تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ما التفسير الراجح في الكأس ؟

  1. #1

    افتراضي ما التفسير الراجح في الكأس ؟

    السلام عليكم ورحمة الله
    سعادة الأحبة
    عندي سؤال .
    اختلف المفسرون في المراد بالكأس في قوله تعالي {وكأسا دهاقا} فقال بعضهم المراد به (إناء فيه شراب)
    وقال بعضهم المراد به (الخمر)
    فأيهما راجح ؟؟؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    في تفسيرها أقوال أخرى
    مثل الملأى حتى تطفح أو تفيض
    كما ورد في التفسير البسيط (23/ 138) وما بعدها:
    {وَكَأْسًا دِهَاقًا} قال الليث: أدهقت الكأس إذا ملأتها جداً، وكأس دهاق: ممتلئة.
    وكذلك قال الكسائي، والمبرد، قالوا: هي الملأى تطفح، وليس فيها فضل مخلى، وأنشد المبرد قوله:
    ألا اسقني صرفاً سقاك الساقي ... من مائها بكأسة ماء الدهاق
    [وقال] ابن عباس: الدهاق: الملأى المترعة التي إذا زدتها فاضت.
    قال مسلم: دعا ابن عباس غلاماً له، فقال: اسقنا دهاقاً، قال: فجاء الغلام بها ملأى، فقال ابن عباس: هذا الدهاق.
    قال عكرمة: وربما سمعت ابن عباس يقول: اسقنا، وأدهق لنا

    وقال آخرون: هي المتتابعة.
    وأهل اللغة على القول الأول، وأصل القول الثاني من قول العرب: (ادَّهقت الحجارة ادِّهاقاً، وهو شدةٌ تلازمها، ودخول بعضها في بعض). والمتتابع كالمتداخل.
    عكرمة في قوله: (وكأساً دهاقاً) قال: هي الصافية.
    والمراد بـ (الكأس) الخمر.
    قال الضحاك: كل كأس في القرآن فهو خمر، ويكون التقدير: وخمراً ذات دهاق، أي عصرت وصفيت بها

    وكثير من المفسرين على تأويل الكأس بالخمر
    وقال العلامة ابن عاشور في التحرير والتنوير (30/ 45):والكأس: إناء معد لشرب الخمر وهو اسم مؤنث تكون من زجاج ومن فضة ومن ذهب، وربما ذكر في كتب اللغة أن الكأس الزجاجة فيها الشراب، ولم أقف على أن لها شكلا معينا يميزها عن القدح وعن الكوب وعن الكوز، ولم أجد في قواميس اللغة التعريف بالكأس بأنها: إناء الخمر وأنها الإناء ما دام فيه الشراب. وهذا يقتضي أنها لا تختص بصنف من الآنية.
    وقد يطلقون على الخمر اسم الكأس وأريد بالكأس الجنس إذا المعنى: وأكؤسا.
    وعدل عن صيغة الجمع لأن كأسا بالإفراد أخف من أكؤس وكؤوس ولأن هذا المركب جرى مجرى المثل كما سيأتي.
    ودهاق: اسم مصدر دهق من باب جعل أو اسم مصدر أدهق، ولكونه في الأصل مصدرا لم يقترن بعلامة تأنيث.
    والدهق والإدهاق ملء الإناء من كثرة ما صب فيه.
    ووصف الكأس بالدهق من إطلاق المصدر على المفعول كالخلق بمعنى المخلوق فإن الكأس مدهقة لا داهقة.
    ومركب (كأس دهاق) يجري مجرى المثل قال عكرمة: قال ابن عباس: سمعت أبي في الجاهلية يقول: اسقنا كأسا دهاقا، ولذلك أفرد «كأسا» ، ومعناه مملوءة خمرا، أي دون تقتير لأن الخمر كانت عزيزة فلا يكيل الحانوي للشارب إلا بمقدار فإذا كانت الكأس ملأى كان ذلك أسر للشارب"

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    الاختلاف المقصود راجع الى الكأس وليس الى الوصف

    وقال العلامة ابن عاشور في التحرير والتنوير.............. ......
    ولم أجد في قواميس اللغة التعريف بالكأس بأنها: إناء الخمر
    وأنها الإناء ما دام فيه الشراب.
    وان لم يوجد في القواميس المحدثة فانه موجود عند أئمة اللغة وأهل العربية القدامى
    فالكأس لا تطلق على الاناء الفارغ ولكن على كل اناء فيه شراب وخصوصا شراب الخمر فان كان فارغا سموه قدحا , وبمثل ذلك فرقوا بين الخوان والمائدة .
    قال ابن عطية الأندلسي (و «الكأس» قال الزجاج والطبري وغيرهما: هو الإناء الذي فيه خمر أو ما يجري مجراه من الأنبذة ونحوها، ولا تسمى كأسا إلا وفيها هذا المشروب المذكور)) انتهى

    ( قال أبو عبيدة: الكأس: الإناء بما فيه)
    وأبو عبيدة من أئمة اللغة
    وقال القرطبي في جامعه
    (وَالْكَأْسُ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ اسْمٌ شَامِلٌ لِكُلِّ إِنَاءٍ مَعَ شَرَابِهِ، فَإِنْ كَانَ فَارِغًا فَلَيْسَ بِكَأْسٍ)) انتهى

    قَالَ الضَّحَّاكُ وَالسُّدِّيُّ: كُلُّ كَأْسٍ فِي الْقُرْآنِ فَهِيَ الْخَمْرُ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْإِنَاءِ إِذَا كَانَ فِيهِ خَمْرٌ كَأْسٌ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ خَمْرٌ قَالُوا إِنَاءٌ وَقَدَحٌ.
    النَّحَّاسُ: وَحَكَى مَنْ يُوثَقُ بِهِ من أهل اللغة أَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ لِلْقَدَحِ إِذَا كَانَ فِيهِ خَمْرٌ: كَأْسٌ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ خَمْرٌ فَهُوَ قَدَحٌ ) انتهى


    وقال أيضا
    (وَالْكَأْسُ: إِنَاءُ الْخَمْرِ وَكُلُّ إِنَاءٍ مَمْلُوءٍ مِنْ شَرَابٍ وَغَيْرِهِ، فَإِذَا فَرَغَ لَمْ يُسَمَّ كَأْسًا)) انتهى
    وقوله (من شراب وغيره ) يتخرج عليه الاختلاف الذي ذكر في السؤال عن قوله عزوجل
    (كأسا دهاقا )
    فالكأس اذا أطلقت في القرآن أريد بها اناء الخمر ,

    قال أبو حيان (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَالضَّحَّاكُ، وَالْأَخْفَشُ: كُلُّ كَأْسٍ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ خَمْرٌ.)) انتهى
    والقول الثاني أنها تنصرف الى غير الخمر
    قال ابن عطية (وذهب بعض الناس إلى أن الكأس آنية مخصوصة في الأواني وهو كل ما اتسع فمه ولم يكن له مقبض، ولا يراعى في ذلك كونه بخمر أم لا)) انتهى
    لكن القول الأول أولى لأن قائله من أهل الاستقراء , والقول الثاني قد يصح لغة ولكن المستعمل في القرآن هو الاناء الذي فيه خمر
    والقرآن يخاطب العرب بما ألفته أسماعهم وما تداولته ألسنتهم
    وهم يطلقون الكأس ويريدون بها خصوص الاناء الذي فيه الخمر أو الخمر ذاتها من باب تسمية الشيء بمحله

  4. #4

    افتراضي

    سعادة الجلساء جزاكم الله تعالي خيرا
    أخي الكريم محمد عبد الأعلي
    سؤالي راجع الي تفسير الكأس لا الي تفسير الدهاق كما قال الجليس الحبيب أحمد القلي ،

    أخي الكريم الحبيب أحمد القلي حياك الله وبياك وجزاك الله خيرا
    لاكن السؤال باق علي حاله
    اذ لم يعلم مما ذكرتم أن الأولي في تفسير الكأس الإناء او الخمر؟
    وإنما علم أن المعني الآتي ليس بأولي (وهو كل ما اتسع فمه ولم يكن له مقبض، )

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    في الأضداد لابن الأنباري: (ص: 162)
    ومن الحروف المشبهة للأَضداد أَيْضاً الكأْس. قال ابن السِّكِّيت: قال أَبو عُبيدة: يقال للإِناءِ: كأْس، وللشَّراب الَّذي فيه كأْس. وقالَ الفَرَّاءُ: الكأْس الإِناء بما فيه؛ فإِذا شُرِب الَّذي فيه لم يُقَلْ له كأْس؛ بل يُرَدُّ إِلى اسمه الَّذي هو اسمه من الآنية؛ كما تقول العرب: المِهْدَى للطبق الَّذي عليه الهديَّة؛ فإِذا أُخذت الهديَّة من عليه قيل له: طبق، ولم يُقَلْ له: مِهْدَى.
    وقالَ بعض المفسِّرين: الكأْس: الخمر؛ يذهب إِلى أَنَّها اسم للإِناء والخمر، ولهذا المعنى أُنِّثت، قال الله عزَ وجلّ: بكَأْسٍ منْ مَعينٍ. بيْضَاءَ لَذَّة للشَّارِبين. وقالَ الشَّاعر:
    وما زالَت الكأْسُ تَغْتَالُنا ... وتَذهبُ بالأَوَّلِ الأَوَّلِ"
    وفي المزهر للسيوطي: (1/ 351)
    قال أبو جعفر النحاس في شرح المعلقات: قال أبو الحسن بن كيسان: الظَّعينةُ: من الأسماء التي وضعت على شيئين إذا فارق أحدُهما صاحبه لم يقع له ذلك الاسم, لا يُقال للمرأة ظعينة حتى تكونَ في الهوْدَج ولا يقال للهودج ظعينة حتى تكون فيه المرأة.
    كما يقال جِنازة للميت إذا كان على النعش ولا يقال للميت وحده جنازة ولا للنَّعْش وحده جنازة.
    كما يقال للقدح الذي فيه الخمر كأس ولا يقال ذلك للقدح وحده ولا لِلْخمر وحدها"
    وقال ابن الأنباري في المذكر والمؤنث (1/ 558)
    وقال الفراء: الكأس: الإناء بما فيه، فإذا أخذ ما فيه فليس بكأسٍ؛ كما أن المهدي: الطبق الذي عليه الهدية، فإذا أخذ ما عليه وبقى فارغًا رجع إلى اسمه إن كان طبقًا أو خوانًا أو غير ذلك.
    وقال بعض المفسرين: الكأس: الخمر. قال الله عز وجل: (إن الأبرار يشربون من كأسٍ كان مزاجها كافورا)، وأنشد أبو عبيدة:
    وما زالت الكأس تغتالنا ... وتذهب بالأول الأول
    وقال علقمة بن عبدة:
    كأس عزيز من الأعناب عتقها ... لبعض أربابها حانية حوم"
    وحاصل كلامهم يرجح أن المراد بالكأس ما فيه من خمر, وتأنيث الكأس إنما يعود على ما فيه من خمر, والله أعلم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    أخي الكريم الحبيب أحمد القلي حياك الله وبياك وجزاك الله خيرا
    لاكن السؤال باق علي حاله
    اذ لم يعلم مما ذكرتم أن الأولي في تفسير الكأس الإناء او الخمر؟
    بارك الله فيك أخي الأكرم

    تقصد بقولك

    (اذ لم يعلم مما ذكرتم أن الأولي في تفسير الكأس
    الإناء او الخمر؟)
    الاناء مع الخمر أو الخمر بعينها ؟
    نعم بارك الله فيك , لكن أشرت الى أن غالب المفسرين ذهبوا الى أن المقصود بها الخمر
    وبعض أهل اللغة ذهبوا الى أن المقصود الاناء بما فيه من خمر
    والأول أولى

    قال ابن القيم
    (وأما الكأس فقال أبو عبيدة: هو الإناء بما فيه. وقال أبو إسحاق الكأس: الإناء إذا كان فيه خمر ويقع الكأس لكل إناء مع شرابه والمفسرون فسروا الكأس بالخمر وهو قول عطاء والكلبي ومقاتل حتى قال الضحاك كل كأس في القرآن فإنما عني به الخمر وهذا نظر منهم إلى المعنى والمقصود فإن المقصود ما في الكأس لا الإناء نفسه وأيضا فإن من الأسماء ما يكون اسما للحال والمحل مجتمعين ومنفردين كالنهر والكأس فإن النهر اسم للماء ولمحلة معا ولكل منهما على انفراده وكذلك الكأس والقرية ولهذا يجيء لفظ القرية مرادا به الساكن فقط والمسكن فقط والأمران معا.)) انتهى كلامه
    ويشكل على كلامه الأخير أن الكأس لا تطلق على كل منهما على انفراده , أي الحال والمحل
    فان صلح ذلك في القرية لم يصلح في الكأس
    ومثلها أيضا الجنازة لا تطلق على النعش اذا كان فارغا حتى يوجد فيه الميت

    و قال ابن الجوزي (قال أبو سليمان الدمشقي:
    ويدل على أنه أراد بالكأس الخمر، أنه قال: «بيضاءَ» فأنَّث ولو أراد الإناء على انفراده، أو الإِناء والخمر، لقال: أبيض. وقال ابن جرير: إنما أراد بقوله: «بيضاءَ» الكأس، ولتأنيث الكأس أنّثت البيضاء.) انتهى
    وهذا الذي ذكره الدمشقي قوي
    وهذا الذي قاله المفسرون موجود أيضا في أشعار العرب
    وأنشد أبو عبيدة:
    وما زالت الكأس تغتالنا ... وتذهب بالأول الأول
    وقال علقمة بن عبدة:
    كأس عزيز من الأعناب عتقها ... لبعض أربابها حانية حوم
    ولعله لم يؤنث (عزيز) للضرورة الشعرية
    وفي حديث أبي رزين الطويل ( ...وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ، وَأَنْهَارٌ مِنْ كَأْسِ مَا لَهَا صُدَاعٌ،..))

    وهذا مطابق لقوله عزوجل (وأنهار من خمر لذة للشاربين ))
    فلفظ (كأس ) المقصود بها (خمر )
    وهذا ماقاله المفسرون (كل كأس في القرآن فهي خمر )
    والملاحظ هنا أن لفظ (كأس ) نكرة و كذلك وقعت في القرآن
    فكل كأس المراد بها الخمر , وليس كل خمر كأس
    لكن يمكن أن يحتج أصحاب القول الآخر فيقولون
    لا يتصور وجود هاته الخمر -التي فسرتم بها الكأس-الا في اناء , وعلى هذا فلا يصح أن يكون معنى الكأس الا الاناء الموجودة فيه الخمر ,
    وأصحاب القول الأول يقولون هي الخمر الموجودة في الاناء .
    وأترك لك أخي الكريم الاختيار بين القولين فقد صعب علي الميل الى أحد الخيارين
    وسواء أكان هذا أو ذاك فنسأل الله أن يسقينا من كأس من معين وكأس كان مزاجها زنجبيلا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •