هل صحيحٌ أن شيخ الاسلام ابن تيمية ~ رحمه الله ~ أثنى على كتاب (الواضح في أصول الفقه لابن عقيل) ؟؟؟





السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.


قرأتُ كما قرأ العديد من الناس قولا منسوبا لِشيخ الاسلام ابن تيمية ~ رحمه الله ~ يُثني على كتاب (الواضح في أصول الفقه لابن عقيل) إذ يقول:
" لله در الواضح لابن عقيل من كتاب، ما أغزر فوائده، وأكثر فرائده، وأزكى مسائله، وأزيد فضائله، من نقل مذهب، وتحرير حقيقة مسألة وتحقيق ذلك "
ولكن عجبتُ لمّا وجدتُ أن معظم المسائل الواردة في كتاب (الواضح في أصول الفقه لابن عقيل) مخالِفةٌ لأهل الحديث، موافِقة لمذهب المعتزلة، بل إن شيخ الاسلام ابن تيمية ~ رحمه الله ~ هو في صدارة الذين ردّوا على تلك المسائل وأبطلوها!!!

وهنا نماذج:


أولا: في الصفات الخبرية:
في كتاب درء تعارض العقل والنقل، الجزء الثامن صفحة ٦٠، يقول ابن تيمية:
(ولابن عقيل أنواع من الكلام، فإنه كان من أذكياء العالم، كثير الفكر والنظر في كلام الناس، فتارة يسلك مسلك نفاة الصفات الخبرية، وينكر على من يسميها صفات، ويقول: إنما هي إضافات، موافقة للمعتزلة، كما فعله في كتابه ذم التشبيه وإثبات التنزيه وغيره من كتبه، واتبعه على ذلك أبو الفرج بن الجوزي في كتابه كف التشبيه بكف التنزيه) في كتابه منهاج الوصول، وتارة يثبت الصفات الخبرية، ويرد على النفاة والمعتزلة بأنواع من الأدلة الواضحات، وتارة يوجب التأويل كما فعله في الواضح وغيره وتارة يحرم التأويل ويذمه وينهي عنه، كم فعله في كتاب الأنتصار لأصحاب الحديث، فيوجد في كلامه من الكلام الحسن البليغ ما هو معظم مشكور، ومن الكلام المخالف للسنة والحق ما هو مذموم مدحور).
فهنا أشار شيخ الاسلام إلى أن ابن عقيل أوجب التأويل للصفات الخبرية، وهو خلاف المذهب الذي عليه شيخ الاسلام، فكيف سيثني بعدها على (كتاب الواضح في أصول الفقه) وهو قد تضمّن التأويل ~أو إن شئتَ التحريف~ للصفات الخبرية؟؟!





ثانيا: مسألة في السبب:
في كتاب الواضح لابن عقيل، الجزء الاول صفحة ١٨١، يقول:
(والعسلُ يكون عنده الشِّفاءُ، والماءُ يوجَدُ عند نزولِه الإِنباتُ، والمنبتُ حقيقةً، هو الله سبحانه، فإنه سبحانه يقولُ: {فأَحيَيْنا به}، {يُنْبتُ لكم به الزَّرْعَ والزَّيْتونَ}، وقال: {فأَنبتنا به} يعني: انبَتْنا لكم عندَه...)
فهنا نجد أن ابن عقيل يقول إن الله عز وجل يفعل عند الأسباب لا بها ، وهذا مخالفة صريحة لمذهب ابن تيمية.


ثالثا: في الأسماء والصفات وحدوث العالم:

في كتاب الواضح لابن عقيل، الجزء الاول صفحة ٦٤، يقول:
(فأما ما لا يصحُّ أن يُعلم إلا بالعقل دون السمع؛ نَحو حُدوث العالَم، وإثبات مُحدثِه سُبحانه، وإثبات وَحْدانِيّتِه سبحانه، وإثبات صِفاته الواجبة له ، وإثبات الرسالة وتَجويزها عليه سُبحانه، وكل ما يتعلق على هذه الجملة مما لا يصحُّ أن يُعلم التوحيدُ والنُبوةُ إلا به).
بينما هي عند ابن تيمية رحمه الله ; ثابتة بالعقل والسمع، لا بالعقل وحده ..






وغير ذلك كثير.
والله أعلم.