قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم في الحديث الثاني:
"ولا ريب أنه متى ضعف الإيمان الباطن ، لزم منه ضعف أعمال الجوارح الظاهرة أيضا ، لكن اسم الإيمان ينفى عمن ترك شيئا من واجباته ، كما في قوله: (لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن).
وقد اختلف أهل السنة:هل يسمى مؤمنا ناقص الإيمان ، أو يقال : ليس بمؤمن، لكنه مسلم، على قولين، وهما روايتان عن أحمد.
وأما اسم الإسلام ، فلا ينتفي بانتفاء بعض واجباته ، أو انتهاك بعض محرماته ، وإنما ينفى بالإتيان بما ينافيه بالكلية".
ثم قال رحمه الله في شرح الحديث الثالث:
"وحديث ابن عمر يستدل به على أن الاسم إذا شمل أشياء متعددة ، لم يزل زوال الاسم بزوال بعضها ، فيبطل بذلك قول من قال : إن الإيمان لو دخلت فيه الأعمال للزم أن يزول بزوال عمل مما دخل في مسماه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه الخمس دعائم الإسلام ومبانيه ، وفسر بها الإسلام في حديث جبريل ، وفي حديث طلحة بن عبيد الله الذي فيه أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ، ففسره له بهذه الخمس.
ومع هذا فالمخالفون في الإيمان يقولون : لو زال من الإسلام خصلة واحدة ، أو أربع خصال سوى الشهادتين ، لم يخرج بذلك من الإسلام.
وقد روى بعضهم أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام ، لا عن الإسلام.".
من خلال شرح ابن رجب رحمه الله للحديث الثالث، أن ابن رجب رحمه الله رجح قول: "مؤمن ناقص الإيمان"؟؟