تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: استشكال في مسألة الفأل الحسن !!!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2017
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    136

    افتراضي استشكال في مسألة الفأل الحسن !!!!

    كيف الجمع بين قول النبي (ويعجبني الفأل) وأيضا عندما رأى سهيل بن عمرو وقد أرسلته قريش في صلح الحديبية: (لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ) وبين هذين الأثرين : قالعكرمة كنا جلوساً عند ابن عباس فمر طائر يصيح، فقال رجل من القوم: خير خير، فقال: ابن عباس رضي الله عنه: لا خير ولا شر، فبادره بالإنكار عليه؛ وخرج طاوس مع صاحب له في سفر، فصاح غراب، فقال الرجل: خير، فقال طاوس: وأي خير عند هذا؟ لا تصحبني انتهى

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرو السنِّي مشاهدة المشاركة
    كيف الجمع بين قول النبي (ويعجبني الفأل) وأيضا عندما رأى سهيل بن عمرو وقد أرسلته قريش في صلح الحديبية: (لَقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ) وبين هذين الأثرين : قالعكرمة كنا جلوساً عند ابن عباس فمر طائر يصيح، فقال رجل من القوم: خير خير، فقال: ابن عباس رضي الله عنه: لا خير ولا شر، فبادره بالإنكار عليه؛ وخرج طاوس مع صاحب له في سفر، فصاح غراب، فقال الرجل: خير، فقال طاوس: وأي خير عند هذا؟ لا تصحبني انتهى
    اليك اخى الكريم مقدمات وتعريفات مهمه من كلام اهل العلم تسهل فى حل الاشكال - الطيرة فهو اسم عام لما فيه تشاؤم أو تفاؤل بشيء من الأشياء --وحقيقة الطيرة أنه يرى شيئا كان في الأول من الطير تحرك يمينا أو يسارا، فلما رآه تحرك يمينا قال هذا تفاؤل أنني سأنجح في هذا العمل أو في هذا السفر، وإذا رآه تحرك شِمالا قال هذا معناه أني سأنضرُّ في هذا السفر أو سيصيبني مكروه فرجع، وقد قال عليه الصلاة والسلام «من ردّته الطيرةُ عن حاجته فقد أشرك»، قد يتشاءم بحركة شيء، بكلمة يسمعها، بشيء في الجو, بتصادم سيارة أمامه, بسواد في الجو حصل أمامه أو في ذلك اليوم الذي سينتقل فيه، أو تشاءم بشيء حصل له في أول زواجه ونحو ذلك من أنواع التشاؤم، أو التشاؤم بالأشهر أو بالأيام، هذا كله من أنواع الطيرة.
    ومتى يكون طيرة؟ إذا رده عن حاجته أو جعله يُقْبِلُ عن حاجته، فإذا تشاءم وذلك التشاؤم حينما سيّطر على قلبه جعله يقبل أو يحجم فإنه يكون متطيرا.
    وكذلك في باب التفاؤل إذا رأى شيئا فجعله ذلك الشيء يقدم ولو لذلك الشيء أنه رآه لما جعله يقدم، فإن ذلك أيضا من الطيرة وهو نوع من أنواع التأثيرات الخفية على القلوب، وذلك ضرب من السحر.--
    العيافة - كما فسرها عَوْف زَجْرُ الطّيْرِ، وهذا أحد تفسير العيافة، وزجر الطير أنْ يحرّك طيرا حتى ينظر إلى أين تتحرك ويزجر الطير في حركته، ثم يفهم من ذلك الزجر هل هذا الأمر الذي سيُقدم عليه أنه أمر محمود أو أمر مذموم، أو يطّلع بحقيقة زجر الطير على مستقبل الحال، فهذا نوع من الجِبت وهو السحر لم؟ وذكرت لكم ذكرت لكم أن معنى الجبت هو الشيء المرذول المطّرح الذي يصرف الواحد عن الحق.
    والسحر شيء خفي يؤثر على النفوس، والعيافة من التأثر بالطير وبزجرها وبانتقال من هنا إلى هنا أو بحركتها شيء خفي دخل في النفس فأثر عليها من جهة الإقدام أو الكف، فصار نوعا من السحر لأجل ذلك، وهو جبت لأنه شيء مرذول أدّى إلى الإقبال أو الامتناع.
    والطِّيَرَة أعم من العيافة؛ لأن العيافة على حسب تفسير عوف وهو أحد تفسيراتها متعلق بالطير وحده، -----------------------------
    ------------------(ولأبي داود -بسند صحيح- عن عُقبة بن عامر، قال: ذُكِرَتِ الطّيَرَةُ عِنْدَ رسول الله ( فقال: «أحْسَنُهَا الْفَأْلُ»)
    الطيرة يعني التأثر بالكلمة؛ لأننا ذكرنا لكم أن الطيرة عامة تشمل الأقوال والأعمال التي تحصل أمام العبد، فإذا كان ثَم تطير فإن أحسنه الفأل يعني أن يقع في قلبه أنه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها أو من جراء فعل حصل له أحسن ذلك الفأل، وغيره مذموم، لِم كان الفأل محمودا وممدوحا ومأذونا به؟ لما ذكرنا من أنمه إذا تطير متفائلا فإنه محسن الظن بالله جل وعلا، وأمّا الفأل في نفسه فهو مطلوب لأن التفاؤل يشرح الصدر ويُونس العبد ويُذهب الضيق الذي يُوحيه الشيطان ويسببه الشيطان في قلب العبد، والشيطان يأتي للعبد فيجعله يَتوهم أشياء وأشياء كلها في مضرَّته، فإذا فتح العبد على قلبه باب التفاؤل أبعد عن قلبه باب تأثير الشيطان على النفس------------------------ (لاَ تَرُدّ مُسْلِماً) هذا خبر؛ لكن فيه النهي أن ترد الطيرة مسلما عن حاجته، فإذا ردّته عن حاجته فقد حصل له الشرك بالتطير.
    قال (فَإذا رَأَى أحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُلْ اللّهُمّ لاَ يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلاّ أنْتَ وَلاَ يَدْفَعُ السّيّئَاتِ إلاّ أنْتَ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوّةَ إلاّ بِكَ)
    هذا دعاء عظيم في دفع ما يأتي للقلب من أنواع التشاؤم وأنواع الطيرة.
    قال (وعن ابن مسعود مرفوعاً: « الطّيَرَة شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنّا إلاّ وَلَكِنّ الله يُذْهِبُهُ بِالتّوَكّلِ») قال (الطّيَرَةُ شِرْكٌ) يعني الشرك الأصغر بالله جل وعلا، قال (وَمَا مِنّا إلاّ) يعني إلا وقد أتى لِقلبه بعض التطير؛ لأن هذا من الشيطان والشيطان يأتي القلوب فيغريها بما يفسدها ومن ذلك التطير، (وَمَا مِنّا إلاّ) يعني ويعرض له ذلك (وَلَكِنّ الله يُذْهِبُهُ بِالتّوَكّلِ) لأن حسنات التوكل وإتيان العبد بواجب التوكل يذهب عنه كيد الشيطان بالتطير.
    فالواجب على العبد إذا عرض له شيء من التشاؤم أن لا يرجع عمّا أراد عمله؛ بل يعظم التوكل على الله جل وعلا؛ لأن هذه الأشياء التي تحصل لا تدل على الأمور المغيبة لأنها أمور طرأت ووافقت هكذا أمام العبد
    وليس لها أثر فيما يحصل في مستقبلا----------------------(ولأحمد من حديث ابن عمرو: «من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك») ضابط كون الطيرة شركا -أن ترُدَّ المتطير عن حاجته، فإذا لم ترده عن حاجته فإنه لم يستأنس لها فلا حرج عليه في ذلك، إلاّ أن عظمت في قلبه فربما دخلت في أنواع محرمات القلوب، والذي يجب أن يذهبه بالتوكل وتعظيم الرّغب فيما عند الله وحسن الظن بالله جل وعلا، (قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: أن تقولوا اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك)، (لا طير إلا طيرُك) يعني لن يحصل إلا قضاؤك الذي قضيته، أو لن يحصل ويُقضى إلاَّ ما قدرته على العبد، والعلم -علم المغيبات- إنما هو عند الله جل وعلا.[كفاية المستزيد]-----------------قال الحافظ ابن حجر في الفتح:...وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال---------------------------------------------قال ابن بطال في شرح البخاري: كان النبي عليه السلام يستحب الاسم الحسن والفأل الصالح، وقد جعل الله في فطرة الناس محبة الكلمة الطيبة والفأل الصالح والأنس به، كما جعل فيهم الارتياح للبشرى والمنظر الأنيق، وقد يمر الرجل بالماء الصافي فيعجبه وهو لا يشربه، وبالروضة المنثورة فتسره وهي لا تنفعه..--------------------------------.ونقل عن الخطابي انه قال: الفرق بين الفأل والطيرة أن الفأل إنما هو من طريق حسن الظن بالله تعالى، والطيرة وإنما هي من طريق الاتكال على شيء سواه.------أن الفأل لا يخل بتوحيد العبد فهو من باب من حسن الظن بالله، بخلاف الطيرة فهي تخل بتوحيده لأنها سوء ظن بالله.--- أن الفأل يكون العبد متوكلا على الله، متعلقا به، فيسمع الكلمة التي تسره فيزداد تعلقا بالله، بخلاف الطيرة: فالعبد يكون قلبه متعلق بما يسمع أو يرى.---------- أن الفأل لا يقصده العبد بل يأتي
    عرضا، و أما الطيرة فإنه يقصدها و يطلبها.--أنه في الطيرة يربط الإنسان بين ما لم يجعل الله بينهما رابطا، فلا علاقة بما يسمع الإنسان أو يراه بما سوف يقدره الله.---قال ابن تيمية : ( لم يجعل ( الرسول صلى الله عليه وسلم ) الفأل آمرا له و باعثا على الفعل، و لا الطيرة ناهية عن الفعل، و إنما يأتمر و ينتهي عن مثل ذلك أهل الجاهلية).----------------قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " وكأن ذلك بحسب الواقع وأما الشرع فخص الطيرة بما يسوء والفأل بما يسر ومن شرطه أن لا يقصد إليه فيصير من الطيرة " ا.هـ فتح الباري -----وقال الحافظ ابن حجر: وليس في شيء من سنوح الطير وبروحها ما يقتضي ما اعتقدوه، وإنما هو تكلُّفٌ بتعاطي ما لا أصل له؛ إذ لا نُطقَ للطير ولا تمييزَ، فيستدل بفعله على مضمونِ معنىً فيه --وقال القرافي مفرّقاً بين الفأل والطيرة: والفرق بينه وبين القسم الذي تقدم الذي هو مباح أن هذا متردّد بين الخير والشرّ، والأول متعين للخير، فهو يبعث على حسن الظن بالله تعالى، فهو حسن؛ لأنه وسيلة للخير والثاني بصدد أن يبين سوء الظن بالله تعالى فحرم لذلك، وهو يحرم لسوء الظن بغير سبب تقتضيه عادة فيلحق بالطيرة، فهذا هو تلخيص الفرق بين التطيُّر والفأل المباح والفأل الحرام---------------------------------------------------وقال القرطبي: وإنما كان يعجبه الفأل لأنه؛ تنشرح له النفس وتستبشر بقضاء الحاجة وبلوغ الأمل؛ فيحسن الظنَّ بالله - عز وجل -، وقد قال: "أنا عند ظن عبدي بي----------------------------------- ونقل الحافظ ابن حجر عن الإمام الحليمي القول: وإنما كان - صلى الله وعليه وسلم - يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظنٍّ بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال ------------------------------ونقل عن الإمام الطيبي: معنى الترخص في الفأل، والمنع من الطيرة هو أن الشخص لو رأى شيئاً، فظنه حسناً محرضاً على طلب حاجته فليفعل ذلك، وإن رآه بضدّ ذلك فلا يقبله، بل يمضي لسبيله، فلو قبل وانتهى عن المضيّ فهو الطيرة التي اختُصت بأن تُستعمل في الشؤم -------------------------------------------------------------------------------------تلخيص ما سبق1- يطّلع بحقيقة زجر الطير على مستقبل الحال، فهذا نوع من الجِبت وهو السحر-----2 متى يكون طيرة؟إذا رده عن حاجته أو جعله يُقْبِلُ عن حاجته، فإذا تشاءم وذلك التشاؤم حينما سيّطر على قلبه جعله يقبل أو يحجم فإنه يكون متطيرا.
    وكذلك في باب التفاؤل إذا رأى شيئا فجعله ذلك الشيء يقدم ولو لذلك الشيء أنه رآه لما جعله يقدم، فإن ذلك أيضا من الطيرة وهو نوع من أنواع التأثيرات الخفية على القلوب، وذلك ضرب من السحر--3-«أحْسَنُهَا الْفَأْلُ») الطيرة يعني التأثر بالكلمة؛ لأننا ذكرنا لكم أن الطيرة عامة تشمل الأقوال والأعمال التي تحصل أمام العبد، فإذا كان ثَم تطير فإن أحسنه الفأل يعني أن يقع في قلبه أنه سيحصل له كذا وكذا من جراء كلمة سمعها أو من جراء فعل حصل له أحسن ذلك الفأل، وغيره مذموم، لِم كان الفأل محمودا وممدوحا ومأذونا به؟ لما ذكرنا من أنمه إذا تطير متفائلا فإنه محسن الظن بالله جل وعلا،---------4-فالواجب على العبد إذا عرض له شيء من التشاؤم أن لا يرجع عمّا أراد عمله؛ بل يعظم التوكل على الله جل وعلا؛ لأن هذه الأشياء التي تحصل لا تدل على الأمور المغيبة لأنها أمور طرأت ووافقت هكذا أمام العبد وليس لها أثر فيما يحصل في مستقبلا -5-التشاؤم سوء ظن بالله تعالى
    بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله على كل حال---6-الفأل إنما هو من طريق حسن الظن بالله تعالى، والطيرة وإنما هي من طريق الاتكال على شيء سواه.--------------------------7-أن الفأل يكون العبد متوكلا على الله، متعلقا به، فيسمع الكلمة التي تسره فيزداد تعلقا بالله---------8-أن الفأل لا يقصده العبد بل يأتي عرضا --9-و أما الطيرة فإنه يقصدها و يطلبها--10-أنه في الطيرة يربط الإنسان بين ما لم يجعل الله بينهما رابطا، فلا علاقة بما يسمع الإنسان أو يراه بما سوف يقدره الله.--------الفأل بما يسر ومن شرطه أن لا يقصد إليه فيصير من الطيرة- "13-
    إنما هو تكلُّفٌ بتعاطي ما لا أصل له؛ إذ لا نُطقَ للطير ولا تمييزَ، فيستدل بفعله على مضمونِ معنىً فيه14-الفأل والطيرة: والفرق بينه وبين القسم الذي تقدم الذي هو مباح أن هذا متردّد بين الخير والشرّ،والأول[الفأل] متعين للخير، فهو يبعث على حسن الظن بالله تعالى، فهو حسن؛ لأنه وسيلة للخير والثاني - بصدد أن يبين سوء الظن بالله تعالى فحرم لذلك، وهو يحرم لسوء الظن بغير سبب تقتضيه عادة فيلحق بالطيرة، فهذا هو تلخيص الفرق بين التطيُّر والفأل المباح والفأل -15 ---------
    الفأل لأنه؛ تنشرح له النفس وتستبشر بقضاء الحاجة وبلوغ الأمل؛ فيحسن الظنَّ بالله - عز وجل -، وقد قال: "أنا عند ظن عبدي بي--------16- التشاؤم سوء ظنٍّ بالله تعالى بغير سبب محقق-17-التفاؤل حسن ظن به، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال --------------------------------------------------------------------------------- وخلاصة هذا التلخيص ما قاله القرافى رحمه الله---
    الفرق بينه وبين القسم الذي تقدم الذي هو مباح --أن هذا متردّد بين الخير والشرّ،والأول متعين للخير، فهو يبعث على حسن الظن بالله تعالى، فهو حسن؛ لأنه وسيلة للخير والثاني- [التطير ومنه العيافة بزجر الطير كما قدمناه فى اعلى الموضوع] بصدد أن يبين سوء الظن بالله تعالى فحرم لذلك، وهو يحرم لسوء الظن بغير سبب تقتضيه عادة فيلحق بالطيرة، فهذا هو تلخيص الفرق بين التطيُّر والفأل المباح[ والفأل الحرام - الناتج عن التطير بزجر الطير او غيرة- بتعاطى اسباب التطير--مثل ما يفعله بعض الجاهلين من الإتيان بوَرْدَة ثم يقْطِفْ اوارقها فإن انتهت بما يسره تفائل واقدم على ما يريد وان انتهت الورقة الاخيرة من الوردة بما لا يسره تشائم وأحجم] وهذ الاخير وهو الفأل الحرام قد يشتبه على البعض - ولكن بالضوابط السابقة يزول الاشكال فى الفرق بين التطير والتفائل المباح --[والتفاؤل المحرم -بالعيافة وعيرها من قصد الاسباب غير المحققة والاتكال عليها]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2017
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    136

    افتراضي

    هل من مزيد فاءدة بدون نقولات

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمرو السنِّي مشاهدة المشاركة
    هل من مزيد فائدة
    مزيد فائدة بنقولات--يقول القرافى رحمه الله ( الفرق السابع والستون والمائتان بين قاعدة الطيرة ، وقاعدة الفأل الحلال المباح والفأل الحرام )

    أما التطير والطيرة فقد تقدمت حقيقتهما وأحكامهما ، وأما الفأل فهو ما يظن عنده الخير عكس الطيرة والتطير غير أنه تارة يتعين للخير ، وتارة للشر وتارة مترددا بينهما فالمتعين للخير مثل الكلمة الحسنة يسمعها الرجل من غير قصد نحو يا فلاح يا مسعود ومنه تسمية الولد والغلام بالاسم الحسن حتى متى سمع استبشر القلب فهذا فأل حسن مباح مقصود وقد ورد في الصحيح أنه عليه السلام حول أسماء مكروهة من أقوام كانوا في الجاهلية بأسماء حسنة فهذان القسمان هما الفأل المباح وعليهما يحمل قولهم : { إنه عليه السلام كان يحب الفأل الحسن } وأما الفأل الحرام فقد قال الطرطوشي في تعليقه إن أخذ : الفأل من المصحف وضرب الرمل والقرعة والضرب بالشعير وجميع هذا النوع حرام ؛ لأنه من باب الاستقسام بالأزلام .

    والأزلام أعواد كانت في الجاهلية مكتوب على أحدهما افعل وعلى الآخر لا تفعل وعلى الآخر غفل فيخرج أحدهما ، فإن وجد عليه افعل أقدم على حاجته التي يقصدها أو لا تفعل أعرض عنها واعتقد أنها ذميمة ، أو خرج المكتوب عليه غفل أعاد الضرب فهو يطلب قسمه من الغيب بتلك الأعواد فهو استقسام أي طلب القسم الجيد يتبعه ، والرديء يتركه ، وكذلك من أخذ الفأل من المصحف أو غيره إنما يعتقد هذا

    [ ص: 241 ] المقصد إن خرج جيدا اتبعه أو رديئا اجتنبه فهو عين الاستقسام بالأزلام الذي ورد القرآن بتحريمه فيحرم ، وما رأيته حكى في ذلك خلافا ، والفرق بينه وبين القسم الذي تقدم الذي هو مباح أن هذا متردد بين الخير والشر ، والأول متعين للخير فهو يبعث على حسن الظن بالله - تعالى - فهو حسن ؛ لأنه وسيلة للخير ، والثاني بصدد أن يبين سوء الظن بالله - تعالى - فحرم لذلك ، وهو يحرم لسوء الظن بغير سبب تقتضيه عادة فيلحق بالطيرة فهذا هو تلخيص الفرق بين التطير والفأل المباح والفأل الحرام
    أنوار البروق في أنواع الفروق » ----------------------------- يقول بن القيم رحمه الله-وأما قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا طيرة،وخيرها الفأل». قالوا: وما الفأل يا رسول الله؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم". فابتدأهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بإزالة الشبهة وإبطال الطيرة لئلا يتوهموها عليه في إعجابه بالفأل الصالح، وليس في الإعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك، بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة وموجب الفطرة الإنسانية التي تميل إلى ما يلائمها ويوافقها مما ينفعها؛ كما أخبرهم إنه حبب إليه من الدنيا النساء والطيب، فهو يحب كل كمال وخير وما يفضي إليهما، والله سبحانه قد جعل في غرائز الناس الإعجاب بسماع الاسم الحسن ومحبته وميل نفوسهم إليه. وكذلك جعل فيها الارتياح والاستبشار باسم السلام والنجاح والتهنئة والبشرى والربح وأمثالها، فإذا قرعت هذه الأسماء الأسماع استبشرت بها النفس وانشرح لها الصدر وقوي بها القلب، وإذا سمعت أضدادها أوجب لها ضد هذه الحال فأحزنها ذلك وأثار لها خوفاً وطيرة وانكماشاً وانقباضاً عما قصدت له وعزمت عليه، فأورث ذلك ضرراً في الدنيا ونقصاً في الإيمان ومقارفة للشرك.
    وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الفأل من الطيرة وهو خيرها فقال: «لا طيرة وخيرها الفأل». فأبطل الطيرة، وأخبر أن الفأل منها ولكنه خيرها، ففصل بين الفأل والطيرة؛ لما بينهما من الامتياز والتضاد ونفع أحدهما ومضرة الآخر.
    ونحن نوضح فرقان ما بينهما فنقول:الفأل والطيرة وإن كان مأخذهما سواء ومجتناهما واحداً فإنهما يختلفان بالمقاصد ويفترقان بالمذاهب، فما كان محبوباً مستحسناً تفاءلوا به وسموه الفأل وأحبوه ورضوه، وما كان مكروهاً قبيحاً منفراً تشاءموا به وكرهوه وتطيروا منه وسموه طيرة تفرقة بين الأمرين. وسئل بعض الحكماء فقيل له ما بالكم تكرهون الطيرة وتحبون الفأل؟ فقال لنا: في الفأل عاجل البشرى وإن قصر عن الأمل، ونكره الطيرة لما يلزم قلوبنا من الوجل. وهذا الفرقان حسن جداً، وقد كانت العرب تقلب الأسماء تطيراً وتفاؤلاً؛ فيسمون اللديغ سليماً باسم السلامة وتطيراً من اسم السقم، ويسمون العطشان ناهلاً أي سينهل والنهل الشرب تفاؤلاً باسم الري، ويسمون الفلاة مفازة أي منجاة؛ تفاؤلاً بالفوز والتجارة، ولم يسموها مهلكة لأجل الطيرة.
    والنفس لا بد أن تتطير ولكن المؤمن القوي الإيمان يدفع موجب تطيره بالتوكل على الله، فإن من توكل على الله وحده كفاه من غيره، قال تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم * إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون}. ولهذا قال ابن مسعود: وما منا إلا -يعني من يقارب التطير- ولكن الله يذهبه بالتوكل." أ.هـ مختصرا من مفتاح دار السعادة (3/270-338).-----------------------------قال الشيخ عبدالله الغنيمان-قال الشارح رحمه الله: [قوله: (إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك)، هذا حد الطيرة المنهي عنها، أنها ما يحمل الإنسان على المضي فيما أراده، ويمنعه من المضي فيه كذلك، وأما الفأل الذي كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم: فيه نوع بشارة، فيسر به العبد ولا يعتمد عليه، بخلاف ما يمضيه أو يرده، فإن للقلب عليه نوع اعتماد فافهم الفرق والله أعلم].
    يعني: أن الفأل رجاء من الله وظن حسن، وإن كان السبب ضعيفاً وتافهاً فالإنسان يكون على خير، والله عند ظن عبده به، إذا ظن خيراً أعطاه خيراً، ومع ذلك لا يجوز أن يعتمد على الفأل، ويجعله دليلاً له، ويمضي من أجل ذلك، فإن هذا لا يجوز، وإنما يظن أنه يحصل له خير، ويعتمد على ربه ويتوكل عليه، ويعمل الأسباب التي أمر بها.
    أما الطيرة: فهي شر بل هي شرك؛ لأنه يجعل المستقبل الذي يقع معتمداً على فعل طير أو فعل حيوان أو شيء يراه أو ما أشبه ذلك، ومعلوم أن هذه الأشياء لا تصرف لها في الوقائع والحوادث، وإنما الحوادث التي ستحدث بيد الحي القيوم، الذي بيده ملكوت كل شيء، فلا يشاركه فيها أحد، ثم علم الغيب يختص بالله جل وعلا، فهذه الحيوانات وغيرها لا تعلم من المغيبات شيئاً، ولا تستطيع أن تتصرف في أمور الدنيا بشيء، فهذا هو الصواب وهذا هو الفرق بين الفأل والطيرة، فالطيرة: لا يجوز أن يعمل بها مطلقاً وهي من الشرك، أما الفأل: فهو الظن الحسن والرجاء من الله جل وعلا، ومع ذلك لا يعتمد عليه؛ لأن الاعتماد على ما أمر به الشارع، فما أمر الله جل وعلا به من الأفعال التي يحبها الله ويرضاها يعتمد عليه، ويتوكل على ربه.
    ----------------------ويقول الشيخ عبدالله الغنيمان--
    قال ابن القيم : ليس في الإعجاب بالفأل ومحبته شيء من الشرك، بل ذلك إبانة عن مقتضى الطبيعة، وموجب الفطرة الإنسانية، التي تميل إلى ما يوافقها ويلائمها، كما أخبرهم صلى الله عليه وسلم أنه حبب إليه من الدنيا النساء والطيب، وكان يحب الحلواء والعسل، ويحب حسن الصوت بالقرآن والأذان ويستمع إليه، ويحب معالي الأخلاق ومكارم الشيم]. يعني: أنه جبل في الطبيعة على حبها والميل إليها، ولكن الفأل ليس هو هذا، الفأل: ظن الخير ورجاؤه كما سبق، وقد يكون الفأل في إظهار الحق وقمع العدو، مثلما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم يوم ذهب إلى خيبر وأتاهم صباحاً، وهم لا يعلمون به، فرآهم قد استقبلوه بالعمال ومعهم المساحي والفئوس للعمل، قال صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بقوم فساء صباح المنذرين)، يعني: لما رأى آلات الهدم كالمساحي والفئوس، تفاءل بأن خيبر خربت؛ لأنها عمرت على المعصية، وعلى محاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فتفاءل بذلك، فحقق الله جل وعلا ذلك له، وهذا لا يمنع العمل والاجتهاد والجد، ولكنه رجاء وظن، يرجو من الله ويظن به أن يحقق له هذا الرجاء، وهو مثلما سبق، إذا رجا الناس ربهم -ولو كان السبب ضعيفاً أو العلامة ضعيفة- فإنهم على خير؛ لأن رجاء الله عبادة، وظن الخير به عبادة، فيكونون على خير، بخلاف الطيرة، فإنها تطبيق للشيطان، واتباع لمخلوق ليس عنده أي تصرف، وتكون شركاً. [ شرح فتح المجيد للشيخ عبدالله الغنيمان] -----------------------------------ويقول بن عثيمين رحمه الله فى القول المفيد - قوله: " ما أمضاك أو ردك أما "ما ردك"; فلا شك أنه من الطيرة; لأن التطير يوجب الترك والتراجع. وأما "ما أمضاك" ; فلا يخلو من أمرين:
    الأول: أن تكون من جنس التطير، وذلك بأن يستدل لنجاحه أو عدم نجاحه بالتطير، كما لو قال: سأزجر هذا الطير، فإذا ذهب إلى اليمين; فمعنى ذلك اليمن والبركة، فيقدم; فهذا لا شك أنه تطير; لأن التفاؤل بمثل انطلاق الطير عن اليمين غير صحيح; لأنه لا وجه له; إذ الطير إذا طار; فإنه يذهب إلى الذي يرى أنه وجهته، فإذا اعتمد عليه; فقد اعتمد على سبب لم يجعله الله سببا، وهو حركة الطير.
    الثاني: أن يكون سبب المضي كلاما سمعه أو شيئا شاهده يدل على تيسير هذا الأمر له; فإن هذا فأل، وهو الذي يعجب النبي صلى الله عليه وسلم لكن إن اعتمد عليه وكان سببا لإقدامه; فهذا حكمه حكم الطيرة، وإن لم يعتمد عليه ولكنه فرح ونشط وازداد نشاطا في طلبه; فهذا من الفأل المحمود.------------------------------- الفأل الحسن لا يخل بعقيدة الإنسان ولا بعقله، وليس فيه تعليق القلب بغير الله، بل فيه من المصلحة: النشاط والسرور وتقوية النفوس على المطالب النافعة.
    وصفة ذلك أن يعزم العبد على سفر أو زواج أو عقد من العقود، أو على حالة من الأحوال المهمة ثم يرى في تلك الحال ما يسره، أو يسمع كلاما يسره مثل يا راشد أو سالم أو غانم، فيتفاءل ويزداد طمعه في تيسير ذلك الأمر الذي عزم عليه، فهذا كله خير وآثاره خير، وليس فيه من المحاذير شيء.
    وأما الطيرة - فإنه إذا عزم على فعل شيء من ذلك من الأمور النافعة في الدين أو في الدنيا، فيرى أو يسمع ما يكره أثر في قلبه أحد أمرين، أحدهما أعظم من الآخر:
    أحدهما:أن يستجيب لذلك الداعي فيترك ما كان عازما على فعله أو بالعكس، فيتطير بذلك وينكص عن الأمر الذي كان عازما عليه، فهذا كما ترى قد علق قلبه بذلك المكروه غاية التعليق وعمل عليه، وتصرف ذلك المكروه في إرادته وعزمه وعمله، فلا شك أنه على هذا الوجه أثر على إيمانه وأخل بتوحيده وتوكله، ثم بعد هذا لا تسأل عما يحدثه له هذا الأمر من ضعف القلب ووهنه وخوفه من المخلوقي،ن وتعلقه بالأسباب وبأمور ليست أسبابا، وانقطاع قلبه من تعلقه بالله، وهذا من ضعف التوحيد والتوكل، ومن طرق الشرك ووسائله، ومن الخرافات المفسدة للعقل.
    الأمر الثاني: أن لا يستجيب لذلك الداعي، ولكنه يؤثر في قلبه حزنا وهما وغما، فهذا وإن كان دون الأول لكنه شر وضرر على العبد، وضعف لقلبه وموهن لتوكله، وربما أصابه مكروه فظن أنه من ذلك الأمر فقوي تطيره، وربما تدرج إلى الأمر الأول.
    فهذا التفصيل- يبين لك وجه كراهة الشارع للطيرة وذمها، ووجه منافاتها للتوحيد والتوكل. وينبغي لمن وجد شيئا من ذلك، وخاف أن تغلبه الدواعي الطبيعية أن يجاهد نفسه على دفعها ويستعين الله على ذلك، ولا يركن إليها بوجه ليندفع الشر عنه.[موسوعة توحيد رب العبيد]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قال الشيخ عبدالله الغنيمان-قال الشارح رحمه الله: [قوله: (إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك)، هذا حد الطيرة المنهي عنها، أنها ما يحمل الإنسان على المضي فيما أراده، ويمنعه من المضي فيه كذلك، وأما الفأل الذي كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم: فيه نوع بشارة، فيسر به العبد ولا يعتمد عليه، بخلاف ما يمضيه أو يرده، فإن للقلب عليه نوع اعتماد فافهم الفرق والله أعلم].
    يعني: أن الفأل رجاء من الله وظن حسن، وإن كان السبب ضعيفاً وتافهاً فالإنسان يكون على خير، والله عند ظن عبده به، إذا ظن خيراً أعطاه خيراً، ومع ذلك لا يجوز أن يعتمد على الفأل، ويجعله دليلاً له، ويمضي من أجل ذلك، فإن هذا لا يجوز، وإنما يظن أنه يحصل له خير، ويعتمد على ربه ويتوكل عليه، ويعمل الأسباب التي أمر بها.
    أما الطيرة: فهي شر بل هي شرك؛ لأنه يجعل المستقبل الذي يقع معتمداً على فعل طير أو فعل حيوان أو شيء يراه أو ما أشبه ذلك، ومعلوم أن هذه الأشياء لا تصرف لها في الوقائع والحوادث، وإنما الحوادث التي ستحدث بيد الحي القيوم، الذي بيده ملكوت كل شيء، فلا يشاركه فيها أحد، ثم علم الغيب يختص بالله جل وعلا، فهذه الحيوانات وغيرها لا تعلم من المغيبات شيئاً، ولا تستطيع أن تتصرف في أمور الدنيا بشيء، فهذا هو الصواب وهذا هو الفرق بين الفأل والطيرة، فالطيرة: لا يجوز أن يعمل بها مطلقاً وهي من الشرك، أما الفأل: فهو الظن الحسن والرجاء من الله جل وعلا، ومع ذلك لا يعتمد عليه؛ لأن الاعتماد على ما أمر به الشارع، فما أمر الله جل وعلا به من الأفعال التي يحبها الله ويرضاها يعتمد عليه، ويتوكل على ربه.
    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    طيب, أنا سأشرح كيف فهمت هذا الموضوع مع نقولاته, وأروني أين الإشكال الذي وقعت فيه, لأني بصراحة قليل العلم, متسرع في الفهم. وهذي مصيبة لمن اجتمعت فيه, فلا تتركوني أعالج مصيبتي لوحدي.

    ---------------------

    1) إذا قصد الإنسان وقوع الشيء ثم بنى عليه تشاؤما أو تفاؤلا, فهذا تطير منهي عنه, مثل زجر الطير, ومثل الاستقسام, ومثل الكرة الزجاجية التي تقول أفعل ولا تفعل

    2) إذا لم يقصد الإنسان وقوع الشيء, إنما حدث عارضا أمامه, لكنه جعله سببا لحصول الشيء المخيف أو المرجو, فتشاءم أو تفاءل تبعا لذلك, فهذا أيضا منهي عنه, مثل أن يظن أن ظهور القط الأسود سبب في مصيبة, أو أن الحمامة البيضاء سبب في نعمة

    طيب هذي واضحة ولا إشكال

    الآن..

    3) إذا لم يقصد الإنسان وقوع الشيء الحسن, ولم يعتقده سببا لحصول الشيء المرجو, لكن كان هذا الحدث الطارئ أمامه سببا في إيقاظ وتذكر مشاعر الرجاء في نفسه بعد أن كان في غفلة عنها, يعني مثلما كانت رؤية المخلوقات عموما تذكيرا بالخالق المدبر الحكيم الذي أتقن كل شيء صنعه, فإن رؤية صورة حسنة, أو سماع كلمة طيبة, تذكير بأن هذا الخالق رحيم كريم يجيب الدعاء ويوفق من توكل عليه, يعني الحدث الطارئ أيقظ في نفسه الرجاء وحسن الظن, فهذا تفاؤل ممدوح

    4) لكن لماذا لا نجعل وقوع الشيء الذي أساء الإنسان وكدره .. لكنهلم يقصده , ولم يعتقد أنه سبب , لماذا لا نجعله سببا في إيقاظ مشاعر الخوف بعد أن كان في غفلة عنها وتذكيره بذنوبه وأن ربه شديد العقاب وربما سيعاجله بالعقوبة, لماذا لا نجعل هذا تشاؤما ممدوحا أيضا؟ فهو لم يقصده مثل الحالة رقم 1, ولم يعتقد أنه سبب مثل الحالة رقم 2, إنما كان حصوله أمامه سببا في تذكر ذنوبه وأن هناك ربا يأخذ بالذنوب ويعاقب عليها, فخاف وأحجم عن فعل الشيء. لماذا لا يكون هذا تشاؤما ممدوحا أيضا كما كانت الحالة 3 تفاؤلا ممدوحا؟ فهما متساويا الشروط لكن متقابلان. هذا هو الإشكال الذي وقعت فيه

    لماذا 3 ممدوح و4 منهي عنه؟

    لكن جاء في نفسي سبيل للخروج من هذا الإشكال, عندما تذكرت أن ربنا سبقت رحمته غضبه, وأنه يعطي الحسنة بعشرة إلى أضعاف كثيرة, وأما السيئة فبواحدة, وأنه يكتب حسنة لمن هم بها, ولا يكتب سيئة لمن هم بها حتى يفعلها, وأنه مع شهادة الفطرة والمخلوقات والعقل بوحدانيته, فلا يعذب إلا بعد البلاغ, وأنه يخلق للجنة خلقا لم يعملوا, ولا يخلق للنار خلقا بل يضع فيها قدمه , وأنه وأنه وأنه, أمور كثيرة تذكر أن هذا الخالق سبحانه أوامره ونواهيه وشرائعه دائما تميل لجهة الرحمة بالمخلوقات, لا لجهة المساواة العقلية التامة والعدل المطلق في التكليف.

    لهذا صارت 3 جائزة و لكن 4 ليست جائزة. لأن 4 لو جازت لوقعنا في حرج عظيم ولقنطنا, ولصارت مصيدة للشيطان في تقنيط الناس وكبحهم عن فعل أي شيء, أي شيء كائنا ما كان, ولصعب على الناس استحضار الشروط في كل حدث أمامهم هل يقدمون هل يحجمون هل هو تطير مذموم أم تشاؤم/تفاؤل ممدوح؟ .. لذا كان من الأسهل والأرحم بالعباد أن تجعل ثلاث حالات لا يلقون لها بالا, وحالة واحدة فقط هي التي يلقون لها بالا ( لو أرادوا ) وهي حالة تميل بالكفة لصالح الرجاء وطمأنينة النفس وانشراحها. على الرغم أن الحالة التي تقابلها مكتملة الشروط, لكن يجب ألا يلتفتوا لها, لماذا؟ لا يوجد تبرير عقلي إلا أن ربنا رحمته سبقت غضبه. وأن شريعته تميل كفتها لجهة الرحمة لا لجهة العدل والتساوي.

    فأرجو ممن يعلم أن يبين هل فهمي صحيح؟ وخروجي من إشكالي صحيح؟ أم أن إشكالي نتج من فهم خاطئ؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    3) إذا لم يقصد الإنسان وقوع الشيء الحسن, ولم يعتقده سببا لحصول الشيء المرجو, لكن كان هذا الحدث الطارئ أمامه سببا في إيقاظ وتذكر مشاعر الرجاء في نفسه بعد أن كان في غفلة عنها, يعني مثلما كانت رؤية المخلوقات عموما تذكيرا بالخالق المدبر الحكيم الذي أتقن كل شيء صنعه, فإن رؤية صورة حسنة, أو سماع كلمة طيبة, تذكير بأن هذا الخالق رحيم كريم يجيب الدعاء ويوفق من توكل عليه, يعني الحدث الطارئ أيقظ في نفسه الرجاء وحسن الظن, فهذا تفاؤل ممدوح

    4) لكن لماذا لا نجعل وقوع الشيء الذي أساء الإنسان وكدره .. لكنه لم يقصده , ولم يعتقد أنه سبب , لماذا لا نجعله سببا في إيقاظ مشاعر الخوف بعد أن كان في غفلة عنها وتذكيره بذنوبه وأن ربه شديد العقاب وربما سيعاجله بالعقوبة, لماذا لا نجعل هذا تشاؤما ممدوحا أيضا؟ فهو لم يقصده مثل الحالة رقم 1, ولم يعتقد أنه سبب مثل الحالة رقم 2, إنما كان حصوله أمامه سببا في تذكر ذنوبه وأن هناك ربا يأخذ بالذنوب ويعاقب عليها, فخاف وأحجم عن فعل الشيء. لماذا لا يكون هذا تشاؤما ممدوحا أيضا كما كانت الحالة 3 تفاؤلا ممدوحا؟ فهما متساويا الشروط لكن متقابلان. هذا هو الإشكال الذي وقعت فيه

    لماذا 3 ممدوح و4 منهي عنه؟

    لكن جاء في نفسي سبيل للخروج من هذا الإشكال, عندما تذكرت أن ربنا سبقت رحمته غضبه, وأنه يعطي الحسنة بعشرة إلى أضعاف كثيرة, وأما السيئة فبواحدة, وأنه يكتب حسنة لمن هم بها, ولا يكتب سيئة لمن هم بها حتى يفعلها, وأنه مع شهادة الفطرة والمخلوقات والعقل بوحدانيته, فلا يعذب إلا بعد البلاغ, وأنه يخلق للجنة خلقا لم يعملوا, ولا يخلق للنار خلقا بل يضع فيها قدمه , وأنه وأنه وأنه, أمور كثيرة تذكر أن هذا الخالق سبحانه أوامره ونواهيه وشرائعه دائما تميل لجهة الرحمة بالمخلوقات, لا لجهة المساواة العقلية التامة والعدل المطلق في التكليف.

    لهذا صارت 3 جائزة و لكن 4 ليست جائزة. لأن 4 لو جازت لوقعنا في حرج عظيم ولقنطنا, ولصارت مصيدة للشيطان في تقنيط الناس وكبحهم عن فعل أي شيء, أي شيء كائنا ما كان, ولصعب على الناس استحضار الشروط في كل حدث أمامهم هل يقدمون هل يحجمون هل هو تطير مذموم أم تشاؤم/تفاؤل ممدوح؟ .. لذا كان من الأسهل والأرحم بالعباد أن تجعل ثلاث حالات لا يلقون لها بالا, وحالة واحدة فقط هي التي يلقون لها بالا ( لو أرادوا ) وهي حالة تميل بالكفة لصالح الرجاء وطمأنينة النفس وانشراحها. على الرغم أن الحالة التي تقابلها مكتملة الشروط, لكن يجب ألا يلتفتوا لها, لماذا؟ لا يوجد تبرير عقلي إلا أن ربنا رحمته سبقت غضبه. وأن شريعته تميل كفتها لجهة الرحمة لا لجهة العدل والتساوي.

    فأرجو ممن يعلم أن يبين هل فهمي صحيح؟ وخروجي من إشكالي صحيح؟ أم أن إشكالي نتج من فهم خاطئ؟
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    3) إذا لم يقصد الإنسان وقوع الشيء الحسن, ولم يعتقده سببا لحصول الشيء المرجو, لكن كان هذا الحدث الطارئ أمامه سببا في إيقاظ وتذكر مشاعر الرجاء في نفسه بعد أن كان في غفلة عنها, يعني مثلما كانت رؤية المخلوقات عموما تذكيرا بالخالق المدبر الحكيم الذي أتقن كل شيء صنعه, فإن رؤية صورة حسنة, أو سماع كلمة طيبة, تذكير بأن هذا الخالق رحيم كريم يجيب الدعاء ويوفق من توكل عليه, يعني الحدث الطارئ أيقظ في نفسه الرجاء وحسن الظن, فهذا تفاؤل ممدوح
    بارك الله فيك اخى الكريم سامي يمان سامي فهمك صحيح وهو موافق لما تقدم -الفأل الحسن لا يخل بعقيدة الإنسان ولا بعقله، وليس فيه تعليق القلب بغير الله، بل فيه من المصلحة: النشاط و السرور و تقوية النفوس على المطالب النافعة.
    -- اذارأى ما يسره، أو يسمع كلاما يسره مثل يا راشد أو سالم أو غانم، فيتفاءل ويزداد طمعه في تيسير ذلك الأمر الذي عزم عليه، فهذا كله خير وآثاره خير،
    وليس فيه من المحاذير شيء ----------
    لكن لماذا لا نجعل وقوع الشيء الذي أساء الإنسان وكدره .. لكنه لم يقصده , ولم يعتقد أنه سبب , لماذا لا نجعله سببا في إيقاظ مشاعر الخوف بعد أن كان في غفلة عنها و تذكيره بذنوبه وأن ربه شديد العقاب وربما سيعاجله بالعقوبة, لماذا لا نجعل هذا تشاؤما ممدوحا أيضا؟ فهو لم يقصده مثل الحالة رقم 1, ولم يعتقد أنه سبب مثل الحالة رقم 2, إنما كان حصوله أمامه سببا في تذكر ذنوبه وأن هناك ربا يأخذ بالذنوب ويعاقب عليها, فخاف وأحجم عن فعل الشيء . لماذا لا يكون هذا تشاؤما ممدوحا أيضا كما كانت الحالة 3 تفاؤلا ممدوحا؟ فهما متساويا الشروط لكن متقابلان. هذا هو الإشكال الذي وقعت فيه
    لا اشكال اخى الكريم سامى يمان سامى وليس فى كلامك اى محاذير--هذه الحالة لا تدخل فى باب التشائم- ولكنها تدخل فى باب التذكرة - والخوف من الله والانابة اليه ورجاء ما عند الله من خير الدنيا والاخرة-- فقد تحدث مصيبة امام الانسان مثل موت احد بحادث سيارة مثلا او موت احد اقربائه فيكون باعث له على التوبة والندم والاقبال على الله وترك التعلق بالدنيا والاقبال على الاخرة هذه الصورة ليس منهى عنها -فقد ورد انه كفى بالموت واعظا وان زيارة القبور تذكر بالاخرة----وهذه الامور اذا كانت باعث على ترك المعائب والذنوب فلا شئ فيها وليست من باب التشائم-------------------------------
    لكن جاء في نفسي سبيل للخروج من هذا الإشكال, عندما تذكرت أن ربنا سبقت رحمته غضبه, وأنه يعطي الحسنة بعشرة إلى أضعاف كثيرة, وأما السيئة فبواحدة, وأنه يكتب حسنة لمن هم بها, ولا يكتب سيئة لمن هم بها حتى يفعلها, وأنه مع شهادة الفطرة والمخلوقات والعقل بوحدانيته, فلا يعذب إلا بعد البلاغ, وأنه يخلق للجنة خلقا لم يعملوا, ولا يخلق للنار خلقا بل يضع فيها قدمه , وأنه وأنه وأنه, أمور كثيرة تذكر أن هذا الخالق سبحانه أوامره ونواهيه وشرائعه دائما تميل لجهة الرحمة بالمخلوقات, لا لجهة المساواة العقلية التامة والعدل المطلق في التكليف.

    لهذا صارت 3 جائزة و لكن 4 ليست جائزة. لأن 4 لو جازت لوقعنا في حرج عظيم ولقنطنا, ولصارت مصيدة للشيطان في تقنيط الناس وكبحهم عن فعل أي شيء, أي شيء كائنا ما كان, ولصعب على الناس استحضار الشروط في كل حدث أمامهم هل يقدمون هل يحجمون هل هو تطير مذموم أم تشاؤم/تفاؤل ممدوح؟ .. لذا كان من الأسهل والأرحم بالعباد أن تجعل ثلاث حالات لا يلقون لها بالا, وحالة واحدة فقط هي التي يلقون لها بالا ( لو أرادوا ) وهي حالة تميل بالكفة لصالح الرجاء وطمأنينة النفس وانشراحها. على الرغم أن الحالة التي تقابلها مكتملة الشروط, لكن يجب ألا يلتفتوا لها, لماذا؟ لا يوجد تبرير عقلي إلا أن ربنا رحمته سبقت غضبه. وأن شريعته تميل كفتها لجهة الرحمة لا لجهة العدل والتساوي.

    فأرجو ممن يعلم أن يبين هل فهمي صحيح؟ وخروجي من إشكالي صحيح؟ أم أن إشكالي نتج من فهم خاطئ؟
    كلامك هذا صحيح وجيد جدا - ولكن مع التفرقة بين باب التشائم - و بين ان تكون الحوادث المؤلمة التى حدثت امامه باعث على ترك الذنوب والمعاصى والرجوع الى الله وتذكرة بالاخرة فهذا باب آخر - يورث الخوف من الله والانابة اليه--- اما باب التشائم فكما قدمنا ما فيه من المحاذير -أحدهما:أن يستجيب لذلك الداعي فيترك ما كان عازما على فعله أو بالعكس، فيتطير بذلك وينكص عن الأمر الذي كان عازما عليه، فهذا كما ترى قد علق قلبه بذلك المكروه غاية التعليق وعمل عليه، وتصرف ذلك المكروه في إرادته و عزمه و عمله، فلا شك أنه على هذا الوجه أثر على إيمانه و أخل بتوحيده و توكله ، ثم بعد هذا لا تسأل عما يحدثه له هذا الأمر من ضعف القلب و وهنه وخوفه من المخلوقين و تعلقه بالأسباب وبأمور ليست أسبابا، وانقطاع قلبه من تعلقه بالله، وهذا من ضعف التوحيد والتوكل، ومن طرق الشرك ووسائله ، ومن الخرافات المفسدة للعقل.
    الأمر الثاني: أن لا يستجيب لذلك الداعي، ولكنه يؤثر في قلبه حزنا وهما وغما، فهذا وإن كان دون الأول لكنه شر وضرر على العبد، وضعف لقلبه و موهن لتوكله، وربما أصابه مكروه فظن أنه من ذلك الأمر فقوي تطيره، وربما تدرج إلى الأمر الأول.
    فهذا التفصيل- يبين لك وجه كراهة الشارع للطيرة وذمها، ووجه منافاتها للتوحيد والتوكل. وينبغي لمن وجد شيئا من ذلك، وخاف أن تغلبه الدواعي الطبيعية أن يجاهد نفسه على دفعها ويستعين الله على ذلك، ولا يركن إليها بوجه ليندفع الشر عنه----------وبارك الله فيك اخى الفاضل سامي يمان سامي على حرصك على فهم المسائل فهما صحيحا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    جزاك الله خيرا إجابتك وافية مطمئنة, إلا تكة في قلبي أتمنى أن تجيبني عنها, وسأطرحها كمثال:


    شخص عزم أن يسافر, وفي الطريق شاهد حادثا, فاعتقد في ذهنه أن مشاهدته لهذا الحادث هي رسالة أو علامة من الله , وبما أن هذا الشخص مقيم على ذنب, ويخاف معاجلته بالعقوبة قبل أن يتوب, وخاف من الله أن يبتليه بحادث , وقال في نفسه كل شيء يحصل أمامي قد قدره الله وأرادني أن أشاهده .. وما أرادني أن أشاهده إلا لحكمة وغاية, وقد أراد أن أشاهد هذا الحادث حتى أخاف من هذه السفر وأحذر من أن يعاجلني بالعقوبة فيه, فانتهى به الأمر أن يحجم عن السفر ويرجع خوفا من معاجلة العقوبة.

    هل هذا تطير منهي عنه؟ وكيف يكون قد أخل بتوحيده وإيمانه؟ وهو لا يعتقد جالبا للنفع والضر إلا الله, ويعلم أن ذنبه سبب للمصائب.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    إلا تكة في قلبي أتمنى أن تجيبني عنها, وسأطرحها كمثال:


    شخص عزم أن يسافر, وفي الطريق شاهد حادثا, فاعتقد في ذهنه أن مشاهدته لهذا الحادث هي رسالة أو علامة من الله , وبما أن هذا الشخص مقيم على ذنب, ويخاف معاجلته بالعقوبة قبل أن يتوب, وخاف من الله أن يبتليه بحادث , وقال في نفسه كل شيء يحصل أمامي قد قدره الله وأرادني أن أشاهده .. وما أرادني أن أشاهده إلا لحكمة وغاية, وقد أراد أن أشاهد هذا الحادث حتى أخاف من هذه السفر وأحذر من أن يعاجلني بالعقوبة فيه, فانتهى به الأمر أن يحجم عن السفر ويرجع خوفا من معاجلة العقوبة.

    هل هذا تطير منهي عنه؟ وكيف يكون قد أخل بتوحيده وإيمانه؟ وهو لا يعتقد جالبا للنفع والضر إلا الله, ويعلم أن ذنبه سبب للمصائب.
    ويخاف معاجلته بالعقوبة قبل أن يتوب
    اذا اراد الله معاجلته بالعقوبة عاجله سواء فى السفر او كان فى بروج مشيدة ومحصنه-- اذا كان يخاف معاجلته بالعقوبة فاليسارع بالتوبة فى حينه ولا ينتظر سفر او غيره وليس السفر او عدمه سبب فى العقوبة وانما سبب العقوبة هى الذنوب
    فانتهى به الأمر أن يحجم عن السفر ويرجع خوفا من معاجلة العقوبة.
    هذا الذى اراد السفر ثم احجم -اذا كان احجامه تطيرا وتشاؤما فهذا الاحجام هو عين التطير- لانه نكص عن الأمر الذي كان عازما عليه، فهذا كما ترى قد علق قلبه بذلك المكروه غاية التعليق وعمل عليه، وتصرف ذلك المكروه في إرادته و عزمه و عمله، فلا شك أنه على هذا الوجه أثر على إيمانه و أخل بتوحيده و توكله--- ونقول لِمَا اخل بتوحيده؟- الاجابه- لانه جعل ما ليس بسبب سببا--ما العلاقة بين الحادث الذى رآه و الاحجام عن السفر-السفر ليس له اى علاقة بالحادث---ولكن كمل قررت انت اخى الكريم سامى يمان سامى ان يكون رؤية الحادث او المكروه سببا فى ترك الذنوب ويكون سببا فى
    إيقاظ مشاعر الخوف بعد أن كان في غفلة عنها وتذكيره بذنوبه وأن ربه شديد العقاب وربما سيعاجله بالعقوبة
    هنا فاليسارع بالتوبة واليحجم عن الذنوب -- وليس المقصود الاحجام عن السفر--الحادث كما قدمنا باعث على ترك الذنوب---- اما اذا كان رؤية الحادث او المكروه تشائما فأَحجم - فهذا هو عين التطير---- ولكن قد يحجم المسافر عن السفر عند رؤية الحادث - خوفا من ان يحدث له مثل ما حدث كالذى رآه لان الطريق خطر او غيرها من الاسباب التى تكون سببا فى وقوع الحوادث او المكروه فى السفر فهذا امر آخر وباب آخر غير المسألة التى نتكلم فيها-- المسألة التى نتكلم فيها التشائم و التفائل - فلكل مقام مقال---وكما قدمنا - الطيرة: فهي شر بل هي شرك؛ لأنه يجعل المستقبل الذي يقع معتمداً على فعل طير أو فعل حيوان أو شيء يراه أو ما أشبه ذلك، ومعلوم أن هذه الأشياء لا تصرف لها في الوقائع والحوادث، وإنما الحوادث التي ستحدث بيد الحي القيوم، الذي بيده ملكوت كل شيء، فلا يشاركه فيها أحد، ثم علم الغيب يختص بالله جل وعلا، فهذه الحيوانات وغيرها لا تعلم من المغيبات شيئاً، ولا تستطيع أن تتصرف في أمور الدنيا بشيء، فهذا هو الصواب وهذا هو الفرق بين الفأل والطيرة، فالطيرة: لا يجوز أن يعمل بها مطلقاً وهي من الشرك، أما الفأل: فهو الظن الحسن والرجاء من الله جل وعلا، ومع ذلك لا يعتمد عليه؛ لأن الاعتماد على ما أمر به الشارع، فما أمر الله جل وعلا به من الأفعال التي يحبها الله ويرضاها يعتمد عليه، ويتوكل على ربه. -----وكما قدمنا ايضا فى الطيرة -
    فيتطير بذلك وينكص عن الأمر الذي كان عازما عليه، فهذا كما ترى قد علق قلبه بذلك المكروه غاية التعليق وعمل عليه، وتصرف ذلك المكروه في إرادته و عزمه و عمله، فلا شك أنه على هذا الوجه أثر على إيمانه و أخل بتوحيده و توكله ، ثم بعد هذا لا تسأل عما يحدثه له هذا الأمر من ضعف القلب و وهنه وخوفه من المخلوقين و تعلقه بالأسباب وبأمور ليست أسبابا، وانقطاع قلبه من تعلقه بالله، وهذا من ضعف التوحيد والتوكل، ومن طرق الشرك ووسائله ، ومن الخرافات المفسدة للعقل.
    الأمر الثاني: أن لا يستجيب لذلك الداعي، ولكنه يؤثر في قلبه حزنا وهما وغما، فهذا وإن كان دون الأول لكنه شر وضرر على العبد، وضعف لقلبه و موهن لتوكله، وربما أصابه مكروه فظن أنه من ذلك الأمر فقوي تطيره، وربما تدرج إلى الأمر الأول.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: استشكال في مسألة الفأل الحسن !!!!

    .......................

    ( قد خص الشرع الطيرة بما يسوء و الفال بما يسر . و فسر النبي صلى الله عليه و سلم الفال بالكلمة الصالحة و الحسنة و الطيبة . و على هذا يكون معنى الفال شرعا هو الكلمة الحسنة فقط فان ترتب عليه اقدام او احجام فهو طيرة و ليس بفال )

    احاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2022
    المشاركات
    2,228

    افتراضي رد: استشكال في مسألة الفأل الحسن !!!!

    قال (وعن ابن مسعود مرفوعاً: « الطّيَرَة شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، الطّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنّا إلاّ وَلَكِنّ الله يُذْهِبُهُ بِالتّوَكّلِ»)
    وَمَا مِنّا إلاّ وَلَكِنّ الله يُذْهِبُهُ بِالتّوَكّلِ . . .يرون أنه من كلام ابن مسعود رضي الله عنه . .
    . . .
    ( قد خص الشرع الطيرة بما يسوء و الفال بما يسر . و فسر النبي صلى الله عليه و سلم الفال بالكلمة الصالحة و الحسنة و الطيبة . و على هذا يكون معنى الفال شرعا هو الكلمة الحسنة فقط فان ترتب عليه اقدام او احجام فهو طيرة و ليس بفال )

    احاديث العقيدة التي يوهم ظاهرها التعارض في الصحيحين

    الفأل من الطيرة
    .
    (صحيح البخاري - 4878)حدثنا فروة بن أبي المغراء ، حدثنا علي بن مسهر ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها : تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتتني أمي فأدخلتني الدار ، فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فقلن : على الخير والبركة ، وعلى خير طائر.
    .

    (صحيح البخاري - 5446)حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، أن أبا هريرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا طيرة ، وخيرها الفأل قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم.
    .

    (صحيح البخاري - 5447)حدثنا عبد الله بن محمد ، أخبرنا هشام ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا طيرة ، وخيرها الفأل قال : وما الفأل يا رسول الله ؟ قال : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •