زرت قبل أسبوعين معهد دراسات الحديث النبوي الواقعة في ولاية سلانجور في ماليزيا، برفقة وفد مكون من ثلاثة باحثين متخصصين في علم الحديث النبوي من بلاد المغرب، والتقينا هناك بالعالم البحاثة الدكتور سيد عبد الماجد الغوري، الذي له دور مشكور وجهد كبير في تعريف هذا المعهد وتطويره على مستوى العالم الإسلامي، فقد ألَّف له عدة كتب في علوم الحديث ، وقد تمت ترجمتها باللغة الملايوية، كذلك من جهوده في خدمة الحديث إنشاؤه مجلة علمية محكمة مخصصة للدراسات والقضايا الحديثية ، التي ما زالت تصدر برئاسة تحريره منذ ثماني سنوات، وبحدود علمي انه أول مجلة تخصصية في الحديث. وأنصح الاخوة الباحثين والجامعيين بنشر أبحاثهم في هذه المجلة الموقرة.
ثم خرجنا إلى جامعة العلوم الإسلامية الماليزية لنتلقي بالمحقق العراقي الدكتور محمد نجم عبد الرحمن خلف، فمن هناك إلى الجامعة الإسلامية العالمية لمقابلة محدثها وبركتها الشيخ محمد ابو الليث الخيرآبادي، ولكن من سوء حظنا لم يتسير القاء بأحدهما.
الشيء الذي يغمر سروراً كل زائر لبعض جامعات هذه البلاد هو نشاطها العلمي الملموس في تطوير الدراسات الحديثية سواء أكان عن طريق المؤتمرات والندوات والورشات أو إصدار المجلات المحكمة أو نشر الكتب . كذلك وجود الكوادر التعليمية القوية من الاساتذة الجامعيين من العرب والهند وبلاد الافريقية، الأمر الذي يبشر بمستبقل ازدهار وتطور علم الحديث في هذه البلاد الجميلة.
ومما يجدر بالذكر أن كل جامعة من جامعات هذه البلاد تصدر مجلة علمية محكمة تعني بنشر الأبحاث في الحديث النبوي، مثل مجلة (البيان) التي تصدرها الأكاديمية الإسلامية في جامعة ملايا، ومجلة (معالم القرآن والسنة) التي تصدرها كلية دراسات القرآن والسنة في جامعة العلوم الاسلامية الماليزية، ومجلة (التجديد) ومجلة (آسيا الإسلام) اللتين تصدرهما الجامعة الإسلامية العالمية، ومجلة (الحديث) التي تصدر من معهد دراسات الحديث النبوي، وهي مجلة تخصصية بحتة.