واهله
    - انتشار المعاصي والمجاهرة بها

    وقد كتبت مقالا في حال زماننا في " ملتقى اهل الحديث " إبان كان الوقع مغلقا "

    وفق الله أهل العلم والفضل في هذا الملتقى العلمي والقائمين عليه لما يحبه ويرضاه وجعله الله في ميزان حسناتهم

    ونستأنف الشرح على التدمرية " .

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي

    أصناف الناس الذين خاضوا في مسائل الدين]

    قال رحمه الله: [وكثرة الاضطراب فيهما، فإنهما مع حاجة كل أحد إليهما، ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعباد، لا بد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال، لاسيما مع كثرة من خاض في ذلك بالحق تارة وبالباطل تارات، وما يعتري القلوب في ذلك من الشبه التي توقعها في أنواع الضلالات].

    الشرح
    قوله: (ومع أن أهل النظر والعلم والإرادة والعبادة لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر) يشير بذلك إلى الخائضين في هذه المسائل بحق وبباطل، فهم أصناف: الصنف الأول: وهم من أكثر الناس خوضاً فيما لا يعلمون، فقد خلطوا الحق بالباطل، فيخطر لهم خواطر بعضها يوافق الحق، وكثير منها داخل في الظنون والأوهام والتخرصات، وكثير من هؤلاء هم من أهل الكلام الذين يسمون بأهل النظر من الفلاسفة ومن سار على نهجهم، أو على بعض مناهجهم من المتكلمين، كمتكلمة الفرق من المعتزلة والجهمية والفرق الكلامية التي جاءت بعدها، والتي تسمى بالفرق الصفاتية الكلامية، وكذلك من دخل منهم أو معهم في هذا المجال من متكلمة الخوارج ومتكلمة الشيعة الرافضة ومتكلمة القدرية ومتكلمة المرجئة وغيرهم، فكلهم يجمعهم وصف واحد، أعني: وصفهم بأنهم أهل النظر.
    كما قد يدخل في أهل النظر أيضاً: من نظر على مقتضى القواعد الشرعية من أهل السنة والجماعة الذين تصدوا لهذه المناهج الكلامية، فقد يوصفون بأنهم أهل نظر من هذا الجانب، لا أن مناهجهم مناهج أهل النظر، فهم قد استعملوا بعض الأمور التي تتعلق بالنظر -كالتفكير- في الدفاع عن الحق وفي رد الباطل.
    لكن إن أطلق: (أهل النظر) فالمقصود به غالباً أهل الكلام الذين خاضوا في كثير من مسائل الدين بغير حق، وذلك بمجرد المناهج الفلسفية أو النزعات العقلية أو الأوهام والتخرصات كما قلت، وأغلبهم يشملهم قول الله عز وجل: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ} [الذاريات:10 - 11].
    الصنف الثاني: أهل العلم، والمراد بهم أهل العلوم الشرعية؛ لأنه غالباً إذا أطلق (أهل العلم) فالمراد بهم أهل العلوم الشرعية، فهم قد أخذوا بمقتضى العلم منهجاً وعملاً وتطبيقاً.
    والعلم: هو العلم بالكتاب والسنة وما يتفرع عنهما من الحديث وعلومه والفقه وأصوله والفرائض واللغة العربية وغير ذلك من العلوم الشرعية، أو الوسائل والأدوات إليها، فهذه تدخل في العلم بمفهومه الخاص، والذي قد ورد الثناء عليه في الكتاب والسنة هو العلم الشرعي.
    الصنف الثالث: أهل الإرادة، ويبدو لي أنه يشمل أولئك الذين اتجهوا إلى العمل، سواء على مقتضى الحق أو الباطل، لكن غالباً يقصد بأهل الإرادة العاملين من أهل الحق.
    وأما العباد فمعرفون، فهم الذين سلكوا مسلك العبادة وجنحوا إليها، ومالوا إلى التعبد دون الأخذ بكمال الدين، وإفرادهم هنا من مجموع هذه الأصناف يدل على أن المقصود بهم: العباد النساك الذين سلكوا طريق العبادة والعزلة، وهذا مسلك فيه خير، وفيه شطحات كما تعلمون.
    فهؤلاء الأصناف كلهم قد تناولوا مسائل من الدين، وهذا معنى قوله: (لابد أن يخطر لهم في ذلك من الخواطر والأقوال ما يحتاجون معه إلى بيان الهدى من الضلال)، لكن الذي أخذ بالهدى الذي جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم قد أصاب الحق، والذين شطحوا وخرجوا قد أخطئوا الطريق، وسلكوا مسالك الضلالة، ولذا كل هذه الأصناف محتاجة إلى بيان الهدى من الضلالة.
    لاسيما مع كثرة من خاض في هذه الأمور بالحق تارة وبالباطل تارات، وفي هذا إشارة إلى أن أغلب ما خاض فيه الخائضون في أمور الدين من الباطل؛ لأن الحق في أصوله وقواعده وكثير من جزئياته، بل في كل جزئياته -حتى فيما يمكن أن يطرأ على أذهان الناس أو أعمالهم ولو في مستقبل الزمن- جاء مقرراً في الكتاب والسنة، إما بنص أو بنصوص، أو بقواعد شرعية مأخوذة من النصوص.
    ولذلك فإن كل جزئيات وسلوكيات وحاجات البشر تندرج تحت قواعد الدين، والقواعد مأخوذة من النصوص، لكن مع ذلك نجد أن أكثر من خاض في هذه الأمور قد سلك مسلك الباطل، وهذا يصدقه وقوع الافتراق الذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فقد أخبر بأن أغلب هذه الأمة -كسائر الأمم- ستقع في الافتراق، وهو الخوض بالباطل.
    ولذلك لما عد الفرق عدها ثلاثاً وسبعين فرقة، واحدة منها على الحق، واثنتين وسبعين على الباطل، ولا شك أن واحدة من ثلاث وسبعين تعتبر قليلة؛ لأن أغلب الذين خاضوا في مسائل الدين قد خاضوا بالباطل، ثم أيضاً ما يعتري القلوب من الشبهه التي توقعها في أنواع الضلالات، وهذا مما يصرف الناس عن الحق إلى مسالك ومناهج الضلالة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وحذر من ذلك في حديث: النهي عن السبل ) انتهى .

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    الصنف الثالث: أهل الإرادة، ويبدو لي أنه يشمل أولئك الذين اتجهوا إلى العمل، سواء على مقتضى الحق أو الباطل، لكن غالباً يقصد بأهل الإرادة العاملين من أهل الحق.
    .
    قال الشيخ عبدالرحمن البراك:
    والمخالفون لأهل السنة منهم أهل علم، ومنهم أهل عبادة، وأهل النظر من الخارجين عن مذهب أهل السنة والجماعة هم المتكلمون والفلاسفة، والخارجون عن مذهب أهل السنة والجماعة من أهل العبادة والإرادة يعرفون بالصوفية.



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي

    ( 2 ) توحيد الربوبية والصفات من باب الخبر، وتوحيد الشرع والقدر من باب الطلب


    قال شيخ الإسلام رحمه الله :


    " قال رحمه الله: [فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات، والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً، والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات والتصديق والتكذيب، وبين الحب والبغض والحض والمنع، حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة، ومعروف عند أصناف المتكلمين في العلم كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الإيمان، وكما ذكره المقسمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان، فذكروا أن الكلام نوعان: خبر وإنشاء, والخبر دائر بين النفي والإثبات, والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة].


    الشرح :

    قال الشيخ ناصر العقل حفظه الله ":

    إذا أردنا أن نقسم أصول الدين بناء على هذا فإنا نقول: ما يتعلق بتوحيد الربوبية والقدر وما يتفرع عنهما، وما يتعلق بذات الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، كل ذلك دائر في باب الخبر، ولذلك لا مجال فيه للزيادة والنقص والتجديد، ولا يقوم إلا على مجرد التسليم والتصديق، وما عدا ذلك فهو تكذيب لخبر الله.
    وأما ما يتعلق بالشرع وهو توحيد الإلهية، فهو أمر ونهي، وهو يدور على الإنشاء، يعني: أن الله عز وجل شرع الشرائع، فأنشأ للعباد الأوامر والنواهي، وهذا -كما قلت- هو مضمون توحيد العبادة؛ لأن الأمر والنهي يحتاج إلى امتثال، والخبر يحتاج إلى تصديق، فإذا كان الخبر صادراً عن الله عز وجل وثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلابد من تصديقه، ولا محيد للمسلم عن ذلك في أي فرع من فروع الاعتقاد.
    وإذا كان الأمر راجعاً إلى الأمر والنهي فالمسلم أصلاً قد استسلم لله عز وجل، بأن استعد لأن يمتثل أوامر الله ويجتنب نواهيه، وذلك راجع إلى الاستطاعة، لكن مبدأ التسليم لابد منه، بل لا يقوم ولا يصح توحيد العبادة -توحيد الألوهية- إلا على مبدأ التسليم، بمعنى: مبدأ الاستعداد للعمل واجتناب النواهي، فيبقى الاستعداد هو الأصل، وأما العمل فبحسب القدرة والاستطاعة، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    ( 2 ) توحيد الربوبية والصفات من باب الخبر، وتوحيد الشرع والقدر من باب الطلب


    قال شيخ الإسلام رحمه الله :


    " قال رحمه الله: [فالكلام في باب التوحيد والصفات هو من باب الخبر الدائر بين النفي والإثبات، والكلام في الشرع والقدر هو من باب الطلب والإرادة الدائر بين الإرادة والمحبة، وبين الكراهة والبغض نفياً وإثباتاً، والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات والتصديق والتكذيب، وبين الحب والبغض والحض والمنع، حتى إن الفرق بين هذا النوع وبين النوع الآخر معروف عند العامة والخاصة...
    شرح الرسالة التدمرية للشيخ عبدالرحمن البراك:

    قوله "فالكلام في باب التوحيد والصفات..." إلخ.
    ذكر الشيخ في هذه الجملة الفرق بين الأصلين المتقدمين المسؤول عنهما: التوحيد والصفات، والشرع والقدر.


    والفرق بينهما من وجوه:
    الأول: الفرق بينهما من جهة نوع الكلام، فإن الكلام يقسمه أهل العلم من علماء النحو والبيان وكذلك الفقهاء يقسمونه إلى قسمين:
    خبر وإنشاء، أو خبر وطلب


    والخبر يدور على النفي والإثبات نحو "محمد قائم.." و "محمد ليس بقائم" وعلى التصديق والتكذيب، فإن الخبر إما أن يكون صدقاً أو كذباً،
    ولهذا يعرف أصحاب المعاني الخبر بأنه ما يحتمل الصدق والكذب لذاته.


    قوله "
    لذاته" أي بقطع النظر عن قائله، فإذا نظرت إلى الكلام بقطع النظر عن الأدلة وبقطع النظــر عن القائل تقول: هذه الجمـلة تحتمل الصــدق والكـذب، لكن
    الأخبار الصادقة التي يخبر بها الصادقون -وأعلى ذلك أخبار الله سبحانه وتعالى- هي أخبار صادقة لا تحتمل الكذب كما قال تعالى: {ومن أصدق من الله حديثا}.


    والطلب يدور على المحبة والبغض وعلى الحض والمنع، نحو: "قم" و"لا تقم" والطلب له صيغ كثيرة وأنواع ليس هذا محل ذكرها.


    قوله
    "والإنسان يجد في نفسه الفرق بين النفي والإثبات، والتصديق والتكذيب، وبين الحب والبغض، والحض والمنع" فهذا أمر جبلي في الإنسان، فالذي يقول لك مثلاً: قمْ "لا تقول له: صدقت، أو كذبت" والذي يقول لك: فلان مسافر، أو فلان لم يقدم "تقول له: صدقت، أو كذبت".
    فمما فطر الله تعالى عليه عباده الفرق بين التصديق والتكذيب والحب والبغض والحض والمنع.


    قوله "نفياً وإثباتاً" أي من حيث الغاية، فإن غاية الأمر الإثبات، وغاية النهي النفــي، فقولك: اذهب، اجلس، ونحوه غايته ومقصودة حصول المطلوب، وهذا هو معنى الإثبات، وقولك: لا تذهب، لا تجلس ونحوه غايته ومقصودة عدم ونفي، وبهذا يكون الطلب متضمناً للنفي والإثبات.

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي

    شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في " تقريب التدمرية " لتوضيح الربوبية والصفات والشرع والقدر :

    الكلامُ في التَّوحيدِ والصِّفاتِ منْ بابِ الخبرِ، الدائرِ بينَ النَّفيِ والإثباتِ منْ قِبَلِ المُتَكَلِّمِ، المقابَلِ بالتصْديقِ أو التكذيبِ منْ قِبَلِ المخاطَبِ لأنَّهُ خبرٌ عما يَجبُ للهِ تعالى منَ التَّوحيدِ وكمالِ الصِّفاتِ، وعما يَستحيلُ عليهِ منَ الشِّرْكِ والنَّقْصِ ومماثَلةِ المخْلوقاتِ.

    ذلكَ قوله تعالى: (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ)
    ففي قولهِ: (لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ) إثباتُ التَّوْحيدِ، وفي قولِهِ (الْحَيُّ الْقَيُّومُ) إثباتُ كمالِ الصِّفاتِ، وفي قولهِ (لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ) نفيُ النَّقائِصِ عَنِ اللهِ المتضمِّنِ لإِثباتِ الكمالاتِ.


    وأمَّا الكلامُ في الشَّرْعِ والقدَرِ فهوَ منْ بابِ الطَّلَبِ، الدائِرِ بينَ الأمرِ والنَّهيِ منْ قِبَلِ المُتكلِّمِ، المقابَلِ بالطَّاعةِ أوِ المعصِيَةِ منْ قِبَلِ المُخاطَبِ، لأنَّ المطلوبَ إمَّا محبوبٌ للهِ ورسولِهِ فيكونُ مأموراً بِهِ، وإما مكروهٌ للهِ ورسولِهِ فيكونُ منهيًّا عنْهُ.
    مثالُ ذلكَ قولُهُ تَعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)

    . ففي قولِهِ (اعْبُدُوا اللَّهَ) الأمرُ بعبادَةِ اللهِ، وفي قولِهِ (وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) النَّهْيُ عنِ الإِشراكِ بِهِ.

    والفرقُ بينَ الخبرِ والطَّلَبِ في حقيقتيْهِمَا وحكمَيْهِمَا معلومٌ، فالواجبُ على العِبادِ إزاءَ خبرِ اللهِ ورسولِهِ: التصديقُ والإيمانُ بِهِ على ما أرادَ اللهُ ورسولُهُ تصديقاً لا تكذيبَ معهُ، وإيماناً لا كفْرَ معهُ، ويَقيناً لا شكَّ معهُ لقولِهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً)
    والواجبُ على العِبادِ إزاءَ الطَّلَبِ: امتثالُهُ على الوجْهِ الذيِ أرادَ اللهُ ورسولُهُ منْ غيرِ غُلوٍّ ولاَ تقصيرٍ، فيَقومونَ بالمأمورِ ويَجتنبونَ المحظورَ لقولِهِ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لاَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ)

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي

    شرح الشيخ محمد الخميس على التدمرية ومقاصدها


    (قَالَ) شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
    "فالكلامُ في بابِ التوحيدِ والصفاتِ هو في بابِ الخبرِ الدائرِ بينَ النَّفْيِ والإثباتِ"

    الشرحُ:
    أَقُولُ: مَعْنَاهُ: أنَّ صفاتِ اللَّهِ تَعَالَى نَوْعَانِ:

    الأَوَّلُ: صِفَاتٌ سَلْبِيَّةٌ:
    وهي صفاتٌ تَسْلُبُ النقائصَ والعيوبَ عن اللَّهِ تَعَالَى مع إثباتِ أَضْدَادِهَا الكاملةِ.
    نحوَ: { لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ}
    فَاللَّهُ تَعَالَى لا يَعْتَرِيهِ نَوْمٌ لِكَمَالِ قَيُّومِيَّتِهِ.

    الثاني: صفاتٌ ثُبُوتِيَّةٌ:
    وهي صفاتٌ تُثْبِتُ للهِ تَعَالَى الكمالَ المُطْلَقَ
    نحوَ: "الحياةِ والسمعِ والبصرِ والقدرةِ والعلمِ ونَحْوِهَا"

    (3) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
    ".. هوَ مِن بابِ الخبرِ.."

    الشرحُ:
    مَعْنَاهُ أنَّ نُصُوصَ الشرعِ نوعانِ:

    الأَوَّلُ: هو خَبَرٌ عن اللَّهِ تَعَالَى بِذِكْرِ صفاتِهِ وأفعالِهِ وأسمائِهِ، وخبرٌ عن الرسلِ والكُتُبِ وأمورِ الآخِرَةِ.
    وهذا النوعُ من بابِ العقائدِ،؛ لأَنَّهُ إخبارٌ إمَّا إِثْبَاتًا نحوَ: اللَّهُ تَعَالَى فوقَ عَرْشِهِ عالٍ على خلقِهِ، واللَّهُ على العرشِ اسْتَوَى، وهذا من بابِ الإيجابيَّاتِ.
    وإمَّا نَفْيًا نحوَ: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
    فهوَ خبرٌ ولكنْ فيهِ نَفْيُ المِثْلِيَّةِ عن اللَّهِ تَعَالَى.
    وهذا النوعُ يُسَمَّى أَيْضًا العِلْمِيَّاتِ؛ لأَنَّهُ من قَبِيلِ العلمِ دُونَ العملِ؛ لأَنَّ الأخبارَ عِلْمٌ.

    الثَّانِي: هو إِنشاءٌ: وهو أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَلَيْسَ طَلَبًا. نحو { أَقِيمُوا الصَّلاَةَ }، { وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا }
    وهذا النوعُ يُسَمَّى أَيْضًا العَمَلِيَّاتِ وَالْأَحْكَامَ

    (4) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
    "والكلامُ في الشرعِ والقَدَرِ هو مِن بابِ الطلبِ والإرادةِ"

    الشرحُ:
    مَعْنَاهُ أنَّ الشرعَ مُشْتَمِلٌ على أَمْرٍ ونَهْيٍ وإباحةٍ، وهي مِن بابِ الطلبِ والإِنشاءِ.
    والمرادُ من الشرعِ هَهُنَا الأحكامُ العَمَلِيَّةُ.
    نحوَ { أَقِيُموا الصَّلاَةَ }، { وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ }
    وكذلكَ هذهِ الأحكامُ مِن بابِ الإرادةِ الدائرةِ بينَ المَحَبَّةِ والكراهِيَةِ، فالأوامرُ كُلُّهَا من بابِ المحبَّةِ، والنواهي كُلُّهَا مِن بابِ الكراهيَةِ.

    (5) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
    "... وأمَّا الكلامُ في القدرِ":

    الشرحُ:
    فَقَدْ صَرَّحَ شَيْخُ الْإِسْلاَمِ في كلامِهِ هذا بأنَّهُ من بابِ الطلبِ والإرادةِ:
    ولكنْ أَقُولُ: إِنَّ هذا يَحْتَاجُ إلى تفصيلٍ:
    وهو أنَّ القدرَ لهُ جهتانِ؛ جهةُ الإخبارِ، وجهةُ الإرادةِ.
    فالقدرُ من جهةِ الإخبارِ – هو مِن بابِ الخبرِ نَفْيًا أو إِثْبَاتًا، فإذا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّهُ قَدَّرَ كذا وكذا – أو أَنَّهُ ليس بكذا، فهوَ من بابِ الخبرِ.

    وأمَّا نَفْسُ القَدَرِ – فَهُوَ من بابِ الإرادةِ.
    فاللَّهُ تَعَالَى قد أَرَادَ أشياءَ وَأَحَبَّهَا فَقَدَّرَهَا كَوْنًا وأَرَادَهَا شَرْعًا.
    وأرادَ أشياءَ لم يُحِبَّهَا فَقَدَّرَهَا كَوْنًا, ولم يُرِدْهَا شَرْعًا. ..

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة


    الثَّانِي: هو
    إِنشاءٌ: وهو أَمْرٌ وَنَهْيٌ وَلَيْسَ طَلَبًا. نحو { أَقِيمُوا الصَّلاَةَ }، { وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا }
    وهذا النوعُ يُسَمَّى أَيْضًا العَمَلِيَّاتِ وَالْأَحْكَامَ

    (4) (قَالَ) شَيْخُ الْإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ:
    "والكلامُ في الشرعِ والقَدَرِ هو مِن بابِ الطلبِ والإرادةِ"

    الشرحُ:
    مَعْنَاهُ أنَّ
    الشرعَ مُشْتَمِلٌ على أَمْرٍ ونَهْيٍ وإباحةٍ، وهي مِن بابِ الطلبِ والإِنشاءِ.
    والمرادُ من الشرعِ هَهُنَا الأحكامُ العَمَلِيَّةُ.
    نحوَ { أَقِيُموا الصَّلاَةَ }، { وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ }

    ارجو التوضيح كأن هناك تناقض في شرح الطلب والإنشاء؟!



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي

    ليس تناقض وفقكم الله

    لعل الشيخ وهم في التعبير في الأول حيث قال طلب ليس إنشاء

    والله اعلم .

    وفقكم الله على التنبيه

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    ( 2 ) توحيد الربوبية والصفات من باب الخبر، وتوحيد الشرع والقدر من باب الطلب

    قال شيخ الإسلام رحمه الله :

    " ... كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الإيمان، وكما ذكره المقسمون للكلام من أهل النظر والنحو والبيان، فذكروا أن الكلام نوعان: خبر وإنشاء, والخبر دائر بين النفي والإثبات, والإنشاء أمر أو نهي أو إباحة".

    قوله "كما ذكر ذلك الفقهاء في كتاب الأيمان": جمع يمين وهو القَسَم فالفقهاء ذكروا في هذا الكتاب أن الكلام ينقسم إلى خبر وطلب. لأنهم يقسمون اليمين إلى: يمين مكفَّرة، ويمين غير مكفرة.
    واليمين المكفرة هي التي تدخلها الكفارة، وغير المكفرة هي التي لا تدخلها الكفارة، فالحلف على المستقبل على فعل أو ترك، هذا هو الإنشاء، والحلف على أمر واقع هو الخبر.

    فاليمين المكفرة هي الحلف على مستقبل كأن يقول قائل: والله لأفعلنّ كذا، أو والله لا أفعل كذا، فإن حنث بأن حصل خلاف ما حلف عليه وجبت عليه الكفارة، وإن تحقق ما حلف على فعله أو تَرَكَ ما حلف على تركه كان باراً بيمينه ولا كفارة عليه.

    وأما الحلف على أمر واقع فهو اليمين التي لا تدخلها الكفّارة لأنها إن كانت صدقاً فلا موجب للكفارة، وإن كانت كذباً فالكذب لا تمحوه الكفارة بل لا تمحوه إلا التوبة إلى الله تعالى.

    والمقصود أن الكلام في التوحيد والصفات من باب الخبر، والكلام في الشرع والقدر من باب الطلب، وإيضاح هذا:
    أن العبارات التي يعبر بها عن مسائل التوحيد والأسماء والصفات خبرية، كجمل سورة الإخلاص {قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد}. وقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}. وقوله تعالى: { هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}.
    وقوله عليه الصلاة والسلام- (ينزل ربنا إلى سماء الدنيا) الحديث وقوله (لله أشد فرحاً بتوبة عبده من الرجل براحلته) وقوله (يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة) ونحوها.

    حتى العبارات التي يتكلم بها الإنسان إذا أراد أن يخبر عن الله تعالى فإن كلامه هذا خبر كقوله: "الله تعالى عظيم، الله تعالى فوق عرشه، الله تعالى ليس حالاً في مخلوقاته... إلى آخره،

    حتى الأقوال الأخرى المردودة كقول المبتدعة: إن الله جسم، أو ليس بجسم، ونحوها من الألفاظ التي لا يصح إطلاقها نفياً ولا إثباتاً، وكقول بعض المبتدعة: إن الله تعالى لا ينزل إلى السماء الدنيا، أو لا يجيء يوم القيامة وإنما يجيء أمره، فكل هذا من باب الخبر.

    وأما الكلام في الشرع والقدر فهو من باب الطلب،
    والواقع أن الذي من باب الطلب هو الشرع، فالكلام فيه شيء من التجوز أو التغليب، تغليب الشرع على القدر، وبين الشرع والقدر ارتباط وثيق لأن كلاً منهما متعلق بأفعال المكلفين،
    فكل ما وقع من أفعال المكلفين فإنه بقدر الله تعالى، وكلها يتعلق بها الشرع، لأن أفعال المكلفين إما طاعة أو معصية أو مباحة.
    فالذي نصوصه من باب الطلب هو الشرع، وأما نصوص القدر فهي من باب الخبر لما تقدم أن الإيمان بالقدر هو من الإيمان بالله تعالى، لأن الإيمان بالقدر هو الإيمان بعلم الله تعالى السابق، وكتابته لمقادير الأشياء، والإيمان بأن ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، والإيمان بعموم خلقه تعالى، وهذا كله من الإيمان بالله سبحانه وتعالى.

    وأما الشرع فهو الأوامر والنواهي، وهو دين الله تعالى الذي جعله لعباده يسيرون عليه، فالكلام فيه من باب الطلب كقوله تعالى: { وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}، وقوله تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا}، وقوله تعالى: {لا تثربوا الصلاة وأنتم سكارى}.
    وقد يأتي الكلام بصورة الخبر ومعناه الأمر كما قال تعالى: { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا} وقال: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}.


    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي

    وفقكم الله وبارك الله فيكم

    شرح نفيس

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    شرح الاصلين للشيخ فخرالدين بن الزبير المحسي في " التوضيحات الاثرية "


    يَذْكُرُ شيخُ الإسلامِ مُقَدِّمَةً حولَ الأصلَيْنِ اللَّذَيْنِ هما موضوعُ الرسالةِ، فيَقولُ:
    أوَّلاً: إنَّ الكلامَ في الأصْلِ الأوَّلِ، وهوَ التوحيدُ والصِّفاتُ، منْ بابِ الْخَبَرِ.
    ويَقْصِدُ بالتوحيدِ هنا الربوبيَّةَ، فيكونُ قدْ جَمَعَ في هذا الأصْلِ بينَ توحيدِ الربوبيَّةِ وتوحيدِ الأسماءِ والصِّفاتِ.
    ويَقْصِدُ بالخبَرِ ما احْتَمَلَ الصدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه بِقَطْعِ النظَرِ عمَّنْ أُضِيفَ إليه، فإذا أُضِيفَ إلى اللَّهِ ورسولِه قُطِعَ بصِدْقِه.
    والمقصودُ أنَّ هذا الأصْلَ أخبارٌ، إمَّا أنْ تَأْتِيَ بالإثباتِ كقولِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }، أوْ بالنَّفْيِ كقولِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } .

    ثانيًا: والكلامُ في الأصْلِ الثاني، وهوَ الشرْعُ والقَدَرُ، منْ بابِ الطلَبِ والإرادةِ.
    ويَقْصِدُ بالشرْعِ الأحكامَ الشرعيَّةَ، وهوَ توحيدُ الْأُلوهيَّةِ؛لأنَّهُ إفرادُ اللَّهِ بالعِبادةِ على وَفْقِ ما شَرَعَ.
    ورَبَطَ شيخُ الإسلامِ بينَ الشرْعِ والقَدَرِ للتَّلاَزُمِ بينَهما، فمَنْ أَقَرَّ بالشَّرْعِ وأَنْكَرَ القَدَرَ فقدْ طَعَنَ في ربوبيَّةِ اللَّهِ ومَلَكُوتِه، ونَسَبَهُ إلى الْعَجْزِ، ومَنْ أَقَرَّ بالقَدَرِ وأَنْكَرَ الشرْعَ فقدْ طَعَنَ في حِكْمَةِ اللَّهِ وعَدْلِه.

    وقولُه: ( مِنْ بابِ الطلَبِ والإرادةِ )، أيْ: أنَّ الكلامَ في الشرْعِ منْ بابِ الطلَبِ؛ فإنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُخَاطِبُ عِبادَهُ بالشرْعِ، فإمَّا أنْ يَنْهَاهُمْ، وإمَّا أنْ يَأْمُرَهُم، وهذا هوَ الطلَبُ؛ الأوامرُ والنواهِي. فإنْ أَمَرَهُمْ بأمْرٍ شَرْعِيٍّ دَلَّ ذلكَ على إرادتِه وحُبِّهِ للمأمورِ بهِ، وإنْ نَهَاهُمْ دَلَّ ذلكَ على بُغْضِه وكُرْهِه لِلْمَنْهِيِّ عنه، فالأَمْرُ فيهِ إثباتٌ، والنَّهْيُ فيهِ نَفْيٌ.

    ملحوظةٌ: والذي يَظْهَرُ لي أنَّ القَدَرَ ليسَ منْ بابِ الطلَبِ، وإنَّما هوَ منْ بابِ الْخَبَرِ، فهوَ منْ مباحثِ الإيمانِ. وإنَّما أَدْخَلَهُ شيخُ الإسلامِ معَ الشرْعِ لسَبَبَيْنِ:

    أوَّلُهما: للتَّلاَزُمِ بينَ الشرْعِ والقَدَرِ كما سَبَقَ.

    ثانيهما: لأنَّ القَدَرَ دائرٌ بينَ الإرادةِ والْمَحَبَّةِ، والكَرَاهِيَةِ والبُغْضِ، فيَتَّفِقُ معَ الشرْعِ منْ هذا الوجْهِ، واللَّهُ تعالى أَعْلَمُ.

    الفَرْقُ بينَ الْخَبَرِ والطَّلَبِ
    قولُه: ( الإنسانُ يَجِدُ في نفسِه الْفَرْقَ بينَ النفْيِ والإثباتِ والتصديقِ والتكذيبِ، وبينَ الحُبِّ والبُغْضِ والْحَضِّ والْمَنْعِ، حتَّى إنَّ الفَرْقَ بينَ هذا النوعِ وبينَ النوعِ الآخَرِ معروفٌ عندَ العامَّةِ والخاصَّةِ، مَعروفٌ عندَ أَصنافِ الْمُتَكَلِّمِي نَ في العِلْمِ، كما ذَكَرَ ذلكَ الفُقَهَاءُ في كتابِ الأَيْمانِ، وكما ذَكَرَه الْمُقَسِّمُونَ للكلامِ منْ أهْلِ النظَرِ والنَّحْوِ والبَيانِ، فذَكَرُوا أنَّ الكلامَ نوعانِ: خبرٌ وإنشاءٌ، والخبَرُ دائرٌ بينَ النَّفْيِ والإثباتِ، والإنشاءُ: أمْرٌ أوْ نَهْيٌ أوْ إِباحَةٌ ).

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    وهنا إذا قيل: هل أهل القبلة متفقون في باب الصفات أم مختلفون فيه؟
    قيل: ثمة أصل قد اتفقوا عليه، وهذا الأصل الكلي المتفق عليه بين سائر أهل القبلة هو: (أن الله مستحق للكمال منزه عن النقص)، وهذه قاعدة مُجْمَعٌ عليها بين سائر المسلمين من سائر الطوائف.بمعنى: أن من نازع في هذه الجملة كجملة علمية إيمانية فلم يسلِّم بها، فإنه لا يُعَد من أهل القبلة، ولذلك قال ابن تيمية رحمه الله: "إن سائر أهل القبلة متفقون على أن الله مستحق للكمال منزه عن النقص"، ثم قال: "ولكنهم اختلفوا في تحقيق المناط"، أي: اختلفوا في ماهية الكمال، وماهية النقص، هل كمال الله بإثبات هذه الصفات كما هو طريق جمهور الأمة وجمهور المسلمين والأئمة والصحابة؟ أم أن الكمال يكون بهذا النفي الذي دخل عليهم من علم الكلام؟ هذا هو معنى (تحقيق المناط). ( ش يوسف الغفيص حفظه الله )

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    قال الشيخ عبد الرحمن البراك رحمه الله تعالى في " شرحه للتدمرية " ( ص 33-34 )


    وهذان الأصلان هما من أعظم ما وقع فيهالاضطراب بين فرق الأمة؛ ففي باب الأسماء والصفات: من الناس من يسلب عن الله تعالىجميع الأسماء والصفات مبالغة في التنزيه، ومن الناس من يثبت لله صفات مثل صفاتالمخلوق مبالغة في الإثبات، وبين هذين الطرفين طوائف من الناس، وكل فريق من أولئكأيضاً هم طوائف فالمعطلة طوائف، والمشبهة طوائف، فاضطربت المذاهب في هذا الأصل.
    وكذلك في الشرع والقدر اضطراب واسع، فمنالناس من ينفي الشرع والقدر وينكرهما، ومن الناس من يثبت القدر ويكذب بالشرع، ومنالناس من هو بالعكس، فكان لابد من التنصيص على وجوب الإيمان بالشرع والقدر، وأيضاًفالجمع بين الشرع والقدر له معنى وذلك أن كلاً منهما يتعلق بأفعال العباد، فالقدرهو موجَب الإرادة الكونية، والشرع هو موجب الإرادة الشرعية، فهما متعلقان بأفعالالمكلفين، فما يقع من أفعال المكلفين فإنه تجري فيه الأحكام الكونية والأحكامالشرعية ، فطاعة المؤمن موجب الإرادتين، وكفر الكافر هو موجب الإرادة الكونية،فالإراد تان يجتمعان في إيمان المؤمن، وتنفرد الإرادة الكونية في كفر الكافر ومعصيةالعاصي؛ إذن فالشرع والقدر بينهما ارتباط من حيث تعلقهما بأفعــال المكلفين، فإنأفعال العباد لا تخـــرج عن قــدر الله تعالى، ولهذا فـإن الذين .

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    للرفع
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: شرح الرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

    جزاكم الله خيرا
    ورفع الله قدركم على التذكير

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •