ملخص شرح جديث ما ذئبان جائعان
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى عليه وسلم
وبعد
فهذا تلخيص اشرح حديث ما ذيبان جائعان ،ولقد بين اابن رجب رحمه الله أمورا بالأهمية بمكان، حيث حذرنا من غرور النفس وحرصها وحثنا على تجنب فتن الدنيا ،وخاصة طالب العلم.ولانها رسالة مهمة اردت تلخيصها مع الحرص على عدم فوات مجملها رحمه الله تعالى ونفعنا بعلومه
خرَّج الإمامُ أحمدُ والنَّسائي والترمذي بن حبانَ في "صحيحه" من حديث كعب بن مالكٍ الأنصاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:«مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ المَرْءِ عَلَى المَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ».قال الترمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
فهذا مثلٌ عظيم جدًّا ضربه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لفسادِ دينِ المسلم بالحرص عَلَى المالِ والشَّرفِ في الدُّنْيَا
فأما الحرصُ عَلَى المالِ فهو عَلَى نوعين:أ
حدهما: شدةُ محبةِ المال مع شدةِ طلبهِ من وجوهه المباحةِ، والمبالغة في طلبهِ والجدِّ في تحصيلهِ واكتسابهِ من وجوهه مع الجهدِ والمشقةِ
ولا تحسبن الفقر من فقد الغنى ... ولكن فقد الدين من أعظم الفقر
قال ابنُ مسعود: اليقينُ أن لا تُرْضي النَّاسَ بسخطِ الله، ولا تحمد أحدًا عَلَى رزق الله، ولا تلوم أحدًا عَلَى ما لم يؤْتِك الله، فإنَّ رزق الله لا يسوقُه حرصُ حريصٍ ولا يردُّه كراهةُ كاره، فإنَّ الله بقسطهِ وعلمه جعلَ الروحَ والفرحَ في اليقين والرضى، وجعلَ الهمَّ والحزنَ في الشَّكِّ والسخطِ.
وقال بعضُ السَّلف: إذا كان القدرُ حقَّا فالحرصُ باطلٌ، وإذا كان الغدرُ في الناس طباعًا فالثقةُ بكلِّ أحدٍ عجزٌ، وإذا كان الموتُ لكلِّ أحد راصدًا فالطمأنينةُ إِلَى الدُّنْيَا حمق
الحرصُ حرصانِ: حرصٌ فاجعٌ، وحرصٌ نافعٌ؟ فأما النَّافعُ: فحرصُ المرءِ عَلَى طاعةِ اللهِ.وأما الفاجعُ: فحرصُ المرءِ عَلَى الدُّنْيَا مشغولٌ معذبٌ لا يسرُّ ولا يلتذُّ بجمعِهِ لشغله، ولا يفرُغُ من محبته الدُّنْيَا لآخرته، كذلك وغفلتِه عما يدومُ ويبقى
الحرصُ داءٌ قد أضـ ... رّ بمن ترى إلا قليلاًكم مِنْ عزيز قد ... صَيَّرَه الحرص ذليلاً