قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: «يعني تعالى ذكره بذلك: أوَ حين أصابتكم أيها المؤمنون مصيبة؛ وهي القتلى الذين قُتِلوا منهم يوم أُحُد، والجرحى الذين جُرِحوا منهم بأُحُد؛ وكان المشركون قتلوا منهم يومئذ سبعين نفرًا؛ ﴿قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا﴾؛ يقول: قد أصبتم أنتم أيها المؤمنون مِن المشركين مِثْلَي هذه المصيبة التي أصابوا هُم منكم؛ وهي المصيبة التي أصابها المسلمون مِن المشركين ببدر؛ وذلك أنهم قَتَلُوا منهم سبعين، وأسروا سبعين؛ ﴿قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا﴾؛ يعني: قلتم لَمَّا أصابتكم مصيبتكم بأُحُد: ﴿أَنَّى هَذَا﴾؛ مِن أيِّ وجه هذا؟ ومِن أين أصابنا هذا الذي أصابنا، ونحن مسلمون، وهُمْ مشركون، وفينا نبيُّ الله ﷺ، يأتيه الوحيُ مِن السماء، وعَدُوُّنا أهل كفر بالله وشرك؟ قل يا محمد للمؤمنين بك مِن أصحابك: ﴿هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾؛ يقول: قل لهم: أصابكم هذا الذي أصابكم مِن عند أنفسكم، بخلافكم أمري، وترككم طاعتي؛ لا من عند غيركم، ولا مِن قِبَلِ أَحَدٍ سواكم»اهـ([1]).

[1])) «تفسير الطبري» (6/ 214).