أشد أنواع المخالفين للتوحيد خطرا
من عمل بالتوحيد ولم يعرف قدره ولم يبغض من تركه



قوله تعالى: ﴿فَرَجَعَ موسى إِلى قَومِهِ غَضبانَ أَسِفًا قالَ يا قَومِ أَلَم يَعِدكُم رَبُّكُم وَعدًا حَسَنًا أَفَطالَ عَلَيكُمُ العَهدُ أَم أَرَدتُم أَن يَحِلَّ عَلَيكُم غَضَبٌ مِن رَبِّكُم فَأَخلَفتُم مَوعِدي﴾
[طه: ٨٦].



وفيها من العلم:

أن موسى عليه السلام لما رأى قومه على عبادة العجل غضب أشد الغضب ومن شدة غضبه ألقى الألواح التي تحمل كلمات ربه وأخذ برأس أخيه يجره إليه وهو نبي مثله، وإنما غضب عليه السلام لغضب الله.



وفي هذا التنبيه على أن الشرك أعظم الذنوب على الإطلاق، ولم يذكر القرآن عن موسى عليه السلام مثل هذا الغضب فيما وقع فيه بنو اسرائيل من ذنوب ومنها ترك الجهاد، فإن الله عاقبهم على الشرك بالقتل ولم يعاقبهم على ترك الجهاد بالقتل، وإنما عاقبهم بالتيه!

فمدار الولاء والبراء والحب والبغض على التوحيد والشرك.
فلا يسلم توحيد العبد إلا بسلامة الولاء والبراء، ومن أخل بذلك أخل بتوحيده.


وينبغي التنبه إلى أن بني اسرائيل قبل عبادة العجل كانوا موحدين ولم يشفع لهم ذلك لأنهم نقضوا التوحيد بعبادة غير الله، بل لم ينفعهم اعتذارهم وإلقاؤهم اللوم على السامري!



فالتوحيد لا يحفظ بالوراثة وإنما يحفظ بالإستقامة عليه، وذلك يكون بالعلم النافع

والعمل الصالح والدعوة إليه


وأما المداهنة والمجاملة فليست من ملة إبراهيم
قال تعالى: ﴿قَد كانَت لَكُم أُسوَةٌ حَسَنَةٌ في إِبراهيمَ وَالَّذينَ مَعَهُ إِذ قالوا لِقَومِهِم إِنّا بُرَآءُ مِنكُم
وَمِمّا تَعبُدونَ مِن دونِ اللَّهِ كَفَرنا بِكُم وَبَدا بَينَنا وَبَينَكُمُ العَداوَةُ وَالبَغضاءُ أَبَدًا حَتّى تُؤمِنوا بِاللَّهِ وَحدَهُ...﴾

[الممتحنة: ٤].
والله أعلم.
كتبه/
عبدالله بن صالح العبيلان.
28 ـ11ـ1438هـ.