تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: هل الاشاعرة من أهل السنة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي هل الاشاعرة من أهل السنة

    يقول السفاريني : "أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية: وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه، والأشعرية: وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية: وإمامهم أبو منصور الماتريدي"اهـ (لوامع الأنوار 1/73)
    قال الشيخ سليمان بن سحمان: "هذا مصانعة من المصنف (أي: السفاريني) في إدخاله الأشعرية والماتريدية في أهل السنة والجماعة؛ فكيف يكون من أهل السنة والجماعة من لا يثبت علو الرب سبحانه فوق سماواته، واستواءه على عرشه، ويقول: حروف القرآن مخلوقة، وإن الله لا يتكلم بحرف ولا صوت، ولا يثبت رؤية المؤمنين ربهم في الجنة بأبصارهم؛ فهم يقرون بالرؤية ويفسرونها بزيادة علم يخلقه الله في قلب الرائي، ويقول: الإيمان مجرد التصديق، وغير ذلك من أقوالهم المعروفة المخالفة لماعليه أهل السنة والجماعة"اهـ (لوامع الأنوار البهية 1/73) -----------------------------------يقول الشيخ صالح ال الشيخ -خروج الأشاعرة والماتريدية من اهل السنة - رداً على السفاريني ومن نحى نحوه ممن اعتبر أهل السنة والجماعة ثلاثة طوائف قال هم:
    * أهل الأثر
    * والأشاعرة
    * والماتريدية
    وهذا لا شك أنه غلط لأن الأشاعرة والماتريدية خالفوا أهل السنة والجماعة ، خالفوا النصوص في التأصيل ، تأصيل أخذ المسائل ، وأيضاً في التطبيق.
    فمن حيث التأصيلات هم يقولون بقول جهم في تقديم العقل على النص في إثبات وجود الله جل وعلا ، وفي الصفات وفي غير ذلك.

    وأيضاً هم في باب الصفات مؤولة ، وإن كانوا صفاتية لأنهم يثبتون بعض الصفات ، لكنهم يؤولون ما لم يتفق مع القاطع العقلي ، وعندهم أن العقل قاضٍ ، والشرع والنص شاهد ، ولهذا قال بعضهم في مقدمة كتاب له في الأصول: لما كان العقل هو القاضي المُحكَّم ، والشرع هو الشاهد المُعدَّل كان كذا وكذا.
    فمن أصولهم أن العقل حاكم قاضٍ ، وأن الشرع شاهد مُعدَّلٌ بتعديل العقل له ، وهذا هو الذي أصَّلَه الرازي في قانونه الذي رد عليه بطول وتفصيل شيخ الإسلام في كتاب (العقل والنقل) حيث أصل الرازي في ذلك أن أصل الشرع هو العقل ، وإنما عُرفت صحة الشرع بالعقل ، وإذا كان كذلك كان تقديم الشرع على العقل تقديماً للمدلول على الدليل ، وهذا باطل ، فلزم أن يُقدم العقل على النقل ، فرد عليه شيخ الإسلام بأوجه كثيرة في ذلك الكتاب العظيم الذي قال فيه تلميذه ابن القيم في النونية:

    واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ما في الوجود له مثيل ثان

    يعني مما ألف في زمانه من الكتب.

    أيضاً في أبواب الإيمان الأشاعرة مرجئة ، والماتريدية كذلك مرجئة.
    وفي أبواب القدر الأشاعرة جبرية متوسطة ، يقولون بالجبر الباطن ، دون الجبر الظاهر ، والجبرية الغلاة هم الجهمية ، وغلاة الصوفية الذين يقولون بالجبر الظاهر والباطن ، وأما الأشاعرة فعندهم كما ابتدع أبو الحسن الأشعري في ذلك ما سماه بالكسب ، ومُحصله عند محققيهم أنه جبر في الباطن مع بقاء الاختيار ظاهرا ، وجعلوا حركات المكلف ، وتصرفات المكلف كما تتصرف الآلة في يد من يحركها.

    وهكذا في مسائل أخر معروفة ، المقصود أن الأشاعرة والماتريدية خلاف أهل السنة ، ولا يدخلون في السنة والجماعة ، وإن زعموا ، ولا يدخلون في اتباع الأثر والحديث ، لكن بالنظر إلى المعتزلة هم من أهل الأثر والحديث بالنظر إلى المعتزلة ، وهم من أهل السنة بالنظر إلى الرافضة ، ولهذا قد يجد بعض القراء في كلام الأئمة من يقول: إن الأشاعرة من أهل الحديث ، وهذا باعتبار المعتزلة ، فإذا صُنف المتكلمون في الصفات أو في العقائد إلى من يحترم الحديث ، ومن لا يحترمه ، فإن الأشاعرة من الذين يعتنون بالحديث والسنة ، فإذا نظرت إلى الخطابي ، والبيهقي ، وأشباه هؤلاء وجدت أنهم يعتنون بالحديث ، والسنة ، ولهذا قد يُقال إنهم من أهل الحديث يعني من رواة الحديث ، ممن يعتنون بالحديث مقابلة بالمعتزلة ، أما أنهم من طائفة أهل الحديث الذين هم الفرقة الناجية ، الطائفة المنصورة ،فليسوا كذلك بمخالفتهم لهم في مسائل الاعتقاد.

    طبعاً من جهة العلماء ، علماء الأشاعرة طبقات منهم من يكون قريباً جداً من أهل الحديث كالبيهقي ، ونحوه ، ومنهم من يكون بعيداً جداً ، وهم درجات عند الله.[الأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    الشيخ صالح آل الشيخ في شرح الفتوى الحموية لابن تيمية رحمه الله:

    - البيهقي رحمه الله من علماء الحديث المعروفين، له كتاب (السنن الكبرى) و(السنن الوسطى) و(السنن الصغرى)، وكتب كثيرة في الحديث، وله كتاب (الأسماء والصفات)، وطريقته في العقيدة -في الأسماء والصفات بخصوصها- هي طريقة الخطّابي وأشباه هؤلاء، وهم في أعلى طبقات الأشاعرة؛ لأن عندهم دفاع عن المتكلمين، ولأن عندهم كثيرا من التأويل؛ لكنهم أخفُّ من غيرهم.

    شيخ الإسلام في موضع له قسم الأشاعرة إلى خمس طبقات، وجعل البيهقي والخطابي وأشباه هذين من الطبقة العليا من الأشاعرة؛ يعني أن ما تأولوه قليل، أو أنهم الأصل عندهم الإثبات بخلاف قومهم؛ فلم يجعل هؤلاء -كالبيهقي- القاطع العقلي فيما يزعمون حكما على النصوص، بل نظروا في اللغة، وتأولوا تأويلات من جهة اللغة كما هو ظاهر في كتابه (الأسماء والصفات).

    والبيهقي في الأسماء والصفات تارة يقول باب إثبات يدي للرحمن، أو باب ما جاء في إثبات كذا، وتارة يقول باب ما جاء في كذا، أو باب ما يذكر في كذا ولا يذكر الإثبات.
    لهذا قال بعض أهل العلم: إنه يثبت الصفات الذاتية كالوجه واليدين وأشباه ذلك، وأما الصفات الفعلية فيتأولها.

    وكتابه من الكتب التي اشتملت على أدلة كثيرة في الصفات، واشتملت في كثير من ذلك على تأويلات باطلة، وهو يدافع عن المتكلمين، وينقل كلامهم.نسأل الله جل وعلا له العفو والرحمة؛ لما له من قدم راسخة في نشر السنة، ورواية الحديث وتدوين ذلك، والاجتهاد، نرجو أن يكون مجتهدا أخطأ في اجتهاده؛ لكنه آثم بما خرج عن طريقة السلف الصالح.

    مما ذكر: صفة اليدين لله جل وعلا، وصفة الوجه، وكل هذا الباب الذي ذكره راجع إلى إثبات صفة اليدين للحق جل وعلا.
    وهذه الصفة كثيرة النصوص فيها في الكتاب والسنة، وأجمع عليها السلف، والله جل وعلا له يدان وكلتا يديه يمين سبحانه وتعالى، وأنه سبحانه وتعالى متصف فيهما بصفة الكمال.

    والمؤولة أوَّلوا اليدين إلى أنواع من التأويل، ذكرناها لكم في عدة مواضع؛ منها تأويل اليدين بأنها القدرة أو بالنعمة أو ما شاكل ذلك.
    وإضافة اليد إلى الله جل وعلا إضافة صفة، واليد هي اليد الحقيقية المعروفة، والله جل وعلا لا يقال في حقه إنه متصف بها على نحو كيت وكيت؛ لأنه ما دار في البال فالله جل وعلا بخلافه.
    قد ذكرنا القواعد في هذا وتقرير منهج أهل السنة في شرح الواسطية وفي غيره.

    المقصود من هذا: أن قول البيهقي فيما ذكر كلامه جيد وصواب في نقله للنصوص وتقرير هذه الصفة، وكل الصفات على هذا النحو الذي ذكره في كثرة النصوص فيها، وفي أنها لا يخاض فيها بتأويل.

    ومما ذكر أن السلف لم يخوضوا في تفسيرها، إذا جاءت صفة اليدين في كتب التفسير القديمة وفي كلام السلف لا تجد أنه يقول اليدان هما كذا؛ بل معروف اليدان هما اليدان، والله جل وعلا متصف بذلك.



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    وجعل البيهقي والخطابي وأشباه هذين من الطبقة العليا من الأشاعرة؛ يعني أن ما تأولوه قليل، أو أنهم الأصل عندهم الإثبات بخلاف قومهم؛ فلم يجعل هؤلاء -كالبيهقي- القاطع العقلي فيما يزعمون حكما على النصوص، بل نظروا في اللغة، وتأولوا تأويلات من جهة اللغة كما هو ظاهر في كتابه (الأسماء والصفات).



    بارك الله فيكِ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5

    افتراضي

    اغتر بعض أشاعرة هذا الزمان بكلام بعض متأخري الحنابلة ككلام السفاريني رحمه الله المنقول أعلاه ، وكذا كلام الإمام البعلي الحنبلي الأزهري المتوفى سنة (1071هـ) حيث قال في كتابه (العين والأثر في عقائد أهل الأثر) (ص 117 بتحقيقي): وهي أن طوائف أهل السنة ثلاثة: حنابلة وأشاعرة وماتريدية بدليل عطف علماء الحنابلة على الأشاعرة في كثير من الكتب الكلامية وجميع كتب الحنابلة، والعطف يقتضي المغايرة.اهـ

    ومن المناسب هنا أن أنقل ما علَّقتُ به على كلامه في حاشية الكتاب.


    أقول مستعينًا بالله : تقسيم أهل السنة إلى ثلاث فرق: حنابلة، وأشاعرة، وماتريدية، فيه نظر بل متعقب، فأهل السنة هم فرقة واحدة، وهي الفرقة الناجية التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الافتراق بأنها الجماعة، أو السواد الأعظم، أو ما كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي.
    وهذه المسألة لا بد فيها من تبيين عدة أمور:
    1- أهل السنة لهم منهج واضح في العقيدة يعتمد على القرآن وصحيح السنة، مضبوطًا بفهم السلف لنصوص الوحيين.
    2- أهل السنة هم الذين استمسكوا بها واجتمعوا عليها، ولا يكون الرجل أو الطائفة من أهل السنة حتى يكونوا عالمين بها، مقدمين لها على كل ما خالفها من العقول والسياسات والآراء والأذواق، فكل من نصب السنة إمامًا له وقائدًا وهاديًا فهو من أهلها، وكل من عرض السنة على عقله، أو ذوقه، أو رأيه، أو سياسته ولا يقبل منها إلا ما وافق شيئًا من ذلك فليس من أهلها، لذا لم تختلف كلمة السلف في أبواب العقيدة لأن الأصل عندهم واحد فتشابهت الأقوال والقلوب.
    3- براءة الأشعري من معتقد الأشاعرة، فلقد مَرَّ أبو الحسن الأشعري بثلاث مراحل في حياته:
    الأولى: المرحلة الاعتزالية، وقد ظل فيها قرابة الأربعين عامًا ملازمًا لشيخه أبي علي الجبائي.
    الثانية: المرحلة الكلابية، وهي المرحلة التي قرر فيها الصفات السبع، ونفى كل ما يتعلق منها بالمشيئة، وألف كتابه «اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع».
    الثالثة: المرحلة السُّنية: وهي المرحلة التي انخلع فيها مما كان يعتقده، والتزم معتقد الإمام أحمد ابن حنبل، وألف كتبه: الإبانة، مقالات الإسلاميين، رسالة إلى أهل الثغر، وقد توفي وهو على هذا المعتقد، في حين التزمت الأشاعرة المرحلة الوسطى في حياته ودانوا بها.
    4- مخالفة الأشاعرة لمذهب السلف في عدة مسائل منها: أول الواجبات على المكلف، موقفهم من الصفات الخبرية والاختيارية، إنكارهم للحرف والصوت، موقفهم من رؤية الله تعالى في الآخرة، وغيرها من مسائل الاعتقاد، وقد عقد المؤلف فصلاً في مسائل الخلاف بين الأشاعرة والحنابلة سيأتي قريبًا.
    5- موافقة الماتريدية للمعتزلة في عدة مسائل، كالقول بوجوب معرفة الله تعالى بالعقل، نفي الصفات الخبرية والاختيارية، القول بعدم إمكان سماع كلام الله، القول بالتحسين والتقبيح العقليين، وغيرها من المسائل.
    6- ثَمَّ خلاف بين الأشاعرة والماتريدية في بضع عشرة مسألة اعتقادية، منها ما هو لفظي، ومنها ما هو معنوي، والسلف كلمتهم سواء في باب الاعتقاد.
    7- تعرض المذهب الأشعري لانتقاد على مدار التاريخ من أئمة أعلام صَرَّح بعضهم بأن الناس لم يزالوا على سنة حتى جاء الأشعري وأتباعه، كأبي نصر السجزي، والهروي، وابن خويز منداد، وابن حزم وغيرهم ممن انتقد المذهب الأشعري.
    لذا من الخطأ إطلاق القول بأنهم هم أهل السنة هكذا دون النظر إلى المسائل التي خالفوا فيها معتقد السلف الصالح، كما أنه ليس من الإنصاف إخراجهم من دائرة أهل السنة بالكلية فهم كما قال ربنا:(خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم)[التوبة: ١٠٢]؛ فعندهم من العقائد ما وافقوا فيها أهل السنة وعندهم كذلك من العقائد ما وافقوا فيها أهل البدع كالجهمية والمعتزلة.
    * وتلك بعض فتاوى أهل العلم في ذلك:
    أ- الشيخ الألباني - رحمه الله -:
    وأما الأشاعرة والماتريدية هل هم من أهل السنة والجماعة؟ أقول: هم من أهل السنة والجماعة في كثير من عقائدهم، ولكن في عقائد أخرى انحرفوا عن أهل السنة والجماعة، إما إلى الجبرية وإما إلى الانعزالية ونحو ذلك. ا هـ.
    ب- الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
    قال الشيخ: وأيضًا الأشاعرة ضلوا فيما خالفوا فيه الكتاب والسنة وما عليه خيار هذه الأمة من أئمة الهدى من الصحابة ي والتابعين لهم بإحسان، والأئمة المهتدين فيما تأولوه من أسماء الله وصفاته من غير تأويله، وأبو الحسن الأشعري رحمه الله ليس من الأشاعرة وإن انتسبوا إليه لكونه رجع عن مذهبهم. ا هـ.
    جـ- الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -:
    قال الشيخ: الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة لا على العموم. اهـ.
    د- الشيخ محمد صالح العثيمين - رحمه الله -:
    قال الشيخ: الأشاعرة من أهل السنة والجماعة فيما وافقوا فيه أهل السنة والجماعة، وهم مخالفون لأهل السنة والجماعة في باب الصفات؛ لأنهم لا يثبتون من صفات الله إلا سبع صفات، ومع هذا لا يثبتونها على الوجه الذي أثبته عليه أهل السنة، فلا ينبغي أن نقول هم من أهل السنة على الإطلاق، ولا أن ننفي عنهم كونهم من أهل السنة على الإطلاق، بل نقول هم من أهل السنة، فيما وافقوا فيه أهل السنة وهم مخالفون لأهل السنة فيما خالفوا فيه أهل السنة. ا هـ.
    فالأشعرية بالنظر إلى معنى اصطلاح أهل السنة العام وهو ما يقابل الشيعة داخلون في مسمى أهل السنة والجماعة لقولهم بخلافة الأربعة، وأما بالنظر إلى المعنى الأخص -أي السنة المحضة- فهم على ثلاث مراتب، فمن كان منهم على اعتقاد الأشعري في مرحلته الأخيرة السنية فمعدود من أهل السنة والجماعة، وممن كان أكثر إثباتًا وإنما أثر عنه نفي يسير كالبيهقي مثلاً فهو أقرب إلى أهل السنة، ومن لم يقل بذلك وأظهر مع ذلك مقالة تناقض اعتقاد الأشعري في آخر مراحله فهو إلى الجهمية أقرب منه إلى أهل السنة المحضة.
    تنبيه هام:
    حصر الاعتقاد على الحنابلة فقط فيه إجحاف وعدم إنصاف، فإن اعتقاد أحمد بن حنبل هو اعتقاد سائر أئمة السلف كمالك والشافعي وسفيان وأبي حنيفة وابن المبارك وغيرهم من الأعلام، فجميعهم على عقيدة واحدة، وإنما اشتهرت النسبة في العقيدة لأحمد لموقفه المشرف زمن المحنة في خلافة المأمون الخليفة العباسي حتى قيل: الاعتقاد لمالك والشافعي والظهور لأحمد. وقد صرح المؤلف بهذا في كلامه الآتي قريبًا.

    مصادر التعليق:
    الروضة البهية فيما بين الأشاعرة والماتريدية لأبي عذبة (6)، لوامع الأنوار البهية (1/73)، الماتريدية دراسة وتقويما (489)، موقف ابن حزم من الأشاعرة (5)، التمييز في بيان أن مذهب الأشاعرة ليس على مذهب السلف العزيز (61، 254)، الأشاعرة في ميزان أهل السنة (62)، موقف الماتريدية من الأسماء والصفات (1/413)، شرح الواسطية لابن عثيمين (539).

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل الاشاعرة من أهل السنة

    ما صحة القول بأن (الأشاعرة من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة)؟ | الشيخ صالح العصيمي:

    https://safeyoutube.net/w/GVvz
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي رد: هل الاشاعرة من أهل السنة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة

    ما صحة القول بأن (الأشاعرة من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة) ؟
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة

    ( من اصول السنة للامام احمد رحمه )

    فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي الْقَدَرِ وَالرُّؤْيَةِ وَالْقُرْآنِ وَغَيْرِهَا مِنَ السُّنَنِ مَكْرُوهٌ وَمَنْهِيٌّ عَنهُ؛ لَا يَكُونُ صَاحِبُهُ - وَإِنْ أَصَابَ بِكَلَامِهِ السُّنَّةَ - مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ حَتَّى يَدَعَ الْجَدَلَ، وَيُسَلِّمَ وَيُؤْمِنَ بِالْآثَارِ.
    ظاهر عبارة الامام احمد رحمه الله ان صاحب الكلام لا يكون من اهل السنة حتى في المسالة التي اصاب بكلامه فيها السنة .

    و الله اعلم

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل الاشاعرة من أهل السنة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    صاحب الكلام لا يكون من اهل السنة حتى في المسالة التي اصاب بكلامه فيها السنة .
    وإن أصاب بكلامه السنة - بسبب الجدال لا يكون صاحبه، حتى ولو أصاب السنة بكلامه، لا يكون من السنة، حتى يدع الجدال ويؤمن بالآثار، الآثار: النصوص، كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكذلك آثار الصحابة والتابعين، لا يكون الإنسان من السنة حتى يترك الجدال ويؤمن بالنصوص والآثار، ويدع الخصومات. قال البغوي -رحمه الله- في شرح السنة: اتفق علماء السلف من أهل السنة على النهي عن الجدال والخصومات في الصفات، وعلى الزجر عن الخوض في علم الكلام وتعلمه، وقال الإمام أبو محمد البربهاري في شرح السنة: "واعلم أنها لم تكن زندقة ولا كفر ولا شكوك ولا بدعة، ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام والجدال والمراء والخصومة" والعجب كيف يجترئ الرجل على المراء والخصومة والجدال والله يقول: ﴿ مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ فعليك بالتسليم والرضا بالآثار والكف والسكوت.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- مبينا سبب ذم السلف لعلم الكلام في كتابه "موافقة صحيح المنقول لصريح المقول" قال -رحمه الله-: فالسلف والأئمة لم يذموا الكلام لمجرد ما فيه من الاصطلاحات المولدة، كلفظ الجوهر والعرض والجسم وغير ذلك، بل لأن المعاني التي يعبرون عنها في هذه العبارات فيها من الباطل المذموم في الأدلة والأحكام ما يجب النهي عنه، لاشتمال هذه الألفاظ على معان مجملة في النفي والإثبات، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله- في وصفه لأهل البدع فقال: هم مختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب، متفقون على مفارقة الكتاب، يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس، ثم يلبسون عليهم، وكلام السلف في هذا طويل،
    الأشاعرة ليسوا على السنة المحضة في كل أبواب الاعتقاد، ومسائله التي ذكرها الإمام أحمد طرفاً منها وبين أن من خالف فيها لا يعد من أهل السنة كما سيأتي فهل نقول: هم من أهل السنة؛ لأنهم وافقوا السنة في بعض أبواب ومسائل العقيدة، أم نسحب عنهم هذا الاسم لمخالفتهم للسنة في بعض المسائل والأبواب؟ هذا مناط الخلاف في كونهم من أهل السنة أو ليسوا من أهلها.
    فمن تغاضى عن المسائل التي خالفوا فيها أهل السنة، قال هم من أهل السنة؛ لأنهم من أهل السنة في أبواب العبادات ولم يخرجوا عن اعتقاد أهل السنة في كل أبواب الاعتقاد. وعلى هذا يخرج عد السفاريني وغيره إياهم من أهل السنة.
    ومن رأى أنه لا يستحق اسم "أهل السنة" إلا من وافق السنة في أمور العبادات والاعتقادات، ومن خالف مذاهب أهل السنة وسلف الأمة في شيء من ذلك ولا سيما في أبواب الاعتقاد، فإنه لا يستحق اسم "أهل السنة".
    قال: ليس الأشاعرة من أهل السنة، وعلى هذا يخرج قول من قال: ليسوا من أهل السنة كالإمام السجزي والشيخ بابطين وغيرهما.
    وربما وجد ما يؤيد هذا الاتجاه في كلام أئمة السلف، حيث عدد كثير منهم مسائل الاعتقاد التي يكون المرء إذا استكملها من أهل السنة، وإن أخل بشيء منها فليس هو من أهل السنة، وذلك مثل:
    قول الإمام أحمد: "هذه مذاهب أهل العلم، وأصحاب الأثر وأهل السنة المتمسكين بعروتها المعروفين بها، المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، وأدركت من علماء الحجاز، والشام وغيرهما عليها، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها فهو مخالف مبتدع وخارج عن الجماعة زايل عن منهج السنة وسبيل الحق، فكان قولهم: أن الإيمان قول وعمل ونية وتمسك بالسنة، والإيمان يزيد وينقص..." . ثم ذكر جملة اعتقاد أهل السنة.
    وقول علي بن المديني: ".. السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة لم يقلها، أو يؤمن بها لم يكن من أهلها: الإيمان بالقدر خيره وشره ثم تصديق الأحاديث والإيمان بها... إلى آخر الاعتقاد" .
    وقول عبدالله بن المبارك: "أصل اثنين وسبعين هوى: أربعة أهواء فمن هذه الأربعة الأهواء تشعبت الاثنان وسبعون هوى القدرية، والمرجئة والشيعة والخوارج.
    فمن قدم أبا بكر وعمر وعثمان وعلياً على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم في الباقين إلا بخير ودعا لهم، فقد خرج من التشيع أوله وآخره.
    ومن قال: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الأرجاء أوله وآخره.
    ومن قال الصلاة خلف كل بر وفاجر، والجهاد مع كل خليفة، ولم ير الخروج على السلطان بالسيف ودعا لهم بالصلاح فقد خرج من قول الخوارج أوله وآخره.
    ومن قال: المقادير كلها من الله عز وجل خيرها وشرها يضل من يشاء ويهدي من يشاء؛ فقد خرج من قول القدرية أوله وآخره، وهو صاح .
    وقول: عبيدالله بن بطة العكبري: "ونحن ذاكرون شرح السنة ووصفها، وما هي في نفسها، وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سمى بها واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئاً منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحذر منه من أهل البدع والزيع فما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة منذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا. – ثم ذكر الإيمان والصفات والقدر وغيرها من أمور الاعتقاد-..." .
    فكلام هؤلاء الأئمة المعتبرين المقتدى بهم صريح في أن أحداً لا يرقى ولا يتأهل لحمل لقب "صاحب سنة" أو أنه "من أهل السنة"؛ إلا إذا تحققت فيه خصال السنة التي أجمعوا عليها.
    أما من رأى من أهل العلم أن من خالف السنة في باب من أبواب الاعتقاد ووافقها في باب آخر فهو من أهل السنة فيما وافق فيه السنة، وليس منهم فيما خالفهم فيه، وذلك من باب أن المرء يمدح بقدر ما فيه من موافقة السنة، ويذم بقدر ما فيه من مخالفتها، وأن إخراج قوم من مسمى "أهل السنة"؛ لأنهم خالفوا السنة في باب دون باب، فيه مجانبة للعدل والإنصاف، من رأى هذا الرأي قال مثلاً: الأشاعرة من أهل السنة في أبواب الإيمان والعقيدة التي لم يخالفوهم فيها، وليسوا منهم في باب الصفات وما خالفوا فيه.
    والذي أميل إليه: أن لا يقال: "الأشاعرة من أهل السنة" إلا بقيد، فيقال: هم من أهل السنة في كذا، في الأبواب التي لم يخالفوا فيها مذهب أهل السنة.
    لأننا إذا أطلقنا القول بأنهم من "أهل السنة" التبس الأمر وظن من لا دراية له بحالهم أنهم على مذهب أهل السنة والسلف في كل خصال السنة، والواقع أنهم ليسوا كذلك. بل في أقوالهم ما يخالف السنة في كثير من أبواب الاعتقاد. فليسوا على السنة المحضة في كل اعتقاداتهم.
    وإذا أطلقنا القول بأنهم ليسوا من أهل السنة، كان ذلك حكماً بأنهم خالفوا السنة في كل أبواب الاعتقاد، والأمر ليس كذلك فقد وافقوا أهل السنة في أبواب الصحابة والإمامة وبعض السمعيات.
    فالعدل والإنصاف يقتضي أن يحكم على كل بما يستحق على ضوء ما رضي لنفسه من قول واختط من نهج.
    هنالك لبس كبير يقع فيه بعض الناس قديما وحديثا, ذلكم هو دعوى الأشاعرة بأنهم أهل السنة, ووصفهم بذلك من غيرهم – أحيانا – وهذه دعوى عريضة فيها الكثير من الإيهام والخلط.
    أولا: أن أهل السنة والجماعة: سموا بذلك لأنهم هم الذين على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهم الجماعة الذين ذكرهم رسول الله, صلى الله عليه وسلم.
    وعليه فأهل السنة: الصحابة والتابعون ومن تبعهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين. ولم يبتدع ولم يغير, ومن غير أو بدل أو أحدث في الدين ما ليس منه وما لم يكونوا عليه في الاعتقاد والسنة فليس منهم فيما غير أو بدل.
    ثانيا: أما الأشاعرة: فإنهم فرقة كلامية طارئة, نشأت بعد القرون الفاضلة فهي تنتسب إلى الإمام أبي الحسن علي ابن إسماعيل الأشعري المتوفى سنة (324هـ) رحمه الله وكان معتزليا, ثم تحول عن المعتزلة عام (300هـ) تقريبا, وصار يرد عليهم بأساليبهم الكلامية من جانب, وبنصوص الكتاب والسنة من جانب آخر, وبهذا وقف للمعتزلة وتصدى لهم وهو ومن نهج منهجه حتى أفحمهم وهذا عمل جليل يحمد له.
    وفي هذا الجو نشأ مذهب عقدي تلفيقي مخضرم, لا هو سني خالص ولا كلامي عقلاني خالص, حتى هدأت العاصفة وانجلى غبار المعركة ضد المعتزلة, وقد أبلى فيها الإمام أبو الحسن الأشعري بلاء حسنا, وخرج منتصرا على المعتزلة والجهمية, ومن سلك سبيلهم, وهنا استبصر الأشعري الحق وعرف أنه إنما انتصر بتعويله على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ونصره للسنة وأهلها, وقوفه مع أئمة السلف الآخرين.
    ثم تراجع عن مقولاته في الصفات وغيرها التي سلك فيها مسلك التأويل والتعويل على العقل, والكلام في أمور الغيب والصفات والقدر فقرر أن يلحق بركب أهل السنة والجماعة فأبان عن ذلك في كتابه (الإبانة) ووفقه الله للتخلص من التلفيق العقدي فقال:
    ".....وقولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب ربنا عز وجل وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين, وأئمة الحديث, ونحن بذلك معتصمون وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل – نضر الله وجهه ورفع درجته وأجزل مثوبته – قائلون, ولمن خالف قوله مجانبون....."
    لكن مذهبه الثاني: النقلة من الاعتزال إلى طريقة ابن كلاب الكلامية – بقي مذهبا يحتذى إلى اليوم, لأنه يشبع رغبات الفلاسفة والمتكلمين, وأهل التأويل.
    فالأشاعرة تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري قبل عودته إلى أهل السنة, وبعد فراره من الاعتزال, وبالرغم من أنه تخلى عن هذا المذهب, وكتب خلافه في (الإبانة) والمقالات, إلا أن الشاعرة لا يزالون يحملونه تبعته...
    فالأشاعرة مذهب طارئ ملفق بين أهل السنة وأهل الكلام, لذلك صاروا أقرب الفرق الكلامية إلى أهل السنة.
    [الموسوعة العقدية]

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل الاشاعرة من أهل السنة

    وهل يعترف الأشاعرة بكتاب أبي الحسن الأشعري الإبانة وأنه صار على مذهب السلف؟!
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل الاشاعرة من أهل السنة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    وهل يعترف الأشاعرة بكتاب أبي الحسن الأشعري الإبانة وأنه صار على مذهب السلف؟!
    بارك الله فيك
    مذهب الأشاعرة في العقيدة قائم على آراء الإمام أبي الحسن الأشعري في المرحلة الثانية من حياته، وهي المرحلة التي وافق فيها ابن كلاب، وقد رجع الأشعري رحمه الله عن كثير من آرائه الاعتقادية التي تبناها في تلك المرحلة.
    ومن نظر في الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين من بعدهم من أهل القرون المفضلة علم أن كثيراً مما عليه الأشاعرة اليوم مخالف لذلك.
    ومن شاء فليقرأ ما دونه اللالكائي في: أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، والأصفهاني في :الحجة، والذهبي في: العلو، وقبلهم عبد الله بن أحمد في السنة، وابن خزيمة في: التوحيد، وابن منده في: التوحيد، أيضا، والصابوني في: معتقد أهل الحديث، وغير ذلك من دواوين أهل الإسلام، وهي دواوين نقية يعتمد عليها.
    والأشاعرة مخالفون لما عليه السلف في جملة من القضايا الكبار، كالإيمان والقدر والكلام والعلو وكثير من الصفات التي يتأولونها أو يثبتونها مع تفويض معناها.
    وليس هذا مقام بسط وتفصيل، لكن من أراد التحقق من ذلك فليقرأ ما ألف في عرض مذهب الأشاعرة ونقده، ومن ذلك: موقف ابن تيمية من الأشاعرة ومنهج الأشاعرة للدكتور خالد عبد اللطيف نور، ومنهج الأشاعرة في العقيدة
    ***************
    الأشاعرة فرقة تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله ، وقد مر أبو الحسن الأشعري بمراحل ، كان في الأولى منها معتزليا وبقي عليها نحوا من أربعين سنة ، ثم رجع عن الاعتزال إلى رأي عبد الله بن سعيد بن كُلاّب ، وتأثر به ، وهي المرحلة الثانية ، وقد كان الإمام أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب ، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره ، كما أخبر الإمام ابن خزيمة عنه ، ينظر " سير أعلام النبلاء " (14/380) ، وابن تيمية في " درء التعارض " (2/6) .
    واختلف العلماء هل رجع الأشعري عن قول ابن كلاب إلى مرحلة ثالثة فوافق أهل السنة والجماعة موافقة تامة ، أم بقي على ذلك ولم يرجع ؟
    فطائفة رأت أنه رجع إلى قول أهل السنة ، قال ذلك الحافظ ابن كثير ، ومن المعاصرين : الشيخ حافظ الحكمي .
    واستدلوا على ذلك بكلامه في كتاب الإبانة – وهو آخر كتبه – حيث قال : " قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها : التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل ، وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما روي عن السادة ، الصحابة والتابعين وأئمة الحديث ، ونحن بذلك معتصمون ، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه ، ورفع درجته ، وأجزل مثوبته قائلون ، ولما خالف قوله مخالفون ؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل ، الذي أبان الله به الحق ، ودفع به الضلال وأوضح به المنهاج ، وقمع به بدع المبتدعين ، وزيغ الزائغين ، وشك الشاكين ، فرحمة الله عليه من إمام مقدم ، وجليل معظم ، وكبير مفهم " انتهى من " الإبانة " (ص20) .
    فهذا تصريح منه برجوعه إلى مذهب السلف الذين يمثلهم الإمام أحمد ، وأنه قائل بأقواله ، مخالف لما خالفها ، والإمام أحمد نفسه كان شديدا على الكلابية ، ولذلك هجر الحارث المحاسبي لكونه كلابيا.
    والقول الثاني : أن الأشعري لم يرجع عن مذهب الكلابية رجوعا كاملا ، وإنما اقترب من أهل السنة والجماعة في كثير من المسائل .
    ورجّح هذا القول : ابن تيمية وابن القيم وغيرهما ، وإن كان الأشعري في " الإبانة " قد قرب كثيرا من مذهب أهل السنة إلا أنه قد بقيت عليه بقايا من مذهب ابن كلاب .
    يقول ابن تيمية : " والأشعري ، وإن كان من تلامذة المعتزلة ثم تاب ، فإنه كان تلميذ الجبائي ، ومال إلى طريقة ابن كلاب ، وأخذ عن زكريا الساجي أصول الحديث بالبصرة ، ثم لما قدم بغداد ، أخذ عن حنبلية بغداد أمورا أخرى ، وذلك آخر أمره ، كما ذكره هو وأصحابه في كتبهم " .
    انتهى من " مجموع الفتاوى " (3/228) .
    وينظر " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " للشيخ عبد الرحمن المحمود (1/390) . وغالب المتأخرين من الأشاعرة ، لا يلتزمون مذهب أبي الحسن الأشعري ، بل خلطوا مذهبهم بكثير من أصول الجهمية والمعتزلة ، بل والفلاسفة أيضا ؛ وخالفوا الأشعري في كثير من أقواله ، فهم ينفون صفة الاستواء لله والعلو والنزول واليد والعين والقدم والكلام وهذه الصفات كلها يخالفون فيها الأشعري نفسه .
    الاسلام سؤال وجواب

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل الاشاعرة من أهل السنة

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: هل الاشاعرة من أهل السنة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    وجزاك الله خير وبارك فيك

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل الاشاعرة من أهل السنة

    هل الأشاعرة من أهل السنة والجماعة؟

    السؤال:
    هل الأشاعرة أهل سنة وجماعة؟ ما حكم الشرع فيمَن يُلزم الناسَ اتِّباع منهج الأشاعرة، وخاصَّةً في الجامعات؟


    الجواب:
    الأشاعرة عندهم شيءٌ من مذهب أهل السنة، وعندهم شيءٌ من مخالفة السنة، فهم مع أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة، وهم مخالفون له فيما خالفوه فيه من تأويل بعض الصِّفات، وجميع ما يُؤخذ عليهم مما يُخالف أهل السنة لا يكونون من أهل السنة فيه، فكل كلمةٍ أو قاعدةٍ تخرج من الأشاعرة أو غير الأشاعرة بما يُخالف أهل السنة يُعتبر ذلك حَدَثًا منهم، وغلطًا منهم، لا يُتابَعون عليه، ومن ذلك التأويل -تأويل بعض الصفات- فأهل السنة لا يؤولون الصِّفات، بل يُمرونها كما جاءت، كما قال مالك رحمه الله والنسائي، وربيعة، وغيرهم: "أمرُّوها كما جاءت، بلا كيفٍ"، وهكذا أهل السنة يُمرونها كما جاءت، لا يُحرِّفون، ولا يُعطِّلون، ولا يُمَثِّلون، بل يؤمنون بما دلَّت عليه الآيات والأحاديث، مع عدم التأويل، مع اعتقاد قوله سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير [الشورى:11].
    فالرضا والغضب والنزول والاستواء والرحمة والسمع والبصر والكلام كله بابٌ واحدٌ، يمرونها كما جاءت، فسمعه ليس كالأسماع، وبصره ليس كالأبصار، وكلامه ليس كالكلام، وغضبه ليس كذلك، وهكذا بقية الصفات: ضحكه، رضاه، كراهته، إلى غير ذلك، كلها بابها واحد: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4].
    فعلينا أن نُمرها كما جاءت، وأن نُؤمن بها، ولا نُحرف، ولا نُغير، ولا نُبدل، ولا نُؤول، بل نقول: هي حقٌّ وثابتةٌ لله، ومعانيها حقٌّ ثابتة لله، ولكنها ليست من جنس صفات المخلوقين، الله جلَّ وعلا له الكمال من كل الوجوه، والعبد له النَّقص، ولهذا قال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير، هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا [مريم:19]، فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ [النحل:74]، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، فهو يغضب حقيقةً، لكن ليس كغضبنا، يضحك حقيقةً ليس كضحكنا، يرضى حقيقةً ليس كرضانا، يسمع لا كسمعنا، يرى لا كرُؤيتنا، إلى غير ذلك، له الكمال في كل شيءٍ .




    https://binbaz.org.sa/fatwas/20897/%...A7%D8%B9%D8%A9

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل الاشاعرة من أهل السنة


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •