السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذا أثر قد قمت بتخريجه وأنا أكتب أحد البحوث، فرأيت أن أنقله هنا بتعديل طفيف عسى أن ينتفع به أحد.

عن عياض الأشعري، أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه وفد إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومعه كاتب نصراني , فأعجب عمر رضي الله عنه ما رأى من حفظه، فقال: " قل لكاتبك يقرأ لنا كتابا في المسجد جاء من الشام " فقال أبو موسى: إنه لا يستطيع أن يدخل المسجد، فقال عمر: أجنب هو؟ قال: لا، بل نصراني. قال: فانتهرني وضرب فخذي، وقال: ما لك؟ قاتلك الله! أما سمعت الله تبارك وتعالى، يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}؟ ألا اتخذت حنيفا؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين، لي كتابته وله دينه، فقال عمر: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله. وفي رواية: " لا تكرموهم إذ أهانهم الله، ولا تدنوهم إذ أقصاهم الله، ولا تأتمنوهم إذ خونهم الله عز وجل "

رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (6510) والخلال في أحكام أهل الملل (328) والبيهقي في السنن الكبرى (18727) و(20409) وفي شعب الإيمان (8939) وابن زَبْرٍ الرَبَعى في شروط النصارى (24) ولوين في جزء من حديثه (46) وعبد الله بن أيوب المُخَرِّمي في جزء من حديثه، ضمن مجموع فيه مصنفات أبي الحسن ابن الحمامي وأجزاء حديثية أخرى (342) (9)، من طرق عن سماك بن حرب عن عياض الأشعري به، وهذا المتن من مجموع الروايات، وتابع سماكَ بن حرب يزيدُ بن أبي زياد عن عياض به، عند ابن قتيبة في عيون الأخبار (1/ 102). وأورد شيخ الإسلام ابن تيمية رواية الخلال في اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 184)، وقال: إسناده صحيح.
وكذلك صحح شيخنا الألباني أحد إسنادي البيهقي لهذا الأثر، وحسن الآخر في إرواء الغليل (8/ 255) (2630)، وحسنه أيضا أبو عبد الله الداني بن منير آل زهوي في كتابه سلسلة الآثار الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين (2/ 283) (606)