انتشر على كثير من المواقع من يعطل تكفير الكافرين و يجعل كل حجته قول شيخ اﻹسلام ابن تيمية فى مسألة التفرقة بين كفر النوع وكفر العين ويجعل ذلك حجة يحتج بها على عدم تكفير القبورية والرافضة والطواغيت وجنودهم وسدنتهم وكهنته وأحبار السوء.
وهذا ضلال واضح وغى ظاهر لكل من أنار الله قلبه باﻹسلام والتوحيد .
وشيخ اﻹسلام برىء من هذا القول الفاحش ومن قرأ كلامه إلى آخره علم أنه كان يتحدث عن الأمور الخفية التى يغيب حقيقة معناها عن كثير من الناس وافتتان الناس ببعض رءوس الزنادقة واﻻتحادية كابن سينا وغيره مع جهلهم بحالهم ، ثم ذكر أن هذا فى المسائل الخفية دو الظاهرة كالتوحيد ومعرفة وجوب الصلاة وذكر ردة الفخر الرازى بسبب تأايفه كتابا أسماه : " السحر المكتوم فى عبادة النجوم ".
والرد على هذا اﻻدعاء أن هذا الكلام مخالف لصريح القرآن والسنة فقد جاءت النصوص الواضحة الصريحة بكفر من فعل الكفر بقلبه أو لسانه أو جوارحه ولم يعلق الله تعالى أو رسوله تسمية مرتكب الكفر بأنه كافر على عدم الجهل أو انعدام الشبهة والتأويل .
قال الله تعالى : (( فمن يكفر باﻹيمان فقد حبط عمله وهو فى اﻵخرة من الخاسرين )) لقد علق الله تعالى حبوط العمل والخسران على حدوث الكفر ولم يشترط العلم أو انعدام الشبهة والتأويل - إلا أنه قد ذكر فى كتاب الله وسنة رسوله أمور تمنع وقوع الكفر على فاعله - .
وقال الله تعالى : (( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها )) .
وقال تعالى : (( من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فﻷنفسهم يمهدون )) .
وقال جل ذكره : (( ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه )) وقال تعالى : (( فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إﻻ مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا ضلالا )) وقال رسول الله : (( من لقى الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار )) .
فكيف يعارض كلام الله ورسوله بكلام شيخ اﻹسلام مع أن شيخ اﻹسلام لم يقصد بقوله ما قصدوا بل جعله فى المسائل الخفية دون الظاهرة . وزاد بهم اﻷمر إلى أن حملوا كل كلام الصحابة واﻷئمة عن تكفير اﻷعيان كما فى فتنة خلق القرآن بل بعضهم لا يكفر الجهم والجعد والحلاج ويقول : إن ما ذكر فى كفرهم هو كفر نوع وليس كفر نوع . ولا حول ولا قوة إلا بالله