قال العلامة السخاوي في فتح المغيث 2/ 145 (في نوع الحديث المقلوب):
وقد كان بعض القدماء يبالغ في عيب من وقع له ذلك، فروينا في "مسند الإمام أحمد" عن يحيى بن سعيد القطان أنه قال: حدَّث سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس".
فقلت له: تعست يا أبا عبد الله، أي: عثرت، فقال: كيف هو؟ قلت: حدثني عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن سالم، عن أبي الجراح، عن أم حبيبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صدقت.
وقد اشتمل هذا الخبر على عظم دين الثوري وتواضعه وإنصافه وعلى قوة حافظة تلميذه القطان، وجرأته على شيخه حتى خاطبه بذلك،
ونبهه على عثوره، حيث سلك الجادة؛ لأن جُلَّ رواية نافع هي عن ابن عمر، فكان قول الذي يسلك غيرها - إذا كان ضابطا - أرجح.
وكذا خطأ يحيى القطان شعبة حيث حدثوه عنه بحديث: "لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يؤمن بالقدر". عن أبي اسحاق، عن الحارث، عن علي، وقال: حدثنا به سفيان، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن ابن مسعود، وهذا هو الصواب.
ولا يتأتي ليحيى أن يحكم على شعبة بالخطأ إلا بعد أن يتيقن الصواب في غير روايته،
فأين هذا ممن يستروح فيقول مثلا: يحتمل أن يكون عند أبي إسحق على الوجهين، فحدث به كل مرة على أحدهما، وهذا الاحتمال بعيد عن التحقيق، إلا إن جاءت رواية عن الحارث بجمعهما.
ومدار الأمر عند أئمة هذا الفن على ما يقوى في الظن، وأما الاحتمال المرجوح فلا تعويل عندهم عليه. انتهى
- يعني كلام الحافظ ابن حجر الذي نقله عنه من النكت 2/ 875 - مع زياده وحذف، واختار في تسمية فسمي العمد الإبدال لا القلب، وأما ابن الجزري فقال في الثاني: إنه عندي بالمركب أشبه، وجعله نوعا مستقلا.اهـ