تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: « الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل » ، مقال لشيخنا العلَّامة صالح الفوزان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي « الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل » ، مقال لشيخنا العلَّامة صالح الفوزان

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الحمد لله وبعد :
    فقد كثرت الحملات والاستنكارات على الغلو في الدين. وهي حملات واستنكارات بحق. لأن الغلو في الدين منهي عنه في الكتاب والسنة والإجماع قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ ﴾ [ سورة المائدة ، الآية : 77 ] وفي الآية الأخرى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ ﴾ [ سورة النساء ، الآية : 171 ] وقال النبي ـ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ » والغلو في الدين هو الزيادة عن الحد المشروع فيه.
    وقد يكون غلواً في العبادة كحال الثلاثة الذين قال أحدهم : أصلي ولا أنام وقال الثاني: أصوم ولا أفطر وقال الثالث : لا أتزوج النساء .
    ويكون غلواً في الأحكام بأن يجعل المستحب بمنزلة الواجب ويكون غلواً بالحكم على مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك بالكفر والخروج من الملة.
    وقد يكون غلواً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كغلو المعتزلة بخروجهم على ولاة أمور المسلمين بحجة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    وكالغلو في التحليل والتحريم بأن يحرم الحلال أو يحلل الحرام .
    فالغلو في الدين بجميع أنواعه محرم وقد يخرج من الدين ويسبب الهلاك كما أهلك من كان قبلنا ولا أحد يشك في ذلك ممن أتاه الله الفقه في الدين والبصيرة في الأحكام فأنزل الأمور في منازلها.

    ولكن هناك من هو على النقيض من غلو الزيادة في ا لدين فهناك من غلا في التساهل وا لتسامح في الدين ولا شك أن ديننا دين السماحة ورفع الحرج والاعتدال. ولكن يجب أن يكون هذا التسامح في حدود ما شرعه الله من الأخذ بالرخص الشرعية عند الحاجة إليها والدين كله ولله الحمد ليس فيه أصار ولا أغلال : ﴿ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا ﴾ [ سورة البقرة ، الآية : 286 ] ، ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [ سورة الحج ، الآية : 78 ] ، ﴿ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ ﴾ [ سورة المائدة ، الآية : 6 ] ولكن الغلو في التسامح يكون بالخروج عما شرعه الله وهذا لا يسمى تسامحاً وإنما هو الحرج نفسه.
    فإلغاء أصل الولاء والبراء في الإسلام والتسوية بين المسلم والكافر بحجة التسامح – وإلغاء تطبيق نواقض الإسلام على من انطبقت عليه كلها أو بعضها – والتسوية بين الأديان – كالتسوية بين الإسلام واليهودية والنصرانية بل بين الأديان كلها من وثنية والحادية والقول بأن لا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بالطاغوت ولا تنفي ما عدا الإسلام من الأديان الباطلة كما تفوه به بعض الكتاب في بعض صحفنا المحلية كل هذه الأمثلة غلو في التساهل ووالتسامح؛ يجب إنكاره. كما يجب إنكار الغلو في الزيادة في الدين. بل قد يكون الغلو في التسامح والتساهل أشد خطراً من الغلو بالزيادة في الدين. لأن الغلو في التساهل والتسامح إلى حد يجعل الدين الكافر مساوياً للدين الحق كفر بإجماع المسلمين بخلاف الغلو في الزيادة فإن كثيراً من العلماء يرى أنه ضلال ولا يصل إلى حد الكفر.

    وقد ذكر العلماء أن من نواقض الإسلام من لم يكفر الكافر أو يشك في كفره.

    فعلى من وقع في هذه الزلات الخطرة أن يتبصر في أمره ويراجع الصواب فإن الرجوع إلى الحق فضيلة. والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.

    وفّق اللَّـهُ الجميعَ للعلم النَّافع والعمل الصَّالح. وصلَّى اللَّـهُ وسلَّم على نبينا مُحمَّد وآله وصحبه.


    كتبـه
    صَالِحُ بْنُ فَوْزَانَ الفَوْزانُ
    عضو هيئة كبـار العلماء

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل » ، مقال لشيخنا العلَّامة صالح الفوزان


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    215

    افتراضي رد: « الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل » ، مقال لشيخنا العلَّامة صالح الفوزان

    بارك الله في أهل العلم الناصحين المصلحين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: « الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل » ، مقال لشيخنا العلَّامة صالح الفوزان

    جزاك الله خيرا و بارك فيك أخي سلمان على نقلك..

    قال الشيخ صالح الفوزان : (( ولكن هناك من هو على النقيض من غلو الزيادة في ا لدين فهناك من غلا في التساهل وا لتسامح في الدين ..)). ومن الغلو في التساهل التساهل في تعديل الأشخاص مثل ما هنالك الغلو في الجرح وقد لمح الشيخ صالح الفوزان حول هذه النقطة في شرحه لكتاب الكبائر للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى..

    وقال حفظه الله : ((..قد يكون الغلو في التسامح والتساهل أشد خطراً من الغلو بالزيادة في الدين. لأن الغلو في التساهل والتسامح إلى حد يجعل الدين الكافر مساوياً للدين الحق كفر بإجماع المسلمين بخلاف الغلو في الزيادة فإن كثيراً من العلماء يرى أنه ضلال ولا يصل إلى حد الكفر..)).

    مثال ذلك العلمانية و أفراخهم ، و الصوفية بطرقها، و الأشاعرة، و مرجئة العصر..الخ
    قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن - كما في" الدرر السنية"8/409- :(وأوصيك بتقوى الله ، والقوة في دينك، ونشر العلم: خصوصاً في كشف الشبهة التي راجت على من لا بصيرة له).اهـ

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    3,515

    افتراضي رد: « الغلو كما يكون في التشدد يكون في التساهل » ، مقال لشيخنا العلَّامة صالح الفوزان

    الأخ الكريم / مُحمَّد الصّميليّ :

    جزاكُم اللَّـهُ خيرًا ،وباركَ فيكم .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •