تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: من أدرك منكم عيسى ابن مريم ، فليقرئه مني السلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي من أدرك منكم عيسى ابن مريم ، فليقرئه مني السلام

    2308 - " من أدرك منكم عيسى ابن مريم ، فليقرئه مني السلام " .


    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 389 :
    أخرجه الحاكم ( 4 / 545 ) عن عبد الله بن سليمان حدثنا محمد ( الأصل محمود )
    ابن مصفى الحمصي حدثنا إسماعيل عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس مرفوعا . و قال
    : " إسماعيل هذا أظنه ابن عياش ، و لم يحتجا به " . و وافقه الذهبي ، بل إنه
    جزم بذلك ، فإنه لما ساق إسناد الحديث من عند إسماعيل قال : " إسماعيل بن عياش
    عن أيوب ... " . فأضاف من عنده في صلب الإسناد : " ابن عياش " . و ذلك وهم منه
    و من الحاكم أيضا ، فإنه ليس هو ابن عياش ، و إنما إسماعيل ابن علية ، و هو ثقة
    من رجال الشيخين ، و قد ذكروا في شيوخه أيوب هذا ، و هو السختياني . و محمد بن
    مصفى الحمصي ، قال الحافظ : " صدوق ، له أوهام ، و كان يدلس " .
    قلت : و قد صرح هنا بالتحديث ، فأمنا شبهة تدليسه . و عبد الله بن سليمان هو
    الحافظ ابن الحافظ أبي داود السجستاني صاحب " السنن " ، و هو ثقة ، تكلم فيه
    والده بما لم يقبلوه منه . و المعصوم من عصمه الله ، فالإسناد جيد . و روى
    الحاكم أيضا ( 2 / 595 ) من طريق محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن
    عطاء مولى أم حبيبة قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم : ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا ... الحديث يقول أبو هريرة : " أي بني
    أخي ! إن رأيتموه فقولوا : أبو هريرة يقرئك السلام " . و قال الحاكم : " صحيح
    الإسناد " ، و وافقه الذهبي . و أقول : محمد بن إسحاق مدلس ، و قد عنعنه . و
    عطاء مولى أم حبيبة لم أعرفه ، و لعل أم حبيبة محرف من أم صبية ، فإن عطاء مولى
    أم صبية من رجال النسائي . روى عن أبي هريرة . و عنه سعيد المقبري و هو مجهول .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    هذا الحديث مما تفرد به محمد بن مصفى، وهو يخطيء كما قال ابن حبان وغيره، وله مناكير، ولا أُراه يثبت، والله أعلم.
    والحديث عند أحمد من حديث أبي هريرة - ط الرسالة:
    7970 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَ بِي عُمُرٌ أَنْ أَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ " (1)
    __________
    (1) إسناده صحيح على شرطهما. واختُلف في وقفه ورفعه، فرفعه محمد بن جعفر في هذه الرواية، بينما رواه يزيد بن هارون فيما يأتي برقم (7971) و (7978) عن شعبة فوقفه على أبي هريرة.
    وقد رجح الشيخ أحمد شاكر رفعه باعتباره زيادة ثقة، وشعبة كثيراً ما يقف المرفوعات، ثم إنه في حكم المرفوع إذ هو من المغيبات!
    بينما رجح الكشميري صاحب "التصريح بما تواتر في نزول المسيح" ص 180 أن بعضه مرفوع وأكثره موقوف، فقال: ومن أمعن النظر في أحاديث الباب علم أن الإِيصاء بإبلاع السلام وقراءته على عيسى ابن مريم صحيح مرفوعاً وموقوفاً.
    وأما الجملة الابتدائية من قوله: "إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم" عليه السلام، فالنظر في أحاديث الباب يحكم بأنها موقوفة لا مرفوعة.
    كيف وقد وقع التصريح بوفاة نبيّنا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند نزول عيسى عليه السلام في أحاديث كثيرة؟ ثم ساق بعضها.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    رعاكم الله شيخنا .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    بارك الله فيك ونفع بك حبيبنا أبا أنس.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    الكلام على حديث : ( من أدرك منكم عيسى ابن مريم فليقرئه مني السلام )

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    أما بعد :


    قال الحاكم في المستدرك 8635: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُصَفَّى الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ.
    إِسْمَاعِيلُ هَذَا أَظُنُّهُ ابْنُ عَيَّاشٍ وَلَمْ يَحْتَجَّا بِهِ.


    محمود بن مصفى لا أعرفه إلا أن يكون محمد بن مصفى تصحف


    وإسماعيل إن كان ابن عياش فالخبر منكر بمرة وذلك أنهم نصوا على أن ابن عياش على مناكير عن غير أهل بلده وليس معروفاً بالرواية عن أيوب بل لا أعرف له عن أيوب إلا هذا الخبر


    قال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه :" فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِيِّ فِي جَلاَلَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ ، أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ ، قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الاِتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِي أَكْثَرِهِ ، فَيَرْوِي عَنْهُمَا ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا ، وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ ، فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ"


    فكيف إذا كان هذا المنفرد رجل كإسماعيل بن عياش معروف بالمناكير بل كيف ينفرد شامي بهذه السنة البصرية ، وهذا الخبر إنما يعرف بأبي هريرة لا أنس


    فإن قيل : استظهر بعض أهل العلم أن إسماعيل هذا هو ابن علية وليس ابن عياش فابن علية ه تلميذ أيوب


    فيقال : ولكن ابن مصفى ليس من تلاميذ إسماعيل ابن علية ولا يعرف بالراوية عنه أبداً فهذا السند مشوش وما ينبغي الاعتماد عليه ولعل الحاكم وهم فيه وخصوصاً أنه انفرد من دون بقية مصادر الإسلام ومثل هذه الأغلاط في الأسانيد كثيرة في كتابه


    قال أحمد في مسنده 7970 : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ:
    إِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَ بِي عُمُرٌ أَنْ أَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ.


    وهذا خبر شاذ الصواب فيه الوقف على أبي هريرة كما بينه الألباني في الضعيفة 5564


    وهو كما قال فالخبر لا يصح


    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    http://alkulify.blogspot.com/2013/11/blog-post_17.html

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    5564 - ( إني لأرجو إنْ طالتْ بي حياة أن أُدْرِكَ عيسى ابن مريم عليه السلام ، فإن عَجلَ بي موتٌ ؟ فَمَنْ لَقِيَهُ منكم ؟ فَلْيُقْرِئْهُ مني السلام ) .
    شاذ . أخرجه أحمد ( 2 / 298 ) : ثنا محمد بن جعفر : ثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : . . . فذكره .
    قلت : وهذا إسناد ظاهره الصحة ؛ فإن رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ؛ لكن قد خولف في رفعه محمد بن جعفر - وهو : غندر - ، فقال أحمد عقبه مباشرة و ( ص 299 ) :
    ثنا يزيد بن هارون : أنا شعبة به ؛ إلا أنه لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ؛ بل أوقفه على أبي هريرة .
    وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، ولذا ؛ قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 5 ، 205 ) :
    " رواه أحمد بإسنادين : مرفوع وموقوف ، ورجالهما رجال الصحيح " .
    قلت : ولعل الإمام أحمد رحمه اللّه تعالى أشار إلى ترجيح وقفه بإيراده إياه بعد المرفوع ، وهو الذي يترجح عندي . لأنه جاء موقوفا من طرق :
    أولاً : قال كثير بن زيد : عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة مرفوعاً :
    يوشك المسيح عيسى ابن مريم أن ينزل حَكَمَاً قسطاً ، وإماماً عدلاً ، فَيَقْتُلَ الخنزيرَ ، ويكسِرَ الصليبَ ، وتكون الدعوة واحدة " . فأقرئوه - أو أقرئه - السلام من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحدثه فَيُصَذقُنِي .
    فلما حضرته الوفاة قال : أقرئوه مني السلام . ) :
    أخرجه أحمد ( 2 / 394 ) . قال الهيثمي ( 8 / 5 ) :
    " وكثير بن زيد ؛ وثقه أحمد وجماعة ، وضعفه النسائي وغيره ، وبقية رجاله ثقات " .
    وقال الحافظ في " التقريب " :
    " صدوق يخطئ " . قلت : فمثله حسن الحديث في الشواهد كما هنا .
    ثانياً قال عبد الوهاب : أخبرنا ابن عون قال : مررت على عامر في مجلس بني أعبد فقال : حدثني غير واحد من ( الأصل : عن ) هؤلاء : أن أبا هريرة قال :
    " من لقي عيسى ابن مريم منكم ؛ فَلْيُقْرِئْهُ مني السلام " .
    أخرجه الداني في " الفتن " ( ق 144 / 1 ) .
    وهذا إسناد جيد إن كان من دون عبد الوهاب - وهو ابن عطاء الخفاف - ثقاتاً ، فإنه قد أصاب بعض أسمائهم لطخ حالت بيننا وبين معرفتهم .
    ثالثاً : قال علي بن معبد : حدثنا خالد بن حيان عن جعفر بن برهان عن يزيد ابن الأصم قال : سمعت أبا هريرة يقول : قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قلت : فذكر حديث نزول عيسى عليه السلام نحو حديث كثير ) قال أبو هريرة :
    أفلا تروني شيخاً كبيراً قد كادت أن تلتقي ترقوتاي من الكبر ، إني لأرجو أن لا أموت حتى ألقاه ، وأحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيصدقني ، فإن أنا مت [ دون أن ] ألقاه ولقيتموه بعدي ؛ فاقرؤوا عليه مني السلام .
    أخرجه الداني أيضاً وسنده حسن أيضاً في المتابعات والشواهد .
    رابعاً : قال محمد بن إسحاق : عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عطاء مولى أم صبية ( الأصل : حبيبة ) قال :
    سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قلت : فذكر حديث النزول بزيادة ) :
    " وليسلكن فجاً حاجاً أو معتمراً أو ليثنينهما (1) ، وليأتين قبري حتى يسلم علي ، ولأردن عليه " . يقول أبو هريرة :
    أي بني أخي ! إن رأيتموه فقولوا : أبو هريرة يقرئك السلام .
    أخرجه الحاكم ( 2 / 595 ) ، وقال :
    " صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي ! وقلدهما جمع ؛ كالكشميري في : " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " وأبو غدة المعلق عليه ( ص 101 - 102 ) ، والغماري في كتابيه : " إقامة البرهان على نزول عيسى في آخر الزمان " ( ص 33 ) ، و :

    " عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام " ؛ بل إن هذا الأخير أورده في كتابه الآخر الذي سماه بـ " الكنز الثمين " برقم ( 3245 ) الذي جرده من الأحاديث الضعيفة بزعمه ! وكل ذلك إنما يقع من الجهل بهذا العلم الشريف أو إهمال التحقيق فيه ! وإلا ؛ فهل يخفى على المحقق الناظر في هذا السند أنه لا يصح ، وذلك من ناحيتين :
    الأولى : عنعنة ابن إسحاق ؛ فإنه مدلس مشهور بذلك .
    والأخرى : جهالة عطاء مولى أم صبية ؛ فإن الذهبي نفسه قد أورده في " الميزان " وقال : " لا يعرف ، تفرد عنه المقبري " . ونحوه قول الحافظ في " التقريب " :
    " مقبول " . يعني : عند المتابعة ؟ !
    وقد وجدت له متابعا على بعضه - بسند لا بأس به - خرجته في " الصحيحة " ( 2733 ) ، ولم أذكره هنا ؛ لأنه ليس فيه موضع الشاهد منه ، وهو قول أبي هريرة :
    إن رأيتموه ؛ فقولوا : أبو هريرة يُقْرِئُك السلام .
    وبالجملة ؛ فهذه الطرق الأربعة عن أبي هريرة - وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف ؛ فإن - مجموعها يعطي لما اتفقت عليه من متونها قوة وصحة لا ريب فيها ، فهي صالحة لترجيح أن حديث الترجمة موقوف غير مرفوع ، وقد خفي هذا التحقيق على الغماري ، فاغتر في كتابيه المشار إليهما اَنفأ ( ص 34 ، 93 ) بقول الهيثمي : " رجال إسناده رجال ( الصحيح ) !
    فأورد الحديث في " كنزه ( 1179 ) ؛ مع أنه قد صرح في مقدمته ( ص ن ) أنه لا يكفي في صحة الحديث أو حسنه مجرد ثقة رجاله ؛ بل لا بد أن يكون سالماً من النكارة والشذوذ والمخالفة كما هو مبين في علم الحديث ! وهذا حق ؛ لكنه لم يلتزمه في هذا الكتاب ولا في غيره إلا ما ندر ، كما يتبين لكل ذي بصيرة من هذا الحديث وغيره مما تقدم وما قد يأتي .
    وأما الشيخ الكشميري ؛ فقد تنبه لشيء من ذلك ؛ فقال ( ص 180 ) - بعد أن ذكر الحديث من الطريقين موقوفاً ومرفوعاً - :
    " ومن أمعن النظر في أحاديث الباب ؛ علم أن الإيصاء بإبلاغ السلام وقراءته على عيسى ابن مريم عليه السلام صحيح مرفوعا وموقوفاً .
    وأما الجملة من قوله : " إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم عليه السلام " . فالنظر في أحاديث الباب يحكم بأنها موقوفة لا مرفوعة " .
    قلت : وفيما ادعاه من صحة الإيصاء مرفوعا نظر عندي ؛ لأنه - أعني :
    الإيصاء - لم يرد في شيء من الأحاديث التي ساقها في كتابه ، وقد بلغ عددها خمسةً وسبعين حديثاً ، وزاد عليها المعلق أبو غدة عشرة أخرى ، فيها الصحيح والحسن والضعيف والموضوع ، وفيه ما سكت عنه ولم يبين حاله ! أقول : في هذه الأحاديث كلها لم يرد الإيصاء إلا في حديثين اثنين ( * ) :
    حديث الترجمة أحدهما ، وقد عرفت أنه ضعيف ؛ لشذوذه .
    والآخر : الحديث ( 67 ) ، وهو عن أبي هريرة أيضاً في قَتْلِ عيسى الدجالَ وكَسْرِهِ الصليبَ . . . وفيه :
    " ألا من أدركه منكم ؛ فليقرأ عليه السلام " .
    قال : " أخرجه الطبراني ؛ كما في " الدر المنثور " ، :
    فذكر المعلق عليه أن الهيثمي أورده في " المجمع " ( 8 / 255 ) من رواية الطبراني في " الأوسط " و " الصغير " وقال :
    " وفي سنده محمد بن عقبة السدوسي ؛ وثقه ابن حبان ، وضعفه أبو حاتم " .
    قال أبو غدة : " وقال شيخنا الغماري في " عقيدة أهل الإسلام ( ص 93 ) : إسناده حسن " !
    قلت : كذا قال الغماري في الكتاب المذكور ، وما أحسن ! وأما في كتابه الآخر " إقامة البرهان " ( ص 34 ) ؛ فلم يحسنه ، وإنما ساق إسناد الطبراني فيه ، فأحسن ، وإنما نقل إعلال الهيثمي إياه بالسدوسي ، وهو وإن كان كافياً في تضعيف الحديث عند أهل المعرفة ؛ لما هو معلوم من تساهل ابن حبان في التوثيق من جهة ؛ ولأن أبا حاتم قال في السدوسي :
    " تركت حديثه " .
    فهو عنده شديد الضعف ؛ فهذا الجرح مقدم على توثيق ابن حبان ؛ لأنه جرح مفسر ، ولو فرض أن ابن حبان غير متساهل في التوفيق من جهة أخرى .
    أقول : فهذا يكفي في تضعيف الحديث ورد تحسينه لمن تجرد عن التقليد ، فكيف إذا عرف أن إعلال الهيثمي قاصر ؛ لأن شيخ السدوسي في الإسناد - وهو محمد بن عثمان بن سيار القرشي - مجهول ؛ كما قال الدارقطني ، وقد كنت بينت هذا في " الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير " قبل نحو نصف قرن من الزمان ، فأعلنت الحديث بهاتين العلتين : السدوسي والقرشي ، والله تعالى ولي التوفيق ، وهو الهادي .



    __________
    (1) الأصل : ( أو بنيتهما ) ، والتصويب من " صحيح مسلم " ( 4 / 60 ) ، وأحمد ( 2 / 240 ، 272 ، 513 ) والداني ( 44 1 / 1 ) ؛ فقد أخرجوا الزيادة من طريق أخرى عن أبي هريرة دون ما بعد التثنية ، وفي رواية لأحمد ( 2 / 290 ) : " أو يجمعهما " . ومن المحتمل أن يكون الأصل صحيحاً ويكون معناه بمعنى رواية أحمد ؛ أي : بنية الحج والعمرة . يعني : يقرنهما ؛ كما قال الداني عقب الرواية ألأ ولى : " أو ليثنينهما " .
    ومن العجيب أن هذه اللفظة ( أو بنيتهما ) خفي معناها أو صوابها على جمع ممن نقلوا الحديث من " المستدرك " ؛ كالذهبي في " التلخيص " ، والشيخ الكشميري في " التصريح " ( ص 102 ) ، والغماري في " إقامة البرهان " ( 34 ) وغيره ، وكالسيوطي في " الدر " ( 2 / 245 ) ؛ فإنهم جميعا حذفوها !


    __________
    (*) وهنالك حديث ثالث صحيح عند الشيخ - رحمه الله - ، ذكره في " الصحيحة " ( 2308 ) . رأيناه في " قصة المسيح " ( ص 142 ) . ( الناشر ) .


    الكتاب : سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة
    المؤلف : محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني
    ( الشاملة )

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    2733 - " والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى ابن مريم إماما مقسطا و حكما عدلا ،
    فليكسرن الصليب و ليقتلن الخنزير و ليصلحن ذات البين و ليذهبن الشحناء و ليعرضن
    عليه المال فلا يقبله ، ثم لئن قام على قبري فقال : يا محمد لأجبته " .


    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 524 :


    أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1552 ) : حدثنا أحمد بن عيسى أخبرنا ابن وهب
    عن أبي صخر أن سعيد المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات رجال
    الشيخين غير أبي صخر - و هو حميد ابن زياد الخراط - فمن رجال مسلم وحده ، و قد
    تكلم فيه بعضهم ، و صحح له ابن حبان و الحاكم و البوصيري ، و مشاه المنذري ،
    فانظر الحديث ( 83 ) من كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1 / 39 ) . و
    الحديث قال الهيثمي ( 8 / 211 ) : " رواه أبو يعلى ، و رجاله رجال الصحيح " . و
    قد أخرجه البخاري ( 3448 ) ، و مسلم ( 1 / 93 - 94 ) و غيرهما من طريق سعيد ابن
    المسيب عن أبي هريرة دون قوله : " و ليصلحن ذات البين ، و ليذهبن الشحناء " . و
    الفقرة الثانية منهما عند مسلم و غيره من حديث عطاء بن ميناء عن أبي هريرة و
    الجملة الأخيرة لها طريق أخرى عنه بلفظ : " .. و ليأتين قبري حتى يسلم علي ، و
    لأردن عليه " . أخرجه الحاكم . و صححه الذهبي و غيرهما من المتأخرين ، و فيه
    علتان بينتهما في " الضعيفة " تحت الحديث ( 5540 ) ، لكن لعله يصلح شاهدا
    للطريق الأولى . ( تنبيه ) : قوله : " لأجبته " كذا في " مسند أبي يعلى " ، و
    النسخة سيئة ، لكن كذلك وقع أيضا في نقل الهيثمي عنه ، و قد ادعى الشيخ أبو غدة
    في تعليقه على " التصريح بما تواتر في نزول المسيح " ( ص 245 ) أنه تحريف ، و
    أن الصواب : " لأجيبنه " ، و هو محتمل <1> . و الله أعلم .


    -----------------------------------------------------------
    [1] ثم رأيته كذلك في " المطبوعة " ( 11 / 462 / 6584 ) و كذا في " المطالب
    العالية " ( 4 / 23 ) . اهـ .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: من أدرك منكم عيسى ابن مريم ، فليقرئه مني السلام

    يرفع للفائدة .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •