سألني بعض الأفاضل عن المنهج السليم لدراسة التفسير،
فكنت كلما أقدم رجلا في الكتابة في هذا الموضوع، أجدني اتلكأ لعل أهل الفضل والاختصاص يكفوني هذا الأمر،
خاصة وقد انتشرت منهجيات عديدة لمشايخنا الفضلاء، ومنهم من هم دكاترة في التفسير.
فاقتبست من ثمار كتاباتهم، وأضفت من شوارد الفرائد وفوائد العوائد ما لعله يشفي العليل.
1. فأول ما يلزم طالب التفسير معرفة اللغة العربية وفنونها، إذ هي أم التفسير.
وليس المراد أن يصل إلى مرحلة ابن جني وسيبويه، لكن لابد من إدراك وفهم المفردات والتراكيب والأساليب.
فيبدأ أولا بدراسة المفرادات، وقد استفاضت فيها كتب الغريب وكفت وأوفت،
فبين مقتصر على الغريب، وبين مستفيض في كل الكلمات القرآنية.
وأشمل كتابين بلغا الشمول وحازا الرضا والقبول:
كلمات القرآن للشيخ مخلوف والسراج في الغريب للشيخ الخضيري. فيختار أحدهما ليكون رفيق دربه.
وطريقة الدراسة هي كثرة المطالعة والمراجعة له، فيحمله معه دائماً، وكلما تيسر له النظر فيه فعل. ويكرره كاملاً ثلاث مرات.
2. ثم لابد من تفسير كلمات القرآن ضمن السياق المقالي والمقصد الخاص للسورة والمقصد العام للقرآن.
وكان صاحب التحرير والتنوير ممن أفاض في دراسة الأساليب القرآنية والبيان القرآني، ويبدأ كل سورة بذكر مقاصدها لتُعرف غايتها وبغيتها.
لكن لطوله أفرد الشيخ الحمد "أغراض السُّور في تفسير التحرير والتنوير" ، فأفاد وأجاد.
3. ولابد أن يقرأ تفسيراً كاملاً، ويحسُن أن يكون وجيزاً ليناسب هذه المرحلة الأولية.
والكتاب المرشح هنا هو المختصر في التفسير الذي حاز من الفضل الكثير.
فهذا الكنز يتميز بمميزات قل أن تجتمع إلا في التفاسير المطولة:
أ. أنه يذكر في أول كل سورة كونها مكية أو مدنية، وشيئاً من مقاصدها،
ب. ويميز غريب القرآن بلون مختلف،
ج. ويعرض التفسير بلغة سهلة قريبة،
د. ويذكر هدايات الآيات في نهاية كل صفحة.
فهذه هي الخطوة الأولى في دراسة التفسير،
وقد جربتها بنفسي وجربها الكثير من إخواننا الفضلاء والطلاب النجباء، فآتت ثمارها ضعفين بفضل الله.