تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: تغيير الأسماء لا يغير الأحكام ، ؛ لأن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي تغيير الأسماء لا يغير الأحكام ، ؛ لأن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني

    يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين :
    (فمـن صرف لغير الله شيئاً من أنواع العبادة، فقد عبد ذلك الغير واتخذه إلهاً، وأشركه مع الله في خالص حقه، وإن فر مـن تسمية فعله ذلك تألهاً وعبادة وشركاً، ومعلوم عند كل عاقل أن حقائق الأشياء لا تتغير بتغير أسمائها...
    فالشرك إنما حرم لقبحه في نفسه، وكونه متضمناً مسبة للرب، وتنقصه وتشبيهه بالمخلوقين، فلا تزول هذه المفاسد بتغيير اسمه، كتسميته توسلاً، وتشفعاً، وتعظيـماً للصالحين، وتوقيراً لهم ونحو ذلك، فالمشـرك مشرك شاء أم أبى...)[الدرر السنية]----------------------قال عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمهما الله تعالى:«وتلطف الشيطان في كيد هؤلاء الغلاة في قبور الصالحين، بأن دسَّ عليهم تغيير الأسماء والحدود الشرعية، والألفاظ اللغوية، فسموا الشرك وعبادة الصالحين: توسُّلاً ونداء، وحسن اعتقاد في الأولياء، وتشفعًا بهم، واستظهارًا بأرواحهم الشريفة؛ فاستجاب له صبيان العقول، وخفافيش البصائر، وداروا مع الأسماء، ولم يقفوا مع الحقائق----------------------- قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبو بطين رحمه الله تعالى

    (( فالدين كله داخل في العبادة. فإذا علم الإنسان وتحقق معنى الإله, وأنه المعبود, وعرف حقيقة العبادة. تبين له أن من جعل شيئا من العبادة لغير الله فقد عبده واتخذه إلها,
    وإن فر من تسميته معبودا أو إلها, وسمى ذلك توسلا وتشفعا أو التجاء ونحو ذلك.
    فالمشرك: مشرك شاء أم أبى؛ كما أن المرابي مراب شاء أم أبى,
    وإن لم يسم ما فعله ربا, وشارب الخمر شارب للخمر وإن سماها بغير اسمها, وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:" يأتي ناس من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها ".

    فتغيير الاسم لا يغير حقيقة المسمى ولا يزيل حكمه, كتسمية البوادي سوالفهم الباطلة حقا, وتسمية الظلمة ما يأخذونه من الناس بغير اسمه!!!
    ولما سمع عدي بن حاتم – وهو نصراني – قول الله تعالى: { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ} قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لسنا نعبدهم!! قال: " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه,ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟!" قال. قلت: بلى! قال: "فذلك عبادتهم", فعدي رضي الله عنه: ما كان يحسب أن موافقتهم فيما ذكر عبادة منهم لهم. فأخبره صلى الله عليه وسلم أن ذلك عبادة منهم لهم,
    مع أنهم لا يعتقدونه عبادة لهم.وكذلك ما يفعله عباد القبور: من دعاء أصحابها, وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكربات, والتقرب إليهم بالذبائح والنذور. عبادة منهم للمقبورين، وإن كانوا لا يسمونه ولا يعتقدونه عبادة .)) اهـ-(الانتصار لحزب الله الموحدين ص 33-34 ت الفريان):-----------------قالَ ابنُ القَيِّمِ: (ومَنْ ذَبَحَ للشَّيطانِ ودعاهُ واسْتَغَاثَ بهِ، وتَقَرَّبَ إليهِ بما يُحِبُّ، فقدْ عَبَدَهُ وإن لم يُسَمِّ ذلكَ عِبَادَةً، ويُسَمِّيهِ اسْتِخْدَامًا، وصَدَقَ،----------------------قال ابن حزم الاندلسي رحمه الله تعالى: (لا نسمي في الشريعة اسماً إلا بأن يأمرنا الله تعالى بأن نسميه أو يبيح لنا الله بالنص بأن نسميه، لأننا لا ندري مراد الله عز وجل منا إلا بوحي وارد من عنده علينا، ومع هذا فإن الله عز وجل يقول منكراً لمن سمى في الشريعة شيئا بغير إذنه عز وجل: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى * أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى}، وقال تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}، فصح أنه لا تسمية مباحة لملك ولا لإنس دون الله تعالى، ومن خالف هذا فقد افترى على الله عز وجل الكذب وخالف القرآن، فنحن لا نسمي مؤمنا إلا من سماه الله عز وجل مؤمنا، ولا نسقط الإيمان بعد وجوبه إلا عمن أسقطه الله عز وجل عنه)---------------------------------------قال الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى: (وبالجملة فيجب على من نصح نفسه ألا يتكلم في هذه المسألة إلا بعلم وبرهان من الله، وليحذر من إخراج رجل من الإسلام بمجرد فهمه، واستحسان عقله، فإن إخراج رجل من الإسلام أو إدخاله فيه من أعظم أمور الدين... وقد استزل الشيطان أكثر الناس في هذه المسألة، فقصر بطائفة فحكموا بإسلام من دلت نصوص الكتاب والسنة والإجماع على كفره، وتعدى بآخرين فكفروا من حكم الكتاب والسنة مع الإجماع بأنه مسلم)---------------------قال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله في "منهاج التأسيس" [ص: 12]: (وكم هلك بسبب قصور العلم وعدم معرفة الحدود والحقائق من أمة، وكم وقع بذلك من غلط وغمة، مثال ذلك الإسلام والشرك، نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان، والجهل بالحقيقتين أو أحدهما أوقع كثيراً من الناس بالشرك وعبادة الصالحين، لعدم معرفة الحقائق وتصورها)-------------------------------قال الشيخ علي بن خضير الخضير : فإنّ من المسائل المهجورة في هذا العصر، وتعتبر من مسائل الغربة العلمية، إلا من رحم الله؛ مسائل التوحيد والعقيدة، وأشدها مسائل الأسماء والأحكام وارتباطها بالحجة وما يتعلق بذلك، ومعرفة حقيقة التوحيد والشرك، ومسألة الجهل فيهما، والمسائل الظاهرة والخفية.عدم إتقان هذه المسائل وفهمها يؤدي إلى انحرافات خطيرةٍ، وفهمها يحل إشكالياتٍ عظيمةٍ، طالما انزلق فيها من انزلق، وفهمها يجعل العالم وطالب العلم الذي أتقنها؛ في نورٍ من أمره، وعلى بصيرةٍ في ذلك.وتغيير الأسماء لا يغير الحقائق : الأسماء لا أثر لها ولا تغير المعاني ضرورة لغوية وعقلية وشرعية، فإن من شرب الخمر وسماها ماء؛ ما شرب إلا خمراً، وعقابه عقاب شارب الخمر وكذلك تسمية القبر مشهداً، ومن يعتقدون فيه ولياً؛ لا يخرجه عن إسم الصنم والوثن، إذ هم معاملون لها معاملة المشركين للأصنام.وقد رأينا في هذا الزمان من يقلب الحقائق ويغير الأمور ويسمي الأشياء بغير اسمها، فقالوا عن تمييع السنة وإقرار البدع وأهلها؛ "تعددية"، وقالوا عن خلط آراء العلماء بالجهال والفسقه والأخذ بأيسر الأقوال؛ "وسطية"، وقالوا عن الجهاد في سبيل الله بالنفس؛ "إرهاب"، وعن الجهاد بالمال؛ "دعم للإرهاب"، وقالوا عن الولاء للمؤمنين والبراءة من المشركين؛ "إقصاء وتشدد"، وجعلوا التكفير جريمة مع أن الكفر مثل الإسلام، لأنهما من مسائل الأسماء والأحكام المعلومة عند أهل العلم-------------------وفى فتوى لهيئة كبار العلماء قالوا-وليعلم أن تغيير الأسماء لا يغير الأحكام ، ؛ لأن العبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني كما هو مقرر عند العلماء .[فتاوى هيئة كبار العلماء]

    وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    قالَ ابنُ القَيِّمِ: (ومَنْ ذَبَحَ للشَّيطانِ ودعاهُ واسْتَغَاثَ بهِ، وتَقَرَّبَ إليهِ بما يُحِبُّ، فقدْ عَبَدَهُ وإن لم يُسَمِّ ذلكَ عِبَادَةً، ويُسَمِّيهِ اسْتِخْدَامًا، وصَدَقَ،----------------------

    ( قلما يتأتى السحر بدون نوع عبادة للشيطان وتقرب إليه إما بذبح باسمه أو بذبح يقصد به هو فيكون ذبحا لغير الله وبغير ذلك من أنواع الشرك والفسوق

    والساحر وإن لم يسم هذا عبادة للشيطان فهو عبادة له وإن سماه بما سماه به فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه لا لاسمه ولفظه فمن سجد لمخلوق وقال ليس هذا بسجود له هذا خضوع وتقبيل الأرض بالجبهة كما أقبلها بالنعم أو هذا إكرام لم يخرج بهذه الألفاظ عن كونه سجودا لغير الله فليسمه بما شاء

    وكذلك من ذبح للشيطان ودعاه واستعاذ به وتقرب إليه بما يحب فقد عبده وإن لم يسم ذلك عبادة بل يسميه استخداما ما وصدق هو استخدام من الشيطان له فيصير من خدم الشيطان وعابديه وبذلك يخدمه الشيطان لكن خدمة الشيطان له ليست خدمة عبادة فإن الشيطان لا يخضع له ويعبده كما يفعل هو به
    والمقصود أن هذا عبادة منه للشيطان وإنما سماه استخداما
    قال تعالى ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين )
    وقال تعالى ( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون )

    فهؤلاء وأشباههم عباد الجن والشياطين وهم أولياؤهم في الدنيا والآخرة ولبئس المولى ولبئس العشير )

    بدائع الفوائد



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه لا لاسمه ولفظه فمن سجد لمخلوق وقال ليس هذا بسجود له هذا خضوع وتقبيل الأرض بالجبهة كما أقبلها بالنعم أو هذا إكرام لم يخرج بهذه الألفاظ عن كونه سجودا لغير الله فليسمه بما شاء

    بارك الله فيك أخى الفاضل الطيبوني

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    بارك الله فيكم، وفي الحديث: (ليس منا من سحر أو سحر له)، هل كلاهما يطلق عليه ساحر؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2017
    المشاركات
    51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    فمن سجد لمخلوق وقال ليس هذا بسجود له هذا خضوع وتقبيل الأرض بالجبهة كما أقبلها بالنعم أو هذا إكرام لم يخرج بهذه الألفاظ عن كونه سجودا لغير الله فليسمه بما شاء

    أنا عندي سؤال من زمان كنت أريد أن أسأله لكن يأتي ويغيب ,

    س/ هناك تمرين رياضي يشابه الركوع تماما, الظهر زاوية قائمة واليدان ( وإن كانتما تمسكان بالثقل ) لكنها تلامسان الركتبين, وأيضا هناك وضعية استرخائية لبسط عضلات الظهر تشابه وضعية السجود, الجبهة تقترب من الأرض

    فهل تدخل هذه الأشياء في باب تسمية الأشياء بغير مسمياتها, فاعلها يقول أنا لا أركع بل أمارس تمرين الظهر, والآخر يقول أنا لا أسجد بل أرخي عضلات الظهر؟

    مع العلم بأني أوافقك وأوافق كاتب الموضوع على المسألة كلها
    وأن عندي ظن بأن تلك التمارين خارجة من من مسمى الركوع والسجود
    لكن مالذي أخرجها؟ هذا الذي يشتبه علي
    لو أجبت على سؤالي إجابة شافية وافية, تكون قتلت ثلاثة أرباع الوسواس الذي أعانيه في حياتي. لدرجة أني لا أمسح على الخفين إلا إذا اتجهت للقبلة.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم، وفي الحديث: (ليس منا من سحر أو سحر له)، هل كلاهما يطلق عليه ساحر؟
    بارك الله فيكِ اختنا الكريمة-ورد إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء استفسارات عن حكم السحر وعن إتيان السحرة -فنقول حرم الله السحر تعلماً وتعليماً وعملاً به، وحيث تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم السحر، وكفر الساحر يقول الله سبحانه عن اليهود {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} فقد أخبر سبحانه وتعالى بكذب الشياطين فيما تلته على ملك سليمان - عليه السلام - ونفى عنه ما نسبوه إليه من السحر، بنفي الكفر عنه، مما يدل على كون السحر كفرا، وأكد كفر الشياطين، وذكر صورة من ذلك وهي (تعليم الناس السحر) ومما يؤكد كفر متعلم السحر قوله تعالى عن الملكين اللذين يعلمان الناس السحر ابتلاءً لمن جاء متعلما {إنما نحن فتنة فلا تكفر} أي لا تكفر بتعلم السحر.
    ثم أخبر سبحانه أن تعلم السحر ضرر لا نفع فيه، فقال {ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم} وما لا نفع فيه وضرره محقق، لا يجوز تعلمه بحال، ثم يقول سبحانه {ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق} أي لقد علم اليهود فيما عهد إليهم، أن الساحر لا خلاق له في الآخرة، قال ابن عباس: ليس له نصيب، وقال الحسن: ليس له دين، فدلت الآية على تحريم السحر، وعلى كفر الساحر، وعلى ضرر السحرة على الخلق، وقال سبحانه {ولا يفلح الساحر حيث أتى} ففي هذه الآية الكريمة، نفي الفلاح نفياً عاما عن الساحر في اي مكان كان، وهذه دليل على كفره.

    ومن السنة ما ورد في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «اجتنبوا السبع الموبقات: قالوا: يارسول الله وماهن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات» وهذا يدل على عظم جريمة السحر، لأنه قرنه بالشرك، وعده من السبع الموبقات، التي نهى عنها، لكونها تهلك فاعلها في الدنيا، بما يترتب عليها من الأضرار الحسية والمعنوية، وتهلكه في الآخرة بما يناله بسببها من العذاب الأليم.

    ومن السنة أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من أتى عرافا أو كاهناً فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه أحمد والأربعة والحاكم وقال صحيح على شرطهما، وروى البزار وابويعلى بإسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه موقوفاً «من أتى عرافاً أو ساحراً او كاهناً فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» ومنها حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس منا من تطير او تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم» رواه البزار باسناد جيد وهناك أحاديث أخرى في النهي عن إتيان الكهان والعرافين، وبيان حكم آتيهم ومصدقهم، والحاق ذلك بالسحر.

    فهذه النصوص الصريحة من الكتاب والسنة، تدل على كفر الساحر، مما يدل على أنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، وذهب بعض العلماء إلى قتله بدون استتابة، وروى الترمذي عن جندب رضي الله عنه موقوفاً «حد الساحر ضربه بالسيف» وورد عن طائفة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل السحرة، أو الأمر بذلك، ولم يوجد بينهم خلاف فيه حيث قد روي القتل في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، لثلاث سواحر، عندما كتب لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس «أن اقتلوا كل ساحر وساحرة»، وروى الإمام مالك أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها، وقد كانت دبرتها، فأمرت بها فقتلت، كما روى البخاري في التاريخ الكبير بسند صحيح عن أبي عثمان «كان عند الوليد رجل يلعب فذبح إنساناً وأبان رأسه فعجبنا، فأعاد رأسه، فجاء جندب الأزدي فقتله». كما روى قتل السحرة عن غير هؤلاء من الصحابة، فروي عن عثمان بن عفان، وابن عمر، وأبي موسى، وقيس بن سعد رضي الله عنهم، كما روي عن سبعة من التابعين، منهم عمر بن عبدالعزيز. وهذا الفعل من الصحابة، رضي الله عنهم، ثم من التابعين يعد اجماعاً منهم على ذلك، يقول الشيخ الشنقيطي.. «فهذه الآثار التي لم يعلم أن أحداً من الصحابة أنكرها، مع اعتضادها بالحديث المرفوع المذكور، هي حجة من قال بقتله مطلقاً والآثار المذكورة والحديث فيهما الدلالة على أنه يقتل، ولو لم يبلغ به سحره الكفر، لأن الساحر الذي قتله جندب، رضي الله عنه، كان سحره من نوع الشعوذة، والأخذ بالعيون، حتى انه يخيل إليهم أنه أبان رأس الرجل، والواقع بخلاف ذلك، وقول عمر «اقتلوا كل ساحر» يدل على ذلك لصيغة العموم». أضواء البيان ج4 ص461.

    ولما كان السحر داء يؤثر، فيمرض الأبدان، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، شرع أن يسعى في علاجه، والأخذ بالأسباب المباحة المؤدية إلى الشفاء، لأن الله تعالى جعل لكل داء دواء كما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء» وفيما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لكل داء دواء، فإذا أصيب دواء الداء، برأ بإذن الله عز وجل» والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

    ويعالج السحر بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، وأما علاجه بالسحر فهذا حرام لا يجوز لعموم النصوص الواردة في تحريم السحر، لأنه من عمل الشيطان. كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين، واستعمال ما يقولون، لأنهم لا يؤمنون، لأنهم كذبة فجرة، يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس. وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة فقال «هي من عمل الشيطان» رواه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد، والنشرة هي: حل السحر عن المسحور والمراد بالنشرة الواردة في الحديث: النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية وهي سؤال الساحر، ليحل السحر بسحر مثله، أما حله بالرقية والتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك، وكل ما ورد عن السلف في إجازة النشرة، فإنما يراد به النشرة المشروعة، وهي ما كان بالقرآن والأدعية المشروعة، والأدوية المباحة، ولا يصح القول بجواز حل السحر بسحر مثله بناء على قاعدة الضرورات تبيح المحظورات، لأن من شرط هذه القاعدة، أن يكون المحظور أقل من الضرورة، كما قرره علماء الأصول، وحيث إن السحر كفر وشرك، فهو أعظم ضرراً، بدلالة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالرقى ما لم يكن فيها شرك» أخرجه مسلم، والسحر يمكن علاجه، بالأسباب المشروعة، فلا اضطرار لعلاجه بما هو كفر وشرك.

    وبناء على ما سبق فإنه يحرم الذهاب إلى السحرة مطلقاً، ولو بدعوى حل السحر. واللجنة إذ تنشر هذا لبيان وجه الحق في هذا الموضوع ابراء للذمة ونصحاً للأمة.
    وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء.------------------------------------------
    أو سحر له
    يقول الشيخ صالح ال الشيخ-فى كفاية المستزيد-----(قال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن) هذه حقيقة النشرة الشركية، قال (فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب) كما ذكرنا لكم سلفا، (فيبطل عمله عن المسحور) هذه حقيقة النشرة الشركية، قال (والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز).
    إذا تبين ذلك فإن حكم حل السحر بمثله أنه لا يجوز ومحرم؛ بل هو شرك بالله جل وعلا؛ لأنه لا يحل السحر إلا ساحر.بعض العلماء من أتباع المذاهب يرى جواز حل السحر بمثله إذا كان للضرورة كما قال فقهاء مذهب الإمام أحمد في بعض كتبهم: ويجوز حل السحر بمثله ضرورة.
    وهذا القول ليس بصواب؛ بل هو غلط لأن الضرورة لا تكون جائزة ببذل الدين والتوحيد عوضا عنها.
    معروف أنّ الأصول الخمسة أوّلُها -يعني التي جاءت بها الشرائع- حفظ الدين، وما هو دونها مرتبة لا يبذل ما هو أعلى لتحصيل ما هو أدنى، وضرورة الحفاظ على النفس هذه لا شك أنها من الضروريات الخمس لكنها دون حفظ الدين مرتبةً، ولهذا لا يقدم ما هو أدنى على ما هو أعلى، أو أن يُبذل ما هو أعلى لتحصيل ما هو أدنى من الضروريات الخمس، والأنفس لا يجوز حفظها بالشرك، وهذا أن يموت هو على التوحيد لا شك أنه خير له من أن يعافى وقد أتى بشرك بالله جل وعلا.
    والسحر لا يكون إلاَّ بشرك، والذي يأتي الساحر ويطلب منه حل السحر هذا معناه أنه رضي قوله وعمله ورضي أن يعمل به ذاك ورضي أن يشرك ذاك بالله لأجل منفعته، وهذا غير جائز.
    فإذن تحصّل أن السحر وقوعا وأنَّ السحر نشْرا لا يكون إلا بالشرك الأكبر بالله جل وعلا وعليه، فلا يجوز أن يحل لا من جهة الضرورة ولا من غير الضرورة من باب أولى بسحر مثله؛ بل يحل وينشر بالرقى الشرعية[كفاية المستزيد]---------------------------
    (ليس منا
    يقول الشيخ صالح ال الشيخ ---(فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ- صلى الله عليه وسلم -) وهو القرآن؛ لأنه قد جاء في القرآن وما بينه النبي عليه الصلاة والسلام من السنة أن الكاهن والساحر والعراف لا يفلحون وأنهم إنما يكذبون ولا يصدقون.قال (ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفاً، وعن عمران بن حصين مرفوعاً: ليس منا من تَطير أو تُطير له) يأتي في باب ما جاء في التطير (أو تكهن أو تُكهن له)، (ليس منا) يدل على أن الفعل محرم،و أن القول الأظهر أن كفره كفر أصغر وليس بأكبر لدلالة الأحاديث ولظهور التعليل في ذلك وبعض أهل العلم يقول إن قوله عليه الصلاة والسلام (ليس منا) يدل على أنه من الكبائر، فقال (ليس منا من تَطير أو تُطير له) والطيرة من الكبائر قال(أو تُكهن له) يعني من رضي أن يتكهن له فأتى فسأل عن شيء (أو سَحر أو سُحر له، ومَنْ أَتَى كَاهِناً, فَصَدّقَهُ بِمَا يَقُولُ, فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمّدٍ- صلى الله عليه وسلم -)، وهذا كله لأجل أنّ تصديق الكاهن فيه إعانة له على الشرك الأكبر بالله جل وعلا، هذا حكم الذي يأتي الكاهن.-------------------
    أما الكاهن [والساحر]
    (أو تَكَهَّن) يعني ادعى علم الغيب وادعى أنه كاهن أو أخبر بأمور من المغيبة يخدع من رآه بأنه كاهن، فذكرنا حكمه فإنه مشرك الشرك الأكبر بالله؛ لأنه لا يمكن له أن يخبر بالأمور المغيبة إلا بأن يشرك--.وأن الساحر مشرك الشرك الأكبر بالله، [كفاية المستزيد بتصرف]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي يمان سامي مشاهدة المشاركة
    أنا عندي سؤال من زمان كنت أريد أن أسأله لكن يأتي ويغيب ,

    س/ هناك تمرين رياضي يشابه الركوع تماما, الظهر زاوية قائمة واليدان ( وإن كانتما تمسكان بالثقل ) لكنها تلامسان الركتبين, وأيضا هناك وضعية استرخائية لبسط عضلات الظهر تشابه وضعية السجود, الجبهة تقترب من الأرض

    فهل تدخل هذه الأشياء في باب تسمية الأشياء بغير مسمياتها, فاعلها يقول أنا لا أركع بل أمارس تمرين الظهر, والآخر يقول أنا لا أسجد بل أرخي عضلات الظهر؟

    مع العلم بأني أوافقك وأوافق كاتب الموضوع على المسألة كلها
    وأن عندي ظن بأن تلك التمارين خارجة من من مسمى الركوع والسجود
    لكن مالذي أخرجها؟ هذا الذي يشتبه علي
    لو أجبت على سؤالي إجابة شافية وافية, تكون قتلت ثلاثة أرباع الوسواس الذي أعانيه في حياتي. لدرجة أني لا أمسح على الخفين إلا إذا اتجهت للقبلة.
    اخى الكريم سامي يمان سامي-هذا الانحناء الذى فى صورة الركوع او السجود يسمى باسمه ويسمى ايضا تمارين لانك لم تتوجه به الى احد وقصدك به التمرين--اما كلام بن القيم فهو السجود او الركوع الذى تتوجه به الى المخلوق-----اما الانحناء الذى فى صورة الركوع كتمرين من التمرينات فلم تتوجه به الى احد لا لله ولا لغير الله فلا يدخل فى معنى العبادة او التعظيم الا اذا صرف لغير الله-- وانا اضرب لك مثال ببعض التمارين التى فى صورة الركوع وتصرف ويتوجه بها لغير الله--كما فى لعبة الكراتية والكنغوفو والتايكوندو-- هذه الالعاب والتمرينات تبدأ بالانحناء والركوع لغير الله وهذا من صرف الركوع للمخلوق وهذا محرم ولا يجوز وان كان على سبيل اللعب والتمرين لانه توجه به للمخلوق---ممارسة الرياضة بمختلف ٍأنواعها التي لا تعارض حكم الشرع وتحقق مقصد العبودية لله عز وجل تعتبر من الأمور التي حث عليها الإسلام لتحقيقها الصحة الجسمية والقوة البدنية والسلامة العقلية حيث وردت الأدلة الشرعية من القرآن والسنة على مشروعيتها بل والحض عليها.

    إلا أنه في بعض الحالات تصبح هذه الرياضة محرمة لا لذاتها وإنما لما احتفّ بها من أمور محرمة، كالتحية[ بالركوع والانحناء للغير.]

    ومن أمثلة ما قد يقع من المخالفات الانحناء لغير الله فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( قال رجل : يا رسول الله أحدنا يلقى صديقه أينحني له ؟ قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ، قال : فيلتزمه ويقبله ؟ قال : لا قال : فيصافحه ؟ قال : نعم إن شاء ) رواه الترمذي (2728) وقال حديث حسن وابن ماجه (3702) والحديث حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (160).

    قال ابن تيمية : ( وأما الانحناء عند التحية فينهى عنه كما في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سألوه عن الرجل يلقى أخاه ينحني له؟ قال : لا ، ولأن الركوع والسجود لا يجوز فعله إلا لله عز وجل ) مجموع الفتاوى (1/377)-السؤال الثالث من الفتوى رقم (5313):[الاسلام سؤال وجواب بتصرف ]
    سئل الشيخ بن باز--- س 3: انخرطنا في نادي من نوادي الكاراتيه بأمريكا، وقال المدرب: إنه يجب أن تنحني عندما ينحني لك هو، فرفضنا وشرحنا له ذلك في ديننا فوافق ولكن قال: على أن نحني فقط الرأس؛ لأنه هو يبدؤك بالانحناء فلا بد أن ترد تحيته فما رأي فضيلتكم في ذلك؟

    ج: لا يجوز الانحناء تحية للمسلم ولا للكافر لا بالجزء الأعلى من البدن ولا بالرأس؛ لأن الانحناء تحية عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله وحده.
    وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

    فتاوى اللجنة : الجزء الاول ص 233 -----------------------------وعلى هذا اخى الكريم سامي يمان سامي ممارسة تمارين الظهر او ارخاء عضلات الظهر فى هيئة الركوع او السجود لا شيئ فيها لانك لم تتوجه بها لاحد------------
    لدرجة أني لا أمسح على الخفين إلا إذا اتجهت للقبلة.
    سئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله
    السؤال: هل يستحب استقبال القبلة حال الوضوء؟ الجواب:
    : ذكر بعض الفقهاء أن يستحب استقبال القبلة حال الوضوء، وعلل ذلك بأنه عبادة، وأن العبادة كما يتوجه الإنسان فيها بقلبه إلى الله، فينبغي للإنسان أن يتوجه بجسمه إلى بيت الله، حتى إن بعضهم قال: إن هذا متوجب في كل عبادة إلا بدليل، ولكن الذي يظهر لي من السنة أنه لا يسن أن يتقصد استقبال القبلة، لا يسن أن يتقصد استقبال القبلة عند الوضوء؛ لأن استقبال القبلة عبادة، ولو كان هذا مشروعاً، لكن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أول من يشرعه لأمته إما بفعله، وإما بقوله، ولا أعلم إلى الساعة هذه أن النبي صلى الله عليه وآله سلم كان يتقصد استقبال القبلة عند الوضوء.]---- وقس على هذا المسح على الخفين

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    يقول الشيخ صالح ال الشيخ-فى كفاية المستزيد-----(قال ابن القيم: النشرة: حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن) هذه حقيقة النشرة الشركية، قال (فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب) كما ذكرنا لكم سلفا، (فيبطل عمله عن المسحور) هذه حقيقة النشرة الشركية، قال (والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز).
    إذا تبين ذلك فإن حكم حل السحر بمثله أنه لا يجوز ومحرم؛ بل هو شرك بالله جل وعلا؛ لأنه لا يحل السحر إلا ساحر.بعض العلماء من أتباع المذاهب يرى جواز حل السحر بمثله إذا كان للضرورة كما قال فقهاء مذهب الإمام أحمد في بعض كتبهم: ويجوز حل السحر بمثله ضرورة.
    وهذا القول ليس بصواب؛ بل هو غلط لأن الضرورة لا تكون جائزة ببذل الدين والتوحيد عوضا عنها.
    معروف أنّ الأصول الخمسة أوّلُها -يعني التي جاءت بها الشرائع- حفظ الدين، وما هو دونها مرتبة لا يبذل ما هو أعلى لتحصيل ما هو أدنى، وضرورة الحفاظ على النفس هذه لا شك أنها من الضروريات الخمس لكنها دون حفظ الدين مرتبةً، ولهذا لا يقدم ما هو أدنى على ما هو أعلى، أو أن يُبذل ما هو أعلى لتحصيل ما هو أدنى من الضروريات الخمس، والأنفس لا يجوز حفظها بالشرك، وهذا أن يموت هو على التوحيد لا شك أنه خير له من أن يعافى وقد أتى بشرك بالله جل وعلا.
    والسحر لا يكون إلاَّ بشرك، والذي يأتي الساحر ويطلب منه حل السحر هذا معناه أنه رضي قوله وعمله ورضي أن يعمل به ذاك ورضي أن يشرك ذاك بالله لأجل منفعته، وهذا غير جائز.
    فإذن تحصّل أن السحر وقوعا وأنَّ السحر نشْرا لا يكون إلا بالشرك الأكبر بالله جل وعلا وعليه، فلا يجوز أن يحل لا من جهة الضرورة ولا من غير الضرورة من باب أولى بسحر مثله؛ بل يحل وينشر بالرقى الشرعية[كفاية المستزيد]

    بارك الله فيكم، من يذهب إلى الساحر ليسحر له شخص معين ألا يدخل في معنى" من سحر له " ؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم، من يذهب إلى الساحر ليسحر له شخص معين ألا يدخل في معنى" من سحر له " ؟
    هذا يدخل فى حكم إتيان السحرة - يقول الشيخ بن عثيمين رحمه الله فى القول المفيد-قوله: "أو سحر له"، أي: طلب من الساحر أن يسحر له، ومنه النشرة عن طريق السحر فهى داخلة فيه-----------------------------------من أتى عرافا، أو ساحرا، أو كاهنا فسأله، فصدق بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أبو يعلى والبزار ورجاله ثقات كما قال الهيثمي.

    وقد تكلم أهل العلم في تكفير الساحر ومن أتى السحرة وطلب منهم عمل السحر، فذكروا أن من اعتقد أن الساحر يعلم الغيب، فهذا الاعتقاد كفر أكبر، ومثل ذلك طاعتهم فيما يأمرون به من التقرب للجان بالذبح، أو غيره من العبادات.[ الاسلام سؤال وجواب] ----------

    يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبد ا لرحمن الجبرين –حفظه الله: ( لا يجوز الذهاب إلى السحرة سواء لعقد السحر أو لحله ، لأن ذلك إقرار لهم على أعمالهم الشركية ، فإن السحر من عمل الشيطان والنشرة التي هي حل السحر بسحر مثله ( هي من عمل الشيطان ) كما ورد ذلك في حديث مرفوع ، حيث أن الساحر يتقرب إلى الشيطان بما يحب حتى يبطل عمله عن المسحور ، أو يخدمه حتى يخبره بالعمل الذي عمل له ، فعلى هذا نكون قد أقررنا وشجعناه ونحن نعلم أنه مشرك ، وأن حده القتل كما ورد في الحديث ( حد الساحر ضربة بالسيف ) ( حديث ضعيف - أنظر ضعيف الجامع 2698 - سلسلة الأحاديث الضعيفة 1446 ) ، ولكن هناك علاج نافع وهو الرقية الشرعية والأدوية المتاحة فإنها تبطل هذا العمل بشروط يعرفها القراء لا بد من وجودها في الراقي وفي نفس الرقية وفي المرقي منها والله أعلم ) ( الصواعق المرسلة في ا-لتصدي للمشعوذين والسحرة – ص 500 ، 501 )-----------------------------------سؤال -حكم زوجة عملت سحر لزوجها-الجواب -فإن السحر من أعظم الكبائر بل إن كلاً من تعلمه وتعليمه وتعاطيه كفر مخرج من الملة على الراجح، قال الله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) [البقرة: 102] وقال صلى الله عليه وسلم: " اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر...." الحديث رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة، فلا يجوز لمسلم أن يتعلمه أو أن يعلمه أو أن يستخدمه أو أن يذهب إلى السحرة ليستعين بهم على قضاء حوائجه، وإذا كانت هذه المرأة تعمل السحر المتضمن للكفر بنفسها لزوجها فقد أتت الكفر، فتعلم ويبين لها أن السحر كفر، فإن تابت فالحمد الله، وإلا فهي مرتدة بذلك، ولا يحل لزوجها البقاء معها، لقوله سبحانه: ( ولا تمسكوا بعصم الكوافر ) [الممتحنة:10] قال في الإقناع من كتب الحنابلة: ويحرم تعلم السحر وتعليمه وفعله، وهو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له، وله حقيقة، فمنه ما يقتل ومنه ما يُمرض، وما يأخذ الرجل عن زوجته فيمنعه عن وطئها، أو يعقد المتزوج فلا يطيق وطأها، أو يسحره حتى يهيم مع الوحش، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه، وما يبغض أحدهما إلى الآخر، ويحبب بين اثنين.
    قال: ويكفر بتعليمه وفعله، سواء اعتقد تحريمه أو إباحته، فأما الذي يسحر بأدوية وتدخين وسقي شيء يضر- أي من غير عقد ولا رقى- فإنه لا يكفر ولا يُقتل، ويعزر تعزيراً بليغاً دون القتل، إلا أن يقتل بفعله فيقتص منه. انتهى. --------------------------------------
    قصة - الجزاء من جنس العمل----يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين –حفظه الله- : ( كانت هذه امرأة عادية ، ولكنها ترى من زوجها شيئاً من اﻹعراض وعدم المودة التي تريدها منه ، فهو يعطيها حقها ويعاملها كسائر النساء ، لكنها تريد منه أكثر من ذلك من المحبة والبقاء عندها والمﻼزمة لها ، فدخلت عليها عجوز تعمل السحر ، فأخبرتها بخبر زوجها ، فأعطتها العجوز دواء في صرة ، وأمرتها أن تجعله في طعامه ، ولكن المرأة تورعت فجعلت الدواء في رغيف وأطعمته داجناً عندهم ، فبعد أن أكله ذلك الداجن علق بها ، فصار يتبعها وﻻ يفارقها وﻻ يستقر حتى يلصق رأسه ببطنها أو يجعله في حجرها وصار يلاحقها أينما ذهبت ، فعجب زوجها من أمرها وأمره ، ثم إنها أخبرت زوجها بأنها صرفت هذا الدواء عنه ، ولو أعطته الدواء لفعل كما فعل الداجن ، فلما أخبرته بادر بطﻼقها ، وقال : أخشى في المرة الثانية أن تجعليه في طعامي ) ( الصواعق المرسلة في التصدي للمشعوذين والسحرة )




  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •