قال ابن حجر رحمه الله في لسان الميزان 4 / 418 :
عبد الله بن إباض التميمي الإباضي، رأس الإباضية من الخوارج .اهـ
يقول الدكتور محمد عبد الفتاح عليان حفظه الله في "نشأة الحركة الإباضية في البصرة" (ص 90). :
وعلى الجملة، فإن معظم المؤرخين وكتاب الفرق من أهل السنة يذكرون أن اسم المذهب الإباضي اشتق من اسم عبد الله بن إباض، وتؤيدهم في ذلك جميع المصادر الإباضية " .اهـ
إلا إن المعلومات المتوفرة عن عبد الله بن إباض هذا شحيحة جدا ولا يمكن من خلالها الإلمام بشخصيته، وقد لمس هذا الزركلي فحاول في كتابه "الأعلام" 4 / 62 أن يطيل في ترجمته على غير العادة، حيث قال:
" أطلت في هذه الترجمة على غير ما اعتدته، لأني لم أجد لابن إباض ترجمة مستوفاة في جميع ما كتبه عنه المتقدمون والمتأخرون. اهـ
وقال ابن حزم رحمه الله في جمهرة أنساب العرب ص 218 :
وهؤلاء بنو صريم بن مقاعس: منهم: عبد الله بن إباض الخارجي، رئيس الإباضية ".
قال الشيخ ناصر العقل حفظه الله :
وابن إباض يعد من طبقة التابعين، ولم تذكر المصادر الموثوقة تاريخ وفاته وولادته، لكنها تجمع أنه عاصر عبد الملك بن مروان المتوفى سنة (86 هــ ) وأنه أحد رؤوس الخوارج.
وقد أجمعت الإباضية قديما وحديثا: على إمامته فيهم ، وانتسابهم إليه ". "الخوارج" (ص 47).
قال الإسفراييني رحمه الله :
أَجمعت الإباضية على القَوْل بإمامة عبد الله بن إباض ، وافترقت فِيمَا بَينهَا فرقا ، يجمعها القَوْل بِأَن : كفار هَذِه الأمة، يعنون بذلك مخالفيهم من هَذِه الأمة : برَاء من الشّرك وَالْإِيمَان ، وإنهم لَيْسُوا مُؤمنين ، وَلَا مُشْرِكين ، وَلَكنهُمْ كفار، وأجازوا شَهَادَتهم ، وحرموا دِمَاءَهُمْ فِي السِّرّ ، واستحلوها في الْعَلَانِيَة ، وصححوا مناكحتهم والتوارث مِنْهُم.
وَزَعَمُوا أنهم فِي ذَلِك محاربون لله وَلِرَسُولِهِ لَا يدينون دين الْحق ، وَقَالُوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض ، والذى اسْتَحَلُّوهُ الْخَيل وَالسِّلَاح، فَأَما الذَّهَب وَالْفِضَّة فإنهم يردونهما على أصحابهما عِنْد الْغَنِيمَة ". انظر : "الفرق بين الفرق" (ص 82 – 83).
وقال الدكتور ناصر العقل:
وأشهر مسألة اختلفوا فيها مع غيرهم من فرق الخوارج، بعد أن فارقوا ابن الزبير حيث لم يبرأ من عثمان رضي الله عنهما، وهي:
مسألة الموقف من المخالفين، أي حكمهم على بقية المسلمين :
فأغلب الخوارج يرون ما عداهم من المسلمين كفارا مشركين، يجب قتالهم، ولا يجوز مناكحتهم ولا إرثهم ولا أكل ذبائحهم ، ودارهم دار حرب.
أما الإباضية، فإنها وإن رأت جواز قتال المسلمين أحيانا، إلا أنها تقول : بأنهم كفار نعمة، ويُجْرون عليهم أحكام الموحدين من حيث النكاح والإرث والسبي والغنائم، وجواز معايشتهم والإقامة بينهم " "الخوارج" (ص 52).
وبهذا انفصل عبد الله بن إباض بجماعته، ونسبوا إليه فلقبوا بـلقب "الإباضية " .
ويقال : إنه ترك مذهبه الخارجي في آخر أمره ، والله أعلم بالحال.
وقال ابن حجر في لسان الميزان :
" عبد الله بن إباض التميمي الإباضي، رأس الإباضية من الخوارج، وهم فرقة كبيرة .
وكان هو فيما قيل: رجع عن بدعته، فتبرأ أصحابه منه، واستمرت نسبتهم إليه ".