تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: هل يصح هذا الحديث : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ....)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي هل يصح هذا الحديث : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ....)

    الحديث هو : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ربنا! ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟ ".
    قال الألباني في السلسلة الصحيحة :

    (2728 - " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقولالملائكة: ربنا! ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟ ".
    أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (16 / 1) : حدثنا محمد بن جعفر
    الوركاني: حدثنا معتمر بن سليمان عن فياض بن غزوان عن محمد بن عطية عن أنس
    قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره. قلت: وهذا إسناد جيد،
    رجاله ثقات من رجال " التهذيب " غير فياض بن غزوان، ترجمه ابن أبي حاتم (3 /
    2 / 87) برواية جمع من الثقات عنه، وروى عن الإمام أحمد أنه قال فيه: " شيخ
    ثقة ". وكذا هو في كتاب " العلل ومعرفة الرجال " للإمام أحمد (1 / 351 /
    2309) . ووثقه ابن حبان أيضا، فأورده في أتباع التابعين من كتابه " الثقات "
    . ومحمد بن عطية أورده في " ثقات التابعين "، وقال: " يروي عن أبيه - وله
    صحبة - عداده في أهل اليمن، روى عنه عروة ". وكذا ذكر البخاري وابن أبي
    حاتم أنه روى عنه عروة، فلم يذكروا له راويا غيره، وكأنه لذلك قال الذهبي في
    " الميزان ": " تفرد بالرواية عنه ولده الأمير عروة ".
    ويرده هذا الحديث،
    فإنه من رواية فياض عنه كما ترى، والسند إليه صحيح على شرط مسلم، وهذه
    فائدة هامة لا تجدها في كتب الرجال المعروفة حتى ولا في " التهذيب "، ومع
    ذلك قال في " التقريب ": " صدوق "! فعض عليها بالنواجذ، وقد توبع محمد بن
    عطية في روايته عن أنس لكن بلفظ: " إن عمار بيوت الله هم أهل الله عز وجل ".
    لكن في إسناده ضعف، ولذلك خرجته في الكتاب الآخر برقم (1682) .) . انتهى كلام الشيخ الألباني .
    فهل يصح الحديث؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    منقول من الأخ عبدالله الخليفي.

    الكلام على حديث ( إن الله لينادي يوم القيامة أين جيراني )
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

    أما بعد :

    قال الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في بغية الباحث 126 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْوَرْكَانِيُّ ، ثنا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ فَيَّاضِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ لَيُنَادِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ جِيرَانِي؟ أَيْنَ جِيرَانِي؟ قَالَ: فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ رَبَّنَا وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يُجَاوِرَكَ فَيَقُولُ أَيْنَ عُمَّارُ الْمَسَاجِدِ "

    أقول : هذا الحديث استظهر بعض أهل العلم أن إسناده جيد ظناً منه أن محمد بن عطية هو البلقاوي الذي ذكره ابن حبان في الثقات

    وليس الأمر كذلك فإن محمد بن عطية البلقاوي شامي ومحمد بن عطية هنا أقرب ما يكون أنه عراقي ، لأن الراوي عنه فياض بن غزوان كوفي ، وليس في شيوخه شامي ، ومحمد بن عطية هنا يروي عن أنس وأنس بصري ، ومحمد بن عطية البلقاوي الشامي لم يذكروا عنه راوياً غير ابنه عروة ، ولم يذكروا شيخاً غير والده ، فهذا يدل أنه غير محمد بن عطية في السند عندنا ، والخلاصة أن محمد بن عطية عراقي مجهول ، ولا يعرف سماعه من أنس ، وانفراده بهذا من دون أصحاب أنس مصيبة

    فإن سلمنا أنه البلقاوي الشامي ففي السند علتان

    الأولى : الانقطاع بينه وبين فياض فإن فياضاً كوفي لا يروي إلا عن أهل بلده ،فالتباعد القطري بينه وبين البلقاوي يفيد الانقطاع

    الثانية : أن محمد بن عطية البلقاوي لم يسمع أنساً للتباعد القطري بينهما وقد طعن أبو حاتم في سماع البلقاوي من أبيه فكيف بأنس

    قال العلائي في جامع التحصيل :" 699 - محمد بن عطية السعدي قال بن أبي حاتم سألت أبي عن حديث الأوزاعي عن محمد بن خراشة عن عروة بن محمد بن عطية عن أبيه عن جده لجده صحبة قال يقولون عن أبيه ولا يذكرون عن جده والحديث عن أبيه وليس بمسند بل هو مرسل "

    وللحديث شاهدان واهيان

    وقال ابن مرجي المقدسي في فضائل بيت المقدس (1/ 419) : أخبرنا أبو الفرج، قال: أبنا عيسى، قال: أبنا علي، قال: ثنا سعيد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا محمد بن شبيب، عن عثمان بن عبد الله القرشي، عن غنيم بن سالم، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل: أين جيراني، أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ومن ينبغي له أن يكون جارك يا رب. قال: فيقول الله عز وجل: أين عمار المساجد، أين عمار المساجد، هم جيراني)).

    أقول : غنيم بن سالم قال ابن حبان في المجروحين :" 858 - غنيم بن سَالم شيخ يروي عَن أنس بن مَالك الْعَجَائِب روى عَنهُ المجاهيل والضعفاء لَا يُعجبنِي الرِّوَايَة عَنهُ فَكيف الِاحْتِجَاج بِهِ"

    وقال الذهبي في الميزان:" قلت: الظاهر أن هذا هو يغنم بن سالم أحد المشهورين بالكذب، وإنما صغره بعضهم، نعم، وعثمان متهم بالوضع أيضا، والله أعلم"

    وقال الحافظ في اللسان :" وقد قال ابن طاهر في ذيل الكامل : له ، عَن أَنس نسخة موضوعة , وقد سبقه إلى ذلك ابن حبان وقال : قل ما يوجد حديثه عند أصحاب الحديث وإنما يوجد عند أصحاب الرأي"

    أقول : فهو ضعيف جداً ، وقد يكون هو الساقط السابق فيكون مرجعهما إلى طريق واه

    وقال أبو نعيم في الحلية (13/ 213) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثنا بَقِيَّةُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: «أَيْنَ جِيرَانِي؟» فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ جَارَكَ؟ فَيَقُولُ: «عُمَّارُ مَسْجِدِي» غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانِ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ لَهُ رَاوِيًا إِلَّا دَرَّاجًا

    وهذا السند فيه عنعنة بقية وضعف ابن لهيعة وضعف دراج أبي السمح

    وابن لهيعة كان يلقن فيتلقن فروايته شديدة الضعف

    قال بن حجر :و قال يحيى بن حسان(قال الذهبي:ثقة إمام رئيس) : رأيت مع قوم جزء سمعوه من ابن لهيعة ، فنظرت فإذا ليس هو من حديثه فجئت إليه ، فقال : ما أصنع ؟ ، يجيئونى بكتاب ، فيقولون : هذا من حديثك ، فأحدثهم .
    قال بن حبان في المجروحين: أخبرنا محمد بن المنذر قال: حدثنا أحمد بن منصور الدرامى قال:حدثنا نعيم بن حماد قال: سمعت يحيى بن حسان يقول: جاء قوم ومعهم جزء فقالوا: سمعناه من ابن لهيعة، فنظرت فيه فإذا ليس فيه حديث واحد من حديث ابن لهيعة قال: فقمت فجلست إلى ابن لهيعة فقلت: أي شئ ذا الكتاب الذى حدثت به ليس هاهنا في هذا الكتاب حديث من حديثك ولا سمعتها أنت قط ؟ قال: فما أصنغ بهم يجيئون بكتاب فيقولون: هذا من حديثك فأحدثهم به.
    و قال العقيلي:حدثني محمد بن عبد الرحمن (قال الزركلي:محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري: من حفاظ الحديث)قال حدثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال سمعت أحمد يقول بن لهيعة كانوا يقولون احترقت كتبه وكان يؤتى بكتب الناس فيقرأها.

    وبقية إذا دلس ، أحاديثه تقرب من الوضع

    قال أبو أحمد الحاكم : ثقة فى حديثه إذا حدث عن الثقات لا يعرف ، لكنه ربما روى عن أقوام مثل الأوزاعى و الزبيدى و عبيد الله العمرى أحاديث شبيهة بالموضوعة ، أخذها عن محمد بن عبد الرحمن و يوسف بن السفر و غيرهما من الضعفاء ، و يسقطهم من الوسط ، و يرويها عن من حدثوه بها عنهم .

    و قال ابن المدينى : صالح فيما روى عن أهل الشام ، و أما عن أهل الحجاز ،
    و العراق ، فضعيف جدا .


    و قال أحمد بن عبد الله العجلى : ثقة فيما روى عن المعروفين ، و ما روى عن
    المجهولين فليس بشىء .

    ونصوا على كثرة مناكيره روايته عن المجاهيل ، وابن لهيعة على ضعفه إلى أن تفرد بقية عنه يقرب من أن يكون منكراً

    وعليه فالحديث ضعيف من جميع طرقه

    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    439

    افتراضي

    جزاك الله خيرا أخي الكريم احمد ابو انس , و لكن لي تعقيب على قوله :
    (
    فإن سلمنا أنه البلقاوي الشامي ففي السند علتان
    الأولى : الانقطاع بينه وبين فياض فإن فياضاً كوفي لا يروي إلا عن أهل بلده ،فالتباعد القطري بينه وبين البلقاوي يفيد الانقطاع
    الثانية : أن محمد بن عطية البلقاوي لم يسمع أنساً للتباعد القطري بينهما وقد طعن أبو حاتم في سماع البلقاوي من أبيه فكيف بأنس ) انتهى كلامه .
    و هو أن التباعد القطري يفيد الإنقطاع عند البخاري و من وافقه فحسب , أما مسلم و من وافقه فلا يدل هذا على الإنقطاع عندهم طالما ثبتت المعاصرة و إمكان اللقاء , و الله أعلم .
    أما بالنسبة لفياض بن غزوان و قوله أنه ليس في شيوخه شامي , فنعم هذا صحيح و لكني تتبعت شيوخه فوجدت أن ليس كل شيوخه من العراقيين بل وجدت أن فيهم المدني والمكي و الخرساني و هكذا و بالتالي ليس هناك مانع من وجود شامي بين شيوخه و يكون قد التقى به في مكة أو في المدينة .
    و أما قوله :
    (ومحمد بن عطية البلقاوي الشامي لم يذكروا عنه راوياً غير ابنه عروة ، ولم يذكروا شيخاً غير والده) .
    فهذا ما ذكره المزي في تهذيب الكمال و هو خاص كما تعلم بالكتب الستة , أما خارجها فلا يوجد ما يمنع من وجود شيوخ و تلاميذ آخرين له , و الله أعلم , و أنتظر آراء الإخوة هنا .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح هذا الحديث : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ....)

    وجزاكم الباري مثله ونحن في انتظار رد الإخوة .

  5. #5

    افتراضي رد: هل يصح هذا الحديث : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ....)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    و هو أن التباعد القطري يفيد الإنقطاع عند البخاري و من وافقه فحسب , أما مسلم و من وافقه فلا يدل هذا على الإنقطاع عندهم طالما ثبتت المعاصرة و إمكان اللقاء , و الله أعلم .

    ولقد ذكرت شرطا وهو إثبات المعاصرة وإمكان اللقاء، أما أنه لم يثبت لدينا أنه روى عن غير كوفي !
    وقد قال الحافظ ابن حجر: "شيخ كوفي"، اللسان (6/363)، فنسبه للكوفة فقط.
    بل ويزيد الأمر غرابة أن فياض بن غزوان ليس بتابعي البتة، فحيث أصله كوفي وأول شيوخه كوفيون، فإذا طبقة محمد بن عطية الشامي تتقدمهم، فأنى له أن يدرك شاميا؟!
    إلا إذا قلنا إن أصله شاميا، وهذا ليس بصحيح.
    بالإضافة إلى أنه لينه البخاري قليلا، وقال: يروي، عَن أَنس ولم يسمع منه. انتهى. كذا قال الذهبي في ميزان الاعتدال (6785).
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    ولكني تتبعت شيوخه فوجدت أن ليس كل شيوخه من العراقيين بل وجدت أن فيهم المدني والمكي و الخرساني و هكذا و بالتالي ليس هناك مانع من وجود شامي بين شيوخه و يكون قد التقى به في مكة أو في المدينة .
    اذكر لنا واحدا فقط.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    فهذا ما ذكره المزي في تهذيب الكمال و هو خاص كما تعلم بالكتب الستة , أما خارجها فلا يوجد ما يمنع من وجود شيوخ و تلاميذ آخرين له , و الله أعلم , و أنتظر آراء الإخوة هنا .
    [quote=صالح محمود;874186]

    قلتُ: لا يوجد في خارج كتب الستة رواية غير ابنه عروة عنه فيما وقفت.
    وقد ورد هذا القول
    من قول لكعب الأحبار.
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    وقال أبو نعيم في الحلية (13/ 213) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ، ثنا بَقِيَّةُ،
    عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: «أَيْنَ جِيرَانِي؟» فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: وَمَنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ جَارَكَ؟ فَيَقُولُ: «عُمَّارُ مَسْجِدِي» غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي الْهَيْثَمِ سُلَيْمَانِ بْنِ عَمْرٍو الْعُتْوَارِيِّ لَا أَعْلَمُ رَوَاهُ لَهُ رَاوِيًا إِلَّا دَرَّاجًا

    ونصوا على كثرة مناكيره روايته عن المجاهيل ، وابن لهيعة على ضعفه إلى أن تفرد بقية عنه يقرب من أن يكون منكراً
    قلتُ: ومن علامة نكارته أن ورد في الجامع لابن وهب [220] فقَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابن لهيعة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ، أَنَّهُ سَمِعَ كَعْبًا يُحَدِّثُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:
    " أَنَّهُ يُدْعَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّون َ لِجَلالِي؟، فَيُؤْتَى بِهِمْ، ثُمَّ يَقُولُ: ادْعُوا لِيَ الْحَامِدِينَ، فَيُؤْتَى بِهِمْ، ثُمَّ يَقُولُ: ادْعُوا إِلَيَّ جِيرَانِي، فَيَقُولُونَ: رَبِّ، وَمَنْ جِيرَانُكَ؟، فَيَقُولُ: عُمَّارُ مَسَاجِدِي، فَيُجْعَلُونَ عَلَى كَرَاسِيَّ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَيُغْشَوْنَ النَّارَ ". اهـ.
    قلتُ: فهذا من قول كعب الأحبار، وفي الإسناد عبد الله بن الحجاج مجهول، ولم أجد له ترجمة.
    وقد ورد نحوه فيما أخرجه ابن المرجي في فضائل البيت المقدس (1/405) من طريق:
    حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن كعب قال: وجدت في التوراة:
    أن الله تعالى يقول: إن بيوتي في الأرض هي المساجد، وإن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد فهو زائر الله تعالى، وحق على المزور أن يكرم الزائر،
    ثم قرأت في القرآن فوجدت: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}. اهـ.
    وقد ورد نحوه من قول بعض الزهاد مثل مالك بن دينار
    أخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول [191]، فقال:
    حدثنا عبد الله بن أبي زيادٍ، حدثنا سيارٌ، عن جعفرٍ، عن مالك بن دينارٍ، قال:
    يقول الله تعالى: ((إني لأهم بعذاب أهل الأرض، فإذا نظرت إلى جلساء القرآن، وعمار المساجد، وولدان الإسلام، سكن غضبي)).

    والله أعلم.

  6. #6

    افتراضي رد: هل يصح هذا الحديث : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ....)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح محمود مشاهدة المشاركة
    الحديث هو : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ربنا! ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟ ".
    قال الألباني في السلسلة الصحيحة :

    (2728 - " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقولالملائكة: ربنا! ومن ينبغي أن يجاورك؟ فيقول: أين عمار المساجد؟ ".
    أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " (16 / 1) : حدثنا محمد بن جعفر
    الوركاني: حدثنا معتمر بن سليمان عن فياض بن غزوان عن محمد بن عطية عن أنس
    قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره
    قلتُ: ورد في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (1/251) أنه قال: "معمر بن سليمان"، وليس معتمر.
    ويواافق ذلك رواية أبي بكر الشافعي في الغيلانيات [1095]، أنه قال: "معمر بن سليمان"، إلا أنه وقع تصحيف، وهو قوله: "فضيل بن غزوان"
    ، وليس فياض.
    ينظر ذلك.
    والله أعلم.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: هل يصح هذا الحديث : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ....)


  8. #8

    افتراضي رد: هل يصح هذا الحديث : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ....)

    قال محققوا "المطالب العالية" عن إسناد الحارث بن أبى أسامة:
    الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا محمد بن عطية السعدي، فإنه صدوق، لكن لا أدري أسمع فياض بن غزوان من محمد بن عطية، أم لم يسمع منه، فلم أجد من ذكره في شيوخه، وقد قال الذهبي في محمد بن عطية: لم يرو عنه سوى ولده عروة. اهـ. وقد نفى البخاري أن يكون فياض بن غزوان سمع من أنس بن مالك
    رضي الله عنه، ومحمد بن عطية من طبقة أنس أو قريبًا منها. فإن ثبت سماعه منه فالحديث حسن، والَّا فهو ضعيف لانقطاعه.



  9. #9

    افتراضي رد: هل يصح هذا الحديث : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ....)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    لكن لا أدري أسمع فياض بن غزوان من محمد بن عطية، أم لم يسمع منه
    قلتُ: الظاهر أنه لم يسمع منه، ذكر ابن أبي حاتم في المراسيل [52]، فقال:
    حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: قال إبراهيم بن خالد الصنعاني: "لم يلق أمية بن شبل وعمرو بن محمد الصنعاني عروة بن محمد بن عطية". اهـ.
    فإن كان بعض أتباع التابعين كأمية بن شبل الصنعاني لم يسمعوا من عروة بن محمد تابع أبيه محمد التابعي رغم أنهم كلهم صنعانيون، فكيف بفياض وهو كوفي تابع التابعي أن يدرك التابعي محمد بن عطية فضلا عن ابنه عروة؟!
    بل ومما يؤكد ذلك أن محمد بن عطية لا راوي له غير ابنه مما يحدث فيه جهالة.
    بل وأورد الجورقاني في الأباطيل (1/189) أثراً من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ.
    فقال: " هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَطِيَّةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَلْمَانَ شَيْئًا، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ هَذَا مَكِّيٌّ، وَيُقَالُ: بَصْرِيٌّ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: هُوَ لَا شَيْءٌ". اهـ.
    فأشار إلى أن من علامات بطلانه أن الراوي عنه مكي أو بصري.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    قال محققوا "المطالب العالية" عن إسناد الحارث بن أبى أسامة:
    الحديث بهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات، إلَّا محمد بن عطية السعدي، فإنه صدوق،
    فكما ذكرت لم يوثقه غير ابن حبان وهو معروف بالتساهل في توثيق المجاهيل على قاعدته، ولم يروِ عنه غير واحد، فهو مجهول الحال.
    بل وتكلم فيه قال الدارمي في مشاهير الأمصار [974]: "محمد بن عطية بن عروة السعدي ربما خالف على قلة روايته". اهـ، قلتُ: إذا كان مثل هذا قليل الرواية يكون هذا الحديث مما يستنكر عليه.
    بل وذكره الذهبي في ذيل ديوان الضعفاء [463] فقال: "محمد بن عطية السعدي: تابعي، لم يرو عنه إلا ابنه عروة أمير اليمن". اهـ.
    فيكون الحديث به علتان وهو انقطاع بين فياض بن غزوان وبين محمد بن عطية، وجهالة محمد بن عطية.
    فلا يدخل إليه احتمال التحسين، بل هو إلى الضعف الشديد أقرب بالإضافة إلى أنه ورد من قول كعب الأحبار وهو معروف بنقله عن الإسرائيليات.
    والله أعلم.

  10. #10

    افتراضي رد: هل يصح هذا الحديث : " إن الله لينادي يوم القيامة: أين جيراني، أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ....)

    قال العراقي في تخريج الإحياء (ص: 180) : "وَهُوَ فِي الشّعب نَحوه مَوْقُوفا عَلَى أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم بِإِسْنَاد صَحِيح". اهـ.
    قلتُ: الذي في الشعب ليس بهذا اللفظ وليس حديثا قدسيا أو مرفوعًا بل موقوفا على بعض الصحابة، ولعل تصحيحه هذا نتج عن ظاهر الإسناد النظيف، فإنه ليس كذلك كما سيأتي.
    فما أخرجه البيهقي في الشعب [2682]، قفال:
    أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الصنعاني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون الأودي، قال: أخبرنا أصحاب، رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " إن المساجد بيوت الله في الأرض، وإنه لحق على الله أن يكرم من زاره فيها "، ورواه شعبة، عن أبي إسحاق، وقال فيه: "وحق على المزور كرامة من زاره". اهـ.
    فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرني محمد بن أحمد بن بالويه، حدثنا محمد بن يونس، حدثنا روح، حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا إسحاق، قال: سمعت عمرو بن ميمون، عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: فذكره.
    قلتُ: وهو في تفسير عبد الرزاق [2049] واللفظ له، ومن طريقه الطبري في تفسيره [17 : 317] بلفظ البيهقي، فقال:
    عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، قَالَ: أَدْرَكْتُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ وَهُمْ يَقُولُونَ: " إِنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، وَإِنَّهُ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ فِيهَا ". اهـ.
    قلتُ: رواية شعبة في الطريق إليه من هو متهم بالوضع وهو محمد بن يونس الكديمي.
    ورواية معمر عن البصريين فيها مقال، بالإضافة إلى أن روايته لم يصرح أبو إسحاق بالتحديث، وقد اضطرب معمر فرواه مرسلا، كما في الجامع [20584] له، فقال:
    عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ : " أَنَّ الْمَسَاجِدَ بُيُوتُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّهُ لَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا ". اهـ، وهذا وهم، فعمرو بن ميمون لم يسمع الرسول صلى الله عليه وسلم.
    وأخرجه نعيم بن حماد في الزهد [6]، فقال: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ يَقُولُونَ: فذكره.
    قلتُ: يونس بن إسحاق في روايته عن أبيه ضعف، وروي عن المسعودي مرفوعا، فأخرج الطبراني في المعجم الكبير [10324]، فقال:حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ حَمْدَانَ الأَصْبَهَانِيّ ُ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكِرْمَانِيُّ ،
    ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " إِنَّ بُيُوتَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ، وَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا ". اهـ.
    قلتُ: وإن كان عبد الله بن يزيد لم يرو عنه المسعودي في بغداد، فإن في الطريق إليه الكرماني وهو "واهٍ"، كذا قال الذهبي.
    بل وخولفوا عن أبي إسحاق، فأخرج هناد في الزهد [953]، فقال: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " بُيُوتُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ الْمَسَاجِدُ، وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ فِيهَا ". اهـ.
    فجعله مقطوعا من قول عمرو بن ميمون.
    وورد من طريق ءاخر عن عمرو بن ميمون أنه موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وذلك فيما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه [35619]، فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ، قَالَ: " الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ ". اهـ.
    قلتُ: قد خولف أبو أسامة، فأخرج أبو نعيم في الحلية [4 : 149] فقال:
    حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا أَبِي، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْعَيْزَارِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: " الْمَسَاجِدُ بُيُوتُ اللَّهِ، وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ زَائِرَهُ ". اهـ.
    وهو الأشبه، ويوافق ذلك:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحمن هاشم بيومي مشاهدة المشاركة
    فيما أخرجه ابن المرجي في فضائل البيت المقدس (1/405) من طريق:
    حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، عن كعب قال: وجدت في التوراة:
    أن الله تعالى يقول: إن بيوتي في الأرض هي المساجد، وإن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد فهو زائر الله تعالى، وحق على المزور أن يكرم الزائر،
    ثم قرأت في القرآن فوجدت: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}. اهـ.
    حيث أنه من قول كعب الأحبار عزاه إلى الإسرائيليات.
    وقال العراقي: "أسْندَ ابْن حبَان فِي الضُّعَفَاء آخر الحَدِيث من حَدِيث سلمَان وَضَعفه". اهـ.
    أخرجه ابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ [290] والللفظ له، وأبو نعيم في الحلية (2/235)، فقال:
    أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بِالْمَوْصِلِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَبِيبٍ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّمِيمِيُّ، وَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَ عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ تَوَضَّأَ وَجَاءَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَهُوَ زَائِرُ اللَّهِ عز وجل وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ ". اهـ.
    وفي الإسناد عمر بن حبيب العدوي "ضعيف"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وقد توبع فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [6139]، فقال:
    حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا عَامِرُ بْنُ سَيَّارٍ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فذكره.
    وأخرجه ابن بشران في أماليه [5]، فقال: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْجَوْهَرِيُّ، ثنا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ زَرْبِيٍّ، به.
    قلتُ: في الإسناد سعيد بن زربي الخزاعي "منكر الحديث"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وتوبع فيما أخرجه الطبراني في المعجم الكبير [6145] فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ الْبَغْدَادِيُّ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ شُعْبَةَ الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا عَمِّي، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فذكره.
    وأخرجه الخطيب البغدادي في موضح الأوهام [2 : 313] فقال: حَدَّثَنِي الْعَلاءُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بَقَاءٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنِي جَدِّي عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ سَعِيدٍ،
    حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الأَبَارُودِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ، به.
    قلتُ: في الإسناد محمد بن سعيد الأموي مختلف فيه، قال عنه الدارقطني: "ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال يحيى بن معين: "لم يكتب عنه كبير أحد كان صاحب سلطان".
    قلتُ: قد خولف في رفعه، فأخرج القاسم بن سلام في الطهور [9]، فقال:
    ثنا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: ثنا أَبُو شِهَابٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: " إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ، يُصَلِّي فِيهِ، فَهُوَ زَائِرٌ لِلَّهِ عز وجل وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ مَنْ زَارَهُ ". اهـ.
    وهذا موقوف، بل توبع على هذا فأخرج القاسم [6] فقال: حَدَّثَنَا الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيّ ُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:
    " مَا مِنْ رَجُلٍ، أَوْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ، يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَأْتِي مَسْجِدًا لا يَأْتِيهِ إِلا لِعِبَادَةٍ، إِلا كَانَ زَائِرًا لِلَّهِ عز وجل وَحَقٌّ عَلَى الْمَزُورِ أَنْ يُكْرِمَ الزَّائِرَ ". اهـ.
    وهذا هو الراجح، أما بشأن كونه له حكم الرفع فلا أجزم ذلك سيما للشطر الأخير من المتن، فلعله من تفسيره لبعض الأحاديث الأخرى أو بعض الآيات.
    كما أخرج أبو داود الطيالسي في مسنده [687] فقال: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ:
    كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَأَخَذَ غُصْنًا مِنْهَا يَابِسًا فَهَزَّهُ، فَتَحَاتَّتْ وَرَقُهُ، فَقَالَ: أَلا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا؟ قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُهُ؟ قَالَ: هَكَذَا فَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:
    " يَا سَلْمَانُ، أَلا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا؟ قُلْتُ: وَلِمَ تَفْعَلُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، قَالَ: أَحْسَبُهُ،
    قَالَ: فِي جَمَاعَةٍ، تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا تَحَاتَّ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، وَتَلا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} ". اهـ.
    فلم يذكر الزيادة التي فيها ذكر المسجد، ولكن خولف علي بن زيد في رفعه فقط، وله شاهد فيما أخرجه مالك في الموطإ رواية أبي مصعب [73]، فقال: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ،
    أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ: جَلَسَ عَلَى الْمَقَاعِدِ، فَجَاءَه الْمُؤَذِّنُ فَآذَنَهُ بِصَلَاةِ الْعَصْرِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ قَالَ: وَاللَّهِ لَأُحَدِّثَنَّك ُمْ حَدِيثًا لَوْلَا أَنَّهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُكُمُوه ُ، ثُمَّ قَالَ:
    إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " مَا مِنَ امْرِئٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يُصَلِّي الصَّلَاةَ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى، حَتَّى يُصَلِّيَهَا "،
    قَالَ يَحْيَى، قَالَ مَالِك: أُرَاهُ يُرِيدُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}. اهـ، متفق عليه.
    والله أعلم.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •