الحمد لله والصلاة والسلام على أفضل الخلق وسيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبعد :
فمن سخافات عقول الصوفية إيمانهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ونفي موته الذي نصّ الله تعالى في القرآن الكريم في قوله سبحانه : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144) ، وقوله سبحانه : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (الزمر:30) ، فخلطوا في فهم معنى حياة الأنبياء حتى : أطلقوا لهم الحياة المطلقة ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من قبره ، ويتفقد أحوال أمته ، ويغيث من استغاث به ، وغير ذلك من الترهات والخزعبلات التي تمجها عقول العقلاء فكيف بأهل الإسلام النبلاء ؟! .فهذا إبراهيم المتبولي !! ، من أئمة الصوفية ، يقول عنه الشعراني في [ طبقاته : 1/68 ] أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً في المنام ، فيخبر بذلك أمه ، فتقول : يا ولدي إنما الرجل من يجتمع به في اليقظة ، فلما صار يجتمع به في اليقظة ويشاوره على أموره ، قالت له : الآن شرعت في مقام الرجولية !! ) .قلت : بل والله شرع في الدجولية !! ، وسخافة العقول .
ويقول تلميذه عبدالقادر الدشطوطي : ( ... ليس أحد من الأولياء له سماط يمد كل سنة فوق سد الاسكندر ذي القرنين غير سيدي إبراهيم المتبولي .... ولا يتخلف أحد من الأنبياء والأولياء عن حضوره ، فيجلس النبي صلى الله عليه وسلم صدر السماط والأنبياء يميناً وشمالاً على تفاوت درجاتهم .. ) [ طبقات الشعراني : 2/77 ] .
وفي ترجمة محمد الفيومي الصوفي !! ذكر الشعراني في [ طبقاته : 2/160 ] : أنه كان يخبر أنه يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم يقظة أي وقت أراد!!!! ) .قال الشعراني معلّقاً : وهو صادق!!!! ، لأنه صلى الله عليه وسلم سائر في كل مكان وجدت فيه شريعته وما منع الناس من رؤيته إلا غلظ حجابهم !! ) .قلت : بل أنت وصاحبك كاذبان ضالان ، فأين الذين يدافعون عن الصوفية من أمثال هذه العقائد فأي ضلال هذا الضلال ، نعوذ بالله من الخذلان .
وهذا الشعراني ينقل عنه الفوتي قوله : ( فلا يزال أحدهم يصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويكثر منها ، ويتطهر من كل الذنوب حتى يجتمع به يقظة في أي وقتٍ شاء ، ومن لم يحصل له هذا الاجتماع فهو إلى الآن لم يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم الإكثار المطلوب .. ) .
ويقول : ( لا يكمل الرجل عندنا مقام العرفان حتى يصير يجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة ومشافهة) .
وقال : ( وممن رآه يقظة من السلف !!!! : الشيخ أبو مدين المغربي ، والشيخ عبدالرحيم القناوي ، والشيخ موسى الزواوي ، والشيخ أبو الحسن الشاذلي ، والشيخ أبو العباس المرسي ، والشيخ أبو السعود بن أبي العشائر ، و سيدي إبراهيم المتبولي ، والشيخ جلال الدين السيوطي : وكان يقول : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واجتمعت به يقظة نيفاً وسبعين مرة !!! ، وأما سيدي إبراهيم المتبولي فلا يحصى اجتماعه به ... ) [ رماح حزب الرحيم – عمر بن سعيد الفوتي – 1/199 ] .
وفي الباب نفسه ما تتناقله الرفاعية !!!! عن أحمد الرفاعي من أنه لما حج وقف على القبر الشريف وأنشد قوله :
في حالة البعد روحي كنت أرسلها ******* تقبل الأرض عني وهي نائبتي
وهذه نوبة الأشياخ قد ظهرت ****** فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
قالوا : فخرجت إليه يد النبي صلى الله عليه وسلم من القبر فقبلها ؟! .
وعقد الفوتي التيجاني فصلاً يقول فيه : ( الفصل الحادي والثلاثون في إعلامهم أن الأولياء يرون النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ، وأنه صلى الله عليه وسلم يحشر كل مجلس أو مكان أراد بجسمه وروحه... ) [ رماح حزب الرحيم – 1/198 ] .
وهذا الشاذلي إمام الطريقة يحكي عنه الشعراني أنه كثير الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم !! ومن ذلك قوله : (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على سطح الجامع الأزهر عام خمسة وعشرين وثمانمائة فوضع يده على قلبي وقال : يا ولدي الغيبة حرام ، ألم تسمع قول الله تعالى : ( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً )(الحجرات: 12) وكان قد جلس عندي جماعة فاغتابوا بعض الناس .. ) [ طبقات الشعراني : 2/65 ] .
بل لا تعجب إذا قيل لك بأن الصوفية يعتقدون رؤية الأولياء بعد موتهم يقظة بأجسادهم وأرواحهم !! ، فقد ذكر الشعراني في ترجمة العياشي من ذلك شيئاً فقال : ( وكانت الأولياء الأموات يزورونه كثيراً لا سيما الشافعي !!!!! رضي الله عنه ، فكان يخبر أنه كان عنده يقظة لا نوماً ، وكان من لا يعرف حاله يقول : هذا خراف ) [ طبقات الشعراني : 2/162 ] .
قلت : إي والله إنه خراف .
وللصوفية في هذا الباب من العجائب والغرائب مما ينادي بها عليهم بالجهل ، والله المستعان