ملخص عقيدة الوهابية السلفية الحنبلية -يقول الشيخ سليمان بن سحمان
اعلم أن الذي نعتقده وندين الله به - هو إفراد الله -سبحانه وتعالى- بإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه، فلا ندعو إلا الله وحده لا شريك له، ولا نستغيث إلا به، ولا نستعين إلا به، ولا نتوكل إلا عليه، ولا نرجو إلا إياه ولا نخاف إلا منه، ولا ننيب إلا إليه، ولا نذبح إلا له، ولا نستعيذ إلا به، ولا ننذر إلا له، ولا نرغب إلا إليه – إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي من صرفها لغير الله كان مشركا، ونقر أن الله -سبحانه وتعالى- هو الخالق الرازق المحيي المميت النافع الضار المدبر لجميع الأمور، وأنه رب كل شيء وخالقه ومليكه – إلى غير ذلك من أفعال الربوبية التي لا يقدر أحد عليها إلا هو سبحانه.
وبالجملة فنحن على ما كان عليه السلف الصالح وأئمة الفقه والتقوى في باب معرفة الله وإثبات صفات كماله، ونعوت جلاله، التي نطق بها الكتاب العزيز، وصحت بها الأخبار النبوية وتلقاها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقبول والتسليم، نثبتها ونؤمن بها، ونمرها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. ونحن في هذا على مذهب الإمام أحمد بن حنبل -رحمه تعالى- خلافا لما يزعمه أعداء الله ورسوله من أن مذهبنا مذهب خامس.
ولبسط هذه الجمل موضع آخر، مذكورة فيه بأدلتها من الكتاب والسنة ليس هذا موضع بسطها،
وما ذاك إلا أنا اتبعنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقدمناهما على قول كل أحد كائنا من كان، فزعموا أن ذلك مذهب خامس، فمن أنكر شيئا مما ذكرناه وأراد المناظرة على ذلك ناظرناه، ومن سألنا عن بيان ذلك أجبناه بحول الله وقوته.
إذا تحققت هذا فاعلم أن السبب الداعي لهذا الكلام وتسطيره، والباعث على تصويره وتحريره، هو ما رأيناه في جريدة صاحب القبلة مما نسب إلينا معاشر الوهابية من الأكاذيب والأوضاع، التي تمجها النفوس وتنفر منها الطباع، وتستك عند سماعها الأسماع.[الرد على جريدة القبلة للشيخ سليمان بن سحمان-الدرر السنية]



إن كان تابع أحمد متوهبا :::: فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي :::: رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا :::: قبر له سبب من الأسباب
كلا ولا حجر ولا شجر ولا :::: عين ولانصب من الأنصاب
أيضا ولست معلقا لتميمة :::: أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع بلية :::: الله ينفعني ويدفع ما بي
والابتداع وكل أمر محدث :::: في الدين ينكره أولو الألباب
أرجو بأني لا أقاربه ولا :::: أرضاه دينا وهو غير صواب
وأعوذ من جهمية عنها عتت :::: بخلاف كل موؤل مرتاب
والاستواء فإن حسبي قدرة :::: فيه مقال السادة الأنجاب
الشافعي ومالك وأبي حنيـ :::: ـفة وابن حنبل التقي الأواب
وبعصرنا من جاء معتقداً به :::: صاحوا عليه مجسم وهابي
جاء الحديث بغربة الإسلام فلْـ :::: ـيَبْكِ المحب لغربة الأحباب
فالله يحمينا ويحفظ ديننا :::: من شر كل معاند سباب
ويؤيد الدين الحنيف بعصبة :::: متمسكين بسنة وكتاب
لا يأخذون برأيهم وقياسهم :::: ولهم إلى الوحيين خير مآب
قد أخبر المختار عنهم أنهم :::: غرباء بين الأهل والأصحاب
سلكوا طريق السالكين إلى الهدى :::: ومشوا على منهاجهم بصواب
من أجل ذا أهل الغلو تنافروا :::: عنهم فقلنا ليس ذا بعجاب
نفر الذين دعاهم خير الورى :::: إذ لقبوه بساحر كذاب
مع علمهم بأمانة وديانة فيه :::: ومكرمة وصدق جواب
صلى عليه الله ما هب الصبا :::: وعلى جميع الآل والأصحاب

هذه كلمات للشيخ ملا عمران ـ رحمه الله ـ

ثم أتمها الشيخ محمد تقي الدين الهلالي

نسبوا إلى الوهاب خير عباده :::: يا حبذا نسبي إلى الوهاب
الله أنطقهم بحقٍ واضح :::: وهم أهالي فرية وكذاب
أكرم بها من فرقة سلفية :::: سلكت محجة سنة وكتابِ
وهي التي قصد النبي بقوله :::: هي ما عليه أنا وكل صحاب
قد غاظ عباد القبور ورهطهم :::: توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ :::: فزعوا لسرد شتائم وسباب
وكذاك أسلاف لهم من قبلكم :::: نسبوا لأهل الحق من ألقاب
سموا رسول الله قبل مذمماً :::: ومن اقتفاه قيل هذا صاب
الله طهرهم وأعلى قدرهم :::: عن نبز كل معطل كذاب
الله سماهم بنصِ كتابه :::: حنفاء رغم الفاجر المرتاب
ما عابهم إلا المعطل والكفـ :::: ـور ومن غوى بعبادة الأرباب
ودعا لهم خير الورى بنضارة :::: ضمت لهم نصراً مدى الأحقاب
هم حزب رب العالمين وجنده :::: والله يرزقهم بغير حساب
وينيلهم نصراً على أعدائهم :::: فهو المهيمن هازم الأحزاب
إن عابهم نذل لئيم فاجر :::: فإليه يرجع كل ذاك العاب
ما عابهم عيب العدو وهل يضيـ :::: ـر البدر في العلياء نبح كلاب
يا سالكاً نهج النبي وصحبه :::: أبشر بمغفرة وحسن مآب
وهزيمة لعدوك الخب اللئيـ :::: ـم وإن يكن في العد مثل تراب
يا معشر الإسلام أوبوا للهدى :::: وقفوا سبيل المصطفى الأواب
أحيوا شريعته التي سادت بها الأ :::: سـلاف فهي شفاء كل مصاب
ودعوا التحزب والتفرق والهوى :::: وعقائد جاءت من الأذناب
فيمينها لا يمن فيه ترونه :::: ويسارها يأتيكم بتباب
إن الهدى في قفو شرعة أحمد :::: وخلافها رد على الأعقاب
جربتم طرق الضلال فلم تروا :::: لصداكم إلا بريق سراب
والله لو جربتم نهج الهدى :::: سنة لفقتم جملة الأتراب
ولهابكم أعدائكم وتوقعوا :::: منكم إعادة سائر الأسلاب
أما إذا دمتم على تقليدهم :::: فتوقعوا منهم مزيد عذاب
وتوقعوا من ربكم خسراً على :::: خسر وسوء مذلة وعقاب
هذي نصيحة مشفق متعتب :::: هل عندكم يا قوم من إعتاب
ومن البلية عذل من لا يرعوي :::: ولدى الغوي يضيع كل عتاب
وزعمتم أن العروبة شرعة :::: وعقيدة تبنى على الأسباب
لا فرق بين مصدق لمحمد :::: ومكذب فالكل ذو أحساب
فيصير عندكم أبو جهل ومن :::: والاه من حضر ومن أعراب
مثل النبي محمد وصحابه :::: بئس الجزاء لسادة أقطاب
بل صار بعضكم يرجح جانب الـ :::: ـكفار من سفل ومن أوشاب
ماذا بنى لكم أبو جهل من الـ :::: ـمجد المخلد في مدى الأحقاب
إلا عبادته لأصنام وإلا :::: وأدهم لبناتهم بتراب
وجهالة وضروب خزي يستحى :::: من ذكر أدناها ذوو الألباب
أفتجعلون ذوي المفاخر والعلى *** بحثالة كثعالب وذئاب
اللؤلؤ المكنون يعدل بالحصى :::: والند والهندي والأخشاب
بدلتم نهج الهدى بضلالة :::: وقصور مجد شامخ بخراب
ولقد أتيتكم بنصح خالص :::: يشفيكم من جملة الأوصاب
وأخالكم لا تقبلون نصيحتي :::: بل تتبعون وساوس الخراب

قال الشيخ سليمان بن سحمان النجدي عن الشيخ ملا عمران:
"قال الشيخ ملا عمران بن رضوان صاحب (لنجة) لما تبين له حقيقة ما دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب من إخلاص العبادة لله رب العالمين، وترك عبادة ما سواه من سائر المعبودين، وأنه على ما كان عليه سلف الأمة وأئمتها في باب معرفة الله وأسمائه وصفاته، قام بتأييده، وجد واجتهد في الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، والذب عن أهل الإسلام الموحدين، فلأجل ذلك لقبوه بالوهابي، فأنشأ منظومة في الرد على أعداء الله من الجهمية، والمنكرين لهذه الدعوة المحمدية، طبعها الأخ في الله عيسى بن رميح مع العقيدة التي كتبناها جواباً على مفتريات صاحب جريدة ((القبلة)) علينا ولا شك إن شاء الله تعالى أنكم قد اطلعتم عليها، انظر كتاب { الهدية السنية والتحفة الوهابية النجدية} لابن سحمان ص110 طبعة المنار الطبعة الأولى سنة1342هـ