المدفع المسمى (طوب أبو خزامة) مدفعٌ أثري تاريخي رمزي، يحكي عن مرحلةٍ تاريخيَّة من مراحل حياة بغداد في العهود الغابرة، نُقل قبل الحرب العالميَّة الثانية إلى متحف الأسلحة القديمة في باب الظفريَّة (الباب الوسطاني) بالقُرْب من جامع الشيخ (عمر السُّهروردي)، ثم أعيد نصبها إلى مكانها الأصليِّ القريب من ساحة الميدان، أمام المبنى القديم لوزارة الدِّفاع وسط العاصمة بغداد، وهو مصنوعٌ من مادَّة النُّحاس الأصفر (البرونز)، يبلغ طوله 4.57 مترًا، ومحيطه عند الفوَّهة 1.52، وعند مؤخرته 2.10 متر، أمَّا فوهة المدفع فيبلغ قُطرُه 21 سنتمترًا، والمدفع محمول على عجلتين.
وقد أطلَقوا عليه اسم (طوب أبو خزامة) تشبيهًا بحلية دائريَّة، تضَعُها النِّساء في أُنوفهن بعد ثَقْبِها، ويبدو المدفع وقد تدلَّتْ منه الحلقة الدائريَّة النُّحاسية والتي تشبه تلك الحلية التي كانت تطلق عليها (خزامة)، فأطلقوا عليها هذه التسمية، وهناك أقوال متضاربة حول حقيقَةِ مصيره الآن؛ فهُناك مَن يقول: إنَّه الآن مركونٌ في بناية المتحف العراقي في الكرخ في ساحة الميدان، وهناك من يقول: إنه اختفى في ثمانينيَّات القرن الماضي، ومَن يقول: إنَّه اختفى بعد عام 2003 بشكلٍ غامض، ويُقال: إنه سُرِق لأحد المتاحف أو بالمزادات العالميَّة من قِبَل عصابات سرقة الآثار والتُّراث العالميَّة، وهُناك من يقول: إنَّ دائرة الآثار العراقيَّة عُنِيَت بترميم الباب الوسطاني وإصلاح ما تخرَّب منه باتِّخاذه متحفًا للأسلحة القديمة؛ مما نقل إليه مجموعةً نفيسة من المدافع القديمة، وربَّما كانَ (طوب أبو خزامة) من بين تلك المدافع)انتهى المقصود من ايراده من موقع الاثار.
وقد كان الناس يعتقدون في هذا المدفع النفع والضر وخاصة النساء من أهالي بغداد ومما ساعد على انتشار تلك الخرافات والمعتقدات الباطلة قلة الوعي وانتشار الجهل وسكوت العلماء عن هذا المنكر وغيره بحجج واهية وأدلة وشبهات فاسدة يستند عليها هؤلاء العلماء من فقهاء وصوفية في سكوتهم وعدم إنكارهم مما دفع العلامة محمود الالوسي الى تأليف كتيب صغير سماه القول الأنفع في زيارة المدفع بين بطلان ما يعتقده العوام من المدفع العثماني التركي من نفع او ضر وبين بالأدلة الواضحة والبراهين القاطعة ان النفع والضر بيد الله وحده وقد طبع هذا المخطوط ضمن سلسلة من مؤلفات الالوسي رحمه الله وقد يكون المدفع تم إزالته من قبل الاحتلال الفارسي إمعانا في بغض وكراهية التركة ورب ضارة نافعة ..