تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحفرة التي على يمين باب الكعبة المشرفة( المعجن )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي الحفرة التي على يمين باب الكعبة المشرفة( المعجن )

    33_ تكلم كثير من العلماء عن الحفرة التي على يمين باب الكعبة المشرفة التي يبلغ طولها 206 سنتيمتر، وعرضها 112 سنتيمتر، وعمقها 27 سنتيمتراً.
    ونأتي هنا بخلاصة شافية نسأل الله الهداية إلى الصواب.
    فقد قيل: إنها المعجن، عجن فيها إسماعيل _عليه السلام_ الطين لبناء البيت الحرام، فهذا القول غير صحيح وبعيد الاحتمال لأمرين:
    الأول: أن إبراهيم وإسماعيل _عليهما السلام_ ما بنيا الكعبة المشرفة بالطين ولا بالجصّ، وإنما رضماها رضماً ولم يسقفاها، فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: =أما والله ما بنياه بقَصّة ولا مَدَر(1)، ولا كان معهما من الأعوان والأموال ما يسقفانه، ولكنهما أعلماه، فطافا به+ رواه الأزرقي في تاريخه.
    الثاني: لو فرض أن إسماعيل كان يعجن الطين للبناء للزم أن يعجنه عند كل جهة من الجهات الأربع للبيت، حتى لا يحمله ويدور حول البيت فيتعب، على أن هذا الموضع صغير لا يكفي لعجن الطين الكثير اللازم لبناء البيت الحرام.
    فعلم مما ذكرناه بأن ما قيل: إن الحفرة هي معجن إسماعيل _عليه السلام_ غير صحيح.
    وقيل: إن هذه الحفرة هي مصب لغسيل الكعبة قاله ابن جبير في رحلته، فهذا القول لا يطابق الحقيقة والواقع كما هو مشاهد عندنا، ولربما سأل ابن جبير عنها بعض من لا خبرة له فأفهمه ذلك، أو رأى بالمصادفة غسل الكعبة وامتلاء الحفرة من الماء فظنها كذلك، ولو كانت الحفرة لأجل تجمّع ماء غسيل الكعبة لكان المعقول أن تجعل عند بابها تحت العتبة.
    __________
    (1) _ القصة بالفتح: الجصّ، والمدر بفتحتين: الطين أو التراب المتبلد، قاله في المصباح المنير.


    وبهذه المناسبة نذكر استطراداً أن أول من غسل الكعبة رسول الله "، فقد روي عن ابن عمر _رضي الله عنهما_ أن رسول الله "لما دخل مكة يوم الفتح أمر بلالاً فرقِيَ على ظهر الكعبة، فأذن بالصلاة، وقام المسلمون، وتجردوا في الأزر، وأخذوا الدلاء وارتجزوا على زمزم، فغسلوا الكعبة ظهرها وبطنها، فلم يدعوا أثراً من آثار المشركين إلا محوه وغسلوه ا_هـ.
    فمن هنا جرت العادة بغسل الكعبة من ذلك التاريخ إلى اليوم، وهي تغسل في العام مرتين بماء زمزم مضافاً إليه ماء الورد، ثم يطيبونها بالعطر، ويبخرونها بالعود والعنبر والندّ، وغالباً يكون ذلك بحضور ولاة الأمور، وكبار رجال الدولة.
    وقد تشرفنا بغسلها_ ولله الحمد_ عام 1367هـ يوم أن فتحوا لنا مقصورة المقام.
    وقيل: إن شطر الحفرة الملاصق للكعبة هو موضع مقام إبراهيم _عليه السلام_ قبل أن ينقله عمر ÷ وهو _أيضاً_ موضع المقام حينما أخذه سيل أم نهشل إلى أسفل مكة، فلما جاء عمر من المدينة نقله منه إلى موضعه الآن؛ فهذا القول غير بعيد، بل هو الصواب، كما علم ذلك مما سبق في تحقيق موضع المقام.
    وقيل: إن الحفرة هي مصلى جبريل بالنبي"حين فرضت الصلوات الخمس، وقد ذكر ذلك كثير من العلماء منهم الأزرقي فروى بسنده عن ابن عباس أن النبي"قال: =أمّني جبريل عند باب الكعبة مرتين+.
    فهذا القول أقرب إلى الصحة، بل هو الصواب _أيضاً_ ويطابق القول المتقدم؛ لأن مقام إبراهيم كان في شطر الحفرة الملاصق للكعبة كما ذكر، فوافقت صلاتهما عنده قبل نزول: =واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى+ فكأن صلاة جبريل بالنبي"هناك إشارة إلى أنه سيؤمر هو وأمته بالصلاة عند المقام، والله _سبحانه وتعالى_ أعلم. ص146_147

    الكتاب : المنتقى من بطون الكتب
    المؤلف : محمد بن إبراهيم الحمد
    الشاملة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •