تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 38 من 38

الموضوع: شرح الأصول الثلاثة - لفضيلة الشيخ أ . د. صالح سِندي

  1. #21

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************


    قال -:

    (قال الشافعي
    -:
    لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم,

    وقال البخاري
    :
    باب
    العلم قبل القول والعمل).


    يقول:(قال الشافعي -)
    هو الإمام العظيم محمد بن إدريس الشافعي

    - وهو أحد الأئمة الأربعة وأقربهم نسباً من رسول الله
    صلى الله عليه وسلم
    ولد سنة خمسين ومائة للهجرة
    وتوفي سنة أربع ومائتين للهجرة،


    هذا الإمام الجليل علَّق على هذه السورة تعليقاً عظيماً
    قال:
    (لو ما أنزل الله حجة على عباده
    إلا هذه السورة لكفتهم)

    مراده - أنه في باب العلم والعمل والدعوة والصبر
    لو ما أنزل الله في هذا الباب إلا هذه السورة لكفتهم

    ليس مراده أن هذه السورة تكفي عن الدين كله
    في شرائعه جميعاً وجميع عباداته جميعاً
    في الصلاة والزكاة والحج والصيام

    هذه السورة ليس مذكوراً فيها هذا الأمر

    إنما مراده حجة في هذه المسائل المهمة الأربعة

    وهي العلم
    والعمل
    والدعوة
    والصبر
    .




    وجاء عنه رواية في هذا الأثر
    وهو أقرب إلى المعقول وأقرب إلى المفهوم
    ،

    وهو
    أنه قال :

    " لو تدبر الناس في هذه السورة لكفتهم "

    لأنه
    ا عند التأمل تدل على الدين كله،
    إما بدلالة المطابقة
    وإما بدلالة التضمن
    وإما بدلالة اللزوم.




    نختم بكلمة البخاري -،
    الإمام البخاري
    هو الإمام الجليل محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري
    المولود سنة 194 وتوفي سنة 256
    صاحب الكتاب العظيم كتاب صحيح البخاري
    الذي هو أصح الكتب
    في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإطلاق


    هذا الإمام الجليل بوب باباً
    يعني ذكر باباً في كتابه الصحيح قال فيه:
    (باب العلم قبل القول والعمل)

    والدليل انظر هنا تعليم أيضاً الإمام البخاري لنا
    أن نأخذ العلم بماذا؟

    بدليله

    نأخذ الفائدة بدليلها،

    قال والدليل قوله تعالى: (فَاعلَمْ)

    لاحظ أن الأمر جاء بماذا بالعلم

    فاعلم أنه لا إله إلا الله

    ثم عطف على هذا بماذا ؟

    بالعمل اللساني

    قال :
    واستغفر لذنبك وللمؤمنين،

    إذن بدأ الله تبارك وتعالى أولاً بالعلم
    ثم ثنى بماذا؟

    ثنى بالعمل

    إذن العلم قبل القول والعمل.

    الحمد لله رب العالمين

  2. #22

    افتراضي




    الحمد لله رب العالمين

  3. #23

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    قال -:
    (اعلم رحمك الله
    أنه يجب على كل مسلم ومسلمة
    تعلم هذه الثلاث مسائل والعمل بهن،


    الأولى:

    أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا
    بل أرسل إلينا رسوله
    فمن أطاعه دخل الجنة
    ومن عصاه دخل النار"،


    والدليل قوله تعالى:

    (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ
    كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيكم فِرْعَوْنَ رَسُولًا

    فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ
    فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا
    )

    المؤلف - أشار في هذه المقدمة الثانية
    في هذا المتن العظيم الذي هو الثلاثة الأصول
    ،

    أشار إلى أنه يجب على كل مسلم ومسلمة
    أن يتعلم هذه المسائل الثلاث
    التي سيأتي ذكرها،
    وأن يعمل بهن،

    هذا أمر واجب عينيٌ على كل مسلم ومسلمة،

    ومن تأمل في هذه المسائل التي أوردها الشيخ -،
    يدرك أنها حَرية بذلك؛
    بل الشأن فيها أرفع من كونها واجبة،

    فهذا الذي ذكره الشيخ من أصول الإيمان
    ومن معاقد الدين
    ،
    ومما لا يصح الإسلام إلا باعتقاده والعمل به
    ،

    مسائل ثلاث ومر معنا في درس الأمس؛ مسائل أربع
    إذاً أضحى ما أتحفنا به المؤلف
    - أضحى سبع مسائل يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلمها.

    المسائل التي وجبت أو تعلمنا وجوبها هي:

    العلم، والعمل، والدعوة،
    والصبر على الأذى
    .




    أما هذه المسائل فالشأن فيها أدق،
    والبحث فيها أخص.


    المسألة الأولى:

    يجب عليك يا عبد الله أن تعلم
    أن الله عز وجل خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا،

    الله عز وجل هو الخالق؛

    هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض؟

    ولا يوجد موجود إلا وهو أحدُ أمرين
    إما أن يكون خالقاً أو مخلوقاً.

    والخالق هو الله عز وجل وحده،
    وما سواه فمخلوق.

    وهو الرازق –جل وعلا
    هو الذي ينعم على عباده
    ويتفضل عليهم بالرزق،

    فالرزق صفة له سبحانه وتعالى،
    فلا أحد يرزق سواه جل وعلا.

    إذاً الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا،
    ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى )

    قال السلف رحمهم الله تعالى

    "لا يؤمر ولا ينهى

    هذا عبث ينزه الله تبارك وتعالى عنه،

    (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا
    وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ
    )

    فتعالى الله،
    فتعالى الله عز وجل عن هذا الظن؛

    بل هذا هو ظن المشركين الكفار،
    (ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا)

    وأما المؤمن فإنه يعلم أن الله تبارك وتعالى
    ماخلق هذا الخلق عبثاً،
    ولاخلق هذا الخلق سدى،
    إنما خلق الخلق لحكمة عظيمة.

    ونحن معاشر المسلمين
    نؤمن
    أن الله تبارك وتعالى متصف بالحكمة؛
    حكمة يفعل الله عز وجل لأجلها،
    ويُقدِّر لأجلها، ويخلق لأجلها،
    ويشرع لأجلها،
    حكمة بالغة له تبارك وتعالى,

    الله عز وجل إذا خلق وإذا فعل،
    وإذا قدَّر، وإذا شرع؛

    فإنما كان هذا منه لحكمة يحبها تبارك وتعالى,
    فالله موصوف بالحكمة وهو الحكيم؛
    يعني ذو الحكمة،

    ينزه جل وعلا عن أن يكون شيءٌ منه عن عبث،
    هذا يتعالى ويتنزه عنه تبارك وتعالى.
    الحمد لله رب العالمين

  4. #24

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين

  5. #25

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    إذاً الله عز وجل خلق الخلق لحكمةٍ،

    فما هي هذه الحكمة؟

    هذه الحكمة هي: الحق.

    ﴿وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ،

    الله عز وجل أراد أن يكون الحق,
    وما هو هذا الحق؟

    هذا الحق هو:
    غايةٌ مرادةٌ من العبادِ
    ،
    وغايةٌ مرادةٌ بالعبادِ.

    إذاً انتبه الغاية من خلق الناس،
    تحقيق أمرين:

    قال أهل العلم:
    "هما أمران غايةٌ مرادةٌ من العباد، وغايةٌ مرادةٌ بالعباد".

    أما الغايةٌ المرادةٌ من العباد؛

    ف
    إنها عبادة الله عز وجل وحده،

    قال سبحانه:

    ﴿وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ
    إِلَّا لِيَعْبُدُونِ


    قال سبحانه:

    ﴿
    اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
    يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ

    لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

    وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً




    إذاً يتلخص لنا أن الغاية من العباد؛
    غاية مطلوبة من العباد هي
    :
    تحقيق معرفة الله عز وجل
    بأسمائه وصفاته
    ،
    ثم عبادته تبارك وتعالى،

    { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
    وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً
    }،

    لتعلموا: هذه اللام ماهي؟

    لام الحكمة
    ؛

    التي يسميها علماء اللغة
    :
    "
    لام التعليل"،

    فالله عز وجل خلق الخلق
    ؛

    لأجل أن يعرفوه تبارك وتعالى بأسمائه وصفاته،

    { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
    وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }
    .

    أما الغاية التي تتبع هذه فهي
    القيام بالعبودية لله تبارك وتعالى،


    {
    وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ

    إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
    }


    الحمد لله رب العالمين

  6. #26

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين

  7. #27

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    أما الغاية المرادة بالعباد؛
    الشيء الذي أراده الله تبارك وتعالى بالعباد،
    فهو جزاؤهم؛

    يجازيهم تبارك وتعالى على الحسنات بفضله،
    ويجازيهم على السيئات بعدله
    .

    أما فضله؛
    فهو الجنة ونعيمها،
    وما يتبع ذلك
    .

    وأماجزاؤه بالعدل
    فهو النار والعذاب
    _ عافاني الله وإياكم _من ذلك.

    إذاً؛ الخلاصة التي نصل إليها،
    أن الغاية من خلق الخلق هي ماذا؟

    أمران
    :
    غاية مرادة من العباد،
    وهي أن يعرفوه
    ثم يعبدوه وحده لاشريك له
    ،

    وأما الغاية المرادة بهم؛ فهي ماذا؟

    جزاؤهم عدلاً أو فضلاً.

    الفضل؛ جزاءٌ لماذا؟

    للحسنات،
    للإيمان، للتوحيد
    .

    والعدل
    جزاءٌ للسيئات،
    والكفر به سبحانه وتعالى،
    ومحاداته ومحاداة رسوله صلى الله عليه وسلم

    ﴿ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ
    وَلِتُجْزَىكُلّ ُ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ
    ﴾.

    إذن هذا هو الذي خلق الله عز وجل الخلق
    من أجله.




    قال -:

    (خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا،
    بل أرسل إلينا رسولاً،

    فمن أطاعه دخل الجنة
    ومن عصاه دخل النار).


    الله عز وجل من
    رحمته سبحانه وتعالى
    أرسل الرسل، وأنزل الكتب،

    لكي يكون هؤلاء الرسل
    وسائط بين العباد وبين الله تبارك وتعالى,

    فيعرِّفون العباد
    أولاً:
    بالله عز وجل،

    ويعرفونهم ثانياً:
    بما يحب وبما يكره،

    يعني يعرفونهم بالوسيلة التي توصل إليه تبارك وتعالى,

    ثم يعرفونهم ثالثاً:
    بالجزاء؛

    إن أطاعوا ماذا لهم؟
    وإن عصوا ماذا عليهم؟




    إذن؛
    تتلخص وظيفة الرسل
    الذين أرسلهم الله تبارك وتعالى
    في هذه الأمور الثلاثة:

    تعريف العباد
    بربهم تبارك وتعالى.

    تعريفهم
    بالطريق الموصلة إليه جل وعلا؛
    ماذا يحب فيعملون،
    وماذا يبغض فيجتنبون.

    تعريف العباد بجزائهم
    إن أطاعوا، أو عصوا.

    هذه خلاصة
    دعوة الرسل
    عليهم الصلاة والسلام،

    ثم استدل على هذا بقوله جل وعلا:

    { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ
    كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً

    فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ
    فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً }




    الحمد لله رب العالمين

  8. #28

    افتراضي




    الحمد لله رب العالمين

  9. #29

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين

  10. #30

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************




    الله عز وجل لم يكن بعثته لنبينا محمد
    صلى الله عليه وسلم
    شيئاً جديداً منه تبارك وتعالى,

    بل هذه سنته في خلقه من قبل،

    لم يزل الله عز وجل يبعث الرسل
    لأجل تحقيق الغاية التي أرادها
    –تبارك وتعالى من الخلق،


    ﴿
    قُلْ مَاكُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ

    ﴿
    وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً ﴾.




    إذاً الله عز وجل بعث نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم
    كما بعث الأنبياء قبله،

    ومن أولئك نبي الله وكليمه موسى عليه السلام،

    ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً﴾؛

    هو موسى عليه السلام،

    ماذا كانت النتيجة؟

    كانت النتيجة أن عصى هو وقومه،
    ﴿فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً﴾,

    أخذه الله عز وجل أخذاً شديداً،
    وعذبه سبحانه عذاباً عظيماً،

    ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً
    وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ
    أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ


    إذاً هذا الذي حصل لمن كفر بالله عز وجل
    وهو فرعون وقومه
    سيحصل لمن عصى نبينا محمداً
    صلى الله عليه وسلم
    وأبى الانقياد له،

    من لم يرفع رأساً بدعوة النبي
    صلى الله عليه وسلم
    فإنه جدير وحقيق بأن يصيبه
    ما أصاب من عصى من قبل؛
    فرعون ومن كان على شاكلته،




    فلتعلم يا عبد الله ذلك.
    الأمر عظيم،

    هذه قضية يجب أن تكون نصب عين كل إنسان،
    الله ما خلقنا لنأكل وما خلقنا لنشرب
    وما خلقنا لنشتغل بالوظائف والأعمال،

    الله عز وجل خلقنا
    لأجل طاعته تبارك وتعالى
    ,

    فلا يجوز أن تكون هذه الحكمة العظيمة
    غائبة عن العباد،

    هذه القضية يجب أن تكون في
    أُسِّ اهتمامك
    وفي أساس تفكيرك يا عبدالله
    .

    خلقك الله عز وجل
    وأمدك بالنعم
    وربَّاك تربيةً إيمانية وتربيةً حسية،
    كل ذلك
    لتحقيق عبودية الله
    تبارك وتعالى
    .




    إذن في كل خطوةٍ تخطوها في هذه الحياة
    يجب أن تستحضر هذا الأمر
    فتكون أفعالك
    فتكون حركاتك وسكناتك
    كلها منطلقة من هذا الأصل
    الذي أنت مستيق
    نٌ به

    أنك عبدٌ لله عز وجل
    أنك مطيعٌ لرسوله
    صلى الله عليه وسلم

    وينتظرك في الآخرةِ الجزاء

    فإن أطعت الله وأطعت رسوله صلى الله عليه وسلم
    فأبشر بالخير أنت على طريق النجاة
    ،
    أنت من الفائزين عند الله عز وجل
    وهذا هو الفوز الحقيقي
    هذا هو الفوز العظيم،

    أما من غلبت عليه الش
    قوة
    و
    انصرف عن هذه الحقيقة العظيمة
    فليبشر بما يسوءه
    ،
    فأخذناه أخذاً وبيلا
    .


    الحمد لله رب العالمين

  11. #31

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    قال -:

    (ا
    لثانية:

    أن الله لا يرضى
    أن يُشرك معه أحدٌ في عبادته

    لا ملكٌ مقرَّب
    ولا نبيٌ مرسَل

    والدليل قوله تعالى

    { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
    فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }
    .


    هذه المسألة الثانية:

    وهي مسألة عظيمة فتنبه لها يا عبد الله
    أن الله عز وجل
    لا يرضى بالشرك به


    هذه قضية يجب أن تكون معلومة لك

    القضية الأولى

    يجب أن تعلم أن الله خلقنا لغاية عظيمة
    وهي غاية مرادةٌ بنا وغاية مرادةٌ منا،

    الغاية المرادة منا

    أن نعبد الله عز وجل،

    والغاية المرادة بنا
    أن نُجازى على أعمالنا.



    الحقيقة الثانية والمسألة الثانية:

    أن الله عز وجل
    لا يرضى الشرك به
    سبحانه وتعالى
    ،

    فالشرك مبغُضٌ لله سبحانه
    أشد البغض منه تبارك وتعالى
    هو للشرك به
    سبحانه وتعالى
    ،

    الله عز وجل أغنى الشركاء
    عن الشرك


    فمن أشرك مع الله تبارك وتعالى شيئًا،
    فإن الله عز وجل
    يتركه وما أشرك
    ،

    الشرك بالله عز وجل
    هو جعل غير الله عز وجل عِدلًا لله سبحانه وتعالى
    ،

    بمعنى أن يجعل غير الله سبحانه وتعالى
    أن يجعل له شيئًا
    مما يختص به سبحانه وتعالى
    ،

    وما يختص به جل وعلا ثلاثة أمور:
    الربوبية
    ،
    والأسماء والصفات
    ،
    والألُوهية،

    الربوبية شيءٌ
    اختص الله تبارك وتعالى به،

    فالخلق والرزق والتدبير

    وما إلى هذه المعاني شيءٌ
    اختص الله تبارك وتعالى به،

    فمن جعل لغير الله عز وجل شريكًا مشاركًا مضارعًا لله عز وجل
    في شيءٍ من معاني الربوبية
    فإنه يكون قد
    وقع في الشرك
    .




    الحمد لله رب العالمين

  12. #32

    افتراضي

    الإخلاص والمتابعة

    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي

    جزاه الله تعالى خير الجزاء




    http://www.salehs.net/dr.htm


    رابط
    الحمد لله رب العالمين

  13. #33

    افتراضي

    شرح الأصول الثلاثة
    لفضيلة الشيخ
    أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي
    المدرس بالمسجد النبوي
    جزاه الله تعالى خير الجزاء
    http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html
    http://www.salehs.net/dr.htm
    **************************



    الأمر الثاني:
    الأسماء والصفات،

    لله عز وجل أسماء وصفات اختص بها
    ،

    فمن جعل هذه الصفات لله عز وجل لغيره سبحانه وتعالى
    فقد أشرك مع الله تبارك وتعالى
    ،

    من قال إن غير الله عز وجل مثل الله
    هو الأول وهو الآخر
    وهو الظاهر وهو الباطن
    نقول قد وقع في ماذا؟

    في الشرك بالله عز وجل
    ،

    رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته.
    ماذا؟
    هل تعلم له سميا؟

    ليس هناك سميٌ لله
    يعنى ليس هناك كُفؤًا لله عز وجل
    ،
    ولا نظير لله عز وجل

    إذاً من جعل شيئًا مما اختص الله عز وجل
    من الصفات لغيره
    فقد أشرك بالله عز وجل
    .




    الأمر الثالث:
    الشرك مع الله عز وجل
    في الأمر العظيم الذي اختص به
    ثالثا
    وهو عبادته جل وعلا
    ،

    العبادة حقٌ لله خالص

    لا يجوز
    ألبتة أن تكون عبادة لغير الله سبحانه وتعالى
    فمن جعل غير الله معبودًا
    فقد أشرك مع الله سبحانه
    ،

    هذا الشرك بالله

    لا يرضاه الله

    لا يحبه
    ،

    الله يغضبُ على من فعله
    ،

    وعلى من وقع في هذا الأمر
    أن يكون من هذه القضية على ذُكر
    ،
    انتبه
    الله لا يرضى أن يشرك معه غيره
    حتى لو كان نبيًا مرسلاً
    أو ملكًا مقربًا
    ،
    وبالتالي فمن دونهم
    من باب أولى
    ،

    إذا كان الله
    لا يرضى أن يشرك معه
    في عبادته
    أو في ربوبيته
    أو في أسماءه وصفاته
    ولو كان ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلاً
    فكيف
    بغيره ؟!
    الحمد لله رب العالمين

  14. #34

    افتراضي



    الحمد لله رب العالمين

  15. #35

    افتراضي

    إذًا على الإنسان أن يحذر من هذه القضية العظيمة
    الشرك
    أكبر جريمةٍ على وجه الأرض،

    الشرك هو الذنب الوحيد الذي
    لا يُغفر ألبته لمن مات عليه،

    كل ذنبٍ عدا الشرك فإنه قابل للمغفرة،
    أما الشرك فمستحيل

    من مات وقد بقي على شركه
    وما تاب إلى الله منه
    فهذا لا أمل له

    هذا يائس من رحمة الله،
    فأولئك يئسوا من رحمتي

    { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ

    وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء }




    الشرك بالله عز وجل
    هو الذنب الوحيد الذي
    يحبط جميع الأعمال،

    الشرك بالله
    إذا وقع فيه الإنسان ومات عليه
    فإنه والعياذ بالله
    يبطل كل حسنة وكل عملٍ صالح قام به الإنسان في حياته،

    س
    بحان الله العظيم

    أمرٌ خطيرٌ جدًا،




    أرأيت لو أن إنسانًا عاش في هذه الحياة
    ثمانين أو تسعين سنة
    قضاها أو قضى عامتها في طاعة وخير وصلاة وصيام
    وزكاة وحج وعمرة وذكر وتلاوة قرآن وقيامٍ لليل

    لكن في آخر دقيقة في حياته
    أشرك مع الله عز وجل
    دعا غير الله

    قال
    يا سيدي فلان المدد المدد،

    أشرك مع الله عز وجل في ماذا؟
    في ماذا؟

    في الدعاء

    وهل الدعاء عبادة؟

    من الذي قال هذا؟

    نبينا
    صلى الله عليه وسلم
    قال لنا الدعاء هو العبادة

    هذا ليس كلامنا
    هذا كلام النبي
    صلى الله عليه وسلم,

    قال
    صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:

    «الدعاء هو العبادة»

    انتهت القضية

    بتَّ في هذه القضية
    نبينا
    صلى الله عليه وسلم،

    إذا كان الدعاء عبادةً
    إذًا هذا حقٌ لمن ؟

    لله عز وجل

    من صرفه لغيره
    من أدى هذا الحق لغير الله
    ماذا يكون؟

    يكون مشركًا مع الله عز وجل
    ،

    إذًا من دعى غير الله ماذا يكون؟

    يكون مشركًا

    ثم مات هذا الإنسان

    ما مصير ثمانين سنة كلها أعمال صالحة؟
    ما مصيرها يا جماعة؟

    لا شيء

    ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ
    فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءًا مَنْثُورًا


    بسبب ماذا ؟
    الشرك
    "
    يا سيدي فلان المدد
    "

    أربعة كلمات
    كم أخذت من الوقت؟
    خمس ثواني ولا أقل

    هذه الثواني القليلة
    لأنه وقع فيها شرك
    أصبحت هادمة لكل تلك الحسنات
    في كل تلك السنين،

    إذًا أي شيء
    أخطر من الشرك بالله عز وجل
    ؟،

    قضية عظيمة




    ولذلك كلما عظُم إيمان المسلم
    كان خوفه من الشرك أعظم
    ،

    خذها قاعدة
    كلما كان إيمان الإنسان أعظم
    كلما كان خوفه من الشرك أعظم

    ولذا تأمل قول الله جل وعلا
    عن إبراهيم عليه السلام
    { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَام }

    سبحان الله
    !

    إبراهيم عليه السلام
    ومَنْ إبراهيم ؟

    أفضل البشر على الإطلاق بعد نبينا
    صلى الله عليه وسلم،
    خليل الله عز وجل

    الله ما اتخذ من البشر خليلاً إلا اثنان
    ،
    اتخذ نبينا
    صلى الله عليه وسلم
    واتخذ إبراهيم خليلاً
    إمام الموحدين
    أبو الأنبياء عليه الصلاة
    والسلام

    و
    مع ذلك يدعو الله عز وجل دعاءًا حارًا
    يقو
    ل
    { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَام }

    لمَ ؟

    لأنه يعلم
    خطر الشرك بالله عز وجل

    مع أنه نبي ورسول
    ومعصوم من الوقوع في الشرك
    ومع ذلك يخاف عل
    ى نفسه




    قال إبراهيم التيمي -:

    فمن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟

    من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟
    ،

    إذا كان إبراهيم عليه السلام وهو هو
    يخشى ويخاف على نفسه
    ويدعو الله أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام

    فكيف بنا يا أيها الإخوان؟
    ،






    الحمد لله رب العالمين

  16. #36

    افتراضي

    الحمد لله رب العالمين

  17. #37

    افتراضي

    الشرك بالله عز وجل
    ذنبٌ لا يمكن أن يقارن به غير
    ه ألبته

    ولذا شدَّد الله سبحانه وتعالى في شأنه أعظم تشديد
    وصوَّره بأقبح صورة

    قا
    ل:

    { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
    فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ
    فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ
    أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق }

    خطورة عظيمة لمن يقع في الشرك بالله تبارك وتعالى،
    إذًا عليك يا عبد الله أن
    تحذر من ذلك
    ،





    الله عز وجل لا يمكن أن يرضى
    أن يُشرك به تبارك وتعالى

    حتى ولو كان هذا الذي جُعل شريكًا لله عز وجل ذا مرتبة عظيمة
    حتى لو كان نبيًا،
    حتى لو كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
    الذي هو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام
    الذي هو خير البرية عليه الصلاة والسلام

    ومع ذلك يجب أن تعرف أن لله حق
    وأن للنبي صلى الله عليه وسلم حق،
    فالربُّ ربٌ
    والعبدُ عبدٌ


    نبينا صلى الله عليه وسلم رسولٌ من عند الله عز وجل
    وهو أقرب البشر
    وأحبهم
    عند الله تبارك وتعالى

    ومع ذلك لا يجوزُ أن تصرف العبادةُ له
    عليه الصلاة والسلام،

    نبينا صلى الله عليه وسلم عبدٌ لا يُعبد
    ورسولٌ لا يُكذَّب،

    بل يُطاع ويُتَّبع
    عليه الصلاة والسلام




    بل هو صلى الله عليه وسلم الذي علَّمنا هذا الأمر،

    ولذلك اشتد غضبه
    صلى الله عليه وسلم
    لرجلٍ قال ما شاء الله وشئتَ
    ،
    أخطأ في العبارة

    قال ماذا؟
    ما شاء الله وشئتَ

    غضب عليه الصلاة والسلام
    اعتبر هذه الجملة جملةً قبيحة
    ،

    فقال
    : «أجعلتني لله ندًا؟
    قل ما شاء الله وحده»

    عبارة فقط،

    فكيف لو سمع النبي صلى الله عليه وسلم
    من يقول يا رسول الله أغثني،
    من يقول يا رسول الله اغفر ذنبي،
    من يقول يا رسول الله المدد المدد ؟

    ما ظنكم أن يفعل نبينا صلى الله عليه وسلم؟

    والله إنه ليغضب من هذا القائل
    أعظم من غضبه لمن قال ما شاء الله وشئت،

    وهذا أمرٌ قطعي
    لا شك فيه
    ولا شبهة
    ،

    الحمد لله رب العالمين

  18. #38

    افتراضي

    الله عز وجل
    لا يرضى أن يُشرك به

    ولو كان هذا الذي أُشرك مع الله
    ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلاً

    طيب ما الدليل؟

    لاحظ أن الشيخ
    -لا زال يعلمنا
    ويسير بنا على المنهج الصحيح
    وهو أن نتعلم العلم بماذا ؟
    بدليله
    يعلمنا دائمًا الدليل
    خذ الحكم بدليله

    لا تأخذ هذا الكلام لأنه كلامي
    ،
    لكن خذ هذا الكلام لأن عليه دليلاً
    من كلام الله
    وكلام رسوله
    صلى الله عليه وسلم.




    قال-:
    (والدليل قول الله تعالى :

    { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ
    فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
    }.


    وأن المساجد لله،

    لله
    اللام هنا تقتضي الاختصاص،

    هذه اللام تدل على أن المساجد
    خاصةٌ لله عز وجل،

    وبالتالي
    لا يجوز أن يُشرك
    مع الله عز وجل أحد
    ،

    ولاحظ أنه قال فلا تدعو مع الله أحدًا،

    كلمة أحدًا
    كلمةٌ نكرة وهي في سياق النهي،

    قال العلماء:
    "النكرة في سياق النهي تعم

    إذاً لا يجوز أن يُشرك مع الله عز وجل
    أي أحد
    ولو كان من كان
    .


    الحمد لله رب العالمين

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •