مدينةُ الأنوارِ ومَهجَر المختارِ
نزفَ اليَراعُ دموعَـــــــهُ وبكانــــي * ولحزنه ســــــــــكبَ الدماءَ بناني
خِلاَّ وفاءٍ ما يُسَطِّرُ أسْـــــــــــط ري * إلا هُما ، فعــــــــلامَ ينْتحبانِ ؟!
ذابا معاً فوق السطــــورِ وألَّفـــــــا * شعراً يهزُّ مشاعـــــري وجَناني
ماتا ليحيا الشِّعرُ ضمنَ قصائــــدي * فرثى اليــــراع مع البنان لساني
والحزنُ أرَّقني وأسهَــد مُقـــــــلتي * حتى البُكاءُ مع الجـــوى بَكياني
حاولتُ كِتمانَ الشُّـــــــعور بداخلي * فإذا الدموعُ تطيــــــــحُ بالكِتمان
فضحتْ دموعُ العينِ قلبـي والحشا * هذا الذي ما كان فــــي حُسباني
رحلوا لطيبــــة هيجوا أشـــــجاني * وبقيت وحدي هــــــائما بمكاني
رحلوا لطيبة والفــــــؤاد مُلَــــــوَّع * ووقفت ملهوفـــــا على الشطآن
لولا البرازخُ في البحـــــــار منيعة * من بحـــر حزني لالتقى البحران
قلبــــــــي هنا بالشامِ لكـــــــنْ قلبُه * في طيبةٍ ، هل يلتقي القلبان ؟*!
وثَوى خيالُ ديارِهـــــم في خاطري * بعدُ الديار وقربُها سـِـــــــــــي َّان
ـ هاجـرتَ مـــن أم القرى مُتَخفيــا * بعناية عظــمى من الـديــــــــان
جئت المدينــــــة والتباغضُ بينهم * في القلب ذي الأسرار والخفقان
يسطو القوي على الضعيف كأنهم * في غابـــــــة لا في بني الإنسان
وعقــــــــــائ د الأقوام قد فسدت فذا * ك إلهه حجـــــــــــر من الصوان
يستقـــسم الأزلامَ, يطلــــــب ودها * صـــــــاروا جميعا لعبة الشيطان
ووليدة تحـــــــــت الثرى موءودة * ماذنبـــُـــــه ا ؟؟ دُفنت بغير توان
فأتيت بالدين الحنيف مشــــــرِّعا * أنقــــــــــــ ــذت أقواما من النيران
وجعلت طيبة للهـــــــداية شـعلة * وضاءة ما أشـــــــــــــ رق القمران
ومكانها فوق النجوم عــــــلاوة * فبها النبــــــيّ, جـــوارُه العُمران
وأقمت فيها للأنام حضـــــــــــار ة * لصــــــروحها قد كنت أنت الباني
بقدومكم شرفت طيبــــــــة سيدي * حتى غـــــدت هي أشرفَ الأوطان
أمدينة الأنوار حُـــزتِ مكانــــة * دينيـــــــــــ ــة عليـــا مدى الأزمان
شُرِّفت بالمختار فاجتزتِ السُّها * ولبستِ تاج العــــــــــــ ـــز بالعدنان
وشــــهادة التاريــــــخ أنك درة * ياقوتــــة, بل أنت كــــــالمـــرج ان
تهفــــو قلوبُ المسلمين بحرقة * نحـــــــو المدينة منبــــــــع ِالإيمان
فالمصطفـى أقدامُه وطئت ثرى * تلك البقـــــاع بسالف الأزمـــــــــا ن
يا أيهــــا المختار أنت المجتبى * أحييتنا ورقيــــــــت بالإنســـــــــ ــان
أنت الأمين الصادق الوعد الذي * بالخير موصــــــــــــ ـوف وبالإحسان
أعطاك ربـــك في القلوب محبة * والحبُّ صرحٌ ثابت الأركــــــــــ ــان
تبقى على خُلـــــق عظيــم دائما * إنا قرأنا ذاك في القــــــــــــ ـــــــرآن
ما بعد مدح الله مــــــدحٌ سيدي * حُزتَ العــــــــــــ ــلا بشهادة الرحمن
مهما كتبت يظل شعري عاجزا * عن وصف خلق المصطفى العــــدنان
ادعوك ربي إن أزور مدينة الـ * مختار قبل طـــــــــــوار ق الحَــــدَثان
وعليه صلــى الله ما غيثٌ همى * أو طيــــــفُ طيبة في المنــــــام أتاني
والآل والأصحاب صحبِ محمدٍ * من ذكـــــــــــــ ـرُهم عبق من الريحان
الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس