( الخالق ) أي المقدر والمقلب للشيء بالتدبير إلى غيره ، كما قال تعالى : ( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث ) وقال تعالى : ( ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ) قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) ،، وقال تعالى : ( أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ) وقال تعالى : ( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ) وقال تعالى : ( الله خالق كل شيء ) ، وقال تعالى : ( والله خلقكم وما تعملون ) ، فالله - تبارك وتعالى - الخالق ، وكل ما سواه مخلوق له مربوب له ، لا خالق غيره ، فجميع السماوات والأرض ومن فيهن ، وما بينهما وحركات أهلها وسكناتهم ، وأرزاقهم وآجالهم ، وأقوالهم وأعمالهم ، كلها مخلوقات له ، محدثة كائنة بعد أن لم تكن ، وهو خالق ذلك كله وموجده ، ومبدئه ومعيده ، فمنه مبدؤها وإليه منتهاها ، ( ألا إلى الله تصير الأمور ) ،----------------------------------------------------------------------

( البارئ ) أي المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود ، والبرء هو الفري وهو التنفيذ ، وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود ، وليس كل من قدر شيئا ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده ، سوى الله - عز وجل - كما قيل : ولأنت تفري ما خلقت ، وبعض القوم يخلق ثم لا يفري ، أي أنت تنفذ ما خلقت ، أي قدرت ، بخلاف غيرك فإنه لا يستطيع كل ما يريد ، فالخلق التقدير ، والفري التنفيذ . ---------------------

( المصور ) الممثل للمخلوقات بالعلامات التي يتميز بعضها عن بعض ، أي الذي ينفذ ما يريد إيجاده على الصفة التي يريدها ، يقال هذه صورة الأمر أو مثاله ، فأولا يكون خلقا ثم برءا ثم تصويرا ، وهذه الثلاثة الأسماء التي في سورة الحشر في خاتمتها ( هو الله الخالق البارئ المصور ) ، قال ابن كثير رحمه الله تعالى : أي الذي إذا أراد شيئا ، قال له كن فيكون على الصفة التي يريد ، والصورة التي يختار ، كقوله تعالى : ( في أي صورة ما شاء ركبك ) . -----------------------------------------------------------

( باري البرايا ) جميع الموجودات ( منشئ الخلائق ) أي جميع المخلوقات ( مبدعهم ) أي خالقهم ومنشئهم ومحدثهم ، يفسر ذلك ( بلا مثال سابق ) أي بلا نظير سالف ، ومنه سميت البدعة بدعة ; لأنها على غير مثال سابق في الشرع ، وقال الله تعالى : ( بديع السماوات والأرض ) ،أي محدثها وموجدها على غير مثال سبق -[معارج القبول]