هل الإجماع حجة حقاً ؟؟؟؟
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد
فهذه خاطرة خطرت لي عن النوع الثالث من الأدلة الشرعية ألا و هو الإجماع
فما كان فيها من صواب فمن الله
و ما كان من خطأ فمني و من الشيطان
أقول في زماننا هذا هل أضحى الإجماع حجة فعلية أم أنه مجرد باب من أبواب أصول الفقه ندرسه و نجتهد في فهمه و حفظ متونه ثم إذا عاينّا الواقع لم نجد إلا السراب
لا تعجل علي أخي القارئ
سأبدأ الموضوع من الخلف إلى الأمام علّي أستطيع إيصال بغيتي
لو أن أحدا من العلماء اليوم حكى الإجماع على وجوب الصلاة
هل يمكن أن يتصور أن يخطئه أحد ؟؟؟
بالطبع لا
بل سيقال
هذا أمر مستقر و راسخ في الأذهان و لا نحتاج إلى حكاية مثل هذا الإجماع
لكني أكاد أجزم أنه سيأتي اليوم الذي يقال فيه
" و حكي الجماع على وجوب الصلاة لكنه ليس بصحيح لأن فلانا بن فلان قال بالاستحباب"
و جزمي بحدوث ليس من باب ادعاء علم الغيب أو التنجيم
حاشا
إنما هو من فهمي لكلام المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى و الذي أطلعه الله تعالى على حال هذه الأمة حتى قيام الساعة
صلوات ربي و سلامه عليه
فهمت هذا من قوله صلى الله عليه و سلم في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
لتنتقض عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبثت بالتي تليها و أول نقضها الحكم و آخرها الصلاة
أخرجه أحمد و الحاكم و صححه و الألباني
لكني عجبت و أنا أخرج هذا الحديث من تلك الرواية له عن حذيفة رضي الله عنه قال : أول ما تفقدون من دينكم الخشوع و آخر ما تفقدون من دينكم الصلاة و لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة و ليصلين النساء و هن حيض و لتسلكن طريق من كان قبلك حذو القذة بالقذة و حذو النعل بالنعل لا تخطئون طريقهم و لا يخطأنكم حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة فتقول إحداهما : ما بال الصلوات الخمس لقد ضل من كان قبلنا إنما قال الله تبارك و تعالى { أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا من الليل } لا تصلوا إلا ثلاثا و تقول الأخرى : إيمان المؤمنين بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر و لا منافق حق على الله أن يحشرهما مع الدجال
رواه الحاكم و قال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
و قيل أن تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح
و هذه الرواية لو صحت تؤكد المعنى الذي ذهبت إليه أكثر و أكثر
المغزى من الكلام
أمرين
أولهما
إثبات خطأ ما نشاهده اليوم من كثير من العلماء و المفكرين ( زعموا ) من استهانة بحكايات الإجماع للعلماء السالفين و تخطتهم و الاحتجاج عليهم ببعض من خرقوا تلك الإجماعات لتأخر أزمنهم أو لبعد أمكنتهم أو لعدم علمهم بتلك الحكايات
أو الاحتجاج بقول إمام أهل السنة و غيره أنه من حكى الإجماع فقد كذب أو القول أن هذا إجماع ظني و ليس قطعي أو ما إلى ذلك
فربما كانت هناك أمور راسخات كالجبال في أزمانهم حكي فيها إجماع أو لم يحكى من شدة رسوخها هي اليوم أضحت من الأمور المختلف فيها و التي يعذر بعضنا بعضا إن لم نتفق عليها
من أمثلة مما أتصوره كان راسخا مستقرا مسائل كثير مما ننافح عنها هذه الأيام كاللحية و الاسبال و المعازف و عدم جواز التحزب و إمامة المرأة و غيرها من المسائل
الأمر الثاني
حض المصنفين من أهل العلم على الإكثار من حكاية الإجماعات المستقرة في زماننا هذا وعدم السكوت عنها بدعوى أنه من شهرتها لا تحتاج إلى حكاية الإجماع فيها
فمن يدري لعلها تنفع أقواما في أصلاب آبائهم الآن ....
و الله تعالى المستعان
و عليه الكلان
أرجو من المشايخ و طلبة العلم خاصة الأصوليين منهم المتواجدين في المجلس التعقيب و التصويب
و صلى الله على النبي محمد
و على آله و صحبه و سلم
و الحمد لله رب العالمين
أبو يحيى بن يحيى المصري
18 جماد الأول 1429